قَالَ : أَخْبَرَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْأَجْلَحُ ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ لَاحِقٍ ، قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فِي سَفَرٍ فَنَزَلَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ فَسَاقَ بِهِمْ وَرَجَزَ ثُمَّ نَزَلَ آخِرُ ثُمَّ بَدَا لِرَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أَنْ يُوَاسِيَ أَصْحَابَهُ فَنَزَلَ فَجَعَلَ يَقُولُ جُنْدُبٌ وَمَا جُنْدُبٌ وَالْأَقْطَعُ الْخَيْرِ زَيْدٌ ثُمَّ رَكِبَ فَدَنَا مِنْهُ أَصْحَابُهُ فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ سَمِعْنَاكَ اللَّيْلَةَ تَقُولُ : جُنْدُبٌ , وَمَا جُنْدُبٌ ؟ وَالْأَقْطَعُ الْخَيْرِ زَيْدٌ , فَقَالَ : رَجُلَانِ يَكُونَانِ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ , يَضْرِبُ أَحَدُهُمَا ضَرْبَةً تُفَرِّقُ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ , وَالْآخَرُ تُقْطَعُ يَدُهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ , ثُمَّ يُتْبِعُ اللَّهُ آخِرَ جَسَدِهِ بِأَوَّلِهِ قَالَ يَعْلَى : قَالَ الْأَجْلَحُ : أَمَّا جُنْدُبٌ فَقَتَلَ السَّاحِرَ عِنْدِ الْوَلِيدِ بْنِ عُقْبَةَ , وَأَمَّا زَيْدٌ فَقُطِعَتْ يَدُهُ يَوْمَ جَلُولَاءَ وَقُتِلَ يَوْمَ الْجَمَلِ
قَالَ : أَخْبَرَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ : كَانَ زَيْدُ بْنُ صُوحَانَ يُحَدِّثُ فَقَالَ أَعْرَابِيٌّ : إِنَّ حَدِيثَكَ لَيُعْجِبُنِي وَإِنَّ يَدَكَ لَتُرِيبُنِي , فَقَالَ أَوَمَا تَرَاهَا الشِّمَالَ ؟ فَقَالَ : وَاللَّهِ مَا أَدْرِي الْيَمِينَ يَقْطَعُونَ أَمِ الشِّمَالَ , فَقَالَ زَيْدٌ : صَدَقَ اللَّهُ {{ الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ }} . فَذَكَرَ الْأَعْمَشُ أَنَّ يَدَ زَيْدٍ قُطِعَتْ يَوْمَ نَهَاوَنْدَ
أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ ، أَنَّ وَفْدَ أَهْلِ الْكُوفَةِ قَدِمُوا عَلَى عُمَرَ وَفِيهِمْ زَيْدُ بْنُ صُوحَانَ فَجَاءَهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ يَسْتَمِدُّ فَقَالَ : يَا أَهْلَ الْكُوفَةِ إِنَّكُمْ كَنْزُ أَهْلِ الْإِسْلَامِ إِنِ اسْتَمَدَّكُمْ أَهْلُ الْبَصْرَةِ أَمْدَدْتُمُوهُمْ ، وَإِنِ اسْتَمَدَّكُمْ أَهْلُ الشَّامِ أَمْدَدْتُمُوهُمْ . وَجَعَلَ عُمَرُ يَرْحَلُ لِزَيْدٍ وَقَالَ : يَا أَهْلَ الْكُوفَةِ هَكَذَا فَاصْنَعُوا بِزَيْدٍ وَإِلَّا عَذَّبْتُكُمْ
قَالَ : أَخْبَرَنَا شِهَابُ بْنُ عَبَّادٍ الْعَبْدِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ ، عَنِ الْأَجْلَحِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ ، قَالَ : دَعَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ زَيْدَ بْنَ صُوحَانَ فَضَفَنَهُ عَلَى الرَّحْلِ كَمَا تَضْفِنُونَ أُمَرَاءَكُمْ ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى النَّاسِ فَقَالَ : اصْنَعُوا هَذَا بِزَيْدٍ وَأَصْحَابِ زَيْدٍ
قَالَ : أَخْبَرَنَا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ ، وَيَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ ، قَالَا : أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ ، عَنْ سِمَاكٍ ، عَنِ النُّعْمَانِ أَبِي قُدَامَةَ ، أَنَّهُ كَانَ فِي جَيْشٍ عَلَيْهِمْ سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ فَكَانَ يَؤُمُّهُمْ زَيْدُ بْنُ صُوحَانَ يَأْمُرُهُ بِذَلِكَ سَلْمَانُ
أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ ، عَنْ مِلْحَانَ بْنِ ثَرْوَانَ ، أَنَّ سَلْمَانَ ، كَانَ يَقُولُ لِزَيْدِ بْنِ صُوحَانَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ : قُمْ فَذَكِّرْ قَوْمَكَ
قَالَ : أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ نُصَيْرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الرِّفَاعِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ هِلَالٍ ، قَالَ : قَامَ زَيْدُ بْنُ صُوحَانَ إِلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مِلْتَ فَمَالَتْ أُمَّتُكَ , اعْتَدِلْ تَعْتَدِلْ أُمَّتُكَ ثَلَاثَ مِرَارٍ . قَالَ : أَسَامِعٌ مُطِيعٌ أَنْتَ ؟ قَالَ : نَعَمْ , قَالَ : الْحَقْ بِالشَّامِ , قَالَ : فَخَرَجَ مِنْ فَوْرِهِ ذَلِكَ فَطَلَّقَ امْرَأَتَهُ , ثُمَّ لَحِقَ بِحَيْثُ أَمَرَهُ . وَكَانُوا يَرَوْنَ الطَّاعَةَ عَلَيْهِمْ حَقًّا
قَالَ : أَخْبَرَنَا شِهَابُ بْنُ عَبَّادٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ ، عَنْ أَيُّوبَ ، عَنْ غَيْلَانَ بْنِ جَرِيرٍ ، قَالَ : ارْتَثَّ زَيْدُ بْنُ صُوحَانَ يَوْمَ الْجَمَلِ , قَالَ : فَدَخَلَ عَلَيْهِ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَالُوا : أَبْشِرْ أَبَا سَلْمَانَ بِالْجَنَّةِ , فَقَالَ : تَقُولُونَ قَادِرِينَ أَوِ النَّارُ فَلَا تَدْرُونَ إِنَّا غَزَوْنَا الْقَوْمَ فِي بِلَادِهِمْ وَقَتَلْنَا أَمِيرَهُمْ فَلَيْتَنَا إِذْ ظُلِمْنَا صَبَرْنَا
قَالَ : أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو مَعْشَرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي الْحَيُّ الَّذِينَ مَاتَ فِيهِمْ زَيْدُ بْنُ صُوحَانَ حِينَ رُفِعَ مِنَ الْمَعْرَكَةِ وَهُوَ جَرِيحٌ قَالَ : قُلْنَا لَهُ : أَبْشِرْ أَبَا عَائِشَةَ , فَقَالَ : تَقُولُونَ قَادِرِينَ أَتَيْنَاهُمْ فِي دِيَارِهِمْ وَقَتَلْنَا أَمِيرَهُمْ , وَعُثْمَانُ عَلَى الطَّرِيقِ فَيَا لَيْتَنَا إِذِ ابْتُلِينَا صَبَرْنَا , ثُمَّ قَالَ : شُدُّوا عَلَيَّ إِزَارِي فَإِنِّي مُخَاصِمٌ وَأَفْضُوا بِخَدِّي إِلَى الْأَرْضِ وَأَسْرِعُوا الِانْكِفَاتَ عَنِّي
قَالَ : أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ مُخَوَّلٍ ، عَنِ الْعَيْزَارِ بْنِ حُرَيْثٍ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ صُوحَانَ ، قَالَ : لَا تَغْسِلُوا عَنِّي دَمًا وَلَا تَنْزِعُوا عَنِّي ثَوْبًا إِلَّا الْخُفَّيْنِ وَارْمِسُونِي فِي الْأَرْضِ رَمْسًا فَإِنِّي رَجُلٌ مُخَاصِمٌ أُحَاجُّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ مُصْعَبٍ أَبِي الْمُثَنَّى ، أَنَّ زَيْدَ بْنَ صُوحَانَ أَمَرَهُمْ أَنْ يَدْفِنُوا دَمَهُ بِثِيَابِهِ
أَخْبَرَنَا شِهَابُ بْنُ عَبَّادٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنْ عَمَّارِ الدُّهْنِيِّ ، قَالَ : قَالَ زَيْدٌ : ادْفِنُونِي وَابْنَ أُمِّي فِي قَبْرٍ وَلَا تَغْسِلُوا عَنَّا دَمًا فَإِنَّا قَوْمٌ مُخَاصِمُونَ قَالَ شِهَابُ بْنُ عَبَّادٍ : وَكَانَ سَيْحَانُ بْنُ صُوحَانَ قُتِلَ يَوْمَ الْجَمَلِ أَيْضًا وَهُوَ الَّذِي دُفِنَ مَعَ أَخِيهِ زَيْدِ بْنِ صُوحَانَ فِي قَبْرٍ
قَالَ : أَخْبَرَنَا شِهَابُ بْنُ عَبَّادٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْكِرْمَانِيُّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ هَاشِمٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّ زَيْدَ بْنَ صُوحَانَ أَوْصَى أَنْ يُدْفَنَ مَعَهُ مُصْحَفُهُ ، وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ