الْحَجَّاجُ بْنُ عِلَاطٍ . . . لَنْ نَقْتُلَهُ حَتَّى نَبْعَثَ بِهِ إِلَى أَهْلِ مَكَّةَ ، قَالَ : فَصَاحُوا بِمَكَّةَ , وَقَالُوا : قَدْ جَاءَكُمُ الْخَبَرُ , فَقُلْتُ : أَعِينُونِي عَلَى جَمْعِ مَا لِي عَلَى غُرَمَائِي ، فَإِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَقْدَمَ فَأُصِيبَ مِنْ غَنَائِمِ مُحَمَّدٍ وَأَصْحَابِهِ قَبْلَ أَنْ يَسْبِقْنِيَ التُّجَّارُ إِلَى مَا هُنَاكَ ، فَقَامُوا , فَجَمَعُوا لِي مَالِي كَأَحَثِّ جَمْعٍ سَمِعْتُ بِهِ وَجِئْتُ صَاحِبَتِي وَكَانَ لِي عِنْدَهَا مَالٌ , فَقُلْتُ لَهَا : مَالِي لِعَلِّي أَلْحَقُ بِخَيْبَرَ فَأُصِيبُ مِنَ الْبَيْعِ قَبْلَ أَنْ يَسْبِقْنِيَ التُّجَّارُ ، وَسَمِعَ بِذَلِكَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ , فَانْخَزَلَ ظَهْرُهُ , فَلَمْ يَسْتَطِعِ الْقِيَامَ , فَدَعَا غُلَامًا لَهُ يُقَالُ لَهُ : أَبُو زَبِيبَةَ , فَقَالَ : اذْهَبْ إِلَى الْحَجَّاجِ , فَقُلْ : يَقُولُ لَكَ الْعَبَّاسُ : اللَّهُ أَعْلَى وَأَجَلُّ مِنْ أَنْ يَكُونَ الَّذِي تُخْبِرُهُ حَقًّا ، فَجَاءَهُ , فَقَالَ الْحَجَّاجُ : قُلْ لِأَبِي الْفَضْلِ أَحِلْنِي فِي بَعْضِ بُيُوتِكَ حَتَّى آتِيَكَ ظَهْرًا بِبَعْضِ مَا تُحِبُّ ، وَاكْتُمْ عَنِّي , فَأَتَاهُ ظُهْرًا , فَنَاشَدَهُ اللَّهَ لَيَكْتُمَنَّ عَلَيْهِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ , فَوَاثَقَهُ الْعَبَّاسُ عَلَى ذَلِكَ ، قَالَ : فَإِنِّي قَدْ أَسْلَمْتُ وَلِي مَالٌ عِنْدَ امْرَأَتِي وَدَيْنٌ عَلَى النَّاسِ , وَلَوْ عَلِمُوا بِإِسْلَامِي لَمْ يَدْفَعُوا إِلَيَّ شَيْئًا ، تَرَكْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ فَتَحَ خَيْبَرَ , وَجَرَتْ سِهَامُ اللَّهِ وَرَسُولِهِ فِيهَا وَتَرَكْتُهُ عَرُوسًا بِابْنَةِ حُيَيِّ بْنِ أَخْطَبَ ، وَقَتَلَ بَنِي أَبِي الحُقَيْقِ . فَلَمَّا أَمْسَى الحَجَّاجُ مِنْ يَوْمِهِ ذَلِكَ خَرَجَ وَأَقْبَلَ الْعَبَّاسُ بَعْدَمَا مَضَى الْأَجَلُ , وَعَلَيْهِ حُلَّةٌ , وَقَدْ تَخَلَّقَ بِخَلُوقٍ , وَأَخَذَ فِي يَدِهِ قَضِيبًا , وَأَقْبَلَ يَخْطِرُ حَتَّى وَقَفَ عَلَى بَابِ الْحَجَّاجِ بْنِ عِلَاطٍ , فَقَرَعَهُ ، وَقَالَ : أَيْنَ الْحَجَّاجُ ؟ فَقَالَتِ امْرَأَتُهُ : انْطَلَقَ إِلَى غَنَائِمِ مُحَمَّدٍ وَأَصْحَابِهِ لِيَشْتَرِيَ مِنْهَا ، فَقَالَ الْعَبَّاسُ : فَإِنَّ الرَّجُلَ لَيْسَ لَكَ بِزَوْجٍ إِلَّا أَنْ تَتَّبِعِي دِينَهُ , إِنَّهُ قَدْ أَسْلَمَ وَحَضَرَ الْفَتْحَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , ثُمَّ انْصَرَفَ الْعَبَّاسُ إِلَى الْمَسْجِدِ , وَقُرَيْشٌ يَتَحَدَّثُونَ بِحَدِيثِ الْحَجَّاجِ بْنِ عِلَاطٍ ، فَقَالَ الْعَبَّاسُ : كَلَّا وَالَّذِي حَلَفْتُمْ بِهِ ، لَقَدِ افْتَتَحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْبَرَ , وَتُرِكَ عَرُوسًا عَلَى ابْنَةِ حُيَيِّ بْنِ أَخْطَبَ , فَضَرَبَ أَعْنَاقَ بَنِي أَبِي الْحُقَيْقِ الْبِيضَ الْجِعَادَ الَّذِينَ رَأَيْتُمُوهُمْ سَادَةَ النَّضِيرِ مِنْ يَثْرِبَ وَخَيْبَرَ ، وَهَرَبَ الْحَجَّاجُ بِمَالِهِ الَّذِي عِنْدَ امْرَأَتِهِ , قَالُوا : مَنْ أَخْبَرَكَ هَذَا ؟ قَالَ : الصَّادِقُ فِي نَفْسِي الثِّقَةُ فِي صَدْرِي الْحَجَّاجُ , فَابْعَثُوا إِلَى أَهْلِهِ . فَبَعَثُوا , فَوَجَدُوا الْحَجَّاجَ قَدِ انْطَلَقَ بِمَالِهِ , وَوَجَدُوا كُلَّ مَا قَالَ لَهُمُ الْعَبَّاسُ حَقًّا ، فَكُبِتَ الْمُشْرِكُونَ وَفَرِحَ الْمُسْلِمُونَ ، وَلَمْ تَلْبَثْ قُرَيْشٌ خَمْسَةَ أَيَّامٍ حَتَّى جَاءَهُمُ الْخَبَرُ بِذَلِكَ . هَذَا كُلُّهُ حَدِيثُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ ، عَنْ رِجَالِهِ الَّذِينَ رَوَى عَنْهُمْ غَزْوَةَ خَيْبَرَ
سُلَيْمَانُ بْنُ صُرَدَ بْنِ الْجَوْنِ بْنِ أَبِي الْجَوْنِ وَهُوَ عَبْدُ الْعُزَّى بْنُ مُنْقِذِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ أَصْرَمَ بْنِ ضُبَيْسِ بْنِ حَرَامِ بْنِ حَبَشِيَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَمْرٍو ، وَيُكْنَى أَبَا مُطَرِّفٍ , أَسْلَمَ وَصَحِبَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَكَانَ اسْمُهُ يَسَارٌ ، فَلَمَّا أَسْلَمَ سَمَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُلَيْمَانَ . وَكَانَتْ لَهُ سِنٌّ عَالِيَةٌ وَشَرَفٌ فِي قَوْمِهِ ، فَلَمَّا قُبِضَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَحَوَّلَ , فَنَزَلَ الْكُوفَةَ حِينَ نَزَلَهَا الْمُسْلِمُونَ , وَشَهِدَ مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ الْجَمَلَ وَصِفِّينَ ، وَكَانَ فِيمَنْ كَتَبَ إِلَى الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ أَنْ يَقْدَمَ الْكُوفَةَ , فَلَمَّا قَدِمَهَا أَمْسَكَ عَنْهُ وَلَمْ يُقَاتِلْ مَعَهُ . كَانَ كَثِيرَ الشَّكِّ وَالْوُقُوفِ ، فَلَمَّا قُتِلَ الْحُسَيْنُ نَدِمَ هُوَ وَالْمُسَيِّبُ بْنُ نَجَبَةَ الْفَزَارِيُّ وَجَمِيعُ مَنْ خَذَلَ الْحُسَيْنَ وَلَمْ يُقَاتِلْ مَعَهُ فَقَالُوا : مَا الْمَخْرَجُ وَالتَّوْبَةُ مِمَّا صَنَعْنَا ؟ فَخَرَجُوا فَعَسْكَرُوا بِالنَّخِيلَةِ لِمُسْتَهَلِّ شَهْرِ رَبِيعٍ الْآخِرِ سَنَةَ خَمْسٍ وَسِتِّينَ وَوَلَّوا أَمْرَهُمْ سُلَيْمَانَ بْنَ صُرَدَ , وَقَالُوا : نَخْرُجُ إِلَى الشَّامِ , فَنَطْلُبُ بِدَمِ الْحُسَيْنِ , فَسَمُّوا التَّوَّابِينَ , وَكَانُوا أَرْبَعَةَ آلَافٍ , فَخَرَجُوا , فَأَتَوْا عَيْنَ الْوَرْدَةِ وَهِيَ بِنَاحِيَةِ قِرْقِيسَيَاءَ , فَلَقِيَهُمْ جَمْعٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ وَهُمْ عِشْرُونَ أَلْفًا عَلَيْهِمُ الْحُصَيْنُ بْنُ نُمَيْرٍ , فَقَاتَلُوهُمْ فَتَرَجَّلَ سُلَيْمَانُ بْنُ صُرَدَ , فَقَاتَلَ , فَرَمَاهُ يَزِيدُ بْنُ الْحُصَيْنِ بْنِ نُمَيْرٍ بِسَهْمٍ , فَقَتَلَهُ , فَسَقَطَ , وَقَالَ : فُزْتُ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ ، وَقُتِلَ عَامَّةُ أَصْحَابِهِ وَرَجَعَ مَنْ بَقِيَ مِنْهُمْ إِلَى الْكُوفَةِ , وَحَمَلَ رَأْسَ سُلَيْمَانَ بْنِ صُرَدَ وَالْمُسَيِّبِ بْنِ نَجَبَةَ إِلَى مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ أَدْهَمُ بْنُ مُحْرِزٍ الْبَاهِلِيُّ ، وَكَانَ سُلَيْمَانُ بْنُ صُرَدَ يَوْمَ قُتِلَ ابْنَ ثَلَاثٍ وَتِسْعِينَ سَنَةً
خَالِدٌ الْأَشْعَرُ بْنُ خُلَيْفِ بْنِ مُنْقِذِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ أَصْرَمَ بْنِ ضُبَيْسِ بْنِ حَرَامِ بْنِ حَبَشِيَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَمْرٍو وَهُوَ جَدُّ حِزَامِ بْنِ هِشَامِ بْنِ خَالِدٍ الْكَعْبِيِّ الَّذِي رَوَى عَنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ , وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ , وَأَبُو النَّضْرِ هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ ، وَكَانَ حِزَامٌ يَنْزِلُ قُدَيْدًا . وَأَسْلَمَ خَالِدٌ الْأَشْعَرُ قَبْلَ فَتْحِ مَكَّةَ , وَشَهِدَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْفَتْحَ , فَسَلَكَ هُوَ وَكُرْزُ بْنُ جَابِرٍ غَيْرَ طَرِيقِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّتِي دَخَلَ مِنْهَا مَكَّةَ فَأَخْطَأَ الطَّرِيقَ وَلَقِيَتْهُمَا خَيْلُ الْمُشْرِكِينَ فَقُتِلَا شَهِيدَيْنِ ، وَكَانَ الَّذِي قَتَلَ خَالِدًا الْأَشْعَرَ ابْنُ أَبِي الْأَجْدَعِ الْجُمَحِيُّ ، وَكَانَ هِشَامُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ يَقُولُ : هُوَ حُبَيْشُ بْنُ خَالِدٍ الْأَشْعَرُ
بُدَيْلُ بْنُ وَرْقَاءَ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ جُزِيِّ بْنِ عَامِرِ بْنِ مَازِنِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ رَبِيعَةَ كَتَبَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِلَى بُسْرِ بْنِ سُفْيَانَ يَدْعُوهُمَا إِلَى الْإِسْلَامِ ، وَابْنُهُ نَافِعُ بْنُ بُدَيْلٍ كَانَ أَقْدَمَ إِسْلَامًا مِنْ أَبِيهِ , وَشَهِدَ نَافِعٌ بِئْرَ مَعُونَةَ مَعَ الْمُسْلِمِينَ , وَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ شَهِيدًا . وَابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُدَيْلٍ قُتِلَ يَوْمَ صِفِّينَ مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ , وَشَهِدَ بُدَيْلُ بْنُ وَرْقَاءَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتْحَ مَكَّةَ وَحُنَيْنٍ , وَقَسَمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبْيَ هَوَازِنَ مِنْ حُنَيْنٍ إِلَى الْجِعْرَانَةِ , وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهِمْ بُدَيْلَ بْنَ وَرْقَاءَ الْخُزَاعِيَّ , وَبَعْثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَمْرَو بْنَ سَالِمٍ , وَبُسْرَ بْنَ سُفْيَانَ إِلَى بَنِي كَعْبٍ يَسْتَنْفِرُهُمْ إِلَى عَدُوِّهِمْ حِينَ أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ إِلَى تَبُوكَ ، وَشَهِدُوا جَمِيعًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَبُوكَ , وَشَهِدَ بُدَيْلُ بْنُ وَرْقَاءَ حَجَّةَ الْوَدَاعِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أُهْبَانُ بْنُ الْأَكْوَعِ وَهُوَ مُكَلِّمُ الذِّئْبِ فِي رِوَايَةِ هِشَامِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ . مِنْ وَلَدِهِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُقْبَةَ بْنِ أُهْبَانَ بْنِ الْأَكْوَعِ . وَكَانَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ بَعَثَ عُقْبَةَ بْنَ أُهْبَانَ بْنِ الْأَكْوَعِ عَلَى صَدَقَاتِ كَلْبٍ وَبَلْقَيْنَ وَغَسَّانَ . قَالَ هِشَامٌ : هَكَذَا انْتَسَبَ لِي بَعْضُ وَلَدِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، وَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ الْأَشْعَثِ يَقُولُ : أَنَا أَعْلَمُ بِهَذَا مِنْ غَيْرِي ، فَكَانَ يَقُولُ : عُقْبَةُ بْنُ أُهْبَانَ مُكَلَّمُ الذِّئْبِ بْنِ عَبَّادِ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ يَقَظَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ سَلَامَانَ بْنِ أَسْلَمَ بْنِ أَفْصَى ، قَالَ : وَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ يَقُولُ : مُكَلَّمُ الذِّئْبِ أُهْبَانُ بْنُ أَوْسٍ الْأَسْلَمِيُّ ، وَلَمْ يَرْفَعْ نَسَبَهُ : قَالَ وَكَانَ يَسْكُنُ يَيْنَ , وَهِيَ بِلَادُ أَسْلَمَ , فَبَيْنَا هُوَ يَرْعَى غَنَمًا لَهُ بِحَرَّةِ الْوَبَرَةَ , فَعَدَا الذِّئْبُ عَلَى شَاةٍ مِنْهَا , فَأَخَذَهَا مِنْهُ , فَتَنَحَّى الذِّئْبُ , فَأَقْعَى عَلَى ذَنْبِهِ قَالَ : وَيْحَكَ لِمَ تَمْنَعُ مِنِّي رِزْقًا رَزَقَنِيهِ اللَّهُ ؟ فَجَعَلَ أُهْبَانُ الْأَسْلَمِيُّ يُصَفِّقُ بِيَدَيْهِ وَيَقُولُ : تَالَلَّهِ مَا رَأَيْتُ أَعْجَبَ مِنْ هَذَا ، فَقَالَ الذِّئْبُ : إِنَّ أَعْجَبَ مِنْ هَذَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ هَذِهِ النَّخَلَاتِ ، وَأَوْمَأَ إِلَى الْمَدِينَةِ , فَحَدَرَ أُهْبَانُ غَنَمَهُ إِلَى الْمَدِينَةِ , وَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَحَدَّثَهُ , فَعَجِبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِذَلِكَ , وَأَمَرَهُ إِذَا صَلَّى الْعَصْرَ أَنْ يُحَدِّثَ بِهِ أَصْحَابَهُ , فَفَعَلَ , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : صَدَقَ فِي آيَاتٍ تَكُونُ قَبْلَ السَّاعَةِ قَالَ : وَأَسْلَمَ أُهْبَانُ , وَصَحِبَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَكَانَ يُكْنَى أَبَا عُقْبَةَ ، ثُمَّ نَزَلَ الْكُوفَةَ , وَابْتَنَى بِهَا دَارًا فِي أَسْلَمَ , وَتُوُفِّيَ بِهَا فِي خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ ، وَوِلَايَةِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ الْأَسْلَمِيُّ صَحِبَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَكَانَ بِعُمَانَ حِينَ قُبِضَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَأَقْبَلَ هُوَ وَحَبِيبُ بْنُ زَيْدٍ الْمَازِنِيُّ إِلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ مِنْ عُمَانَ حِينَ بَلَغَتْهُمْ وَفَاةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَعَرَضَ لَهُمْ مُسَيْلِمَةُ , فَأَفْلَتَ الْقَوْمُ جَمِيعًا , وَظَفَرَ بِحَبِيبِ بْنِ زَيْدٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَهْبٍ فَقَالَ : أَتَشْهَدَانِ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ ؟ ، فَأَبَى حَبِيبٌ أَنْ يَشْهَدَ لَهُ , فَقَتَلَهُ وَقَطَّعَهُ عُضْوًا عُضْوًا ، وَأَقَرَّ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ فَلَمْ يَقْتُلْهُ وَحَبَسَهُ , فَلَمَّا نَزَلَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ وَالْمُسْلِمُونَ بِالْيَمَامَةِ , وَقَاتَلُوا مُسَيْلِمَةَ أَفْلَتَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ , فَأَتَى أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ وَكَانَ مَعَ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ , فَلَجَأَ إِلَيْهِ وَكَرَّ مَعَ الْمُسْلِمِينَ يُقَاتِلُ مُسَيْلِمَةَ وَأَصْحَابَهُ قِتَالًا شَدِيدًا
وَأَخُوهُ هِنْدُ بْنُ حَارِثَةَ الْأَسْلَمِيُّ شَهِدَ الْحُدَيْبِيَةَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ : قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : مَا كُنْتُ أَرَى أَسْمَاءَ وَهِنْدَ ابْنَيْ حَارِثَةَ إِلَّا خَادِمَيْنِ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ طُولِ لُزُومِهِمَا وَخَدْمَتِهِمَا إِيَّاهُ . وَكَانَا مُحْتَاجَيْنِ , وَلَهُمَا بَقِيَّةٌ بِيَيْنَ . وَمَاتَ هِنْدُ بْنُ حَارِثَةَ بِالْمَدِينَةِ فِي خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ . وَذَكَرَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ أَنَّهُمْ ثَمَانِيَةُ إِخْوَةٍ , صَحِبُوا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَشَهِدُوا بَيْعَةَ الرِّضْوَانِ , وَهُمْ أَسْمَاءُ , وَهِنْدُ , وَخِدَاشُ , وَذُؤَيْبُ , وَحُمْرَانُ , وَفَضَالَةُ , وَسَلَمَةُ , وَمَالِكٌ بَنُو حَارِثَةَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ غِيَاثٍ
عَبْدُ اللَّهِ ابْنُ بُحَيْنَةَ وَبُحَيْنَةُ أُمُّهُ , وَهِيَ ابْنَةُ الْأَرَتِّ , وَهُوَ الْحَارِثُ بْنُ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ . وَأَبُوهُ مَالِكُ بْنُ الْقِشْبِ , وَهُوَ جُنْدُبُ بْنُ نَضْلَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَافِعِ بْنِ مِحْضَبِ بْنِ مُبَشِّرِ بْنِ صَعْبِ بْنِ دُهْمَانِ بْنِ نَصْرِ بْنِ زَهْرَانَ بْنِ كَعْبِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نَصْرِ بْنِ الْأَزْدِ . غَضِبَ عَلَى قَوْمِهِ بَنِي مِحْضَبٍ فِي شَيْءٍ , فَحَلَفَ أَلَا يَجْمَعَهُ وَإِيَّاهُمْ مَنْزِلٌ , فَلَحِقَ بِمَكَّةَ ، فَحَالَفَ الْمُطَّلِبَ بْنَ عَبْدِ مَنَافٍ ، فَتَزَوَّجَ بُحَيْنَةَ بِنْتَ الْحَارِثِ بْنِ الْمُطَّلِبِ , فَوَلَدَتْ لَهُ عَبْدَ اللَّهِ ، وَيُكْنَى أَبَا مُحَمَّدٍ . وَأَسْلَمَ , وَصَحِبَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدِيمًا ، وَكَانَ نَاسِكًا فَاضِلًا يَصُومُ الدَّهْرَ ، وَكَانَ يَنْزِلُ بَطْنَ رِيمٍ عَلَى ثَلَاثِينَ مِيلًا مِنَ الْمَدِينَةِ . وَمَاتَ بِهِ فِي عَمَلِ مَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ الْآخَرِ عَلَى الْمَدِينَةِ فِي خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ
رَافِعُ بْنُ مَكِيثِ بْنِ عَمْرِو بْنِ جَرَادِ بْنِ يَرْبُوعِ بْنِ طُحَيْلِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الرَّبْعَةِ بْنِ رِشْدَانَ بْنِ قَيْسِ بْنِ جُهَيْنَةَ . أَسْلَمَ , وَشَهِدَ الْحُدَيْبِيَةَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَبَايَعَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ بَيْعَةَ الرِّضْوَانِ ، وَكَانَ مَعَ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ فِي السَّرِيَّةِ الَّتِي وَجَّهَهُ فِيهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى حِسْمَى , وَكَانَتْ فِي جُمَادَى الْآخِرَةِ سَنَةَ سِتٍّ ، وَبَعْثَهُ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَشِيرًا عَلَى نَاقَةٍ مِنْ إِبِلِ الْقَوْمِ , فَأَخَذَهَا مِنْهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ فِي الطَّرِيقِ , فَرَدَّهَا عَلَى الْقَوْمِ , وَذَلِكَ حِينَ بَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيَرُدَّ عَلَيْهِمْ مَا أَخَذَ مِنْهُمْ , لِأَنَّهُمْ قَدْ كَانُوا قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَأَسْلَمُوا , وَكَتَبَ لَهُمْ كِتَابًا . وَكَانَ رَافِعُ بْنُ مَكِيثٍ أَيْضًا مَعَ كُرْزِ بْنِ جَابِرٍ الْفِهْرِيِّ حِينَ بَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذِي الْجَدْرِ , وَكَانَ مَعَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ فِي سَرِيَّتِهِ إِلَى دُومَةِ الْجَنْدَلِ ، وَبَعْثَهُ بِكَاتِبِهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَشِيرًا بِمَا فَتْحَ اللَّهُ عَلَيْهِ . وَرَافِعُ بْنُ مَكِيثٍ أَحَدُ الْأَرْبَعَةِ الَّذِينَ حَمَلُوا أَلْوِيَةَ جُهَيْنَةَ الْأَرْبَعَةَ الَّتِي عِقْدِهَا لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ . وَبَعْثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى صَدَقَاتِ جُهَيْنَةَ يُصْدِقُهُمْ . وَكَانَتْ لَهُ دَارٌ بِالْمَدِينَةِ وَلِجُهَيْنَةُ مَسْجِدٌ بِالْمَدِينَةِ
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَدْرِ بْنِ زَيْدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ حَسَّانَ بْنِ أَسْعَدَ بْنِ وَدِيعَةَ بْنِ مَبْذُولِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ غَنْمِ بْنِ الرَّبْعَةِ بْنِ رِشْدَانَ بْنِ قَيْسِ بْنِ جُهَيْنَةَ وَكَانَ اسْمُهُ عَبْدَ الْعُزَّى ، فَلَمَّا أَسْلَمَ غُيِّرَ اسْمُهُ , فَسُمِّيَ عَبْدَ اللَّهِ ، وَأَبُوهُ بَدْرُ بْنُ زَيْدٍ الَّذِي ذَكَرَهُ الْعَبَّاسُ بْنُ مِرْدَاسٍ فِي شِعْرِهِ . وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَدْرٍ مَعَ كُرْزِ بْنِ جَابِرٍ الْفِهْرِيِّ حِينَ بَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَرِيَّةً إِلَى الْعُرَنِيِّينَ الَّذِينَ أَغَارُوا عَلَى لِقَاحِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذِي الْجَدْرِ . وَهُوَ أَحَدُ الْأَرْبَعَةِ الَّذِينَ حَمَلُوا أَلْوِيَةَ جُهَيْنَةَ الَّتِي عَقَدَهَا لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ . وَنَزَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَدْرٍ الْمَدِينَةَ وَلَهُ بِهَا دَارٌ ، وَكَانَ يَنْزِلُ أَيْضًا الْبَادِيَةَ بِالْقَبَلِيَّةِ مِنْ جِبَالِ جُهَيْنَةَ . وَقَدْ رَوَى عَنْ أَبِي بَكْرٍ . وَمَاتَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بَدْرٍ فِي خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ
أَبُو عَامِرٍ الْأَشْعَرِيُّ وَكَانَ مِمَّنْ قَدِمَ مِنَ الْأَشْعَرِيِّينَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَشَهِدَ مَعَهُ فَتْحَ مَكَّةَ وَحُنَيْنٍ ، وَبَعْثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ حُنَيْنٍ فِي آثَارِ مَنْ تَوَجَّهَ إِلَى أَوْطَاسٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ مِنْ هَوَازِنَ ، وَعَقَدَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِوَاءً ، فَانْتَهَى إِلَى عَسْكَرِهِمْ , فَبَرَزَ مِنْهُمْ رَجُلٌ , فَقَالَ : مَنْ يُبَارِزُ ؟ فَبَرَزَ لَهُ أَبُو عَامِرٍ , فَقَتَلَهُ أَبُو عَامِرٍ حَتَّى قَتَلَ مِنْهُمْ تِسْعَةً مُبَارَزَةً ، فَلَمَّا كَانَ الْعَاشِرُ بَرَزَ لَهُ أَبُو عَامِرٍ , فَضَرَبَ أَبَا عَامِرٍ , فَأَثْبَتَهُ , فَاحْتُمِلَ وَبِهِ رَمَقٌ , وَاسْتُخْلِفَ أَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِيَّ عَلَى مَكَانِهِ ، وَأَخْبَرَ أَبُو عَامِرٍ أَبَا مُوسَى أَنَّ قَاتِلَهُ صَاحِبُ الْعِمَامَةِ الصَّفْرَاءِ , وَأَوْصَى أَبُو عَامِرٍ إِلَى أَبِي مُوسَى , وَدَفَعَ إِلَيْهِ الرَّايَةَ , وَقَالَ : ادْفَعْ قَوْسِي وَسِلَاحِي لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . وَمَاتَ أَبُو عَامِرٍ , فَقَاتَلَهُمْ أَبُو مُوسَى حَتَّى فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ , وَقَتَلَ قَاتِلَ أَبِي عَامِرٍ , وَجَاءَ بِفَرَسِهِ وَسِلَاحِهِ وَتَرِكَتِهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَدَفَعَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى ابْنِهِ , ثُمَّ قَالَ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِأَبِي عَامِرٍ , وَاجْعَلْهُ مِنْ أَعْلَى أُمَّتِي فِي الْجَنَّةِ
لَبِيدُ بْنُ عُقْبَةَ بْنِ رَافِعِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ وَأُمُّهُ أُمُّ الْبَنِينَ بِنْتُ حُذَيْفَةَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ سَالِمِ بْنِ مُعَاوِيَةَ بْنِ ضِرَارِ بْنِ ذِبْيَانَ ، مِنْ بَنِي سَلَامَانَ بْنِ سَعْدٍ هُذَيْمٍ مِنْ قُضَاعَةَ ، وَفِي لَبِيدِ بْنِ عُقْبَةَ جَاءَتْ رُخْصَةُ الْإِطْعَامِ لِمَنْ لَا يَقْدِرُ عَلَى الصَّوْمِ , فَوَلَدَ لَبِيدُ بْنُ عُقْبَةَ مَحْمُودَ بْنَ لَبِيدٍ الْفَقِيهَ , وُلِدَ فِي عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَمُنْظُورٌ وَمَيْمُونٌ ، وَأُمُّهُمْ أُمُّ مَنْظُورٍ بِنْتُ مَحْمُودِ بْنِ مَسْلَمَةَ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ خَالِدِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ مجدعةَ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ الْحَارِثِ مِنَ الْأَوْسِ , وَعُثْمَانُ وَأُمَيَّةُ وَأَمَةُ الرَّحْمَنِ , وَأُمُّهُمْ أُمُّ وَلَدٍ . وَكَانَ لِلَبِيدِ بْنِ عُقْبَةَ عَقِبٌ , فَانْقَرَضُوا جَمِيعًا , فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحَدٌ
أُسَيْدُ بْنُ ظُهَيْرِ بْنِ رَافِعِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُشَمِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ بْنِ عَمْرٍو . وَهُوَ النَّبِيتُ ، وَأُمُّهُ فَاطِمَةُ بِنْتُ بِشْرِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ أُبَيِّ بْنِ غَنْمِ بْنِ عَوْفِ مِنْ بَنِي قَوْقَلٍ مِنَ الْخَزْرَجِ حُلَفَاءَ فِي بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ , فَوَلَدَ أُسَيْدٌ ثَابِتًا وَمُحَمَّدًا وَأُمَّ كُلْثُومٍ وَأُمَّ الْحَسَنِ . وَأُمُّهُمْ أُمَامَةُ بِنْتُ خَدِيجِ بْنِ رَافِعِ بْنِ ابْنِ عَدِيٍّ مِنْ بَنِي حَارِثَةَ مِنَ الْأَوْسِ ، وَسَعْدًا وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ وَعُثْمَانَ وَأُمَّ رَافِعٍ , وَأُمُّهُمْ زَيْنَبُ بِنْتُ وَبَرَةَ بْنِ أَوْسِ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ ، وَعُبَيْدَ اللَّهِ , وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ ، وَعَبْدَ اللَّهِ , وَأُمُّهُ أُمُّ سَلَمَةَ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مَعْقِلِ بْنِ نَهِيكِ بْنِ إِسَافٍ . وَكَانَ أُسَيْدُ بْنُ ظُهَيْرٍ يُكْنَى أَبَا ثَابِتٍ . وَكَانَ مِنَ الْمُسْتَصْغَرِينَ يَوْمَ أُحُدٍ ، وَشَهِدَ الْخَنْدَقَ , وَكَانَ أَبُوهُ ظُهَيْرُ بْنُ رَافِعٍ مِنْ أَهْلِ الْعَقَبَةِ , وَلَهُ بَقِيَّةٌ وَعَقِبٌ
يَزِيدُ بْنُ حَارِثَةَ بْنِ عَامِرِ بْنِ مُجَمِّعِ بْنِ الْعَطَّافِ بْنِ ضُبَيْعَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ . وَأُمُّهُ نَائِلَةُ بِنْتُ قَيْسِ بْنِ عَبْدَةَ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ . فَوَلَدَ يَزِيدُ مُجَمِّعًا وَأُمُّهُ حَبِيبَةُ بِنْتُ الْجُنَيْدِ بْنِ كِنَانَةَ بْنِ قَيْسِ بْنِ زُهَيْرِ بْنِ جَذِيمَةَ بْنِ رَوَاحَةَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ مَازِنَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ قَطِيعَةَ بْنِ عَبْسِ بْنِ بَغِيضٍ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ , وَأُمُّهُ جَمِيلَةُ بِنْتُ ثَابِتِ بْنِ أَبِي الْأَفْلَحِ بْنِ عِصْمَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ أَمَةَ بْنِ ضُبَيْعَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ مَالِكِ بْنِ عَوْفِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ . أَخُوهُ لِأُمِّهِ عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ . وَعَامِرُ بْنُ يَزِيدَ , وَأُمُّهُ أُمُّ وَلَدٍ . وَمَاتَ يَزِيدُ بْنُ حَارِثَةَ بِالْمَدِينَةِ وَلَهُ عَقِبٌ
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شِبْلِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ بْنِ نَجْدَةَ بْنِ مَالِكِ بْنِ لَوْذَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ . وَبَنُو مَالِكِ بْنِ لَوْذَانَ يُقَالُ لَهُمْ : بَنُو السُّمَيْعَةِ . كَانَ يُقَالُ لَهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ : بَنُو الصَّمَّاءِ ، وَهِيَ امْرَأَةٌ مِنْ مُزَيْنَةَ أَرْضَعَتْ أَبَاهُمْ مَالِكَ بْنَ لَوْذَانَ , فَسَمَّاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَنِي السُّمَيْعَةِ وَأُمُّ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شِبْلٍ أُمُّ سَعِيدٍ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حَارِثَةَ بْنِ قَيْسِ بْنِ عَامِرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ لَوْذَانَ . فَوَلَدَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ عَزِيزًا وَمَسْعُودًا وَمُوسَى وَجُمَيْلَةَ , وَلَمْ تُسَمَّ لَنَا أُمُّهُمْ . وَرَوَى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شِبْلٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ نَهَى عَنْ نَقْرَةِ الْغُرَابِ وَافْتَرَاشِ السَّبْعِ
عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ . . . وَأَسْلَمُ لِي فِي دِينِي ، وَأَمَّا أَنْتَ يَا مُحَمَّدُ فَأَمَرَتْنِي بِالَّذِي أَنْبَهُ لِي فِي دُنْيَايَ وَأَشَرُّ لِي فِي آخِرَتِي ، وَإِنَّ عَلِيًّا قَدْ بُويِعَ لَهُ وَهُوَ يَدُلُّ بِسَابِقَتِهِ وَهُوَ غَيْرُ مُشْرِكِي فِي شَيْءٍ مِنْ أَمْرِهِ ، ارْحَلْ يَا وَرْدَانُ ، ثُمَّ خَرَجَ وَمَعَهُ ابْنَاهُ حَتَّى قَدِمَ عَلَى مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ , فَبَايَعَهُ عَلَى الطَّلَبِ بِدَمِ عُثْمَانَ وَكَتَبَا بَيْنَهُمَا كِتَابًا نُسْخَتُهُ : بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ هَذَا مَا تَعَاهَدَ عَلَيْهِ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ وَعَمْرُو بْنُ الْعَاصِ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ مِنْ بَعْدِ قَتْلِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ , وَحَمَّلَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ الْأَمَانَةَ ، إِنَّ بَيْنَنَا عَهْدَ اللَّهِ عَلَى التَّنَاصُرِ وَالتَّخَالُصِ وَالتَّنَاصُحِ فِي أَمْرِ اللَّهِ وَالْإِسْلَامِ ، وَلَا يَخْذُلُ أَحَدُنَا صَاحِبَهُ بِشَيْءٍ وَلَا يَتَّخِذَ مِنْ دُونِهِ وَلِيجَةً وَلَا يَحُولُ بَيْنَنَا وَلَدٌ وَلَا وَالِدٌ أَبَدًا مَا حَيِينَا فِيمَا اسْتَطَعْنَا , فَإِذَا فُتِحَتْ مِصْرُ , فَإِنَّ عَمْرًا عَلَى أَرْضِهَا وَإِمَارَتُهُ الَّتِي أَمَّرَهُ عَلَيْهَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ، وَبَيْنَنَا التَّنَاصُحُ وَالتَّوَازُرُ وَالتَّعَاوُنُ عَلَى مَا نَابَنَا مِنَ الْأُمُورِ , وَمُعَاوِيَةُ أَمِيرُ عَلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ فِي النَّاسِ وَفِي عَامَّةِ الْأَمْرِ حَتَّى يَجْمَعَ اللَّهُ الْأُمَّةَ , فَإِذَا اجْتَمَعَتِ الْأُمَّةُ , فَإِنَّهُمَا يَدْخُلَانِ فِي أَحْسَنِ أَمْرِهَا عَلَى أَحْسَنِ الَّذِي بَيْنَهُمَا فِي أَمْرِ اللَّهِ الَّذِي بَيْنَهُمَا مِنَ الشَّرْطِ فِي هَذِهِ الصَّحِيفَةِ . وَكَتَبَ وَرْدَانُ سَنَةَ ثَمَانٍ وَثَلَاثِينَ قَالَ : وَبَلَغَ ذَلِكَ عَلِيًّا , فَقَامَ , فَخَطَبَ أَهْلَ الْكُوفَةِ , فَقَالَ : أَمَّا بَعْدُ , فَإِنَّهُ قَدْ بَلَغَنِي أَنَّ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ الْأَبْتَرَ بْنَ الْأَبْتَرِ بَايَعَ مُعَاوِيَةَ عَلَى الطَّلَبِ بِدَمِ عُثْمَانَ , وَحَضَّهُمْ عَلَيْهِ ، فَالْعَضُدَ وَاللَّهِ الشَّلَّاءُ عَمْرُو وَنُصْرَتُهُ
خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ . . . أُصَاحِبُ , فَلَقِيتُ عُثْمَانَ بْنَ طَلْحَةَ , فَذَكَرْتُ لَهُ الَّذِي أُرِيدُ , فَأَسْرَعَ الْإِجَابَةَ وَخَرَجْنَا جَمِيعًا , فَأَدْلَجْنَا سَحَرًا , فَلَمَّا كُنَّا بِالْهِلِّ إِذَا عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ , فَقَالَ : مَرْحَبًا بِالْقَوْمِ ، قُلْنَا : وَبِكَ ، قَالَ : أَيْنَ مَسِيرُكُمْ ؟ فَأَخْبَرَنَاهُ ، وَأَخْبَرَنَا أَنَّهُ يُرِيدُ أَيْضًا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلِنُسْلِمَ . فَاصْطَحَبْنَا حَتَّى قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوَّلَ يَوْمٍ مِنْ صَفَرٍ سَنَةَ ثَمَانٍ ، فَلَمَّا اطَّلَعْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَلَّمْتُ عَلَيْهِ بِالنُّبُوَّةِ , فَرَدَّ عَلَيَّ السَّلَامَ بِوَجْهٍ طَلْقٍ ، فَأَسْلَمْتُ وَشَهِدْتُ شَهَادَةَ الْحَقِّ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : قَدْ كُنْتُ أَرَى لَكَ عَقْلًا رَجَوْتُ أَلَّا يُسْلِمَكَ إِلَّا إِلَى خَيْرٍ وَبَايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقُلْتُ : اسْتَغْفِرْ لِي كُلَّ مَا أَوْضَعْتُ فِيهِ مِنْ صَدٍّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ، فَقَالَ : إِنَّ الْإِسْلَامَ يَجُّبُّ مَا كَانَ قَبْلَهُ قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ , عَلَى ذَلِكَ فَقَالَ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِخَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ كُلَّ مَا أَوْضَعَ فِيهِ مِنْ صَدٍّ عَنْ سَبِيلِكَ فَقَالَ خَالِدٌ : وَتَقَدَّمَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ وَعُثْمَانُ بْنُ طَلْحَةَ , فَأَسْلَمَا ، وَبَايَعَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَوَاللَّهِ مَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ يَوْمِ أَسْلَمْتُ يَعْدِلُ بِي أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِهِ فِيمَا يَجْزِيهِ