حديث رقم: 5126

قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ الْغَازِ ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى ، عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ ، وَغَيْرِهِمَا قَالُوا : كَانَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ يُبَاشِرُ الْقِتَالَ فِي الْقَلْبِ أَيَّامَ صِفِّينَ بِنَفْسِهِ ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمٌ مِنْ تِلْكَ الْأَيَّامِ اقْتَتَلَ أَهْلُ الْعِرَاقِ وَأَهْلُ الشَّامِ حَتَّى غَابَتِ الشَّمْسُ , فَإِذَا كَتِيبَةٌ خَشْنَاءُ مِنْ خَلْفِ صُفُوفِنَا أَرَاهُمْ خَمْسَمِائَةٍ فِيهَا عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ ، وَيُقْبِلُ عَلِيٌّ فِي كَتِيبَةٍ أُخْرَى نَحْوًا مِنْ عَدَدِ الَّذِي مَعَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ فَاقْتَتَلُوا سَاعَةً مِنَ اللَّيْلِ حَتَّى كَثُرَتِ الْقَتْلَى بَيْنَهُمْ ، ثُمَّ صَاحَ عَمْرٌو بِأَصْحَابِهِ : الْأَرْضَ يَا أَهْلَ الشَّامَ ، فَتَرَجَّلُوا وَدَبَّ بِهِمْ وَتَرَجَّلَ أَهْلُ الْعِرَاقِ , فَنَظَرْتُ إِلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ يُبَاشِرُ الْقِتَالَ وَهُوَ يَقُولُ : وَصَبَرْنَا عَلَى مَوَاطِنِ ضَنْكٍ وَخُطُوبٍ تُرِي الْبَيَاضَ الْوَلِيدَا وَيُقْبِلُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ , فَخَلُصَ إِلَى عَمْرٍو , وَضَرَبَهُ ضَرْبَةً جَرَحَهُ عَلَى الْعَاتِقِ وَهُوَ يَقُولُ : أَنَا أَبُو السَّمْرَاءِ وَيُدْرِكُهُ عَمْرٌو , فَضَرَبَهُ ضَرْبَةً أَثْبَتَهُ وَانْحَازَ عَمْرٌو فِي أَصْحَابِهِ وَانْحَازَ أَصْحَابُهُ

حديث رقم: 5127

قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ شِبْلٍ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ قَالَ : نَظَرْتُ إِلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ يَوْمَ صِفِّينَ وَقَدْ وُضِعَتْ لَهُ الْكَرَاسِيُّ يَصِفُّ النَّاسَ بِنَفْسِهِ صُفُوفًا وَيَقُولُ : كَقَصِّ الشَّارِبِ وَهُوَ حَاسِرٌ ، وَأَسْمَعُهُ وَأَنَا مِنْهُ قَرِيبٌ يَقُولُ : عَلَيْكُمْ بِالشَّيْخِ الْأَزْدِيِّ أَوِ الدَّجَّالِ - يَعْنِي هَاشِمَ بْنَ عُتْبَةَ

حديث رقم: 5128

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي مَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ : اقْتَتَلَ النَّاسُ بِصِفِّينَ قِتَالًا شَدِيدًا لَمْ يَكُنْ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ مِثْلَهُ قَطُّ حَتَّى كَرِهَ أَهْلُ الشَّامِ وَأَهْلُ الْعِرَاقِ الْقِتَالَ وَمَلُّوهُ مِنْ طُولِ تَبَاذُلِهِمُ السَّيْفَ , فَقَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ عَلَى الْقِتَالِ لِمُعَاوِيَةَ : هَلْ أَنْتَ مُطِيعِي فَتَأْمُرَ رِجَالًا بِنَشْرِ الْمَصَاحِفِ , ثُمَّ يَقُولُونَ : يَا أَهْلَ الْعِرَاقِ نَدْعُوكُمْ إِلَى الْقُرْآنِ وَإِلَى مَا فِي فَاتِحَتِهِ إِلَى خَاتِمَتِهِ فَإِنَّكَ إِنْ تَفْعَلْ ذَلِكَ يَخْتَلِفْ أَهْلُ الْعِرَاقِ ، وَلَا يَزِيدُ ذَلِكَ أَمْرَ أَهْلِ الشَّامِ إِلَّا اسْتِجْمَاعًا ، فَأَطَاعَهُ مُعَاوِيَةُ , فَفَعَلَ وَأَمَرَ عَمْرٌو رِجَالًا مِنْ أَهْلِ الشَّامِ , فَقُرِئَ الْمُصْحَفُ ، ثُمَّ نَادَى : يَا أَهْلَ الْعِرَاقِ نَدْعُوكُمْ إِلَى الْقُرْآنِ ، فَاخْتَلَفَ أَهْلُ الْعِرَاقِ , فَقَالَتْ طَائِفَةٌ : أَوَلَسْنَا عَلَى كِتَابِ اللَّهِ وَبَيْعَتِنَا ؟ ، وَقَالَ آخَرُونَ كَرِهُوا الْقِتَالَ : أَجَبْنَا إِلَى كِتَابِ اللَّهِ ، فَلَمَّا رَأَى عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَهَنَهُمْ وَكَرَاهَتَهُمُ لِلْقِتَالِ قَارَبَ مُعَاوِيَةَ فِيمَا يَدْعُوهُ إِلَيْهِ وَاخْتَلَفَ بَيْنَهُمُ الرُّسُلُ , فَقَالَ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلَامُ : قَدْ قَبِلْنَا كِتَابَ اللَّهِ فَمَنْ يَحْكُمُ بِكِتَابِ اللَّهِ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ ؟ قَالَ : نَأْخُذُ رَجُلًا مِنَّا نَخْتَارُهُ وَتَأْخُذُ مِنْكُمْ رَجُلًا تَخْتَارُهُ ، فَاخْتَارَ مُعَاوِيَةُ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ ، وَاخْتَارَ عَلِيٌّ أَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِيَّ

حديث رقم: 5129

قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ أَبِي الْأَسْوَدِ ، عَنْ مُجَالِدٍ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، عَنْ زِيَادِ بْنِ النَّضْرِ أَنَّ عَلِيًّا عَلَيْهِ السَّلَامُ بَعَثَ أَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِيَّ وَمَعَهُ أَرْبَعُمِائَةِ رَجُلٍ عَلَيْهِمْ شُرَيْحُ بْنُ هَانِئٍ وَمَعَهُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ يُصَلِّي بِهِمْ ، وَيْلِي أَمْرَهُمْ ، وَبَعَثَ مُعَاوِيَةُ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ فِي أَرْبَعمِائَةٍ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ حَتَّى تَوَافُوا بِدَوْمَةِ الْجَنْدَلِ

حديث رقم: 5130

قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَكَمِ قَالَ : لَمَّا الْتَقَى النَّاسُ بِدَوْمَةِ الْجَنْدَلِ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ لِلْأَشْعَرِيِّ : احْذَرْ عَمْرًا , فَإِنَّمَا يُرِيدُ أَنْ يُقَدِّمَكَ , وَيَقُولُ : أَنْتَ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَأَسَنُّ مِنِّي , فَكُنْ مُتَدَبِّرًا لَكَلَامِهِ ، فَكَانَا إِذَا الْتَقَيَا يَقُولُ عَمْرٌو : إِنَّكَ صَحِبْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ قَبْلِي وَأَنْتَ أَسَنُّ مِنِّي فَتَكَلَّمَ ، ثُمَّ أَتَكَلَّمُ وَإِنَّمَا يُرِيدُ عَمْرٌو أَنْ يُقَدِّمَ أَبَا مُوسَى فِي الْكَلَامِ لِيَخْلَعَ عَلِيًّا , فَاجْتَمَعَا عَلَى أَمْرِهِمَا , فَأَدَارَهُ عَمْرٌو عَلَى مُعَاوِيَةَ , فَأَبَى ، وَقَالَ أَبُو مُوسَى : عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ , فَقَالَ عَمْرٌو : أَخْبِرْنِي عَنْ رَأْيِكَ ، فَقَالَ أَبُو مُوسَى : أَرَى أَنْ نَخْلَعَ هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ , وَنَجْعَلَ هَذَا الْأَمْرَ شُورَى بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ , فَيَخْتَارُونَ لِأَنْفُسِهِمْ مَنْ أَحَبُّوا ، قَالَ عَمْرٌو : الرَّأْيُ مَا رَأَيْتَ , فَأَقْبَلَا عَلَى النَّاسِ وَهُمْ مُجْتَمِعُونَ , فَقَالَ لَهُ عَمْرٌو : يَا أَبَا مُوسَى أَعْلِمْهُمْ بِأَنَّ رَأَيْنَا قَدِ اجْتَمَعَ ، فَتَكَلَّمَ أَبُو مُوسَى , فَقَالَ أَبُو مُوسَى : إِنَّ رَأَيْنَا قَدِ اتَّفَقَ عَلَى أَمْرٍ نَرْجُو أَنْ يَصْلُحَ بِهِ أَمْرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ , فَقَالَ عَمْرٌو : صَدَقَ وَبَرَّ وَنِعْمَ النَّاظِرُ لِلْإِسْلَامِ وَأَهْلِهِ , فَتَكَلَّمْ يَا أَبَا مُوسَى : فَأَتَاهُ ابْنُ عَبَّاسٍ , فَخَلَا بِهِ , فَقَالَ : أَنْتَ فِي خُدْعَةٍ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ : لَا تَبْدَأْهُ ، وَتَعَقَّبْهُ ؟ فَإِنِّي أَخْشَى أَنْ يَكُونَ أَعْطَاكَ أَمْرًا خَالِيًا , ثُمَّ يَنْزِعَ عَنْهُ عَلَى مَلَإٍ مِنَ النَّاسِ وَاجْتِمَاعِهِمْ ، فَقَالَ الْأَشْعَرِيُّ : لَا تَخْشَ ذَلِكَ ، قَدِ اجْتَمَعْنَا وَاصْطَلَحْنَا , فَقَامَ أَبُو مُوسَى , فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ , ثُمَّ قَالَ : أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ نَظَرْنَا فِي أَمْرِ هَذِهِ الْأُمَّةِ فَلَمْ نَرَ شَيْئًا هُوَ أَصْلَحُ لِأَمْرِهَا وَلَا أَلَمُّ لِشَعَثِهَا مِنْ أَنْ لَا نَبْتَزَّ أُمُورَهَا وَلَا نَعْصِبَهَا حَتَّى يَكُونَ ذَلِكَ عَنْ رَضًى مِنْهَا وَتَشَاورٍ وَقَدِ اجْتَمَعَتُ أَنَا وَصَاحِبِي عَلَى أَمْرٍ وَاحِدٍ عَلَى خَلْعِ عَلِيٍّ وَمُعَاوِيَةَ , وَتَسْتَقْبِلُ هَذِهِ الْأُمَّةُ هَذَا الْأَمْرَ , فَيَكُونُ شُورَى بَيْنَهُمْ يُوَلُّونَ مِنْهُمْ مَنْ أَحَبُّوا عَلَيْهِمْ وَإِنِّي قَدْ خَلَعْتُ عَلِيًّا وَمُعَاوِيَةَ , فَوَلُّوا أَمْرَكُمْ مَنْ رَأَيْتُمْ ، ثُمَّ تَنَحَّى , فَأَقْبَلَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ , فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ , ثُمَّ قَالَ : إِنَّ هَذَا قَدْ قَالَ مَا قَدْ سَمِعْتُمْ , وَخَلَعَ صَاحِبَهُ وَإِنِّي أَخْلَعُ صَاحِبَهُ كَمَا خَلْعَهُ وَأُثْبِتُ صَاحِبِي مُعَاوِيَةَ , فَإِنَّهُ وَلِيُّ ابْنُ عَفَّانَ ، وَالطَّالِبُ بِدَمِهِ وَأَحَقُّ النَّاسِ بِمَقَامِهِ ، فَقَالَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ : وَيْحَكَ يَا أَبَا مُوسَى مَا أَضْعَفَكَ عَنْ عَمْرٍو وَمَكَائِدِهِ ، فَقَالَ أَبُو مُوسَى : فَمَا أَصْنَعُ جَامَعَنِي عَلَى أَمْرٍ ثُمَّ نَزَعَ عَنْهُ ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : لَا ذَنْبَ لَكَ يَا أَبَا مُوسَى الذَّنْبُ لِغَيْرِكَ لِلَّذِي قَدَّمَكَ فِي هَذَا الْمَقَامِ ، فَقَالَ أَبُو مُوسَى : رَحِمَكَ اللَّهُ غَدَرَنِي فَمَا أَصْنَعُ ؟ ، وَقَالَ أَبُو مُوسَى لِعَمْرٍو : إِنَّمَا مَثَلُكَ كَالْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ، فَقَالَ لَهُ عَمْرٌو : إِنَّمَا مَثَلُكَ مَثَلُ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ إِلَامَ صَيَّرْتَ هَذِهِ الْأُمَّةَ ، إِلَى رَجُلٍ لَا يُبَالِي مَا صَنَعَ وَآخَرَ ضَعِيفٌ ؟ وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ : لَوْ مَاتَ الْأَشْعَرِيُّ مِنْ قَبْلِ هَذَا كَانَ خَيْرًا لَهُ

حديث رقم: 5131

قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ : كَانَ عَمْرٌو يَقُولُ لِمُعَاوِيَةَ حِينَ خَرَجَتِ الْخَوَارِجُ عَلَى عَلِيٍّ : كَيْفَ رَأَيْتَ تَدْبِيرِي لَكَ حَيْثُ ضَاقَتْ نَفْسُكَ مُسْتَهْزِئًا عَلَى فَرَسِكَ الْوَرْدُ تَسْتَبْطِئُهُ فَأَشَرْتُ عَلَيْكَ أَنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ وَعَرَفْتُ أَنَّ أَهْلَ الْعِرَاقِ أَهْلُ شِبْهٍ وَأَنَّهُمْ يَخْتَلِفُونَ عَلَيْهِ فَقَدِ اشْتَغَلَ عَنْكَ عَلِيٌّ بِهِمْ ، وَهُمْ آخِرُ هَذَا قَاتِلُوهُ لَيْسَ جُنْدٌ أَوْهَنُ كَيْدًا مِنْهُمْ

حديث رقم: 5132

قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي مُفَضَّلُ بْنُ فَضَالَةَ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ قَالَ : وَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ أَبِي عَوْنٍ قَالَا : لَمَّا صَارَ الْأَمْرُ فِي يَدَيْ مُعَاوِيَةَ اسْتَكْثَرَ طُعْمَةَ مِصْرَ لِعَمْرٍو مَا عَاشَ وَرَأَى عَمْرٌو أَنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ قَدْ صَلُحَ بِهِ وَبِتَدْبِيرِهِ وَعَنَائِهِ وَسَعْيِهِ فِيهِ , وَظَنَّ أَنَّ مُعَاوِيَةَ سَيَزِيدُهُ الشَّامَ مَعَ مِصْرَ , فَلَمْ يَفْعَلْ مُعَاوِيَةُ , فَتَنَكَّرَ عَمْرٌو لِمُعَاوِيَةَ , فَاخْتَلَفَا , وَتَغَالَظَا , وَتَمَيَّزَ النَّاسُ , وَظَنُّوا أَنَّهُ لَا يَجْتَمِعُ أَمْرُهُمَا , فَدَخَلَ بَيْنَهُمَا مُعَاوِيَةُ بْنُ حُدَيْجٍ , فَأَصْلَحَ أَمْرَهُمَا , وَكَتَبَ بَيْنَهُمَا كِتَابًا , وَشَرَطَ فِيهِ شُرُوطًا لِمُعَاوِيَةَ وَعَمْرٍو خَاصَّةً ، وَلِلنَّاسِ عَلَيْهِ وَأَنَّ لِعَمْرٍو وِلَايَةَ مِصْرَ سَبْعَ سِنِينَ وَعَلَى أَنَّ عَلَى عَمْرٍو السَّمْعَ وَالطَّاعَةَ لِمُعَاوِيَةَ ، وَتَوَاثَقَا وَتَعَاهَدَا عَلَى ذَلِكَ ، وَأَشْهَدَا عَلَيْهِمَا بِهِ شُهُودًا ، ثُمَّ مَضَى عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ عَلَى مِصْرَ وَالِيًا عَلَيْهَا وَذَلِكَ فِي آخِرِ سَنَةِ تِسْعٍ وَثَلَاثِينَ فَوَاللَّهِ مَا مَكَثَ بِهَا إِلَّا سَنَتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا حَتَّى مَاتَ

حديث رقم: 5133

قَالَ : أَخْبَرَنَا الضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ أَبُو عَاصِمٍ الشَّيْبَانِيُّ النَّبِيلُ قَالَ : حَدَّثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ قَالَ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ ، عَنِ ابْنِ شِمَاسَةَ الْمَهْرِيِّ قَالَ : حَضَرْنَا عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ وَهُوَ فِي سِيَاقَةِ الْمَوْتِ , فَحَوَّلَ وَجْهَهُ إِلَى الْحَائِطِ يَبْكِي طَوِيلًا , وَابْنُهُ يَقُولُ لَهُ : مَا يُبْكِيكَ ، أَمَا بَشَّرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بِكَذَا ، أَمَا بَشَّرَكَ بِكَذَا ؟ ، قَالَ وَهُوَ فِي ذَلِكَ يَبْكِي وَوَجْهُهُ إِلَى الْحَائِطِ قَالَ : ثُمَّ أَقْبَلَ بِوَجْهِهِ إِلَيْنَا , فَقَالَ : إِنَّ أَفْضَلَ مِمَّا تَعُدُّ عَلَيَّ شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، وَلَكِنِّي قَدْ كُنْتُ عَلَى أَطْبَاقٍ ثَلَاثٍ قَدْ رَأَيْتُنِي مَا مِنَ النَّاسِ مِنْ أَحَدٍ أَبْغَضُ إِلِيَّ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، وَلَا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَسْتَمْكِنَ مِنْهُ فَأَقْتُلَهُ , فَلَوْ مِتُّ عَلَى تِلْكَ الطَّبَقَةِ لَكُنْتُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ ، ثُمَّ جَعَلَ اللَّهُ الْإِسْلَامَ فِي قَلْبِي , فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ لِأُبَايِعَهُ , فَقُلْتُ : ابْسُطْ يَمِينَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ , قَالَ : فَبَسَطَ يَدَهُ , ثُمَّ إِنِّي قَبَضْتُ يَدِي ، فَقَالَ : مَا لَكَ يَا عَمْرُو ؟ قَالَ : فَقُلْتُ : أَرَدْتُ أَنْ أَشْتَرِطَ , فَقَالَ : تَشْتَرِطُ مَاذَا ؟ فَقُلْتُ : أَشْتَرِطُ أَنْ يُغْفَرَ لِي ، فَقَالَ : أَمَا عَلِمْتَ يَا عَمْرُو أَنَّ الْإِسْلَامَ يَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهُ ، وَأَنُّ الْهِجْرَةُ تَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهَا ، وَأَنَّ الْحَجَّ يَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهُ ، فَقَدْ رَأَيْتُنِي مَا مِنَ النَّاسِ أُحُدٌ أَحَبُّ إِلِيَّ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَلَا أَجَلُّ فِي عَيْنِي مِنْهُ ، وَلَوْ سُئِلْتُ أَنْ أَنْعَتَهُ مَا أَطَقْتُ لِأَنِّي لَمْ أَكُنْ أُطِيقُ أَنْ أَمْلَأَ عَيْنِي إِجْلَالًا لَهُ , فَلَوْ مِتُّ عَلَى تِلْكَ الطَّبَقَةِ رَجَوْتُ أَنْ أَكُونَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، ثُمَّ وُلِيِّنَا أَشْيَاءَ بَعْدُ فَلَسْتُ أَدْرِي مَا أَنَا فِيهَا أَوْ مَا حَالِي فِيهَا ، فَإِذَا أَنَا مِتُّ فَلَا تَصْحَبْنِي نَائِحَةٌ وَلَا نَارٌ ، فَإِذَا دَفَنْتُمُونِي , فَسُنُّوا عَلَيَّ التُّرَابَ سَنًّا , فَإِذَا فَرَغْتُمْ مِنْ قَبْرِي , فَامْكُثُوا عِنْدَ قَبْرِي قَدْرَ مَا يُنْحَرُ جَزُورٌ ، وَيُقْسَمُ لَحْمُهَا فَإِنِّي أَسْتَأْنِسُ بِكُمْ حَتَّى أَعْلَمَ مَاذَا أُرَاجِعُ بِهِ رُسُلَ رَبِّي

حديث رقم: 5134

قَالَ : أَخْبَرَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ قَالَ : حَدَّثَنَا عَوْفٌ ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ : بَلَغَنِي أَنَّ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ لَمَّا كَانَ عِنْدَ الْمَوْتِ دَعَا حَرَسَهُ , فَقَالَ : أَيُّ صَاحِبٍ كُنْتُ لَكُمْ ؟ قَالُوا : كُنْتَ لَنَا صَاحِبَ صَدْقٍ تُكْرِمُنَا وَتُعْطِينَا وَتَفْعَلُ وَتَفْعَلُ ، قَالَ : فَإِنِّي إِنَّمَا كُنْتُ أَفْعَلُ ذَلِكَ لِتَمْنَعُونِي مِنَ الْمَوْتِ ، وَإِنَّ الْمَوْتَ هَا هُوَ ذَا قَدْ نَزَلَ بِي , فَأَغْنُوهُ عَنِّي ، فَنَظَرَ الْقَوْمُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ , فَقَالُوا : وَاللَّهِ مَا كُنَّا نَحْسَبُكَ تَكَلَّمُ بِالْعَوْرَاءِ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ، قَدْ عَلِمْتَ أَنَّا لَا نُغْنِي عَنْكَ مِنَ الْمَوْتِ شَيْئًا ، فَقَالَ : أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ قُلْتُهَا , وَإِنِّي لَأَعْلَمُ أَنَّكُمْ لَا تُغْنُونَ عَنِّي مِنَ الْمَوْتِ شَيْئًا وَلَكِنْ وَاللَّهِ لِأَنْ أَكُونَ لَمْ أَتَّخِذْ مِنْكُمْ رَجُلًا قَطُّ يَمْنَعُنِي مِنَ الْمَوْتِ أَحَبَّ إِلَى مِنْ كَذَا وَكَذَا ، فَيَا وَيْحَ ابْنِ أَبِي طَالِبٍ إِذْ يَقُولُ حَرَسُ أُمَرَاءِ أَجَلِهِ , ثُمَّ قَالَ عَمْرٌو : اللَّهُمَّ لَا بَرِيءَ فَأَعْتَذِرُ ، وَلَا عَزِيزَ فَأَنْتَصِرُ ، وَإِلَّا تُدْرِكُنِي بِرَحْمَةٍ أَكُنْ مِنَ الْهَالِكِينَ

حديث رقم: 5135

قَالَ : أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي مُوسَى قَالَ : أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُخْتَارِ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ الْمُزَنِيِّ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو حَرْبِ بْنُ أَبِي الْأَسْوَدِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّهُ حَدَّثَهُ أَنَّ أَبَاهُ أَوْصَاهُ قَالَ : يَا بُنَيَّ إِذَا مِتُّ فَاغْسِلْنِي غَسلَةً بِالْمَاءِ ، ثُمَّ جَفِّفْنِي فِي ثَوْبٍ ، ثُمَّ اغْسِلْنِي الثَّانِيَةَ بِمَاءٍ قُرَاحٍ ثُمَّ جَفِّفْنِي فِي ثَوْبٍ ، ثُمَّ اغْسِلْنِي الثَّالِثَةَ بِمَاءٍ فِيهِ شَيْءٌ مِنَ كَافُورٍ ، ثُمَّ جَفِّفْنِي فِي ثَوْبٍ ، ثُمَّ إِذَا أَلْبَسْتَنِي الثِّيَابَ فَأَزِرَّ عَلَيَّ , فَإِنِّي مُخَاصِمٌ ، ثُمَّ إِذَا أَنْتَ حَمَلْتَنِي عَلَى السَّرِيرِ , فَامْشِ بِي مَشْيًا بَيْنَ الْمَشْيَتَيْنِ وَكُنْ خَلْفَ الْجَنَازَةِ , فَإِنَّ مُقَدَّمَهَا لِلْمَلَائِكَةِ وَخَلْفَهَا لِبَنِي آدَمَ ، فَإِذَا أَنْتَ وَضَعْتَنِي فِي الْقَبْرِ فَسُنَّ عَلَيَّ التُّرَابَ سَنًّا ، ثُمَّ قَالَ : اللَّهُمَّ إِنَّكَ أَمَرْتَنَا فَرَكِبْنَا وَنَهَيْتَنَا فَأَضَعْنَا فَلَا بَرِيءَ فَأَعْتَذِرُ ، وَلَا عَزِيزَ فَأَنْتَصِرُ ، وَلَكِنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ . مَا زَالَ يَقُولُهَا حَتَّى مَاتَ

حديث رقم: 5136

قَالَ : أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَمَّادٍ ، وَغَيْرِهِ قَالَ : قَالَ مُعَاوِيَةُ بْنُ حُدَيْجٍ : عُدْتُ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ وَقَدْ ثَقُلَ , فَقُلْتُ : كَيْفَ تَجِدُكَ ؟ قَالَ : أَذُوبُ وَلَا أَثُوبُ ، وَأَجِدُ نَجْوَى أَكْثَرَ مِنْ رُزْئِي فَمَا بَقَاءُ الْكَبِيرِ عَلَى هَذَا

حديث رقم: 5137

قَالَ : أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيُّ ، عَنْ عَوَانَةَ بْنِ الْحَكَمِ قَالَ : عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ يَقُولُ : عَجَبًا لِمَنْ نَزَلَ بِهِ الْمَوْتُ وَعَقْلُهُ مَعَهُ كَيْفَ لَا يَصِفُهُ ، فَلَمَّا نَزَلَ بِهِ قَالَ لَهُ ابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو : يَا أَبَتِ إِنَّكَ كُنْتَ تَقُولُ : عَجَبًا لِمَنْ نَزَلَ بِهِ الْمَوْتُ وَعَقْلُهُ مَعَهُ كَيْفَ لَا يَصِفُهُ , فَصِفْ لَنَا الْمَوْتَ وَعَقْلُكُ مَعَكَ ، فَقَالَ : يَا بُنَيَّ الْمَوْتُ أَجَلُّ مِنْ أَنْ يُوصَفَ ، وَلَكِنِّي سَأَصِفُ لَكَ مِنْهُ شَيْئًا : أَجِدُنِي كَأَنَّ عَلَى عُنُقِي جِبَالُ رَضْوَى ، وَأَجِدُنِي كَأَنَّ فِي جَوْفِي شَوْكَ السِّلَاءِ ، وَأَجِدُنِي كَأَنَّ نَفَسِي يَخْرُجُ مِنْ ثَقْبِ إِبْرَةٍ

حديث رقم: 5138

قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي يَحْيَى ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ قَالَ : تُوُفِّيَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ يَوْمَ الْفِطْرِ بِمِصْرَ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ وَهُوَ وَالٍ عَلَيْهَا قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ : وَسَمِعْتُ مَنْ يَذْكُرُ أَنَّهُ تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَأَرْبَعِينَ . قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ : وَسَمِعْتُ بَعْضَ أَهْلِ الْعِلْمِ يَقُولُ : تُوُفِّيَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ سَنَةَ إِحْدَى وَخَمْسِينَ

حديث رقم: 5139

قَالَ : أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ : حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ، عَنْ لَيْثٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ : أَعْتَقَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ كُلَّ مَمْلُوكٍ لَهُ

حديث رقم: 5140

قَالَ : أَخْبَرَنَا هِشَامٌ أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ ، عَنْ مَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ كَتَبَ إِلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ : انْظُرْ مَنْ كَانَ قَبْلَكَ مِمَّنْ بَايَعَ الْنَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ , فَأَتِمَّ لَهُ مِائَتَيْ دِينَارٍ ، وَأَتِمَّ لِنَفْسِكَ بِإِمَارَتِكَ مِائَتَيْ دِينَارٍ وَلِخَارِجَةَ بْنِ حُذَاقَةَ بِشَجَاعَتِهِ ، وَلِقَيْسِ بْنِ الْعَاصِ بِضِيَافَتِهِ

حديث رقم: 5141

قَالَ : أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمٍ العَبْدِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَحْيَى ، عَنْ حِبَّانَ بْنِ أَبِي جَبَلَةَ قَالَ : قِيلَ لِعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ : مَا الْمُرُوءَةُ ؟ فَقَالَ : يُصْلِحُ الرَّجُلُ مَالَهُ وَيُحْسِنُ إِلَى إِخْوَانِهِ