حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ رَجُلٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ : جَاءَتْ أُمُّ حَبِيبَةَ بِنْتُ أَبِي سُفْيَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فَوَقَفَتْ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ فَقَالَتْ : لَتُخَلُّنَّ بَيْنِي وَبَيْنَ دَفْنِ هَذَا الرَّجُلِ أَوْ لَأَكْشِفَنَّ سِتْرَ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ . فَخَلَّوْهَا ، فَلَمَّا أَمْسَوْا جَاءَ جُبَيْرُ بْنُ مُطْعِمٍ ، وَحَكِيمُ بْنُ حِزَامٍ ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ ، وَأَبُو الْجَهْمِ بْنُ حُذَيْفَةَ ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَسَلٍ ، فَحَمَلُوهُ فَانْتَهَوْا بِهِ إِلَى الْبَقِيعِ ، فَمَنَعَهُمْ مَنْ دَفْنِهِ ابْنُ بَحْرَةَ - وَيُقَالُ : ابْنُ نَحْرَةَ السَّاعِدِيُّ - فَانْطَلَقُوا بِهِ إِلَى حُشِّ كَوْكَبٍ ، وَهُوَ بُسْتَانٌ فِي الْمَدِينَةِ ، فَصَلَّى عَلَيْهِ جُبَيْرٌ ، وَدَفَنُوهُ وَانْصَرَفُوا
حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ دَابِهٍ ، عَنْ شُرَحْبِيلَ بْنِ سَعْدٍ قَالَ : قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَزْهَرَ : لَمْ أَدْخُلْ فِي شَيْءٍ مِنْ أَمْرِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَإِنِّي لَفِي بَيْتِي إِذْ أَتَانِي الْمُنْذِرُ بْنُ الزُّبَيْرِ فَقَالَ : عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوكَ ، فَأَتَيْتُهُ وَهُوَ قَاعِدٌ إِلَى جَنْبِ غِرَارَةِ حِنْطَةٍ فَقَالَ : هَلْ لَكَ إِلَى دَفْنِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ؟ فَقُلْتُ : مَا دَخَلْتُ فِي شَيْءٍ مِنْ أَمْرِهِ ، وَمَا أُرِيدُ ذَاكَ ، فَاحْتَمَلُوهُ ، مَعَهُمْ معَبْدُ بْنُ مَعْمَرٍ ، فَانْتَهَوْا بِهِ إِلَى الْبَقِيعِ ، فَمَنَعَهُمْ مِنْ دَفْنِهِ جَبَلَةُ بْنُ عَمْرٍو السَّاعِدِيُّ ، فَانْطَلَقُوا إِلَى حُشِّ كَوْكَبٍ ، وَمَعَهُمْ عَائِشَةُ بِنْتُ عُثْمَانَ ، مَعَهَا مِصْبَاحٌ فِي حُقٍّ ، فَصَلَّى عَلَيْهِ مِسْوَرُ بْنُ مَخْرَمَةَ ، ثُمَّ حَفَرُوا لَهُ ، فَلَمَّا دَلَّوْهُ صَاحَتْ بِنْتُهُ ، فَلَمْ يَضَعُوا عَلَى لَحْدِهِ لَبِنًا ، وَأَهَالُوا عَلَيْهِ التُّرَابَ ، وَانْصَرَفُوا
حَدَّثَنَا عَلِيٌّ ، عَنْ أَبِي دِينَارٍ ، أَحَدِ بَنِي دِينَارِ بْنِ النَّجَّارِ ، عَنْ مَخْلَدِ بْنِ خُفَافٍ ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ : مَنَعَهُمْ مِنْ دَفْنِ عُثْمَانَ بِالْبَقِيعِ أَسْلَمُ بْنُ أَوْسِ بْنِ بَحْرَةَ السَّاعِدِيُّ قَالَ : فَانْطَلَقُوا بِهِ إِلَى حُشِّ كَوْكَبٍ ، فَصَلَّى عَلَيْهِ حَكِيمُ بْنُ حِزَامٍ ، وَأَدْخَلَ بَنُو أُمَيَّةَ حُشَّ كَوْكَبٍ فِي الْبَقِيعِ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ الْأَخْنَسِ بْنِ شَرِيقٍ الثَّقَفِيِّ ، عَنْ أُمِّهِ حُكَيْمَةَ قَالَتْ : كُنْتُ مَعَ الْأَرْبَعَةِ الَّذِينَ دَفَنُوا عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : جُبَيْرُ بْنُ مُطْعِمٍ ، وَحَكِيمُ بْنُ حِزَامٍ ، وَأَبُو جَهْمِ بْنُ حُذَيْفَةَ ، وَنَيَّارُ بْنُ مُكْرَمٍ الْأَسْلَمِيُّ ، وَحَمَلُوهُ عَلَى بَابٍ ، أَسْمَعُ قَرْعَ رَأْسِهِ عَلَى الْبَابِ كَأَنَّهُ دُبَّاءَةٌ ، وَيَقُولُ : دُبْ دُبْ ، حَتَّى جَاءُوا بِهِ حُشَّ كَوْكَبٍ ، فَدُفِنَ ، ثُمَّ هُدِمَ عَلَيْهِ الْجِدَارُ ، وَصُلِّيَ عَلَيْهِ هُنَالِكَ وَحُشُّ كَوْكَبٍ : مَوْضِعٌ فِي أَصْلِ الْحَائِطِ الَّذِي فِي شَرْقِيِّ الْبَقِيعِ الَّذِي يُقَالُ لَهُ : خَضْرَاءُ أَبَانَ ، وَهُوَ أَبَانُ بْنُ عُثْمَانَ
حَدَّثَنَا أَبُو شَبَّةَ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبِي عَمْرٍو قَالَ : أَخْبَرَنِي مُوسَى بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ : قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : اتَّكَأَ الْوَلِيدُ عَلَى يَدِي حِينَ قَدِمَ الْمَدِينَةَ ، فَجَعَلَ يَطُوفُ الْمَسْجِدَ يَنْظُرُ إِلَى بِنَائِهِ ، ثُمَّ إِلَى بَيْتِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَوَقَفَ عَلَيْهِ ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيَّ فَقَالَ : أَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ قَالَ : فَأَيْنَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عُثْمَانُ ؟ قَالَ : فَاللَّهُ يَعْلَمُ أَنِّي لَظَنَنْتُ أَنَّهُ لَا يَبْرَحُ حَتَّى يُخْرِجَهُمَا ، فَقُلْتُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، إِنَّ النَّاسَ كَانُوا حِينَ قُتِلَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي فِتْنَةٍ وَشُغْلٍ ، فَذَاكَ الَّذِي مَنَعَهُمْ مِنْ أَنْ يَدْفِنُوهُ مَعَهُمْ . فَسَكَتَ
حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عُمَيْرٍ قَالَ : حَدَّثَنَا أَسَدُ بْنُ مُوسَى ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ جَامِعِ بْنِ صُبَيْحٍ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ : أَخْبَرَنِي يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ فَرُّوخٍ قَالَ : كُنَّا مَعَ طَلْحَةَ فَقَالَ لِي وَلِابْنِ أَخِيهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ : انْطَلِقَا فَانْظُرَا مَا فَعَلَ الرَّجُلُ ؟ قَالَ : فَدَخَلْنَا فَإِذَا هُوَ مُسَجًّى بِثَوْبٍ أَبْيَضَ ، فَرَجَعْنَا إِلَى طَلْحَةَ فَأَخْبَرْنَاهُ فَقَالَ : قُومُوا إِلَى صَاحِبِكُمْ فَوَارُوهُ . فَانْطَلَقْنَا فَجَمَعْنَا عَلَيْهِ ثِيَابَهُ كَمَا يُصْنَعُ بِالشَّهِيدِ ، ثُمَّ أَخْرَجْنَاهُ لِنُصَلِّيَ عَلَيْهِ . فَقَالَتِ الْمِصْرِيَّةُ : وَاللَّهِ لَا يُصَلَّى عَلَيْهِ فَقَالَ أَبُو الْجَهْمِ بْنُ حُذَيْفَةَ : وَاللَّهِ إِنْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُصَلُّوا عَلَيْهِ ، قَدْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ . فَنَهَزُوهُ سَاعَةً بِنِعَالِ سُيُوفِهِمْ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنْ قَدْ قَتَلُوهُ ، ثُمَّ أَرَادُوا دَفْنَهُ مَعَ نَبِيِّ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ - وَكَانَ قَدِ اسْتَوْهَبَ مِنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا مَوْضِعَ قَبْرٍ فَوَهَبَتْ لَهُ - فَأَبَوْا وَقَالُوا : مَا سَارَ بِسِيرَتِهِمْ فَيُدْفَنَ مَعَهُمْ . فَدُفِنَ فِي مَقْبَرَةٍ كَانَ اشْتَرَاهَا فَزَادَهَا فِي الْمَقْبَرَةِ ، فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ دُفِنَ فِيهَا قَالَ أَسَدٌ : فَأَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمَرْزُبَانِ ، أَنَّ عَمْرَو بْنَ عُثْمَانَ صَلَّى عَلَيْهِ يَوْمَئِذٍ