أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ، قَالَ : كَانَ أَبُو صَخْرٍ مِنَ الْعُبَّادِ ، وَكَانَ يُصَلِّي لَيْلَهُ أَجْمَعَ وَيَبْكِي ، وَكَانَتْ مَعَهُ فِي الدَّارِ امْرَأَةٌ يَهُودِيَّةٌ سَاكِنَةٌ تَبْكِي رَحْمَةً لَهُ ، فَقَالَ لَيْلَةً فِي دُعَائِهِ : اللَّهُمَّ إِنَّ هَذِهِ الْيَهُودِيَّةَ قَدْ بَكَتْ رَحْمَةً لِي ، وَدِينُهَا مُخَالِفٌ لَدِينِي ، فَأَنْتَ أَوْلَى بِرَحْمَتِي قَالَ : وَكَانَ أَبُو صَخْرٍ الْأَيْلِيُّ يُوَافِيَ الْمَوَاسِمَ كُلَّ عَامٍ مَعَ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ وَصَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ ، وَيَزِيدَ بْنِ خُصَيْفَةَ ، وَسُلَيْمَانَ بْنِ سُحَيْمٍ ، وَأَبِي حَازِمٍ ، فَيَلْقَوْنَ عُمَرَ بْنَ ذَرٍّ ، فَيَقُصُّ عَلَيْهِمْ وَيُذَكِّرُهُمْ أَمَرَ الْآخِرَةِ ، فَلَا يَزَالُونَ كَذَلِكَ حَتَّى يَنْقَضِيَ الْمَوْسِمُ ، ثُمَّ لَا يَلْتَقُونَ بَعْدَ إِلَّا فِي كُلِّ مَوْسِمٍ