قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُحَارِبِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ : حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ قَالَتْ : لَمَّا دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ مَكَّةَ وَاطْمَأَنَّ وَجَلَسَ فِي الْمَسْجِدِ أَتَاهُ أَبُو بَكْرٍ بِأَبِي قُحَافَةَ ، فَلَمَّا رَآهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : يَا أَبَا بَكْرٍ ، أَلَا تَرَكْتَ الشَّيْخَ حَتَّى أَكُونَ أَنَا الَّذِي أَمْشِي إِلَيْهِ ؟ . قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، هُوَ أَحَقُّ أَنْ يَمْشِيَ إِلَيْكَ مِنْ أَنْ تَمْشِيَ إِلَيْهِ . فَأَجْلَسَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بَيْنَ يَدَيْهِ ، وَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى قَلْبِهِ ، وَقَالَ : يَا أَبَا قُحَافَةَ ، أَسْلِمْ تَسْلَمْ . قَالَ : فَأَسْلَمَ وَشَهِدَ بِشَهَادَةِ الْحَقِّ . قَالَ : وَأُدْخِلَ عَلَيْهِ وَرَأْسُهُ وَلِحْيَتُهُ كَأَنَّهُ ثَغَامَةٌ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : غَيِّرُوا هَذَا الشَّيْبَ ، وَجَنِّبُوهُ السَّوَادَ
قَالَ : أَخْبَرَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ : حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُلَاثَةَ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ قَالَ : لَمَّا فُتِحَتْ مَكَّةُ جَاءَ أَبُو بَكْرٍ بِأَبِيهِ يَحْمِلُهُ حَتَّى بَايَعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : أَلَا كُنْتَ تَرَكْتَ الشَّيْخَ فِي مَنْزِلِهِ حَتَّى نَكُونَ نَحْنُ الَّذِي نَأْتِيهِ ؟ . وَكَأَنَّ رَأْسَهُ ثَغَامَةٌ ، فَقَالَ : غَيِّرْ هَذَا الْبَيَاضَ وَجَنِّبْهُ السَّوَادَ
قَالَ : أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَسَدِيُّ ، عَنْ لَيْثٍ ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ : جِيءَ بِأَبِي قُحَافَةَ يَوْمَ الْفَتْحِ وَكَأَنَّ رَأْسَهُ ثَغَامَةٌ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : اذْهَبُوا بِهِ إِلَى بَعْضِ نِسَائِهِ فَلْيُغَيِّرْنَهُ ، وَجَنِّبُوهُ السَّوَادَ
قَالَ : أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ : أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ ، عَنْ عِيسَى بْنِ أَبِي عَزَّةَ ، عَنْ عَامِرٍ قَالَ : أُتِيَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بِأَبِي قُحَافَةَ فَقَالُوا : إِنَّهُ قَدْ أَسْلَمَ ، أَشْعَثَ أَبْيَضَ الرَّأْسِ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : غَيِّرُوا رَأْسَهُ وَلِحْيَتَهُ ، وَخَالِفُوا الْيَهُودَ ، قَالُوا : بِمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ
قَالَ : أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُؤَمَّلِ ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ قَالَ : أُتِيَ بِأَبِي قُحَافَةَ إِلَى النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَكَأَنَّ رَأْسَهُ ثَغَامَةٌ ، فَبَايَعَهُ ، ثُمَّ قَالَ : غَيِّرُوا رَأْسَ الشَّيْخِ بِالْحِنَّاءِ
قَالَ : أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ : حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ طَلْحَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ ، أَتَى بِأَبِي قُحَافَةَ إِلَى النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَوْمَ الْفَتْحِ فَأَسْلَمَ عِنْدَهُ ، فَقَالَ : غَيِّرُوهُ بِحِنَّاءٍ يَعْنِي رَأْسَهُ
قَالَ : أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى قَالَ : حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ : أُتِيَ بِأَبِي قُحَافَةَ ، أَوْ جَاءَ عَامَ الْفَتْحِ وَرَأْسُهُ وَلِحْيَتُهُ مِثْلُ الثَّغَامِ ، أَوِ الثَّغَامَةِ قَالَ : فَأُمِرَ بِهِ إِلَى نِسَائِهِ ، فَقَالَ : غَيِّرُوا هَذَا الشَّيْبَ . قُلْتُ لِأَبِي الزُّبَيْرِ : أَقَالَ : جَنِّبُوهُ السَّوَادَ ؟ قَالَ : لَا
قَالَ : أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ أَبُو قَطَنٍ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو حَنِيفَةَ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ : كَأَنَّمَا أَنْظُرُ إِلَى لِحْيَةِ أَبِي قُحَافَةَ كَأَنَّهَا ضِرَامُ عَرْفَجٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : مَاتَ أَبُو قُحَافَةَ فِي الْمُحَرَّمِ سَنَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ مِنَ الْهِجْرَةِ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، وَكَانَ يَوْمَ مَاتَ ابْنَ سَبْعٍ وَتِسْعِينَ سَنَةً