أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ قَالَ : قَدِمَ نَفَرٌ مِنْ بَنِي أَسَدٍ وَافِدِينَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ سَنَةَ تِسْعٍ , وَفِيهِمْ طُلَيْحَةُ بْنُ خُوَيْلِدٍ ، وَرَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ جَالِسٌ فِي الْمَسْجِدِ مَعَ أَصْحَابِهِ ، فَسَلَّمُوا عَلَيْهِ ، وَقَالَ مُتَكَلِّمُهُمْ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّا نَشْهَدُ أَنَّ اللَّهَ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، وَأَنَّكَ عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، وَجِئْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلَمْ تَبْعَثْ إِلَيْنَا بَعْثًا , وَنَحْنُ لِمَنْ وَرَاءَنَا سِلْمٌ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : {{ يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا ، قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ ، بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ }} قَالُوا : فَلَمَّا ارْتَدَّتِ الْعَرَبُ ارْتَدَّ طُلَيْحَةُ وَأَخُوهُ سَلَمَةُ بِبَنِي أَسَدٍ فِيمَنِ ارْتَدَّ مِنْ أَهْلِ الضَّاحِيَةِ ، وَادَّعَى طُلَيْحَةُ النُّبُوَّةَ ، فَلَقِيَهُمْ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ بِبَزَاخَةَ ، فَأَوْقَعَ بِهِمْ ، وَهَرَبَ طُلَيْحَةُ حَتَّى قَدِمَ الشَّامَ ، فَأَقَامَ عِنْدَ آلِ جَفْنَةَ الْغَسَّانِيِّينَ حَتَّى تُوُفِّيَ أَبُو بَكْرٍ ، ثُمَّ خَرَجَ مُحْرِمًا بِالْحَجِّ ، فَقَدِمَ مَكَّةَ ، فَلَمَّا رَآهُ عُمَرُ قَالَ : يَا طُلَيْحَةُ , لَا أُحِبُّكَ بَعْدَ قَتْلِ الرَّجُلَيْنِ الصَّالِحِينَ : عُكَّاشَةَ بْنِ مِحْصَنٍ ، وَثَابِتِ بْنِ أَقْرَمَ . وَكَانَا طَلِيعَتَيْنِ لِخَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ فَلَقِيَهُمَا طُلَيْحَةُ وَسَلَمَةُ ابْنَا خُوَيْلِدٍ فَقَتَلَاهُمَا ، فَقَالَ طُلَيْحَةُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، رَجُلَيْنِ أَكْرَمَهُمَا اللَّهُ بِيَدِي ، وَلَمْ يُهِنِّي بِأَيْدِيهِمَا ، وَمَا كُلُّ الْبُيُوتِ بُنِيَتْ عَلَى الْمَحَبَّةِ ، وَلَكِنْ صَفْحَةٌ جَمِيلَةٌ , فَإِنَّ النَّاسَ يَتَصَافَحُونَ عَلَى الشَّنَآنِ . وَأَسْلَمَ طُلَيْحَةُ إِسْلَامًا صَحِيحًا وَلَمْ يُغْمَصْ عَلَيْهِ فِي إِسْلَامِهِ ، وَشَهِدَ الْقَادِسِيَّةَ ، وَنَهَاوَنْدَ مَعَ الْمُسْلِمِينَ ، وَكَتَبَ عُمَرُ : أَنْ شَاوِرُوا طُلَيْحَةَ فِي حَرْبِكُمْ ، وَلَا تُوَلُّوهُ شَيْئًا