قَالَ : أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ : دَخَلْنَا عَلَى أُسَيْرٍ - رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ - حِينَ اسْتُخْلِفَ يَزِيدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ ، قَالَ : يَقُولُونَ إِنَّ يَزِيدَ لَيْسَ بِخَيْرِ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ ، وَلَا أَفْقَهِهَا فِقْهًا ، وَلَا أَعْظَمِهَا فِيهَا شَرَفًا ، وَأَنَا أَقُول ذَلِكَ ، وَلَكِنْ وَاللَّهِ ، لَأَنْ تَجْتَمِعَ أُمَّةُ مُحَمَّدٍ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ تَفَرَّقَ أَرَأَيْتَكُمْ بَابًا لَوْ دَخَلَ فِيهِ أُمَّةُ مُحَمَّدٍ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَسِعَهُمْ ، أَكَانَ يَعْجِزُ عَنْ رَجُلٍ وَاحِدٍ لَوْ دَخَلَ فِيهِ ؟ قَالَ : قُلْنَا : لَا قَالَ : أَرَأَيْتَكُمْ لَوْ أَنَّ أُمَّةَ مُحَمَّدٍ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ : لَا أُهْرِيقُ دَمَ أَخِي ، وَلَا آخُذُ مَالَهُ ، أَكَانَ هَذَا يَسَعُهُمْ ؟ قَالَ : قُلْنَا : نَعَمْ . قَالَ : فَذَلِكَ مَا أَقُولُ لَكُمْ . ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : لَا يَأْتِيكَ مِنَ الْحَيَاءِ إِلَّا خَيْرٌ قَالَ حُمَيْدٌ : فَقَالَ صَاحِبِي : إِنَّ فِي قَصَصِ لُقْمَانَ أَنَّ بَعْضَ الْحَيَاءِ ضَعْفٌ ، وَبَعْضَهُ وَقَارٌ لِلَّه قَالَ : فَأَرْعَدَتْ يَدُ الشَّيْخِ ، وَقَالَ : اخْرُجَا مِنْ بَيْتِي ، اخْرُجَا مِنْ دَارِي ، مَا أَدْخَلَكُمَا عَلَيَّ ؟ قَالَ : فَمَا زِلْتُ أُسَكِّنُهُ حَتَّى سَكَنَ قَالَ : ثُمَّ خَرَجْنَا أَنَا وَصَاحِبِي