قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ هِشَامٍ ، عَنِ الْحَسَنِ ، عَنْ هَرِمِ بْنِ حَيَّانَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ : أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ زَمَانٍ يَمْرَدُ فِيهِ صَغْيرُهُمْ ، وَيَأْمُلُ فِيهِ كَبِيرُهُمْ ، وَتَقْتَرِبُ فِيهِ آجَالُهُمْ ، قَالَ : فَيُقَالُ لَهُ : أَوْصِنَا ، فَيَقُولُ : أُوصِيكُمْ بِخَوَاتِيمِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ
قَالَ : أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ : حَدَّثَنَا سَيْفُ بْنُ هَارُونَ الْبُرْجُمِيُّ ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ سَابُورَ قَالَ : حَدَّثَنِي شَيْخٌ مِنْ بَنِي حَرَامٍ ، عَنْ هَرِمِ بْنِ حَيَّانَ الْعَبْدِيِّ قَالَ : قَدِمْتُ مِنَ الْبَصْرَةِ ، فَلَقِيتُ أُوَيْسًا الْقَرَنِيَّ عَلَى شَطِّ الْفُرَاتِ بِغَيْرِ حِذَاءٍ ، فَقُلْتُ لَهُ : كَيْفَ أَنْتَ يَا أَخِي ، كَيْفَ أَنْتَ يَا أُوَيْسُ ؟ فَقَالَ لِي : كَيْفَ أَنْتَ يَا أَخِي ؟ قُلْتُ : حَدِّثْنِي ، قَالَ : إِنِّي أَكْرَهُ أَنْ أَفْتَحَ هَذَا الْبَابَ عَلَى نَفْسِي ، أَنْ أَكُونَ مُحَدِّثًا ، أَوْ قَاصًّا ، أَوْ مُفْتِيًا ، قَالَ : ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِي فَبَكَى . قَالَ : قُلْتُ : فَاقْرَأْ عَلَيَّ ، قَالَ : أَعُوذُ بِالسَّمِيعِ الْعَلِيمِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ : {{ حم ، وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ ، إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ }} حَتَّى بَلَغَ : {{ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ }} ، قَالَ : فَغُشِيَ عَلَيْهِ ثُمَّ أَفَاقَ وَقَالَ : الْوَحْدَةُ أَحَبُّ إِلَيَّ
قَالَ : أَخْبَرَنَا يُوسُفُ بْنُ الْغَرِقِ قَالَ : أَخْبَرَنَا أَيُّوبُ بْنُ خُوطٍ ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ ، عَنْ هَرِمِ بْنِ حَيَّانَ قَالَ : مَا رَأَيْتُ مِثْلَ النَّارِ نَامَ هَارِبُهَا وَلَا مِثْلَ الْجَنَّةِ نَامَ طَالِبُهَا
قَالَ : أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ أَنَّ هَرِمَ بْنَ حَيَّانَ أَشْرَفَ فِي لَيْلَةٍ قَمْرَاءَ ، وَإِذَا صَاحِبُ حَرَسِهِ يَلْعَبُ الْخَرَاجَ ، فَدَعَاهُ ، فَقَالَ : إِذَا كَانَ غَدًا فَصُمْ ، فَصَنَعَ ذَلِكَ بِهِ ثَلَاثَ لَيَالٍ ، ثُمَّ قَالَ : اذْهَبِ الْآنَ ، فَالْعَبِ الْخَرَاجَ قَالَ : وَكَانَ هَرِمٌ عَامِلًا لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ
قَالَ : أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ ، عَنْ قَتَادَةَ أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ هَرِمَ بْنَ حَيَّانَ قِيلَ لَهُ : أَوْصِ ، قَالَ : مَا أَدْرِي مَا أُوصِي ، وَلَكِنْ بِيعُوا دِرْعِي ، فَاقْضُوا عَنِّي دَيْنِي ، فَإِنْ لَمْ يُتِمَّ ، فَبِيعُوا فَرَسِي ، فَاقْضُوا عَنِّي دَيْنِي ، فَإِنْ لَمْ يُتِمَّ ، فَبِيعُوا غُلَامِي ، وَأُوصِيكُمْ بِخَوَاتِيمِ سُورَةِ النَّحْلِ : {{ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ }} إِلَى آخِرِ السُّورَةِ : {{ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ }}
قَالَ : أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْأَسَدِيُّ قَالَ : أَخْبَرَنَا هِشَامٌ ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ : كَانَ الرَّجُلُ إِذَا كَانَتْ لَهُ حَاجَةٌ وَالْإِمَامُ يَخْطُبُ قَامَ ، فَأَمْسَكَ بِأَنْفِهِ ، فَأَشَارَ إِلَيْهِ الْإِمَامُ أَنْ يَخْرُجَ ، قَالَ : فَكَانَ رَجُلٌ قَدْ أَرَادَ الرُّجُوعَ إِلَى أَهْلِهِ ، فَقَامَ إِلَى هَرِمِ بْنِ حَيَّانَ وَهُوَ يَخْطُبُ ، فَأَخَذَ بِأَنْفِهِ ، فَأَشَارَ إِلَيْهِ هَرِمٌ أَنْ يَذْهَبَ ، فَخَرَجَ إِلَى أَهْلِهِ ، فَأَقَامَ فِيهِمْ ، ثُمَّ قَدِمَ ، فَقَالَ لَهُ هَرِمٌ : أَيْنَ كُنْتَ ؟ فَقَالَ : فِي أَهْلِي ، فَقَالَ : أَبِإِذْنٍ ذَهَبْتَ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قُمْتُ إِلَيْكَ وَأَنْتَ تَخْطُبُ ، فَأَخَذْتُ بِأَنْفِي ، فَأَشَرْتَ إِلَيَّ أَنِ اذْهَبْ ، قَالَ : فَاتَّخَذْتَ هَذَا دَغَلًا ، أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا ، ثُمَّ قَالَ : اللَّهُمَّ أَخِّرْ رِجَالَ السُّوءِ لِزَمَانِ السُّوءِ ، قَالَ : وَكَانَ هَرِمٌ يَقُولُ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ زَمَانٍ يَمْرَدُ فِيهِ صَغِيرُهُمْ ، وَيَأْمُلُ فِيهِ كَبِيرُهُمْ ، وَتَقْتَرِبُ فِيهِ آجَالُهُمْ
قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْعَبْدِيُّ قَالَ : حَدَّثَنِي سَهْلُ بْنُ مَحْمُودٍ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ الْعَمِّيُّ ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ ، عَنْ هَرِمِ بْنِ حَيَّانَ أَنَّهُ قَالَ : إِيَّاكُمْ وَالْعَالِمَ الْفَاسِقَ ، فَبَلَغَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ ، فَأَشْفَقَ مِنْهَا : مَا الْعَالِمُ الْفَاسِقُ ؟ ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ هَرِمُ بْنُ حَيَّانَ : وَاللَّهِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، مَا أَرَدْتُ بِهِ إِلَّا الْخَيْرَ ، يَكُونُ إِمَامٌ يَتَكَلَّمُ بِالْعِلْمِ ، وَيَعْمَلُ بِالْفِسْقِ ، فَيُشَبِّهُ عَلَى النَّاسِ ، فَيَضِلُّوا
قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْعَبْدِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا سَيَّارٌ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ ، عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ قَالَ : اسْتُعْمِلَ هَرِمُ بْنُ حَيَّانَ . قَالَ : فَظَنَّ أَنَّ قَوْمَهُ سَيَأْتُونَهُ ، فَأَمَرَ بِنَارٍ فَأُوقِدَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ مَنْ يَأْتِيهِ مِنَ الْقَوْمِ ، فَجَاءَ قَوْمُهُ ، فَسَلَّمُوا عَلَيْهِ مِنْ بَعِيدٍ ، فَقَالَ : مَرْحَبًا بِقَوْمِي ، ادْنُوَا . فَقَالُوا : وَاللَّهِ مَا نَسْتَطِيعُ أَنْ نَدْنُوَ مِنْكَ ، لَقَدْ حَالَتِ النَّارُ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ . قَالَ : فَأَنْتُمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَلْقَوْنِي فِي نَارٍ أَعْظَمَ مِنْهَا فِي جَهَنَّمَ قَالَ : فَرَجَعُوا
قَالَ : أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ مَخْلَدِ بْنِ حُسَيْنٍ قَالَ : سَمِعْتُ هِشَامًا يَذْكُرُ ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ : مَاتَ هَرِمُ بْنُ حَيَّانَ فِي غَزَاةٍ لَهُ فِي يَوْمٍ صَائِفٍ ، فَلَمَّا فُرِغَ مِنْ دَفْنِهِ جَاءَتْ سَحَابَةٌ ، فَرَشَّتِ الْقَبْرَ حَتَّى تَرَوَّى ، لَا تُجَاوِزُ الْقَبْرَ مِنْهَا قَطْرَةٌ وَاحِدَةٌ ، ثُمَّ عَادَتْ عَوْدَهَا عَلَى بَدْئِهَا
قَالَ : أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ نُوحِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ : حَدَّثَنَا عَوْنُ بْنُ أَبِي شَدَّادٍ ، عَنْ رَجُلٍ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ : خَرَجْنَا فِي جَنَازَةٍ هَرِمِ بْنٍ حَيَّانَ ، وَنَحْنُ فِي يَوْمٍ صَائِفٍ ، فَلَمَّا فَرَغْنَا مِنْ قَبْرِهِ جَاءَتْ سَحَابَةٌ ، فَرَشَّتِ الْقَبْرَ وَمَا حَوْلَهُ ، ثُمَّ انْصَرَفَتْ
قَالَ : أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ ضَمْرَةَ بْنِ رَبِيعَةَ ، عَنِ السَّرِيِّ بْنِ يَحْيَى ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ : أُمْطِرَ قَبْرُ هَرِمِ بْنِ حَيَّانَ مِنْ يَوْمِهِ ، وَنَبَتَ الْعُشْبُ مِنْ يَوْمِهِ