قَالَ : أَخْبَرَنَا مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْيِسَارِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ قَالَ : بَلَغَنِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ كُتِبَ إِلَيْهِ كِتَابٌ فَقَالَ : مَنْ يُجِيبُ ؟ . فَقَالَ ابْنُ الْأَرْقَمِ : أَنَا . فَأَجَابَ عَنْهُ ، ثُمَّ أُتِيَ بِهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَأَعْجَبَهُ وَأَنْفَذَهُ ، فَكَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يُعْجِبُهُ ذَلِكَ وَيَقُولُ : أَصَابَ مَا أَرَادَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَلَمْ يَزَلْ ذَلِكَ فِي قَلْبِهِ حَتَّى لَمَّا وَلِيَ عُمَرُ اسْتَعْمَلَهُ عَلَى بَيْتِ الْمَالِ ، وَقَالَ عُمَرُ : مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَخْشَى لِلَّهِ مِنْهُ
قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ ، عَنْ أُمِّ بَكْرٍ بِنْتِ الْمِسْوَرِ ، عَنْ أَبِيهَا قَالَ : وَلَّى عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بَيْتَ مَالِ الْمُسْلِمِينَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْأَرْقَمِ الزُّهْرِيَّ ، وَكَانَ عُمَرُ يَسْتَسْلِفُ مِنْ بَيْتِ الْمَالِ ، فَإِذَا خَرَجَ الْعَطَاءُ جَاءَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْأَرْقَمِ فَيَتَقَاضَاهُ فَيَقْضَيَهُ ، فَلَمَّا وَلِيَ عُثْمَانُ أَقَرَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْأَرْقَمِ عَلَى بَيْتِ مَالِ الْمُسْلِمِينَ ، فَكَانَ يَسْتَسْلِفُ مِنْهُ ثُمَّ يَقْضِيهِ كَالَّذِي كَانَ يَصْنَعُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ، ثُمَّ اجْتَمَعَ عِنْدَ عُثْمَانَ مَالٌ كَثِيرٌ ، وَحَضَرَ خُرُوجُ الْعَطَاءِ ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْأَرْقَمِ : أَدِّ الْمَالَ الَّذِي اسْتَسْلَفْتَ ، فَقَالَ لَهُ عُثْمَانُ : مَا أَنْتَ وَذَاكَ إِنَّمَا أَنْتَ خَازِنِي . فَخَرَجَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْأَرْقَمِ حَتَّى وَقَفَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَصَاحَ : يَا نَاسُ فَاجْتَمَعُوا . فَأَخْبَرَهُمْ بِمَا قَالَ عُثْمَانُ ، وَقَالَ : هَذِهِ مَفَاتِيحُ بَيْتِ مَالِكُمْ
قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي شُرَحْبِيلُ بْنُ أَبِي عَوْنٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ قَالَ : أَخْبَرَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْأَرْقَمِ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ ، بِمَا قَالَ لَهُ عُثْمَانُ ، فَخَرَجَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ فَدَخَلَ عَلَى عُثْمَانَ فَقَالَ : لَئِنْ كَانَ الْمَالُ لَكَ إِنَّ فِي عَبِيدِكَ لَمَنْ كَانَ يَخْزُنُ لَكَ ، وَإِنْ كَانَ الْمَالُ لِلْمُسْلِمِينَ فَإِنَّمَا عَبْدُ اللَّهِ خَازِنُ الْمُسْلِمِينَ وَأَمِينُهُمْ ، ثُمَّ خَرَجَ مُغْضَبًا وَقَالَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَرْقَمِ : ارْدُدْ إِلَى النَّاسِ مَفَاتِيحَهُمْ ، فَلَمَّا صَلَّى النَّاسُ الْعَصْرَ نَادَى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْأَرْقَمِ : أَيُّهَا النَّاسُ ، هَذَا مِفْتَاحُ بَيْتِ مَالِكُمْ . وَعَلَّقَهُ بِرُمَّانَةِ الْمِنْبَرِ ، وَانْصَرَفَ إِلَى بَيْتِهِ . فَأَرْسَلَ عُثْمَانُ إِلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ يَسْأَلُهُ أَنْ يُكَلِّمَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْأَرْقَمِ أَنْ يَقْبَلَ الْمِفْتَاحَ ، وَأَمَرَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَرْقَمِ بِمَالٍ ، فَأَبَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ ، وَأَبِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْأَرْقَمِ أَنْ يَقْبَلَ ذَلِكَ الْمَالَ ، فَمَكَثَ الْمِفْتَاحُ مُعَلَّقًا بِرُمَّانَةِ الْمِنْبَرِ حَتَّى صَلَّى عُثْمَانُ الْعِشَاءَ ، فَأَمَرَ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ أَنْ يَجْلِسَ عِنْدَ الْمِفْتَاحِ وَيَرْقُبَهُ أَلَّا يَصِلَ إِلَيْهِ أَحَدٌ ، فَلَمَّا كَانَ اللَّيْلُ وَتَفَرَّقَ النَّاسُ إِلَى بُيُوتِهِمُ انْقَلَبَ بِهِ زَيْدٌ إِلَى بَيْتِهِ
قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي مَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ قَالَ : لَمَّا رَدَّ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْأَرْقَمِ الْمِفْتَاحَ اسْتَخْزَنَ عُثْمَانُ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ