أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ نَزَلَ مَنْزِلًا يَوْمَ بَدْرٍ ، فَقَالَ الْحُبَابُ بْنُ الْمُنْذِرِ : لَيْسَ هَذَا بِمَنْزِلٍ ، انْطَلِقْ بِنَا إِلَى أَدْنَى مَاءٍ إِلَى الْقَوْمِ ، ثُمَّ نَبْنِي عَلَيْهِ حَوْضًا وَنَقْذِفُ فِيهِ الْآنِيَةَ فَنَشْرَبُ وَنُقَاتِلُ وَنُغَوِّرُ مَا سِوَاهَا مِنَ الْقُلُبِ ، قَالَ : فَنَزَلَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَقَالَ : الرَّأْيُ مَا أَشَارَ بِهِ الْحُبَابُ بْنُ الْمُنْذِرِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : يَا حُبَابُ ، أَشَرْتَ بِالرَّأْيِ ، فَنَهَضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَفَعَلَ ذَلِكَ
أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ : أَنَّ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ اسْتَشَارَ النَّاسَ يَوْمَ بَدْرٍ فَقَامَ الْحُبَابُ بْنُ الْمُنْذِرِ ، فَقَالَ : نَحْنُ أَهْلُ الْحَرْبِ ، أَرَى أَنْ نُغَوِّرَ الْمِيَاهَ إِلَّا مَاءً وَاحِدًا نَلْقَاهُمْ عَلَيْهِ ، قَالَ : وَاسْتَشَارَهُمْ يَوْمَ قُرَيْظَةَ ، وَالنَّضِيرِ ، قَالَ : فَقَامَ الْحُبَابُ بْنُ الْمُنْذِرِ فَقَالَ : أَرَى أَنْ نَنْزِلَ بَيْنَ الْقُصُورِ فَنَقْطَعَ خَبَرَ هَؤُلَاءِ عَنْ هَؤُلَاءِ ، وَخَبَرَ هَؤُلَاءِ عَنْ هَؤُلَاءِ ، فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بِقَوْلِهِ
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ قُدَامَةَ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْحُسَيْنِ قَالَ : كَانَ لِوَاءُ الْخَزْرَجِ يَوْمَ بَدْرٍ مَعَ الْحُبَابِ بْنِ الْمُنْذِرِ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرُ : شَهِدَ الْحُبَابُ بَدْرًا وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ وَثَلَاثِينَ سَنَةً . وَأَجْمَعُوا جَمِيعًا عَلَى شُهُودِهِ بَدْرًا ، وَلَمْ يَذْكُرْهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ فِيمَنْ شَهِدَ عِنْدَهُ بَدْرًا ، وَهَذَا عِنْدَنَا مِنْهُ وَهَلٌ لِأَنَّ أَمْرَ الْحُبَابِ بْنِ الْمُنْذِرِ فِي بَدْرٍ مَشْهُورٌ ، وَشَهِدَ الْحُبَابُ أُحُدًا وَثَبَتَ يَوْمَئِذٍ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَبَايَعَهُ عَلَى الْمَوْتِ ، وَشَهِدَ الْخَنْدَقَ وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، وَشَهِدَ سَقِيفَةَ بَنِي سَاعِدَةَ حِينَ اجْتَمَعَتِ الْأَنْصَارُ لِتُبَايِعَ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ ، وَحَضَرَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ وَغَيْرُهُمْ مِنَ الْمُهَاجِرِينِ فَتَكَلَّمُوا فَقَالَ الْحُبَابُ بْنُ الْمُنْذِرِ أَنَا جُذَيْلُهَا الْمُحَكَّكُ ، وَعُذَيْقُهَا الْمُرَجَّبُ ، مِنَّا أَمِيرٌ وَمِنْكُمْ أَمِيرٌ ، ثُمَّ بُويِعَ أَبُو بَكْرٍ وَتَفَرَّقُوا ، وَتُوُفِّيَ الْحُبَابُ بْنُ الْمُنْذِرِ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَلَيْسَ لَهُ عَقِبٌ .