أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَبْرَةَ , عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ الْحَضْرَمِيِّ قَالَ : كَانَ هِشَامُ بْنُ عَمْرٍو الْعَامِرِيُّ أَوْصَلَ قُرَيْشٍ لِبَنِي هَاشِمٍ حِينَ حُصِرُوا فِي الشِّعْبِ ، أَدْخَلَ عَلَيْهِمْ فِي لَيْلَةٍ ثَلَاثَةَ أَحْمَالٍ طَعَامًا ، فَعَلِمَتْ بِذَلِكَ قُرَيْشٌ ، فَمَشَوْا إِلَيْهِ حِينَ أَصْبَحَ ، فَكَلَّمُوهُ فِي ذَلِكَ ، فَقَالَ : إِنِّي غَيْرُ عَائِدٍ لِشَيْءٍ خَالَفَكُمْ ، فَانْصَرَفُوا عَنْهُ ، ثُمَّ عَادَ الثَّانِيَةَ فَأَدْخَلَ عَلَيْهِمْ لَيْلًا حِمْلًا أَوْ حِمْلَيْنِ ؛ فَغَالَظَتْهُ قُرَيْشٌ وَهَمُّوا بِهِ ، فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ حَرْبٍ : دَعُوهُ ، رَجُلٌ وَصَلَ أَهْلَ رَحِمِهِ ، أَمَا أَنِّي أَحْلِفُ بِاللَّهِ ، لَوْ فَعَلْنَا مِثْلَ مَا فَعَلَ كَانَ أَحْسَنَ بِنَا ، أَوْ أَحْرَى تَرَكْنَاهُمْ يَشْتَرُونَ بِأَمْوَالِهِمْ ، أَمَا أَنِّي قَدْ كُنْتُ كَارِهًا لِمَا صَنَعَتْ قُرَيْشٌ بِهِمْ , قَدْ تَكُونُ الْعَدَاوَةُ بِأَجْمَلَ مِنْ هَذَا ، فَأَسْكَتَ الْقَوْمُ وَتَفَرَّقُوا . قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ : وَلَمْ يَزَلْ هِشَامٌ ذَا إِيدَاعٍ وَكَفٍّ عَنْ أَذَى رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَالْمُسْلِمِينَ ، وَلَمْ يَزَلْ عَلَى دِينِ قَوْمِهِ حَتَّى كَانَ فَتْحُ مَكَّةَ , فَأَسْلَمَ يَوْمَئِذٍ ، وَشَهِدَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ حُنَيْنًا ، وَأَعْطَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ مِنْ غَنَائِمِ حُنَيْنٍ خَمْسِينَ بَعِيرًا