حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ ، حَدَّثَنِي جَدِّي ، قَالَ : حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خَيْثَمٍ ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ ، أَنَّهُ قَالَ فِي زَمْزَمَ : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهَا لَفِي كِتَابِ اللَّهِ مَضْنُونَةٌ ، وَإِنَّهَا لَفِي كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى بَرَّةُ وَإِنَّهَا لَفِي كِتَابِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ شَرَابُ الْأَبْرَارِ ، وَإِنَّهَا لَفِي كِتَابِ اللَّهِ طَعَامُ طُعْمٍ ، وَشِفَاءُ سُقْمٍ
حَدَّثَنِي جَدِّي ، عَنِ الزَّنْجِيِّ ، عَنِ ابْنِ خَيْثَمٍ ، قَالَ : قَدِمَ عَلَيْنَا وَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ فَاشْتَكَى ، فَجِئْنَاهُ نَعُودُهُ فَإِذَا عِنْدَهُ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ ، قَالَ : فَقُلْنَا : لَوِ اسْتَعْذَبْتَ فَإِنَّ هَذَا مَاءٌ فِيهِ غِلَظٌ ، قَالَ : مَا أُرِيدُ أَنْ أَشْرَبَ حَتَّى أُخْرِجَ مِنْهَا غَيْرَهُ ، وَالَّذِي نَفْسُ وَهْبٍ بِيَدِهِ إِنَّهَا لَفِي كِتَابِ اللَّهِ زَمْزَمَ ، لَا تَنْزِفُ وَلَا تُذَمُّ ، وَإِنَّهَا لَفِي كِتَابِ اللَّهِ بَرَّةُ شَرَابُ الْأَبْرَارِ ، وَإِنَّهَا لَفِي كِتَابِ اللَّهِ مَضْنُونَةٌ ، وَإِنَّهَا لَفِي كِتَابِ اللَّهِ طَعَامُ طُعْمٍ وَشِفَاءُ سُقْمٍ ، وَالَّذِي نَفْسُ وَهْبٍ بِيَدِهِ لَا يَعْمِدُ إِلَيْهَا أَحَدٌ فَيَشْرَبُ مِنْهَا ، حَتَّى يَتَضَلَّعَ إِلَّا نَزَعَتْ مِنْهُ دَاءً وَأَحْدَثَتْ لَهُ شِفَاءً
حَدَّثَنِي جَدِّي ، قَالَ : حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ ، عَنْ كَعْبٍ ، أَنَّهُ قَالَ : لِزَمْزَمَ ، إِنَّا لَنَجِدُهَا مَضْنُونَةٌ ضُنَّ بِهَا لَكُمْ ، أَوَّلُ مَنْ سَقَى مَاءَهَا إِسْمَاعِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ طَعَامُ طُعْمٍ ، وَشِفَاءُ سُقْمٍ
حَدَّثَنِي جَدِّي ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، قَالَ : مَاءُ زَمْزَمَ لِمَا شُرِبَ لَهُ ، إِنْ شَرِبْتَهُ تُرِيدُ شِفَاءً شَفَاكَ اللَّهُ ، وَإِنْ شَرِبْتَهُ لِظَمَأٍ أَرْوَاكَ اللَّهُ ، وَإِنْ شَرِبْتَهُ لِجُوعٍ أَشْبَعَكَ اللَّهُ ، وَهِيَ هَزْمَةُ جِبْرِيلَ بِعَقِبِهِ وَسُقْيَا اللَّهِ إِسْمَاعِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ أَبُو الْوَلِيدِ : وَالْهَزْمَةُ الْغَمْرَةُ بِالْعَقِبِ فِي الْأَرْضِ ، وَقَالَ زَمْزَمُ : شُقَّتْ مِنَ الْهَزْمَةِ
حَدَّثَنِي جَدِّي ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ فُرَاتِ الْقَزَّازِ ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَلِيًّا ، يَقُولُ : خَيْرُ وَادِيَيْنِ فِي النَّاسِ وَادِي مَكَّةَ وَوَادٍ بِالْهِنْدِ الَّذِي هَبَطَ بِهِ آدَمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ ، وَمِنْهُ يُؤْتَى بِهَذَا الطِّيبِ الَّذِي يَتَطَيَّبُونَ بِهِ ، وَشَرُّ وَادِيَيْنِ فِي النَّاسِ وَادٍ بِالْأَحْقَافِ ، وَوَادٍ بِحَضْرَمَوْتَ ، يُقَالُ لَهُ : بَرَهُوتَ ، وَخَيْرُ بِئْرٍ فِي النَّاسِ بِئْرُ زَمْزَمَ ، وَشَرُّ بِئْرٍ فِي النَّاسِ بَلَهُوتَ ، وَإِلَيْهَا تَجْتَمِعُ أَرْوَاحُ الْكُفَّارِ ، وَهِيَ فِي بَرَهُوتَ
حَدَّثَنَا جَدِّي ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ أَبِي حُسَيْنٍ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ , صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ , بَعَثَ إِلَى سُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو يَسْتَهْدِيهِ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ بِرَاوِيَتَيْنِ ، وَجَعَلَ عَلَيْهِمَا كَرًّا غُوطِيًّا
حَدَّثَنِي جَدِّي ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ سَالِمٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ سَاجٍ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي حُسَيْنٍ ، أَنَّهُ قَالَ : كَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ , صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ , إِلَى سُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو ، إِنْ جَاءَكَ كِتَابِي هَذَا لَيْلًا فَلَا تُصْبِحَنَّ ، وَإِنْ جَاءَكَ نَهَارًا فَلَا تَمْسِيَنَّ حَتَّى تَبْعَثَ إِلَيَّ بِمَاءِ زَمْزَمَ ، فَاسْتَعَانَتِ امْرَأَتُهُ بأُثَيْلَةَ الْخُزَاعِيَّةِ جَدَّةِ أَيُّوبَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ فَأَدْلَجْنَاهُمَا وَجَوَارِيَهُمَا ، فَلَمْ يُصْبِحْ حَتَّى قَرَنَا مَزَادَتَيْنِ وَفَرَغَتَا مِنْهُمَا ، فَجَعَلَهُمَا فِي كُرَّيْنِ غُوطِيِّينَ ، ثُمَّ مَلَأَهُمَا وَبَعَثَ بِهِمَا عَلَى بَعِيرٍ
حَدَّثَنِي جَدِّي ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْوَرْدِ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ الْمَخْزُومِيُّ ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ ، قَالَ : بَيْنَمَا أَنَا لَيْلَةً فِي جَوْفِ اللَّيْلِ عِنْدَ زَمْزَمَ جَالِسٌ إِذْ نَفَرٌ يَطُوفُونَ ، عَلَيْهِمْ ثِيَابٌ بِيضٌ لَمْ أَرَ بَيَاضَ ثِيَابِهِمْ لِشَيْءٍ قَطُّ ، فَلَمَّا فَرَغُوا صَلُّوا قَرِيبًا مِنِّي ، فَالْتَفَتَ بَعْضُهُمْ فَقَالَ لِأَصْحَابِهِ : اذْهَبُوا بِنَا نَشْرَبُ مِنْ شَرَابِ الْأَبْرَارِ ، قَالَ : فَقَامُوا وَدَخَلُوا زَمْزَمَ ، فَقُلْتُ : وَاللَّهِ لَوْ دَخَلْتُ عَلَى الْقَوْمِ فَسَأَلْتُهُمْ ، فَقُمْتُ فَدَخَلتُ فَإِذَا لَيْسَ فِيهَا مِنَ الْبَشَرِ أَحَدٌ
حَدَّثَنِي جَدِّي ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْوَرْدِ ، عَنْ رَجُلٍ يُقَالُ لَهُ رَبَاحٌ مَوْلًى لِآلِ الْأَخْنَسِ أَنَّهُ قَالَ : أَعْتَقَنِي أَهْلِي فَدَخَلْتُ مِنَ الْبَادِيَةِ إِلَى مَكَّةَ ، فَأَصَابَنِي بِهَا جُوعٌ شَدِيدٌ حَتَّى كُنْتُ أُكَوِّمُ الْحَصَا ، ثُمَّ أَضَعُ كَبِدِي عَلَيْهِ ، قَالَ : فَقُمْتُ ذَاتَ لَيْلَةٍ إِلَى زَمْزَمَ فَنَزَعْتُ فَشَرِبْتُ لَبَنًا ، كَأَنَّهُ لَبَنُ غَنَمٍ مَسْتَوْحِمَةٍ أَنْفَاسًا
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى ، عَنِ الْوَاقِدِيِّ ، عَنِ ابْنِ أَبِي سَبْرَةَ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْقَيْسِيِّ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْحَكَمِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ غَنَمَةَ ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، قَالَ : تَنَافَسَ النَّاسُ فِي زَمْزَمَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ حَتَّى إِنْ كَانَ أَهْلُ الْعِيَالِ يَغْدُونَ بِعِيَالِهِمْ ، فَيَشْرَبُونَ مِنْهَا فَتَكُونُ صَبُوحًا لَهُمْ ، وَقَدْ كُنَّا نَعُدُّهَا عَوْنًا عَلَى الْعِيَالِ
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى ، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ أَبِي الْعَبَّاسِ ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ ، قَالَ : سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ ، يَقُولُ : كَانَتْ تُسَمَّى فِي الْجَاهِلِيَّةِ شُبَاعَةَ - يَعْنِي زَمْزَمَ - وَيَزْعُمُ أَنَّهَا نِعْمَ الْعَوْنُ عَلَى الْعِيَالِ
وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى ، عَنِ الْوَاقِدِيِّ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُؤَمَّلِ ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ، عَنْ جَابِرٍ ، عَنِ النَّبِيِّ , صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ , قَالَ : مَاءُ زَمْزَمَ لِمَا شُرِبَ لَهُ
وَعَنِ الْوَاقِدِيِّ ، عَنْ عَبْدِ الْمَجِيدِ بْنِ عِمْرَانَ ، عَنْ خَالِدِ بْنِ كَيْسَانَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ , صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ , : التَّضَلُّعُ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ بَرَاءَةٌ مِنَ النِّفَاقِ
وَحَدَّثَنِي جَدِّي ، عَنْ سَعِيدٍ ، عَنْ عُثْمَانَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ ، عَنْ رَجُلٍ ، مِنَ الْأَنْصَارِ عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ , صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ , قَالَ : عَلَامَةُ مَا بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْمُنَافِقِينَ أَنْ يُدْلُوا دَلْوًا مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ فَيَتَضَلَّعُونَ مِنْهَا
وَعَنِ الْوَاقِدِيِّ ، عَنِ الثَّوْرِيِّ ، عَنْ مُغِيرَةَ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ عَطَاءٍ أَنَّ كَعْبَ الْأَحْبَارِ حَمَلَ مِنْهَا ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَاوِيَةً إِلَى الشَّامِ
وَعَنِ الْوَاقِدِيِّ ، عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ مَكْحُولٍ ، عَنْ كَعْبِ الْأَحْبَارِ أَنَّهُ كَانَ يَحْمِلُ مَعَهُ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ يَتَزَوَّدُهُ إِلَى الشَّامِ
وَعَنِ الْوَاقِدِيِّ ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذُؤَيْبٍ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبَّاسٍ ، عَنْ بَابَاهُ مَوْلَى الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، قَالَ : جَاءَ كَعْبُ الْأَحْبَارِ بِإِدَاوَةٍ مِنْ مَاءٍ إِلَى زَمْزَمَ ، وَنَحْنُ نَنْزِعُ عَلَيْهَا فَنَحَّيْنَاهُ عَنْهُا ، فَقَالَ الْعَبَّاسُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : دَعُوهُ يُفْرِغْهَا فِيهَا ، وَاسْتَقَى مِنْهُمَا إِدَاوَةً ، وَقَالَ : إِنَّهُمَا لَيَتَعَارَفَانِ - يَعْنِي إِيلِيَا وَزَمْزَمَ
حَدَّثَنِي جَدِّي ، قَالَ : حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَنْبَسَةُ بْنُ سَعِيدٍ الرَّازِيُّ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْخَاطِبِيِّ ، عَنْ عَطَاءٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : صَلُّوا فِي مُصَلَّى الْأَخْيَارِ ، وَاشْرَبُوا مِنْ شَرَابِ الْأَبْرَارِ ، وَقِيلَ لِابْنِ عَبَّاسٍ : مَا مُصَلَّى الْأَخْيَارِ ؟ قَالَ : تَحْتَ الْمِيزَابِ ، قِيلَ : وَمَا شَرَابُ الْأَبْرَارِ ؟ قَالَ : مَاءُ زَمْزَمَ
حَدَّثَنِي جَدِّي ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ سَالِمٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ سَاجٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَنَّهُ يُقَالُ : خَيْرُ مَاءٍ فِي الْأَرْضِ مَاءُ زَمْزَمَ وَشَرُّ مَاءٍ فِي الْأَرْضِ مَاءُ بَرَهُوتَ - شِعْبٌ مِنْ شِعَابِ حَضْرَمَوْتَ - وَخَيْرُ بِقَاعِ الْأَرْضِ الْمَسَاجِدَ ، وَشَرُّ بِقَاعِ الْأَرْضِ الْأَسْوَاقَ
حَدَّثَنِي جَدِّي ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ سَالِمٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ سَاجٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي يَزِيدَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ قَارِظٍ ، أَنَّ زُبَيْدَ بْنَ الصَّلْتِ ، أَخْبَرَهُ أَنَّ كَعْبًا قَالَ : لِزَمْزَمَ : بَرَّةُ ، َمَضْنُونَةُ ضُنَّ بِهَا لَكُمْ ، أَوَّلُ مَنْ أُخْرِجَتْ لَهُ إِسْمَاعِيلُ ، وَنَجْدُهَا طَعَامُ طُعْمٍ ، وَشِفَاءُ سُقْمٍ
قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ : وَأَخْبَرَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ ، عَنْ شَيْخٍ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ ، قَالَ : سَمِعْتُ كَعْبًا يَقُولُ : إِنِّي لَأَجِدُ فِي كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى الْمُنَزَّلَ أَنَّ زَمْزَمَ طَعَامُ طُعْمٍ ، وَشِفَاءُ سُقْمٍ
حَدَّثَنِي جَدِّي ، قَالَ : حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ سَاجٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي الْكَلْبِيُّ ، عَنْ عَوْنِ بْنِ حُمَيْدِ بْنِ مُلٍّ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ ابْنِ أَخِي أَبِي ذَرٍّ ، أَنَّهُ قَالَ : قَالَ لِي عَمِّي أَبُو ذَرٍّ : يَا ابْنَ أَخِي فِي حَدِيثِ حَدَّثَ بِهِ عَنْ مَقْدَمِ أَبِي ذَرٍّ ، مَكَّةَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ , صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ , وَكَانَ فِي حَدِيثِهِمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ , صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ , قَالَ : مَتَى كُنْتَ هَاهُنَا ؟ ، قَالَ : قُلْتُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ بَيْنَ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ ، وَمَا لِي طَعَامٌ وَلَا شَرَابٌ إِلَّا مَاءُ زَمْزَمَ ، فَمَا أَجِدُ عَلَى كَبِدِي سُخْفَةَ وَجَعٍ ، وَلَقَدْ تَكَسَّرَتْ عُكَنُ بَطْنِي ، فَقَالَ : إِنَّهَا طَعَامُ طُعْمٍ
حَدَّثَنِي جَدِّي ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ سَالِمٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ سَاجٍ ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي رَبَاحٌ ، عَنِ الْأَسْوَدِ ، قَالَ : كُنْتُ مَعَ أَهْلِي بِالْبَادِيَةِ فَاتُّبِعْتُ بِمَكَّةَ فَأُعْتِقْتُ فَمَكَثْتُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ لَا أَجِدُ شَيْئًا آكُلُهُ ، قَالَ : فَمَكَثْتُ أَشْرَبُ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ فَانْطَلَقْتُ حَتَّى أَتَيْتُ زَمْزَمَ فَبَرَكْتُ عَلَى رُكْبَتِيَّ مَخَافَةَ أَنْ أَسْتَقِيَ ، وَأَنَا قَائِمٌ ، فَيَرْفَعُنِي الدَّلْوَ مِنَ الْجَهْدِ ، فَجَعَلْتُ أَنْزِعُ قَلِيلًا قَلِيلًا حَتَّى أَخْرَجْتُ الدَّلْوَ فَشَرِبْتُ فَإِذَا أَنَا بِصَرِيفِ اللَّبَنِ بَيْنَ ثَنَايَايَ ، فَقُلْتُ : لَعَلِّي نَاعِسٌ فَضَرَبْتُ بِالْمَاءِ عَلَى وَجْهِيَ ، وَانْطَلَقْتُ وَأَنَا أَجِدُ قُوَّةَ اللَّبَنِ وَشِبَعَهُ
حَدَّثَنِي جَدِّي ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ سَالِمٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ سَاجٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ ، أَنَّ رَاعِيًا ، كَانَ يَرْعَى ، وَكَانَ مِنَ الْعُبَّادِ ، فَكَانَ إِذَا ظَمِئَ وَجَدَ فِيهَا لَبَنًا ، وَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَتَوَضَّأَ وَجَدَ فِيهَا مِنْ مَاءٍ
حَدَّثَنِي جَدِّي ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ سَالِمٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ سَاجٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي مُقَاتِلٌ ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ ، قَالَ : بَلَغَنِي أَنَّ التَّضَلُّعَ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ بَرَاءَةٌ مِنَ النِّفَاقِ ، وَأَنَّ مَاءَهَا يَذْهَبُ بِالصُّدَاعِ ، وَأَنَّ الْإِطِّلَاعَ فِيهَا يَجْلُو الْبَصَرَ وَأَنَّهُ سَيَأْتِي عَلَيْهِ زَمَانٌ يَكُونُ أَعْذَبَ مِنَ النِّيلِ وَالْفُرَاتِ قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ الْخُزَاعِيُّ : وَقَدْ رَأَيْنَا ذَلِكَ فِي سَنَةِ إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ ، وَذَلِكَ أَنَّهُ أَصَابَ مَكَّةَ أَمْطَارٌ كَثِيرَةٌ فَسَالَ وَادِيهَا بِأَسْيَالٍ عِظَامٍ فِي سَنَةِ تِسْعٍ وَسَبْعِينَ وَسَنَةِ ثَمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ ، فَكَثُرَ مَاءُ زَمْزَمَ وَارْتَفَعَ حَتَّى كَانَ قَارَبَ رَأْسَهَا ، فَلَمْ يَكُنْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ شَفَتِهَا الْعُلْيَا إِلَّا سَبْعَةُ أَذْرُعٍ أَوْ نَحْوَهَا ، وَمَا رَأَيْتُهَا قَطُّ كَذَلِكَ ، وَلَا سَمِعْتُ مَنْ يَذْكُرُ أَنَّهُ رَآهَا كَذَلِكَ ، وَعَذُبَتْ جِدًّا حَتَّى كَانَ مَاؤُهَا أَعْذَبَ مِنْ مِيَاهِ مَكَّةَ الَّتِي يَشْرَبُهَا أَهْلُهَا ، وَكُنْتُ أَنَا وَكَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ نَخْتَارُ الشَّرَابَ مِنْهَا لِعُذُوبَتِهِ ، وَأَنَّا رَأَيْنَاهُ أَعْذَبَ مِنْ مِيَاهِ الْعُيُونِ ، وَلَمْ أَسْمَعْ أَحَدًا مِنَ الْمَشَايِخِ يَذْكُرُ أَنَّهُ رَآهَا بِهَذِهِ الْعُذُوبَةِ ، ثُمَّ غَلُظَتْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي سَنَةِ ثَلَاثَةٍ وَثَمَانِينَ وَمَا بَعْدَهَا ، وَكَانَ الْمَاءُ فِي الْكَثْرَةِ عَلَى حَالِهِ ، وَكُنَّا نُقَدِّرُ أَنَّهَا لَوْ كَانَتْ فِي بَطْنِ وَادِي مَكَّةَ لَسَالَ مَاؤُهَا عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ ؛ لِأَنَّ الْمَسْجِدَ أَرْفَعُ مِنَ الْوَادِي وَزَمْزَمَ أَرْفَعُ مِنَ الْمَسْجِدِ ، وَكَانَتْ فِجَاجُ مَكَّةَ وَشِعَابُهَا فِي هَاتَيْنِ السَّنَتَيْنِ وَبُيُوتُهُا الَّتِي فِي هَذِهِ الْمَوَاضِعِ تَتَفَجَّرُ مَاءً