قَالَ : أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَفْصٍ الْقُرَشِيُّ التَّيْمِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ قَالَ : حَدَّثَنَا غَيْلَانُ ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي عَدِيٍّ - قَالَ مَهْدِيُّ : أَظُنُّهُ أَبَا رِفَاعَةَ - قَالَ : كَانَ لِي زِيٌّ مِنَ الْجِنِّ فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، فَلَمَّا أَسْلَمْتُ فَقَدْتَهُ ، فَبَيْنَا أَنَا وَاقِفٌ بِعَرَفَةَ سَمِعْتُ حِسَّهُ ، فَقَالَ : هَلْ شَعَرْتَ أَنِّي قَدْ أَسْلَمْتُ بَعْدَكَ ؟ قَالَ : فَلَمَّا سَمِعَ أَصْوَاتَ النَّاسِ وَهُمْ يَرْفَعُونَ بِهَا قَالَ : عَلَيْكَ الْحَلْقُ الْأَشَدُّ ، فَإِنَّ الْخَيْرَ لَيْسَ بِالصَّوْتِ الْأَشَدِّ . يَعْنِي بِالْأَشَدِّ الشِّدَادَ
قَالَ : أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ ، وَعَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَا : حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ قَالَ : كَانَ أَبُو رِفَاعَةَ الْعَدَوِيُّ يَقُولُ : مَا عَزَبَتْ عَنِّي سُورَةُ الْبَقَرَةِ مُنْذُ عَلَّمَنِيهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، أَخَذْتُ مَعَهَا مَا أَخَذْتُ مَعَهَا مِنَ الْقُرْآنِ ، وَمَا وَجَعَتْ ظَهْرِي مِنْ قِيَامِ اللَّيْلِ قَطُّ
قَالَ : أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ قَالَ : قَالَ رَجُلٌ : رَأَيْتُ فِي النَّوْمِ قِيلَ لِي : قُمْ ، فَقَدْ قَامَ مُطِيقٌ فَقُمْتُ ، فَسَمِعْتُ ، فَإِذَا صَوْتُ أَبِي رِفَاعَةَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ
قَالَ : أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ قَالَ : سَمِعْتُ حُمَيْدَ بْنَ هِلَالٍ قَالَ : كَانَ أَبُو رِفَاعَةَ إِذَا صَلَّى ، فَفَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ وَدُعَائِهِ ، كَانَ آخِرَ مَا يَدْعُو بِهِ يَقُولُ : اللَّهُمَّ أَحْيِنِي مَا كَانَتِ الْحَيَاةُ خَيْرًا لِي ، فَإِذَا كَانَتِ الْوَفَاةُ فَوَفِّنِي وَفَاةً طَاهِرَةً طَيِّبَةً ، يَغْبِطُنِي بِهَا مَنْ سَمِعَ بِهَا مِنْ إِخْوَانِي الْمُسْلِمِينَ مِنْ عِفَّتِهَا وَطَهَارَتِهَا وَطِيبِهَا ، وَاجْعَلْ وَفَاتِي قَتْلًا فِي سَبِيلِكَ ، وَاخْدَعْنِي عَنْ نَفْسِي قَالَ : فَخَرَجَ فِي جَيْشٍ عَلَيْهِمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَمُرَةَ قَالَ : فَخَرَجَتْ مِنْ ذَلِكَ الْجَيْشِ سَرِيَّةٌ عَامَّتُهُمْ مِنْ بَنِي حَنِيفَةَ . قَالَ : فَقَالَ : إِنِّي لَمُنْطَلِقٌ مَعَ هَذِهِ السَّرِيَّةِ . قَالَ : فَقَالَ أَبُو قَتَادَةَ الْعَدَوِيُّ : لَيْسَ هَاهُنَا أَحَدٌ مِنْ بَنِي أَخِيكَ ، وَلَيْسَ فِي رَحْلِكَ أَحَدٌ قَالَ : فَقَالَ : إِنَّ هَذَا لِشَيْءٍ ، لِي عَلَيْهِ عَزْمٌ ، إِنِّي لَمُنْطَلِقٌ . فَانْطَلَقَ مَعَهُمْ ، فَأَطَافَتِ السَّرِيَّةُ بِقَلْعَةٍ ، أَوْ بِقَصْرٍ فِيهِ الْعَدُوُّ لَيْلًا ، وَبَاتَ يُصَلِّي ، حَتَّى إِذَا كَانَ آخِرُ اللَّيْلِ تَوَسَّدَ تُرْسَهُ ، فَنَامَ ، وَأَصْبَحَ أَصْحَابُهُ يَنْظُرُونَ مِنْ أَيْنَ مُقَابَلَتُهَا ، مِنْ أَيْنَ يَأْتُونَهَا ؟ وَنَسْوهُ نَائِمًا حَيْثُ كَانَ . قَالَ : فَبَصُرَ بِهِ الْعَدُوُّ ، فَأَنْزَلُوا إِلَيْهِ ثَلَاثَةَ أَعْلَاجٍ مِنْهُمْ ، فَأَتَوْهُ وَإِنَّهُ لَنَائِمٌ ، فَأَخَذُوا سَيْفَهُ ، فَذَبَحُوهُ ، فَقَالَ أَصْحَابُهُ : أَبُو رِفَاعَةَ نَسِينَاهُ حَيْثُ كُنَّا . فَرَجَعُوا إِلَيْهِ ، فَوَجَدُوا الْأَعْلَاجَ يُرِيدُونَ أَنْ يَسْلُبُوهُ ، فَأَرْحَلُوهُمْ عَنْهُ ، فَاجْتَرَّوهُ ، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سَمُرَةَ : مَا شَعَرَ أَخُو بَنِي عَدِيٍّ بِالشَّهَادَةِ حَتَّى أَتَتْهُ
قَالَ : أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ قَالَ : قَالَ صِلَةُ : رَأَيْتُ كَأَنِّيَ أَرَى أَبَا رِفَاعَةَ قَدْ أُصِيبَ قَبْلَهُ عَلَى نَاقَةٍ سَرِيعَةٍ ، وَأَنَا عَلَى جَمَلٍ ثُقَالٍ قَطُوفٍ ، فَأَنَا عَلَى أَثَرِهِ قَالَ : فَيُعَوِّجُهَا عَلَيَّ حَتَّى أَقُولَ الْآنَ أُسْمِعُهُ الصَّوْتَ ، ثُمَّ يُسْرَجُهَا ، فَيَنْطَلِقُ وَأَتْبَعُهُ . قَالَ : فَأَوَّلْتُ رُؤْيَايَ أَنَّهُ طَرِيقُ أَبِي رِفَاعَةَ أَخَذَهُ ، وَأَنَا أَكُدُّ الْعَمَلَ بَعْدَهُ كَدًّا