قَالَ أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى , عَنْ عِيسَى بْنِ دِينَارٍ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ فِي حَدِيثٍ ذَكَرَهُ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ يُكْنَى أَبَا الْحُسَيْنِ , وَفِي غَيْرِ هَذَا الْحَدِيثِ كَانَ يُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ
قَالَ أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ , عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنِ الْعَيْزَارِ بْنِ حُرَيْثٍ قَالَ : كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ , وَأَتَاهُ عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ , فَقَالَ : مَرْحَبًا بِالْحَبِيبِ ابْنِ الْحَبِيبِ
قَالَ أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا نَصْرُ بْنُ أَوْسٍ قَالَ : دَخَلْتُ عَلَى عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ , فَقَالَ : مِمَّنْ أَنْتَ ؟ قُلْتُ : مِنْ طَيِّئٍ . قَالَ : حَيَّاكَ اللَّهُ وَحَيَّا قَوْمًا اعْتَزَيْتَ إِلَيْهِمْ . نِعْمَ الْحَيُّ حَيُّكَ . قَالَ : قُلْتُ : مَنْ أَنْتَ ؟ قَالَ : أَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ . قَالَ : قُلْتُ : أَوَلَمْ يُقْتُلْ مَعَ أَبِيهِ ؟ قَالَ : لَوْ قُتِلَ يَا بُنَيَّ , لَمْ تَرَهْ
قَالَ أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ خَالِدٍ , عَنِ الْمَقْبُرِيِّ قَالَ : بَعَثَ الْمُخْتَارُ إِلَى عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ بِمِائَةِ أَلْفٍ , فَكَرِهَ أَنْ يَقْبَلَهَا , وَخَافَ أَنْ يَرُدَّهَا , فَأَخَذَهَا , فَاحْتَبَسَهَا عِنْدَهُ , فَلَمَّا قُتِلَ الْمُخْتَارُ كَتَبَ عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ : إِنَّ الْمُخْتَارَ بَعَثَ إِلَيَّ بِمِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ , فَكَرِهْتُ أَنْ أَرُدَّهَا , وَكَرِهْتُ أَنْ آخُذَهَا , فَهِيَ عِنْدِي , فَابْعَثْ مَنْ يَقْبِضُهَا , فَكَتَبَ إِلَيْهِ عَبْدُ الْمَلِكِ : يَا ابْنَ عَمِّ , خُذْهَا ؛ فَقَدْ طَيَّبْتُهَا لَكَ , فَقَبِلَهَا
قَالَ أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ دِينَارٍ الْمُؤَذِّنُ قَالَ : سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عَنِ الْمُخْتَارِ , فَقَالَ : إِنَّ عَلِيَّ بْنَ حُسَيْنٍ قَامَ عَلَى بَابِ الْكَعْبَةِ , فَلَعَنَ الْمُخْتَارَ , فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ : جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاكَ , تَلْعَنُهُ وَإِنَّمَا ذُبِحَ فِيكُمْ ؟ فَقَالَ : إِنَّهُ كَانَ كَذَّابًا , يَكْذِبُ عَلَى اللَّهِ وَعَلَى رَسُولِهِ
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو إِسْرَائِيلَ , عَنِ الْحَكَمِ , عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ : إِنَّا لَنُصَلِّي خَلْفَهُمْ فِي غَيْرِ تَقِيَّةٍ , وَأَشْهَدُ عَلَى عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ أَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي خَلْفَهُمْ فِي غَيْرِ تَقِيَّةٍ
قَالَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْخَطَّابِ قَالَ : حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ أَبِي حَبِيبٍ الطَّائِفِيُّ , عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ قَالَ : التَّارِكُ الْأَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ كَالنَّابِذِ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظَهْرِهِ إِلَّا أَنْ يَتَّقِيَ تُقَاةً . قِيلَ : وَمَا تُقَاتُهُ ؟ قَالَ : يَخَافُ جَبَّارًا عَنِيدًا . يَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْهِ أَوْ أَنْ يَطْغَى
قَالَ أَخْبَرَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ , عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ : سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ حُسَيْنٍ , وَكَانَ أَفْضَلَ هَاشِمِيٍّ أَدْرَكْتُهُ . يَقُولُ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ , أَحِبُّونَا حُبَّ الْإِسْلَامِ ؛ فَمَا بَرِحَ بِنَا حُبُّكُمْ حَتَّى صَارَ عَلَيْنَا عَارًا
أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ قَالَ : قَالَ عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ : أَحِبُّونَا حُبَّ الْإِسْلَامِ ؛ فَوَاللَّهِ مَا زَالَ بِنَا مَا تَقُولُونَ حَتَّى بَغَّضْتُمُونَا إِلَى النَّاسِ
أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ قَالَ : أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَوْهِبٍ قَالَ : جَاءَ نَفَرٌ إِلَى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ , فَأَثْنَوْا عَلَيْهِ , فَقَالَ : مَا أَكْذَبُكُمْ , وَمَا أَجْرَأَكُمْ عَلَى اللَّهِ ؛ نَحْنُ مِنْ صَالِحِي قَوْمِنَا , وَبِحَسْبِنَا أَنْ نَكُونَ مِنْ صَالِحِي قَوْمِنَا
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ , عَنْ يَزِيدَ بْنِ عِيَاضٍ قَالَ : أَصَابَ الزُّهْرِيُّ دَمًا خَطَأً ؛ فَخَرَجَ , وَتَرَكَ أَهْلَهُ , وَضَرَبَ فُسْطَاطًا , وَقَالَ : لَا يُظِلُّنِي سَقِيفُ بَيْتٍ , فَمَرَّ بِهِ عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ , فَقَالَ : يَا ابْنَ شِهَابٍ , قُنُوطُكَ أَشَدُّ مِنْ ذَنْبِكَ ؛ فَاتَّقِ اللَّهَ , وَاسْتَغْفِرْهُ , وَابْعَثْ إِلَى أَهْلِهِ بِالدِّيَةِ , وَارْجِعْ إِلَى أَهْلِكَ , فَكَانَ الزُّهْرِيُّ يَقُولُ : عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ أَعْظَمُ النَّاسِ عَلَيَّ مِنَّةً
أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ , عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عُثْمَانَ قَالَ : زَوَّجَ عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ ابْنَةً مِنْ مَوْلَاهُ , وَأَعْتَقَ جَارِيَةً لَهُ وَتَزَوَّجَهَا , فَكَتَبَ إِلَيْهِ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ يُعَيِّرُهُ بِذَلِكَ , فَكَتَبَ إِلَيْهِ عَلِيٌّ : قَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ؛ قَدْ أَعْتَقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيٍّ وَتَزَوَّجَهَا , وَأَعْتَقَ زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ وَزَوَّجَهُ ابْنَةَ عَمَّتِهِ زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ
قَالَ أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ , عَنْ جُوَيْرِيَةَ بْنِ أَسْمَاءٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ قَالَ : لَمَّا قُتِلَ الْحُسَيْنُ قَالَ مَرْوَانُ لِأَبِي : إِنَّ أَبَاكَ كَانَ سَأَلَنِي أَرْبَعَةَ آلَافِ دِينَارٍ , فَلَمْ تَكُنْ حَاضِرَةً عِنْدِي , وَهِيَ الْيَوْمَ عِنْدِي مُسْتَيْسِرَةٌ , فَإِنْ أَرَدْتَهَا فَخُذْهَا , فَأَخَذَهَا أَبِي , فَلَمْ يُكَلِّمْهُ أَحَدٌ مِنْ بَنِي مَرْوَانَ فِيهَا حَتَّى قَامَ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ , فَقَالَ لِأَبِي : مَا فَعَلَ حَقُّنَا قِبَلَكُمْ ؟ قَالَ : مُوَفَّرٌ مَشْكُورٌ . قَالَ : هُوَ لَكَ
قَالَ أُخْبِرْتُ عَنْ شُعَيْبِ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ قَالَ : كَانَ الزُّهْرِيُّ إِذَا ذُكِرَ عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ قَالَ : كَانَ أَقْصَدَ أَهْلِ بَيْتِهِ , وَأَحْسَنَهُمْ طَاعَةً , وَأَحَبَّهُمْ إِلَى مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ وَعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ
قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ , عَنْ يَحْيَى بْنِ شِبْلٍ , عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ أَنَّهُ سَأَلَهُ عَنْ يَوْمِ الْحَرَّةِ , هَلْ خَرَجَ فِيهَا أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِكَ ؟ فَقَالَ : مَا خَرَجَ فِيهَا أَحَدٌ مِنْ آلِ أَبِي طَالِبٍ , وَلَا خَرَجَ فِيهَا أَحَدٌ مِنْ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ؛ لَزِمُوا بُيُوتَهُمْ , فَلَمَّا قَدِمَ مُسْرِفٌ , وَقُتِلَ النَّاسُ , وَسَارَ إِلَى الْعَقِيقِ سَأَلَ عَنْ أَبِي عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ , أَحَاضِرٌ هُوَ ؟ فَقِيلَ لَهُ : نَعَمْ , فَقَالَ : مَا لِي لَا أَرَاهُ ؟ فَبَلَغَ أَبِي ذَلِكَ فَجَاءَهُ وَمَعَهُ أَبُو هَاشِمٍ عَبْدُ اللَّهِ وَالْحَسَنُ ابْنَا مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ , فَلَمَّا رَأَى أَبِي رَحَّبَ بِهِ , وَأَوْسَعَ لَهُ عَلَى سَرِيرِهِ , ثُمَّ قَالَ لَهُ : كَيْفَ كُنْتَ بَعْدِي ؟ قَالَ : إِنِّي أَحْمَدُ اللَّهَ إِلَيْكَ , فَقَالَ مُسْرِفٌ : إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَوْصَانِي بِكَ خَيْرًا , فَقَالَ أَبِي : وَصَلَ اللَّهُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ : ثُمَّ سَأَلَنِي عَنْ أَبِي هَاشِمٍ وَالْحَسَنِ ابْنِي مُحَمَّدٍ , فَقُلْتُ : هُمَا ابْنَا عَمِّي , فَرَحَّبَ بِهِمَا وَانْصَرَفُوا مِنْ عِنْدِهِ
قَالَ أَخْبَرَنَا مُطَرِّفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْيَسَارِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ قَالَ : جَاءَ عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ إِلَى عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ يَسْأَلُهُ عَنْ بَعْضِ الشَّيْءِ وَأَصْحَابُهُ عِنْدَهُ وَهُوَ يُصَلِّي , فَجَلَسَ حَتَّى فَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ , ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْهِ عُبَيْدُ اللَّهِ , فَقَالَ أَصْحَابُهُ : أَمْتَعَ اللَّهُ بِكَ ؛ جَاءَكَ هَذَا الرَّجُلُ وَهُوَ ابْنُ ابْنَةِ رَسُولِ اللَّهِ وَفِي مَوْضِعِهِ يَسْأَلُكَ عَنْ بَعْضِ الشَّيْءِ , فَلَوْ أَقْبَلْتَ عَلَيْهِ , فَقَضَيْتَ حَاجَتَهُ , ثُمَّ أَقْبَلَتْ عَلَى مَا أَنْتَ فِيهِ , فَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ لَهُمْ : أَيْهَاتِ , لَابُدَّ لِمَنْ طَلَبَ هَذَا الشَّأْنَ مِنْ أَنْ يَتَعَنَّى
قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ , عَنْ شَيْخٍ , يُقَالُ لَهُ مُسْتَقِيمٌ قَالَ : كُنَّا عِنْدَ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ قَالَ : فَكَانَ يَأْتِيهُ السَّائِلُ . قَالَ : فَيَقُومُ حَتَّى يُنَاوِلَهُ , وَيَقُولَ : إِنَّ الصَّدَقَةَ تَقَعُ فِي يَدِ اللَّهِ قَبْلَ أَنْ تَقَعَ فِي يَدِ السَّائِلِ . قَالَ وَأَوْمَأَ بِكَفَّيْهِ
قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ , عَنِ الْأَعْمَشِ , عَنْ مَسْعُودِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : قَالَ لِي عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ : مَا فَعَلَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ ؟ قَالَ : قُلْتُ : صَالِحٌ . قَالَ : ذَاكَ رَجُلٌ كَانَ يَمُرُّ بِنَا فَنَسْأَلُهُ عَنِ الْفَرَائِضِ وَأَشْيَاءَ مِمَّا يَنْفَعُنَا اللَّهُ بِهَا ؛ إِنَّهُ لَيْسَ عِنْدَنَا مَا يَرْمِينَا بِهِ هَؤُلَاءِ وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى الْعِرَاقِ
قَالَ أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ , عَنْ عُمَرَ بْنِ حَبِيبٍ , عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ : قَالَ عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ : وَاللَّهِ , مَا قُتِلَ عُثْمَانُ عَلَى وَجْهِ الْحَقِّ
قَالَ أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ قَالَ : كَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ إِذَا مَشَى لَا تَجَاوِزُ يَدُهُ فَخِذَهُ , وَلَا يَخْطِرُ بِيَدِهِ . قَالَ : وَكَانَ إِذَا قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ أَخَذَتْهُ رِعْدَةٌ , فَقِيلَ لَهُ : مَا لَكَ ؟ فَقَالَ : مَا تَدْرُونَ بَيْنَ يَدَيْ مَنْ أَقُومُ وَمَنْ أُنَاجِي
قَالَ أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ , عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ التَّمِيمِيِّ , عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ حُسَيْنٍ كَانَ يَنْهَى عَنِ الْقِتَالِ , وَأَنَّ قَوْمًا مِنْ أَهْلِ خُرَاسَانَ لَقُوهُ , فَشَكَوْا إِلَيْهِ مَا يَلْقَوْنَ مِنْ ظُلْمِ وُلَاتِهِمْ , فَأَمَرَهُمْ بِالصَّبِرِ وَالْكَفِّ , وَقَالَ : إِنِّي أَقُولُ كَمَا قَالَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ : {{ إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }}
قَالَ أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ , عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُجَاهِدٍ , عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ قَالَ : كَانَ عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ يَخْرُجُ عَلَى رَاحِلَتِهِ إِلَى مَكَّةَ وَيَرْجِعُ لَا يَقْرَعُهَا , وَكَانَ يُجَالِسُ أَسْلَمَ مَوْلَى عُمَرَ , فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ : تَدَعُ قُرَيْشًا وَتُجَالِسُ عَبْدَ بَنِي عَدِيٍّ ؟ فَقَالَ عَلِيٌّ : إِنَّمَا يَجْلِسُ الرَّجُلُ حَيْثُ يَنْتَفِعُ
قَالَ أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زُرَارَةَ الْجَرْمِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ , عَنْ يَزِيدَ بْنِ حَازِمٍ قَالَ : رَأَيْتُ عَلِيَّ بْنَ حُسَيْنٍ وَسُلَيْمَانَ بْنَ يَسَارٍ يَجْلِسَانِ بَيْنَ الْقَبْرِ وَالْمِنْبَرِ يَتَحَدَّثَانِ إِلَى ارْتِفَاعِ الضُّحَى , وَيَتَذَاكَرَانِ , فَإِذَا أَرَادَا أَنْ يَقُومَا قَرَأَ عَلَيْهِمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي سَلَمَةَ سُورَةً , فَإِذَا فَرَغَ دَعَوْا . قَالَ حَمَّادٌ : هُوَ الْمَاجِشُونُ
قَالَ أَخْبَرَنَا مَعْنُ بْنُ عِيسَى قَالَ : حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ , عَنْ شَرِيكِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ , عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ أَنَّهُ كَانَ يَصْبُغُ بِالسَّوَادِ
قَالَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْخَطَّابِ الضَّبِّيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ أَبِي حَبِيبٍ الطَّائِفِيُّ قَالَ : رَأَيْتُ عَلِيَّ بْنَ حُسَيْنٍ يُخَضِّبُ بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ , وَرَأَيْتُ نَعْلَ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ مُدَوَّرَةَ الرَّأْسِ لَيْسَ لَهَا لِسَانٌ
قَالَ أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ : أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ , عَنْ عَمَّارٍ , عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ أَنَّهُ رَأَى أَهْلَهُ يُخَضِّبُونَ بِالْحِنَّاءِ وَالْكَتَمِ
أَخْبَرَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ : حَدَّثَنَا الْأَجْلَحُ , عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ قَالَ : كَانَ لِعَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ كِسَاءُ خَزٍّ أَصْفَرُ يَلْبَسْهُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ
قَالَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْر قَالَ : حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ حَكِيمٍ قَالَ : رَأَيْتُ عَلَى عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ كِسَاءَ خَزٍّ وَجُبَّةَ خَزٍّ
قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ , وَإِسْحَاقُ الْأَزْرَقُ , وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالُوا : حَدَّثَنَا بَسَّامُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الصَّيْرَفِيُّ , عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ : أُهْدِيَتْ لِعَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ مُسْتُقَةٌ مِنَ الْعِرَاقِ , فَكَانَ يَلْبَسُهَا , فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يُصَلِّيَ نَزَعَهَا
قَالَ أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ , عَنْ سَدِيرٍ , عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ : كَانَ لِعَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ سَبَنْجُونَةٌ مِنْ ثَعَالِبَ , فَكَانَ يَلْبَسُهَا , فَإِذَا صَلَّى نَزَعَهَا
قَالَ أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ : حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ أَوْسٍ الطَّائِيُّ قَالَ : دَخَلْتُ عَلَى عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ وَعَلَيْهِ سَحْقُ مِلْحَفَةٍ حَمْرَاءَ وَلَهُ جُمَّةٌ إِلَى الْمَنْكِبِ مَفْرُوقٌ
قَالَ أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ , عَنْ يَزِيدَ بْنِ حَازِمٍ قَالَ : رَأَيْتُ عَلَى عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ طَيْلَسَانًا كُرْدِيًّا غَلِيظًا , وَخُفَّيْنِ يَمَانِيِّيَنْ غَلِيظَيْنِ
أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ : حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ , عَنْ عَمِّهِ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ , عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ أَنَّهُ كَانَ يَشْتَرِي كِسَاءَ الْخَزِّ بِخَمْسِينَ دِينَارًا فَيَشْتَوِ فِيهِ , ثُمَّ يَبِيعُهُ وَيَتَصَدَّقُ بِثَمَنِهِ , وَيَصِيفُ فِي ثَوْبَيْنِ مِنْ ثِيَابِ مِصْرَ أَشْمُونِيِّينَ بِدِينَارٍ , وَيَلْبَسُ مَا بَيْنَ ذَا وَذَا مِنَ اللَّبُوسِ , وَيَقُولُ : {{ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ }} وَيَعْتَمُّ , وَيُنْبَذُ لَهُ فِي السَّعْنِ فِي الْعِيدَيْنِ بِغَيْرِ عَكَرٍ , وَكَانَ يَدَّهِنُ أَوْ يَتَطَيَّبُ بَعْدَ الْغُسْلِ إِذَا أَرَادَ أَنْ يُحْرِمَ
قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَبِيعَةَ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدَ قَالَ : رَأَيْتُ عَلَى عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ قَلَنْسُوَةً بَيْضَاءَ لَاطِئَةً
قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي فُدَيْكٍ , وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ , وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ قَالُوا : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هِلَالٍ قَالَ : رَأَيْتُ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ يَعْتَمُّ بِعِمَامَةٍ وَيُرْخِي عِمَامَتَهِ خَلْفَ ظَهْرِهِ . قَالَ ابْنُ أَبِي أُوَيْسٍ فِي حَدِيثِهِ : شِبْرًا أَوْ فُوَيْقَهُ فِي مَا تَوَخَّيْتُ عِمَامَةً بَيْضَاءَ
قَالَ أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ : حَدَّثَنَا فِطْرٌ , عَنْ ثَابِتٍ الثُّمَالِيِّ قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ قَالَ : دَخَلَ عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ الْكَنِيفَ وَأَنَا قَائِمٌ عَلَى الْبَابِ , وَقَدْ وَضَعْتُ لَهُ وَضُوءًا . قَالَ : فَخَرَجَ , فَقَالَ : يَا بُنَيَّ , قُلْتُ : لَبَّيْكَ . قَالَ : قَدْ رَأَيْتُ فِيَ الْكَنِيفِ شَيْئًا رَابَنِي قُلْتُ : وَمَا ذَاكَ ؟ قَالَ : رَأَيْتُ الذُّبَابَ يَقَعْنَ عَلَى الْعَذِرَاتِ , ثُمَّ يَطِرْنَ , فَيَقَعْنَ عَلَى جِلْدِ الرَّجُلِ , فَأَرَدْتُ أَنْ أَتَّخِذَ ثَوْبًا إِذَا دَخَلْتُ الْكَنِيفَ لَبِسْتُهُ , ثُمَّ قَالَ : لَا يَنْبَغِي لِي شَيْءٌ لَا يَسَعُ النَّاسَ
قَالَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ , عَنْ حَجَّاجِ بْنِ أَرْطَاةَ , عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ أَنَّ أَبَاهُ عَلِيَّ بْنَ حُسَيْنٍ قَاسَمَ اللَّهَ مَالَهُ مَرَّتَيْنِ , وَقَالَ : إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُؤْمِنَ الْمُذْنِبَ التَّوَّابَ
قَالَ أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ عَبَّادٍ قَالَ : حَدَّثَنَا فُلَيْحٌ قَالَ : أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ قَالَ : كَانَ عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ عَشِيَّةَ عَرَفَةَ وَغَدْوَةَ جَمْعٍ إِذَا دَفَعَ يَسِيرُ عَلَى هِينَتِهِ , وَيَقُولُ : إِنْ كَانَ ابْنُ الزُّبَيْرِ غَيْرَ مُصِيبٍ حِينَ ضَرَبَ رَاحِلَتَهُ بِيَدِهِ وَرِجْلَهُ . قَالَ : وَكَانَ عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ يَجْمَعُ بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ , وَبَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ فِي السَّفَرِ , وَيَقُولُ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَفْعَلُ ذَلِكَ وَهُوَ غَيْرُ عَجِلٌ وَلَا خَائِفٌ
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا حَفْصٌ , عَنْ جَعْفَرٍ , عَنْ أَبِيهِ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ حُسَيْنٍ كَانَ يَمْشِي إِلَى الْجِمَارِ , وَكَانَ لَهُ مَنْزِلٌ بِمِنًى , وَكَانَ أَهْلُ الشَّامِ يُؤْذُونَهُ , فَتَحَوَّلَ إِلَى قُرَيْنِ الثَّعَالِبِ أَوْ قَرِيبٍ مِنْ قُرَيْنِ الثَّعَالِبِ , وَكَانَ يَرْكَبُ , فَإِذَا أَتَى مَنْزِلَهُ مَشَى إِلَى الْجِمَارِ
قَالَ أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ , قَالَ حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ أَوْسٍ قَالَ : جَعَلَ عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ يَدْحَسُ كَفَّهُ مِنَ التَّمْرِ فَيُعْطِي الْكَبِيرَ وَالْمَوْلُودَ سَوَاءً
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ , وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ قَالَا : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْمَوَالِ , عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ : دَخَلَ عَلَيْنَا أَبِي عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ وَأَنَا وَجَعْفَرٌ نَلْعَبُ فِي حَائِطٍ , فَقَالَ أَبِي لِمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ كَمْ مَرَّ عَلَى جَعْفَرٍ ؟ فَقَالَ : سَبْعُ سِنِينَ . قَالَ مُرُوهُ بِالصَّلَاةِ
قَالَ أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ : حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّهْمِيُّ , وَكَانَ نَازِلًا فِيهِمْ يَؤُمُّهُمْ عَنْ أَبِيهِ , عَنِ الْمِنْهَالِ يَعْنِي ابْنَ عَمْرٍو . قَالَ : دَخَلْتُ عَلَى عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ , فَقُلْتُ : كَيْفَ أَصْبَحْتَ أَصْلَحَكَ اللَّهُ ؟ فَقَالَ : مَا كُنْتُ أَرَى شَيْخًا مِنْ أَهْلِ الْمِصْرِ مِثْلَكَ لَا يَدْرِي كَيْفَ أَصْبَحْنَا , فَأَمَّا إِذْ لَمْ تَدْرِ أَوْ تَعْلَمْ , فَسَأُخْبِرُكَ . أَصْبَحْنَا فِي قَوْمِنَا بِمَنْزِلَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي آلِ فِرْعَوْنَ ؛ إِذْ كَانُوا يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَهُمْ . وَأَصْبَحَ شَيْخُنَا وَسَيِّدُنَا يَتَقَرَّبُ إِلَى عَدُوِّنَا بِشَتْمِهِ أَوْ سَبِّهِ عَلَى الْمَنَابِرِ . وَأَصْبَحَتْ قُرَيْشٌ تَعُدُّ أَنَّ لَهَا الْفَضْلَ عَلَى الْعَرَبِ ؛ لِأَنَّ مُحَمَّدًا صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ مِنْهَا . لَا يُعَدُّ لَهَا فَضْلٌ إِلَّا بِهِ , وَأَصْبَحَتِ الْعَرَبُ مُقِرَّةً لَهُمْ بِذَلِكَ , وَأَصْبَحَتِ الْعَرَبُ تَعُدُّ أَنَّ لَهَا الْفَضْلُ عَلَى الْعَجَمِ ؛ لِأَنَّ مُحَمَّدًا صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ مِنْهَا لَا يُعَدُّ لَهَا فَضْلٌ إِلَّا بِهِ , وَأَصْبَحَتِ الْعَجَمُ مُقِرَّةً لَهُمْ بِذَلِكَ , فَلَئِنْ كَانَتِ الْعَرَبُ صَدَقَتْ أَنَّ لَهَا الْفَضْلَ عَلَى الْعَجَمِ , وَصَدَقَتْ قُرَيْشٌ أَنَّ لَهَا الْفَضْلَ عَلَى الْعَرَبِ لِأَنَّ مُحَمَّدًا صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ مِنْهَا إِنَّ لَنَا أَهْلَ الْبَيْتِ الْفَضْلَ عَلَى قُرَيْشٍ ؛ لِأَنَّ مُحَمَّدًا صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ مِنَّا , فَأَصْبَحُوا يَأْخُذُونَ بِحَقِّنَا وَلَا يَعْرِفُونَ لَنَا حَقًّا , فَهَكَذَا أَصْبَحْنَا إِذْ لَمْ تَعْلَمْ كَيْفَ أَصْبَحْنَا قَالَ : فَظَنَنْتُ أَنَّهُ أَرَادَ أَنْ يُسْمِعَ مَنْ فِي الْبَيْتِ
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ , عَنْ سَالِمٍ مَوْلَى جَعْفَرٍ قَالَ : كَانَ هِشَامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ يُؤْذِي عَلِيَّ بْنَ حُسَيْنٍ وَأَهْلَ بَيْتِهِ . يَخْطُبُ بِذَلِكَ عَلَى الْمِنْبَرِ وَيَنَالُ مِنْ عَلِيٍّ رَحِمَهُ اللَّهُ , فَلَمَّا وَلِيَ الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ عَزَلَهُ وَأَمَرَ بِهِ أَنْ يُوقَفَ لِلنَّاسِ . قَالَ : فَكَانَ يَقُولُ لَا وَاللَّهِ مَا كَانَ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ أَهَمَّ إِلَيَّ مِنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ ؛ كُنْتُ أَقُولُ : رَجُلٌ صَالِحٌ يُسْمَعُ قَوْلُهُ , فَوَقَفَ لِلنَّاسِ . قَالَ : فَجَمَعَ عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ وَلَدَهُ وَحَامَّتَهُ , وَنَهَاهُمْ عَنِ التَّعَرُّضِ . قَالَ : وَغَدَا عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ مَارًّا لِحَاجَةٍ , فَمَا عَرَضَ لَهُ , قَالَ : فَنَادَاهُ هِشَامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ : {{ اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ }}
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ قَالَ : لَمَّا عُزِلَ هِشَامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ نَهَانَا أَنْ نَنَالَ مِنْهُ مَا نَكْرَهُ , فَإِذَا أَبِي قَدْ جَمَعْنَا فَقَالَ : إِنَّ هَذَا الرَّجُلَ قَدْ عُزِلَ , وَقَدْ أُمِرَ بِوَقْفِهِ لِلنَّاسِ , فَلَا يَتَعَرَّضْ لَهُ أَحَدٌ مِنْكُمْ , فَقُلْتُ : يَا أَبَتِ , وَلِمَ ؟ وَاللَّهِ إِنَّ أَثَرَهُ عِنْدَنَا لَسَيِّئٌ , وَمَا كُنَّا نَطْلُبُ إِلَّا مِثْلَ هَذَا الْيَوْمِ . قَالَ : يَا بُنَيَّ , نَكِلُهُ إِلَى اللَّهِ , فَوَاللَّهِ مَا عَرَضَ لَهُ أَحَدٌ مِنْ آلِ حُسَيْنٍ بِحَرْفٍ حَتَّى تَصَرَّمَ أَمْرُهُ
قَالَ أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ , وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ , عَنْ إِسْرَائِيلَ , عَنْ ثُوَيْرِ بْنِ أَبِي فَاخِتَةَ , عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ حُسَيْنٍ أَوْصَى أَنْ لَا يُؤْذِنُوا بِهِ أَحَدًا , وَأَنْ يُسْرَعَ بِهِ الْمَشْيُ , وَأَنْ يُكَفَّنَ فِي قُطْنٍ , وَأَنْ لَا يُجْعَلَ فِي حَنُوطِهِ مِسْكٌ
قَالَ أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ , عَنْ شَرِيكٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ أَنَّ أَبَا جَعْفَرٍ أَمَرَ أُمَّ وَلَدٍ لِعَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ حِينَ مَاتَ عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ أَنْ تَغْسِلَ فَرْجَهُ
قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ الْحَكِيمِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ قَالَ : مَاتَ عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ بِالْمَدِينَةِ , وَدُفِنَ بِالْبَقِيعِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ , وَكَانَ يُقَالُ لِهَذِهِ السُّنَّةِ سَنَةُ الْفُقَهَاءِ لِكَثْرَةِ مَنْ مَاتَ مِنْهُمْ فِيهَا
قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ : مَاتَ أَبِي عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ . وَصَلَّيْنَا عَلَيْهِ بِالْبَقِيعِ قَالَ وَسَمِعْتُ الْفَضْلَ بْنَ دُكَيْنٍ يَقُولُ : مَاتَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ , وَلَمْ يَصْنَعْ شَيْئًا أَهْلُ بَيْتِهِ , وَأَهْلُ بَلَدِهِ أَعْلَمُ بِذَلِكَ مِنْهُ
قَالَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يُونُسَ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ : مَاتَ عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ وَهُوَ ابْنُ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ سَنَةً قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ : فَهَذَا يَدُلُّكَ عَلَى أَنَّ عَلِيَّ بْنَ حُسَيْنٍ كَانَ مَعَ أَبِيهِ وَهُوَ ابْنُ ثَلَاثٍ أَوْ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً , وَلَيْسَ قَوْلُ مَنْ قَالَ : إِنَّهُ كَانَ صَغِيرًا , وَلَمْ يَكُنْ أَنَبْتَ بِشَيْءٍ , وَلَكِنَّهُ كَانَ يَوْمَئِذٍ مَرِيضًا , فَلَمْ يُقَاتِلْ , وَكَيْفَ يَكُونُ يَوْمَئِذٍ لَمْ يُنْبِتْ وَقَدْ وُلِدَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ ؟ وَلَقِيَ أَبُو جَعْفَرٍ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ وَرَوَوْا عَنْهُ , وَإِنَّمَا مَاتَ جَابِرٌ سَنَةَ ثَمَانٍ وَسَبْعِينَ
قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : أَخْبَرَنَا أَبُو مَعْشَرٍ , عَنِ الْمَقْبُرِيِّ قَالَ : لَمَّا وُضِعَ عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ لِيُصَلَّى عَلَيْهِ أَقْشَعَ النَّاسُ إِلَيْهِ , وَأَهْلُ الْمَسْجِدِ لَيَشْهَدُوهُ , وَبَقِيَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ فِي الْمَسْجِدِ وَحْدَهُ , فَقَالَ خَشْرَمٌ لِسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ : يَا أَبَا مُحَمَّدٍ , أَلَا تَشَهَّدُ هَذَا الرَّجُلَ الصَّالِحَ فِي الْبَيْتِ الصَّالِحِ ؟ فَقَالَ سَعِيدٌ : أُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ فِي الْمَسْجِدِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَشْهَدَ هَذَا الرَّجُلَ الصَّالِحَ فِي الْبَيْتِ الصَّالِحِ قَالَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي عُثَيْمُ بْنُ نِسْطَاسٍ قَالَ : رَأَيْتُ سُلَيْمَانَ بْنَ يَسَارٍ خَرَجَ إِلَيْهِ فَصَلَّى عَلَيْهِ , وَتَبِعَهُ , وَكَانَ يَقُولُ , شُهُودُ جِنَازَةٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ صَلَاةِ تَطَوُّعٍ
قَالَ أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ قَالَ : حَدَّثَنَا جَرِيرٌ , عَنْ شَيْبَةَ بْنِ نَعَامَةَ قَالَ : كَانَ عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ يَبْخَلُ , فَلَمَّا مَاتَ وَجَدُوهُ يَقُوتُ مِائَةَ أَهْلِ بَيْتٍ بِالْمَدِينَةِ فِي السِّرِّ . قَالُوا : وَكَانَ عَلِيُّ بْنُ حُسَيْنٍ ثِقَةً , مَأْمُونًا , كَثِيرَ الْحَدِيثِ , عَالِيًا , رَفِيعًا , وَرِعًا