أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ , عَنْ أَبِي عُمَيْرٍ الطَّائِيِّ , وَكَانَ يَتِيمًا لِلزُّهْرِيِّ ، قَالَ : قَدِمَ وَفْدُ طَيِّئٍ عَلَى النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ خَمْسَةَ عَشَرَ رَجُلًا ، رَأْسُهُمْ وَسَيِّدُهُمْ زَيْدُ الْخَيْلِ ، فَعَرَضَ عَلَيْهِمُ الْإِسْلَامَ ؛ فَأَسْلَمُوا ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : مَا ذُكِرَ لِي رَجُلٌ مِنَ الْعَرَبِ إِلَّا رَأَيْتُهُ دُونَ مَا ذُكِرَ لِي , إِلَّا مَا كَانَ مِنْ زَيْدٍ , فَإِنَّهُ لَمْ يُبْلَغْ كُلَّ مَا فِيهِ ، ثُمَّ سَمَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ زَيْدُ الْخَيْرِ ، وَقَطَعَ لَهُ فَيْدَ وَأَرَضِينَ , وَكَتَبَ لَهُ بِذَلِكَ كِتَابًا . وَكَانَ مِنْ قَوْلِ زَيْدٍ , يَوْمَ قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَيَّدَنَا بِكَ ، وَعَصَمَ لَنَا دِينَنَا بِكَ ، فَمَا رَأَيْتُ أَخْلَاقًا أَحْسَنَ مِنْ أَخْلَاقٍ تَدْعُو إِلَيْهَا ، وَقَدْ كُنْتُ أَعْجَبُ لِعُقُولِنَا ، وَاتِّبَاعِنَا حَجَرًا نَعْبُدُهُ ، يَسْقُطُ مِنَّا فَنَظَلُّ نَطْلُبُهُ . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : وَزِيَادَةٌ أَيْضًا يَعْنِي بِذَلِكَ : الْإِيمَانُ أَيْضًا أَكْثَرُ . فَلَمَّا خَرَجَ زَيْدٌ مِنْ عِنْدِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَالْمَدِينَةُ وَبِيَّةٌ قَالَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : إِنْ يَنْجُ زَيْدٌ مِنْ أُمِّ مِلْدَمٍ . قَالَ : فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى بَلَدِهِ مَوْضِعَ يُقَالُ لَهُ : الْفَرْدَةُ , مَاتَ هُنَاكَ ، رَحِمَهُ اللَّهُ ، فَعَمَدَتِ امْرَأَتُهُ إِلَى كُلِّ مَا كَانَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ كَتَبَهُ لَهُ فَخَرَّقَتْهُ
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي رَبِيعَةُ بْنُ عُثْمَانَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أَجَازَ وَفْدَ طَيِّئٍ بِخَمْسِ أَوَاقٍ فِضَّةً ، وَأَعْطَى زَيْدَ الْخَيْرِ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أُوقِيَّةً وَنَشًّا ، وَهِيَ كَانَتْ أَرْفَعَ مَا يُجِيزُ بِهِ . أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ , عَنْ أَبِيهِ قَالَ : كَانَ يُقَالُ لِبَطْنِ زَيْدِ الْخَيْلِ الَّذِي هُوَ مِنْهُ : بَنُو الْمُخْتَلِسِ ، وَكَانَ لِزَيْدٍ مِنَ الْوَلَدِ : مِكْنَفُ بْنُ زَيْدِ الْخَيْلِ وَبِهِ كَانَ يُكْنَى ، وَقَدْ أَسْلَمَ وَصَحِبَ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، وَشَهِدَ قِتَالَ أَهْلِ الرِّدَّةِ مَعَ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ وَكَانَ لَهُ بَلَاءٌ ، وَحُرَيْثُ بْنُ زَيْدِ الْخَيْلِ كَانَ فَارِسًا ، وَقَدْ صَحِبَ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَشَهِدَ الرِّدَّةَ مَعَ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ وَكَانَ شَاعِرًا ، وَعُرْوَةُ بْنُ زَيْدٍ شَهِدَ الْقَادِسِيَّةَ ، وَقُسَّ النَّاطِقِ , وَيَوْمَ مِهْرَانَ , فَأَبْلَى , وَقَالَ فِي ذَلِكَ شِعْرًا ، وَكَانَ زَيْدُ الْخَيْلِ شَاعِرًا