قَالَ : أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ ، قَالَ : قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ جَوْشَنُ بْنُ رَبِيعَةَ الْكِلَابِيُّ وَأَهْدَى إِلَيْهِ فَرَسًا وَهُوَ يَوْمَئِذٍ مُشْرِكٌ فَأَبَى رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أَنْ يَقْبَلَهُ مِنْهُ قَالَ : وَقَالَ : إِنْ شِئْتَ بِعْتَنِيهِ بِالْمُخَيَّرَاتِ مِنْ أَدْرَاعِ بَدْرٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ : يَا ذَا الْجَوْشَنِ هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَكُونَ مِنْ أَوَائِلِ هَذَا الْأَمْرِ ؟ قَالَ : لَا , قَالَ : فَمَا يَمْنَعُكَ مِنْهُ ؟ قَالَ : رَأَيْتُ قَوْمَكَ كَذَّبُوكَ وَأَخْرَجُوكَ وَقَاتَلُوكَ فَأَنْظُرُ فَإِنْ ظَهَرْتَ عَلَيْهِمْ آمَنْتُ بِكَ وَاتَّبَعْتُكَ وَإِنْ ظَهَرُوا عَلَيْكَ لَمْ أَتَّبِعْكَ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : يَا ذَا الْجَوْشَنِ لَعَلَّكَ إِنْ بَقِيَتَ قَرِيبًا أَنْ تَرَى ظُهُورِي عَلَيْهِمْ قَالَ : فَوَاللَّهِ إِنِّي لَبِضَرِيَّةٍ إِذْ قَدِمَ عَلَيْنَا رَاكِبٌ مِنْ قِبَلِ مَكَّةَ فَقُلْنَا : مَا الْخَبَرُ وَرَاءَكَ ؟ قَالَ : ظَهَرَ مُحَمَّدٌ عَلَى أَهْلِ مَكَّةَ قَالَ : فَكَانَ ذُو الْجَوْشَنِ يَتَوَجَّعُ عَلَى تَرْكِهِ الْإِسْلَامَ حِينَ دَعَاهُ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ
قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، عَنْ ذِي الْجَوْشَنِ الضِّبَابِيِّ ، قَالَ : أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بَعْدَ أَنْ فَرَغَ مِنْ بَدْرٍ فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أَتَيْتُكَ بِابْنِ الْقَرْحَاءِ فَخُذْهُ قَالَ : فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : لَا وَإِنْ شِئْتَ أَنْ أُقِيضَكَ بِهِ الْمُخْتَارَ مِنْ دُرُوعِ بَدْرٍ فَعَلْتُ فَقُلْتُ : مَا كُنْتُ لِأَقِيضَكَ الْيَوْمَ فَرَسًا بِدِرْعٍ
وَرَوَى غَيْرُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ هَذَا الْحَدِيثَ أَتَمَّ عَنْ عِيسَى بْنِ يُونُسَ ، عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ عَنْ جَدِّهِ ، عَنْ ذِي الْجَوْشَنِ الضِّبَابِيِّ ، قَالَ : أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بَعْدَ أَنْ فَرَغَ مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ بِابْنِ فَرَسٍ لِي يُقَالُ لَهَا الْقَرْحَاءُ فَقُلْتُ : يَا مُحَمَّدُ إِنِّي قَدْ جِئْتُكَ بِابْنِ الْقَرْحَاءِ لِتَتَّخِذَهُ قَالَ : لَا حَاجَةَ لِي فِيهِ ثُمَّ قَالَ : يَا ذَا الْجَوْشَنِ أَلَا تُسْلِمُ فَتَكُونُ مِنْ أَوَّلِ هَذَا الْأَمْرِ قَالَ : لَا , قَالَ : ثُمَّ قُلْتُ : إِنِّي رَأَيْتُ قَوْمَكَ قَدْ وَلِعُوا بِكَ قَالَ : فَكَيْفَ بَلَغَكَ عَنْ مَصَارِعِهِمْ بِبَدْرٍ ؟ قَالَ : قُلْتُ : قَدْ بَلَغَنِي قَالَ : فَإِنِّي لَكَ بِهَذَا إِنْ تَغْلِبَ عَلَى الْكَعْبَةِ وَقَطَنِهَا قَالَ : لَعَلَّكَ إِنْ عِشْتَ تَرَى ذَلِكَ ثُمَّ قَالَ : يَا بِلَالُ خُذْ حَقِيبَةَ الرَّجُلِ فَزَوِّدْهُ مِنَ الْعَجْوَةِ قَالَ : فَلَمَّا أَدْبَرْتُ قَالَ : أَمَا إِنَّهُ خَيْرُ فُرْسَانِ بَنِي عَامِرٍ قَالَ : فَوَاللَّهِ إِنِّي بِأَهْلِي بِالْعَوْدِ إِذْ أَقْبَلَ رَاكِبٌ فَقُلْتُ : مَا فَعَلَ النَّاسُ ؟ قَالَ : قَدْ وَاللَّهِ غَلَبَ مُحَمَّدٌ عَلَى الْكَعْبَةِ وَقَطَنِهَا , قَالَ : قُلْتُ هَبِلَتْنِي أُمِّي وَلَوْ أُسْلِمُ يَوْمَئِذٍ ثُمَّ أَسْأَلُهُ الْحِيرَةَ لَأَقْطَعَنِيهَا