قَالَ : أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِيهِ : أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ كَانَ يَلْبَسُ الْحَرِيرَ مِنْ شَرًى كَانَ بِهِ
قَالَ : أَخْبَرَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مَالِكٍ الْمُزَنِيُّ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ : كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ رَجُلًا شَرِيًّا ، فَاسْتَأْذَنَ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فِي قَمِيصٍ حَرِيرٍ فَأَذِنَ لَهُ قَالَ الْحَسَنُ : وَكَانَ الْمُسْلِمُونَ يَلْبَسُونَ الْحَرِيرَ فِي الْحَرْبِ
قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ قَالَ : سُئِلَ سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ عَنِ الْحَرِيرِ ، فَأَخْبَرَنَا عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ : أَنَّ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ رَخَّصَ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ فِي قَمِيصٍ مِنْ حَرِيرٍ فِي سَفَرٍ مِنْ حِكَّةٍ كَانَ يَجِدُهَا بِجِلْدِهِ
قَالَ : أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الْأَزْرَقُ قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو جَنَابٍ الْكَلْبِيُّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ : شَكَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ كَثْرَةَ الْقُمَّلِ وَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، تَأْذَنُ لِي أَنْ أَلْبَسَ قَمِيصًا مِنْ حَرِيرٍ ؟ قَالَ : فَأَذِنَ لَهُ ، فَلَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ وَقَامَ عُمَرُ أَقْبَلَ بِابْنِهِ أَبِي سَلَمَةَ وَعَلَيْهِ قَمِيصٌ مِنْ حَرِيرٍ ، فَقَالَ عُمَرُ : مَا هَذَا ؟ ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ فِي جَيْبِ الْقَمِيصِ فَشَقَّهُ إِلَى سُفْلِهِ ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ : مَا عَلِمْتَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أَحَلَّهُ لِي ؟ فَقَالَ : إِنَّمَا أَحَلَّهُ لَكَ لِأَنَّكَ شَكَوْتَ إِلَيْهِ الْقُمَّلَ ، فَأَمَّا لِغَيْرِكَ فَلَا
قَالَ : أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ ، وَعَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلَابِيُّ ، قَالَا : أَخْبَرَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى قَالَ : أَخْبَرَنَا قَتَادَةُ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : شَكَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ وَالزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ الْقُمَّلَ فَرَخَّصَ لَهُمَا فِي قَمِيصِ الْحَرِيرِ فِي غَزَاةٍ لَهُمَا . قَالَ عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ فِي حَدِيثِهِ قَالَ : فَرَأَيْتُ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا قَمِيصًا مِنْ حَرِيرٍ
قَالَ : أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ : أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ قَالَ : رُخِّصَ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ فِي لُبْسِ الْحَرِيرِ
قَالَ : أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ أَبُو نُعَيْمٍ ، أَخْبَرَنَا مِسْعَرٌ ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ : كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ يَلْبَسُ الْبُرْدَ أَوِ الْحُلَّةَ تُسَاوِي خَمْسُمِائَةٍ أَوْ أَرْبَعُمِائَةٍ
قَالَ : أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ يَعْلَى بْنِ الْحَارِثِ ، حَدَّثَنِي مِنْدَلُ بْنُ عَلِيٍّ الْعَنَزِيُّ ، عَنْ أَبِي فَرْوَةَ ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي مَرْثَدٍ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ : رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ عَمَّمَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ بِعِمَامَةٍ سَوْدَاءَ وَقَالَ : هَكَذَا تَعَمَّمْ
قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، عَنْ زَكَرِيَّاءُ بْنِ أَبِي زَائِدَةَ ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ : كَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ إِذَا أَتَى مَكَّةَ كَرِهَ أَنْ يَنْزِلَ مَنْزِلَهُ الَّذِي هَاجَرَ مِنْهُ قَالَ يَزِيدُ فِي حَدِيثِهِ : مَنْزِلُهُ الَّذِي كَانَ يَنْزِلُهُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ حَتَّى يَخْرُجَ مِنْهُ
قَالَ : أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الدِّمَشْقِيُّ قَالَ : أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ أَبِي مَالِكٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : يَا ابْنَ عَوْفٍ ، إِنَّكَ مِنَ الْأَغْنِيَاءِ ، وَلَنْ تَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا زَحْفًا ، فَأَقْرِضِ اللَّهَ يُطْلِقْ لَكَ قَدَمَيْكَ ، قَالَ ابْنُ عَوْفٍ : وَمَا الَّذِي أُقْرِضُ اللَّهَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ ، قَالَ : تَبْدَأُ بِمَا أَمْسَيْتَ فِيهِ ، قَالَ : أَمِنْ كُلِّهِ أَجْمَعَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : فَخَرَجَ ابْنُ عَوْفٍ وَهُوَ يَهُمُّ بِذَلِكَ ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَقَالَ : إِنَّ جِبْرِيلَ قَالَ : مُرِ ابْنَ عَوْفٍ فَلْيُضِفِ الضَّيْفَ ، وَلْيُطْعِمِ الْمِسْكِينَ ، وَلْيُعْطِ السَّائِلَ ، وَيَبْدَأْ بِمَنْ يَعُولُ ، فَإِنَّهُ إِذَا فَعَلَ ذَلِكَ كَانَ تَزْكِيَةَ مَا هُوَ فِيهِ
قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّقِّيُّ قَالَ : قَالَ أَبُو الْمَلِيحِ ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي مَرْزُوقٍ قَالَ : قَدِمَتْ عِيرٌ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ : فَكَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ يَوْمَئِذٍ رَجَّةٌ ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ : مَا هَذَا ؟ قِيلَ لَهَا : هَذِهِ عِيرُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَدِمَتْ ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ : أَمَا إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَقُولُ : كَأَنِّي بِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ عَلَى الصِّرَاطِ ، يَمِيلُ بِهِ مَرَّةً ، وَيَسْتَقِيمُ أُخْرَى حَتَّى يُفْلِتَ وَلَمْ يَكَدْ ، قَالَ : فَبَلَغَ ذَلِكَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ فَقَالَ : هِيَ وَمَا عَلَيْهَا صَدَقَةٌ قَالَ : وَمَا كَانَ عَلَيْهَا أَفْضَلُ مِنْهَا ، قَالَ : وَهِيَ يَوْمَئِذٍ خَمْسُمِائَةِ رَاحِلَةٍ
قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأُوَيْسِيُّ الْمَدَنِيُّ ، وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الْأَزْرَقِيُّ الْمَكِّيُّ ، قَالَا : أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُصَيْنِ ، عَنْ عَوْفِ بْنِ الْحَارِثِ ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَتْ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَقُولُ لِأَزْوَاجِهِ : إِنَّ الَّذِي يُحَافِظُ عَلَيْكُنَّ بَعْدِي لَهُوَ الصَّادِقُ الْبَارُّ ، اللَّهُمَّ اسْقِ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ مِنْ سَلْسَبِيلِ الْجَنَّةِ قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْرَقِيُّ فِي حَدِيثِهِ : وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ : فَحَدَّثَنِي بَعْضُ أَهْلِي مِنْ وَلَدِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ : أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ بَاعَ أَمْوَالَهُ مِنْ كَيْدَمَةَ وَهُوَ سَهْمُهُ مِنْ بَنِي النَّضِيرِ بِأَرْبَعِينَ أَلْفِ دِينَارٍ ، فَقَسَمَهَا عَلَى أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ
قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ عَمْرٍو الْعَقَدِيُّ قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ ، عَنْ أُمِّ بَكْرِ بِنْتِ الْمِسْوَرِ : أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ بَاعَ أَرْضًا لَهُ مِنْ عُثْمَانَ بِأَرْبَعِينَ أَلْفِ دِينَارٍ ، فَقَسَمَ ذَلِكَ فِي فُقَرَاءِ بَنِي زُهْرَةَ ، وَفِي ذِي الْحَاجَةِ مِنَ النَّاسِ ، وَفِي أُمَّهَاتِ الْمُؤْمِنِينَ . قَالَ الْمِسْوَرُ : فَأَتَيْتُ عَائِشَةَ بِنَصِيبِهَا مِنْ ذَلِكَ ، فَقَالَتْ : مَنْ أَرْسَلَ بِهَذَا ؟ قُلْتُ : عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ فَقَالَتْ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : لَا يَحْنُو عَلَيْكُنَّ بَعْدِي إِلَّا الصَّابِرُونَ ، سَقَى اللَّهُ ابْنَ عَوْفٍ مِنْ سَلْسَبِيلِ الْجَنَّةِ