قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ إِلْيَاسَ ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي جَهْمٍ أَنَّهُ أَنْكَرَ أَنْ يَكُونَ لِمُعَيْقِيبٍ حِلْفٌ فِي آلِ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ : وَخَرَجَ مُعَيْقِيبٌ مِنْ مَكَّةَ بَعْدَ أَنْ أَسْلَمَ ، فَبَعْضُهُمْ يَقُولُ : هَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ ، وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ : رَجَعَ إِلَى بِلَادِ قَوْمِهِ ، ثُمَّ قَدِمَ مَعَ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ حِينَ قَدِمَ الْأَشْعَرِيُّونَ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بِخَيْبَرَ ، فَشَهِدَ خَيْبَرَ ، وَبَقِيَ إِلَى خِلَافَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ
قَالَ : أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ : حَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ قَالَ : أَمَّرَنِي يَحْيَى بْنُ الْحَكَمِ عَلَى جُرَشٍ ، فَقَدِمْتُهَا ، فَحَدَّثُونِي أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَعْفَرٍ حَدَّثَهُمْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ لِصَاحِبِ هَذَا الْوَجَعِ الْجُذَامِ : اتَّقُوهُ كَمَا يُتَّقَى السَّبْعُ ، إِذَا هَبَطَ وَادِيًا فَاهْبِطُوا غَيْرَهُ . فَقُلْتُ لَهُمْ : وَاللَّهِ لَئِنْ كَانَ ابْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَكُمْ هَذَا مَا كَذَبَكُمْ ، فَلَمَّا عَزَلَنِي عَنْ جُرَشٍ ، قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ ، فَلَقِيتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَعْفَرٍ ، فَقُلْتُ : يَا أَبَا جَعْفَرٍ مَا حَدِيثٌ حَدَّثَنِي بِهِ عَنْكَ أَهْلُ جُرَشٍ ؟ قَالَ : فَقَالَ : كَذَبُوا وَاللَّهِ مَا حَدَّثَتْهُمْ هَذَا ، وَلَقَدْ رَأَيْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يُؤْتَى بِالْإِنَاءِ فِيهِ الْمَاءُ ، فَيُعْطِيهِ مُعَيْقِيبًا ، وَكَانَ رَجُلًا قَدْ أَسْرَعَ فِيهِ ذَلِكَ الْوَجَعُ ، فَيَشْرَبُ مِنْهُ ، ثُمَّ يَتَنَاوَلُهُ عُمَرُ مِنْ يَدِهِ ، فَيَضَعُ فَمَهُ مَوْضِعَ فَمِهِ حَتَّى يَشْرَبَ مِنْهُ ، فَعَرَفْتُ أَنَّمَا يَصْنَعُ عُمَرُ ذَلِكَ فِرَارًا مِنْ أَنْ يَدْخُلَهُ شَيْءٌ مِنَ الْعَدَوَى . قَالَ : وَكَانَ يَطْلُبُ لَهُ الطِّبَّ مِنْ كُلِّ مَنْ سَمِعَ لَهُ بِطِبٍ ، حَتَّى قَدِمَ عَلَيْهِ رَجُلَانِ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ ، فَقَالَ : هَلْ عِنْدَكُمَا مِنْ طِبٍّ لِهَذَا الرَّجُلِ الصَّالِحِ ، فَإِنَّ هَذَا الْوَجَعَ قَدْ أَسْرَعَ فِيهِ ؟ فَقَالَا : أَمَّا شَيْءٌ يُذْهِبُهُ ، فَإِنَّا لَا نَقْدِرُ عَلَيْهِ ، وَلَكِنَّا سَنُدَاوِيهِ دَوَاءً يَقِفُهُ فَلَا يَزِيدُ ، قَالَ عُمَرُ : عَاقِبَةٌ عَظِيمَةٌ أَنْ يَقِفَ فَلَا يَزِيدُ ، فَقَالَا لَهُ : هَلْ تُنْبِتُ أَرْضُكَ الْحَنْظَلَ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَا : فَاجْمَعْ لَنَا مِنْهُ ، فَأَمَرَ مَنْ جَمَعَ لَهُمَا مِنْهُ مِكْتَلَيْنِ عَظِيمَيْنِ ، فَعَمَدَا إِلَى كُلِّ حَنْظَلَةٍ فَشَقَاهَا بِثِنْتَيْنِ ، ثُمَّ أَضْجَعَا مُعَيْقِيبًا ، ثُمَّ أَخَذَ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمَا بِإِحْدَى قَدَمَيْهِ ، ثُمَّ جُعْلًا يُدَلِّكَانِ بُطُونَ قَدَمَيْهِ بِالْحَنْظَلَةِ حَتَّى إِذَا امَّحَقَتَ أَخْذًا أُخْرَى حَتَّى رَأَيْنَا مَعَيْقِيبًا يَتَنَخَّمُ أَخْضَرَ مُرَّاءً ، ثُمَّ أَرْسَلَاهُ ، فَقَالَا لِعُمَرَ : لَا يَزِيدُ وَجَعُهُ بَعْدَ هَذَا أَبَدًا . قَالَ : فَوَاللَّهِ مَا زَالَ مُعَيْقِيبٌ مُتَمَاسِكًا لَا يَزِيدُ وَجَعُهُ حَتَّى مَاتَ
قَالَ : أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ الزُّهْرِيُّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ قَالَ : قَالَ أَبُو الزِّنَادِ : حَدَّثَنِي خَارِجَةُ بْنُ زَيْدٍ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ دَعَاهُمْ لِغَدَائِهِ ، فَهَابُوا وَكَانَ فِيهِمْ مُعَيْقِيبٌ ، وَكَانَ بِهِ جُذَامٌ ، فَأَكَلَ مُعَيْقِيبٌ مَعَهُمْ ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ : خُذْ مِمَّا يَلِيكَ ، وَمِنْ شِقِّكَ ، فَلَوْ كَانَ غَيْرُكَ مَا آكَلَنِي فِي صَحْفَةٍ ، وَلَكَانَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ قِيدُ رُمْحٍ
قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدٍ أَنَّ عُمَرَ ، وُضِعَ لَهُ الْعَشَاءُ مَعَ النَّاسِ يَتَعَشَّوْنَ ، فَخَرَجَ ، فَقَالَ لِمُعَيْقِيبِ بْنِ أَبِي فَاطِمَةَ الدَّوْسِيِّ - وَكَانَ لَهُ صُحْبَةٌ ، وَكَانَ مِنْ مُهَاجِرَةِ الْحَبَشَةِ : ادْنُ فَاجْلِسْ ، وَايْمُ اللَّهِ لَوْ كَانَ غَيْرُكَ بِهِ الَّذِي بِكَ لَمَا أُجْلِسَ مِنِّي أَدْنَى مِنْ قِيدِ رُمْحٍ