أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ ، قَالَ : أنا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، قَالَ : نا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ ، قَالَ : نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ ، يَعْنِي ابْنَ الْمُغِيرَةِ ، قَالَ : نا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : بَيْنَا أَنَا أَسِيرُ ، بِجَنَبَاتِ بَدْرٍ إِذْ خَرَجَ رَجُلٌ مِنَ الْأَرْضِ فِي عُنُقِهِ سِلْسِلَةٌ يُمْسِكُ بِطَرْفِهَا أَسْوَدُ فِي يَدِهِ مِرْزَبَّةٌ فَقَالَ : يَا عَبْدَ اللَّهِ اسْقِنِي ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ : فَلَا أَدْرِي عَرَفَنِي أَمْ كَمَا يَقُولُ الرَّجُلُ لِلرَّجُلِ يَا عَبْدَ اللَّهِ ؟ فَقَالَ لِي الْأَسْوَدُ : يَا عَبْدَ اللَّهِ لَا تَسْقِهِ ثُمَّ اجْتَذَبَهُ جَذْبَةً وَدَخَلَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ، قَالَ ابْنُ عُمَرَ : فَقَدِمْتُ فَأَخْبَرْتُ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بِذَاكَ ، فَقَالَ لِي : وَقَدْ رَأَيْتَهُ ؟ ذَاكَ أَبُو جَهْلٍ وَذَاكَ عَذَابُهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ قَالَ ابْنُ عُمَرَ : فَضَرَبَهُ بِمِرْزَبَّتِهِ حَتَّى غَيَّبَهُ فِي الْأَرْضِ
أنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ ، قَالَ : نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ الرَّزَّاقِ بْنِ الْحَسَنِ ، قَالَ : نا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الصُّورِيُّ ، قَالَ نا الْفِرْيَابِيُّ ، قَالَ : نا السَّرِيُّ بْنُ يَحْيَى ، عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ ، قَالَ : أَقْبَلْتُ مَعَ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ حَتَّى أَتَيْنَا الْمَقْبَرَةَ ، فَقَالَ : أَخْبَرَنِي أَبِي أَنَّهُ أَقْبَلَ مِنْ مَكَّةَ حَتَّى أَتَى عَلَى هَذِهِ الْمَقْبَرَةِ ، فَإِذَا رَجُلٌ خَرَجَ مِنْ قَبْرِهِ يَشْتَعِلُ نَارًا ، فَجَعَلَتِ النَّاقَةُ تَحِيدُ ، قَالَ : فَجَعَلْتُ أَكُفُّهَا وَأَنْظُرُ إِلَى الْعَجَبِ ، يَقُولُ : يَا عَبْدَ اللَّهِ ، صُبَّ عَلَيَّ مِنَ الْمَاءِ ، فَلَا أَدْرِي قَوْلَهُ : يَا عَبْدَ اللَّهِ ، يَدْعُونِي بِاسْمِي أَوْ كَمَا يَقُولُ الرَّجُلُ لِلرَّجُلِ : يَا عَبْدَ اللَّهِ ؟ قَالَ : فَخَرَجَ رَجُلٌ مِنَ الْقَبْرِ آخِذًا بِطَرَفِ السِّلْسِلَةِ ، فَقَالَ : لَا تَصُبَّ عَلَيْهِ وَلَا كَرَامَةَ ، ثُمَّ أَخَذَ بِالسِّلْسِلَةِ حَتَّى أَدْنَاهُ مِنَ الْقَبْرِ ، ثُمَّ ضَرَبَهُ بِسَوْطٍ يَشْتَعِلُ نَارًا حَتَّى دَخَلَ الْقَبْرَ قَالَ : فَقُلْتُ لِمَالِكِ بْنِ دِينَارٍ : أَنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ سَالِمٍ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : فَإِنِّي أَشْهَدُ أَنَّكَ لَمْ تَكْذِبْ عَلَى سَالِمٍ ، وَسَالِمٌ لَمْ يَكْذِبْ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ ، وَعَبْدُ اللَّهِ لَمْ يَكْذِبْ
وَأَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ ، أنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ ، قَالَ : نا حَنْبَلٌ ، قَالَ : نا أَبُو ظَفَرٍ ، قَالَ : نا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَهْرَمَانِ آلِ الزُّبَيْرِ قَالَ : كُنْتُ مَعَ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ فَمَرَرْنَا بِمَاءِ الرُّوَيْثَةِ ، فَأَتَيْنَا مَقَابِرَهَا ، فَرَأَيْتُ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ تَغَيَّرَ لَوْنُهُ وَجَعَلَ يَدْعُو وَقَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي أَنَّهُ مَرَّ بِهَذَا الْمَاءِ قَالَ : حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى هَذِهِ الْمَقْبَرَةِ فَإِذَا رَجُلٌ قَدْ خَرَجَ مِنْ قَبْرٍ مِنْهَا ، تَشْتَعِلُ نَارٌ أَوْ سِلْسِلَةٌ مِنْ نَارٍ فِي عُنُقِهِ , ثُمَّ خَرَجَ مِنَ الْقَبْرِ رَجُلٌ آخَرُ بِالسِّلْسِلَةِ وَفِي يَدِهِ سَوْطٌ مِنْ نَارٍ ، فَقَالَ : يَا عَبْدَ اللَّهِ أَفْرِغْ عَلَيَّ مِنَ الْمَاءِ مَرَّتَيْنِ ، أَوْ ثَلَاثًا فَلَمَّا رَأَتْهُ رَاحِلَتِي نَفَرَتْ , فَجَعَلْتُ أَخْشَى أَنْ تَكُبَّنِي وَأَنَا أَضْبُطُهَا , فَقُلْتُ : أَعْرَفَنِي بِعَيْنَيَّ أَمْ هَذِهِ لُغَةٌ ؟ فَقَالَ الَّذِي السِّلْسِلَةُ فِي يَدِهِ وَالسَّوْطُ فِي يَدِهِ : يَا عَبْدَ اللَّهِ ، اللَّهَ اللَّهَ لَا تُفْرِغْ عَلَيْهِ مِنَ الْمَاءِ ثَلَاثًا ، فَإِنَّهُ كَافِرٌ ، ثُمَّ ضَرَبَهُ وَجَذَبَهُ حَتَّى أَعَادَهُ فِي الْقَبْرِ
أنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ أنا الْحُسَيْنُ بْنُ يَحْيَى ، قَالَ : نا أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَاِمِ ، قَالَ : نا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ ، عَنْ وَاصِلٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ هَرِمٍ عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ مَحْمُودٍ ، قَالَ : كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ ، فَأَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ : أَقْبَلْنَا حُجَّاجًا حَتَّى إِذَا كُنَّا بِالصِّفَاحِ تُوُفِّيَ صَاحِبٌ لَنَا ، فَحَفَرْنَا لَهُ ، فَإِذَا أَسْوَدُ قَدْ أَخَذَ اللَّحْدَ ، حَتَّى حَفَرْنَا قَبْرًا آخَرَ ، فَإِذَا الْأَسْوَدُ قَدْ أَخَذَ اللَّحْدَ ، قَالَ : فَحَفَرْنَا لَهُ آخَرَ ، فَإِذَا الْأَسْوَدُ قَدْ أَخَذَ اللَّحْدَ ، قَالَ : فَتَرَكْنَاهُ ، وَأَتَيْنَاكَ لِنَسْأَلَكَ مَا تَأْمُرُنَا ، قَالَ : ذَاكَ عَمَلُهُ الَّذِي كَانَ يَعْمَلُ ، اذْهَبُوا فَادْفِنُوهُ فِي بَعْضِهَا ، فَوَاللَّهِ لَوْ حَفَرْتُمُ الْأَرْضَ كُلَّهَا وَجَدْتُمْ ذَلِكَ ، فَأَلْقَيْنَاهُ فِي قَبْرٍ مِنْهَا ، قَالَ : فَلَمَّا قَضَيْنَا سَفَرَنَا ، أَتَيْنَا امْرَأَتَهُ فَسَأَلْنَاهَا عَنْهُ ، فَقَالَتْ : كَانَ رَجُلًا يَبِيعُ الطَّعَامَ , فَيَأْخُذُ قُوتَ أَهْلِهِ كُلَّ يَوْمٍ , فَيَنْظُرُ مِثْلَهُ مِنْ قَصَبِ الشَّعِيرِ فَيُقَطِّعُهُ فَيَخْلِطُهُ فِي طَعَامِهِ مَكَانَ مَا كَانَ يَأْخُذُهُ
أنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ أنا الْحُسَيْنُ بْنُ يَحْيَى ، قَالَ : نا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، قَالَ : نا أَبُو الْأَصْبَغِ ، قَالَ : نا الْمَاجِشُونُ ، قَالَ : سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْمُنْكَدِرِ ، يَقُولُ : بَلَغَنِي أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُسَلِّطُ عَلَى الْكَافِرِ فِي قَبْرِهِ دَابَّةً عَمْيَاءَ فِي يَدِهَا سَوْطٌ مِنْ حَدِيدٍ ، رَأْسُهَا جَمْرَةٌ مِثْلُ غَرْبِ الْجَمَلِ ، تَضْرِبُهُ بِهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَلَا تَرَاهُ وَلَا تَسْمَعُ صَوْتَهُ فَتَرْحَمُهُ
أنا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ أنا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ ، قَالَ : نا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرِ بْنِ مَطَرٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ ، يَقُولُ : قَالَ لِي حَفَّارُ مَقَابِرَ : أَعْجَبُ مَا رَأَيْتُ مِنَ هَذِهِ الْمَقَابِرِ أَنِّي سَمِعْتُ مِنْ قَبْرٍ أَنِينًا كَأَنِينِ الْمَرِيضِ ، وَسَمِعْتُ مِنْ قَبْرٍ وَالْمُؤَذِّنُ يُؤَذِّنُ وَهُوَ يُجِيبُهُ مِنَ الْقَبْرِ
أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ ، أنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَيْرٍ ، قَالَ : نا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْرُوقٍ قَالَ : نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْبُرْجُلَانِيُّ ، قَالَ : نا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ أَبُو حَفْصٍ ، قَالَ : نا صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ ، عَنْ بَعْضِ مَشَايخِ أَهْلِ دِمَشْقَ قَالَ : حَجَجْنَا مَعَ مُحَمَّدِ بْنِ سُوَيْدٍ الْفِهْرِيِّ فَهَلَكَ صَاحِبٌ لَنَا فِي بَعْضِ الطَّرِيقِ عَلَى مَاءٍ مِنْ تِلَكِ الْمِيَاهِ , قَالَ : فَأَتَيْنَا أَهْلَ الْمَاءِ نَطْلُبُ شَيْئًا نَحْفِرُ بِهِ , فَأَخْرَجُوا إِلَيْنَا فَأْسًا وَمِجْرَفَةً , وَقَالُوا : نَحْنُ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ الَّذِي تَرَوْنَ انْقِطَاعَهُ ، وَإِنَّمَا وُضِعَ هَذَانِ لِمِثْلِ مَا طَلَبْتُمْ , فَأَعْطُونَا عَهْدًا لَتَرُدُّونَهَا إِلَيْنَا فَفَعَلْنَا ، فَلَمَّا وَارَيْنَا صَاحِبَنَا , نَسِينَا الْفَأْسَ فِي الْقَبْرِ ، فَأَعْظَمْنَا أَنْ نَنْبِشَهُ ، فَقُلْنَا : نُرْضِي الْقَوْمَ مِنَ الثَّمَنِ , فَأَتَيْنَاهُمْ فَأَخْبَرْنَاهُمُ الْخَبَرَ ، وَعَرَضْنَا عَلَيْهِمْ ثَمَنَ الْفَأْسِ ، فَأَبَوْا أَنْ يَقْبَلُوهُ ، وَقَالُوا : لَيْسَ نَجِدُ فِي مَوْضِعِنَا هَذَا مِنْهُ عِوَضًا , وَقَدْ أَعْطَيْتُمُونَا مَا قَدْ عَلِمْتُمْ ، فَرَجَعْنَا إِلَى الرَّجُلِ فَنَبَشْنَاهُ , فَوَجَدْنَاهُ قَدْ جُمِعَ عُنُقُهُ وَيَدَاهُ وَرِجْلَاهُ فِي حَلْقَةِ الْفَأْسِ , فَسَوَّيْنَا عَلَيْهِ التُّرَابَ وَعُدْنَا إِلَى الْقَوْمِ , فَأَخْبَرْنَاهُمْ أَنَّهُ لَيْسَ إِلَى الْفَأْسِ سَبِيلٌ وَأَرْضَيْنَاهُمْ مِنَ الثَّمَنِ ، فَلَمَّا انْصَرَفْنَا ، جِئْنَا امْرَأَتَهُ فَسَأَلْنَاهَا عَنْهُ بِمَا كَانَ يَخْلُو بِهِ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ , قَالَتْ : قَدْ كَانَ عَلَى مَا رَأَيْتُمْ مِنْ حَالِهِ يَحُجُّ وَيَغْزُو ، فَلَمَّا أَخْبَرْنَاهَا الْخَبَرَ , قَالَتْ : صَحِبَهُ رَجُلٌ مَعَهُ مَالٌ ، فَقَتَلَ الرَّجُلَ ، وَأَخَذَ الْمَالَ ، قَالَتْ : فَبِهِ كَانَ يَحُجُّ وَيَغْزُو
أنا كُوهِيُّ بْنُ الْحَسَنِ أنا أَحْمَدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ نَصْرٍ أَخُو أَبِي اللَّيْثِ الفَرَائِضِيِّ سَمِعْتُ الْحَارِثَ بْنَ أَسَدٍ الْمُحَاسِبِيَّ الْغَنَوِيَّ ، وَهُوَ يَقُولُ لِأَبِي : يَا قَاسِمُ كُنْتُ فِي الْجَبَّانَةِ بِالْبَصْرَةِ مَعَ أَبِي عَلَى قَبْرٍ قَالَ : فَأُسْمِعَ مِنَ الْقَبْرِ ، أَوْهِ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ تَعَالَى ، فَقَالَ لِي أَبِي : وَيْحَكَ هُوَ ذَا تَسْمَعُ يَا حَارِثُ قَالَ : سَمِعْتُ مِنَ الْقَبْرِ مَرَّتَيْنِ قَالَ : ثُمَّ قَالَ لِي : اضْبُطِ الْقَبْرَ قَالَ : فَذَهَبَ وَتَهَيَّأَ لِلصَّلَاةِ وَجَاءَ ثُمَّ قَالَ : اذْهَبْ أَنْتَ فَتَهَيَّأْ ، قَالَ : فَلَمَّا أَنْ جَاءَ قَالَ : اذْهَبْ جِبْ لِيَ الْحَفَّارَ قَالَ : فَلَمَّا أَنْ جَاءَ قَالَ : إِيشِ اسْمُكَ ؟ قَالَ : اسْمِي جَابِرٌ ، قَالَ : تَعْرِفُ هَذَا الْقَبْرَ ؟ قَالَ : نَعَمْ قَدْ دَفَنْتُ صَاحِبَتَهُ مُنْذُ عِشْرِينَ سَنَةً ، وَأُمُّهَا تَجِيءُ إِلَيْهَا وَهَذِهِ السَّنَةُ مَا جَاءَتْ , قَالَ : قُلْتُ : تَعْرِفُ بَيْتَهَا ؟ قَالَ : نَعَمْ فِي الْمِرْبَدِ ، قَالَ : فَقَالَ : اذْهَبْ بِنَا إِلَى مَنْزِلِهَا ، قَالَ : فَجِئْنَا إِلَى قَصْرٍ خَرَابٍ , قَالَ : فَأَدْخَلَنَاهُ قَالَ : فَأَخْرَجَ إِلَيْنَا الْعَجُوزَ أُمَّهَا , قَالَ : فَقَالَ لَهَا : مَنْ مَاتَ لَكِ مِنْ عِشْرِينَ سَنَةً ؟ قَالَتِ : ابْنَتِي ، قَالَ : إِيشْ كَانَتْ تَعْمَلُ ؟ قَالَتْ : وَلِمَ تَسْأَلُونِي عَنْ ذَا ؟ قَالَ : فَحَلَّفْنَاهَا ، قَالَتْ : كَانَتْ لِابْنَتِي حِبَّةٌ نَصْرَانِيَّةٌ قَالَتْ : وَكَانَتْ تَبِيتُ عَلَى هَذَا الدُّكَّانِ الَّذِي فِي بَيْتِي , قَالَتْ : فَجَاءَتْ لَيْلَةُ زَلْزَلَةٍ وَصَوَاعِقَ ، قَالَ : فَنَزَلَتِ النَّصْرَانِيَّةُ ، وَقَالَتْ : مَا أَقْوَى عَلَى هَذَا ، فَقَالَتْ لَهَا ابْنَتِي : دَعِينَا حَتَّى نَدُقَّ الدُّنْيَا دَقًّا ، قَالَتْ : فَأَصْبَحَتْ فَحُمَّتْ فَمَاتَتْ بَعْدَ سَاعَتَيْنِ , قَالَتْ : فَأَنَا أَزُورُهَا مُنْذُ عِشْرِينَ سَنَةً
أنا كُوهِيُّ بْنُ الْحَسَنِ , أنا أَحْمَدُ بْنُ الْقَاسِمِ ، قَالَ : سَمِعْتُ الْحَارِثَ الْمُحَاسِبِيَّ ، يُحَدِّثُ أَبِي قَالَ : وَكُنْتُ فِي مَقْبَرَةٍ هَاهُنَا الَّذِي فِي بَابِ الْمَغْيَرِ مُشْرِفًا عَلَى مَقْبَرَةٍ قَالَ : فَأُسْمِعَ صَوْتَ الْقَنَا بَعْضُهَا عَلَى بَعْضٍ تَضْرِبُ ، وَأَنَا مُشْرِفٌ عَلَى الْمَقْبَرَةِ ، مِنْ قَبْرٍ وَهُوَ يَقُولُ : أَوَّهْ ، أَوَّهْ ، قَالَ : فَنَزَلْتُ مِنْ فَوْقُ إِلَى الْقَبْرِ الَّذِي سَمِعْتُ مِنْهُ ، وَقَالَ : فَأُشْكِلَ عَلَيَّ ، قَالَ : فَصَوَّتُّ بِالْحَفَّارِ ، قَالَ : قُلْتُ : تَعْرِفُ هَذَا الْقَبْرَ ؟ قَالَ : نَعَمْ أَعْرِفُهُ مِنْ سِنِينَ ، قَالَ : قُلْتُ : فَتَعْرِفُ لَهُ أَهْلًا ؟ قَالَ : لَا ، وَلَكِنْ كُنْتُ أَعْرِفُهُمْ كَانُوا يَجُونَ مُنْذُ سِنِينَ
أنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الطُّوسِيُّ ، قَالَ : نا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، قَالَ : نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ الْهَرَوِيُّ ، بِالسَّافِرِيَّةِ ، قَالَ : نا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْوَاسِطِيُّ ، قَالَ : نا شِهَابُ بْنُ خِرَاشٍ الْحَوْشَبِيُّ ، عَنْ عَمِّهِ الْعَوَّامِ بْنِ حَوْشَبٍ ، قَالَ : نَزَلْتُ مَرَّةً حَيًّا وَإِلَى جَانِبِ الْحَيِّ مَقْبَرَةٌ ، فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ الْعَصْرِ انْشَقَّ مِنْهَا قَبْرٌ فَخَرَجَ رَجُلٌ رَأْسُهُ رَأْسُ حِمَارٍ وَجَسَدُهُ جَسَدُ إِنْسَانٍ فَنَهِقَ ثَلَاثَ نَهْقَاتٍ ، ثُمَّ انْطَبَقَ عَلَيْهِ الْقَبْرُ ، فَإِذَا عَجُوزٌ تَغْزِلُ شَعْرًا أَوْ صُوفًا ، وَقَالَتِ امْرَأَةٌ : تَرَى تِلْكَ الْعَجُوزَ ؟ قُلْتُ : مَا لَهَا ؟ قَالَتْ : تِلْكَ أُمُّ هَذَا ، قَالَ : وَمَا كَانَ قِصَّتُهُ ؟ قَالَتْ : كَانَ يَشْرَبُ الْخَمْرَ فَإِذَا رَاحَ تَقُولُ لَهُ أُمُّهُ : يَا بُنَيَّ اتَّقِ اللَّهَ ، إِلَى مَتَى تَشْرَبُ هَذَا الْخَمْرَ ؟ قَالَ : فَيَقُولُ لَهَا : إِنَّمَا أَنْتِ تَنْهَقِينَ كَمَا يَنْهَقُ الْحِمَارُ ، قَالَتْ : فَمَاتَ بَعْدَ الْعَصْرِ ، قَالَتْ : فَهُوَ يَنْشَقُّ عَنْهُ الْقَبْرُ بَعْدَ الْعَصْرِ كُلَّ يَوْمٍ فَيَنْهَقُ ثَلَاثَ نَهْقَاتٍ ثُمَّ يَنْطَبِقُ عَلَيْهِ الْقَبْرُ
أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ ، أنا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ ، قَالَ : نا حَنْبَلٌ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ، يَعْنِي أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ يَقُولُ : إِذَا صُيِّرَ الْعَبْدُ إِلَى لَحْدِهِ وَانْصَرَفَ عَنْهُ أَهْلُهُ ، أُعِيدَ إِلَيْهِ رُوحُهُ فِي جَسَدِهِ ؛ فَيُسْأَلُ حِينَئِذٍ فِي قَبْرِهِ ، وَهُوَ قَوْلُ اللَّهِ : {{ يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ }} ، يَعْنِي : الْقَبْرَ ، فَنَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ يُثَبِّتَنَا عَلَى طَاعَتِهِ وَيُبَارَكَ لَنَا فِي تِلْكَ السَّاعَةِ عِنْدَ الْمُسَاءَلَةِ ، فَالسَّعِيدُ مَنْ أَسْعَدَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ، قَالَ : وَسَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ : نُؤْمِنُ بِعَذَابِ الْقَبْرِ وَمُنْكَرٍ وَنَكِيرٍ
وأنا عَبْدُ اللَّهِ ، أنا عُثْمَانُ ، نا حَنْبَلٌ ، سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْمَدِينِيَّ سَنَةَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ وَمِائَتَيْنِ بِالْبَصْرَةِ يَقُولُ : نُؤْمِنُ بِعَذَابِ الْقَبْرِ ، وَنَقُولُ : إِنَّهُ حَقٌّ ، وَإِنَّ هَذِهِ الْأُمَّةَ تُفْتَنُ فِي قُبُورِهَا ، وَتُسْأَلُ عَنِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، وَنُؤْمِنُ بِمُنْكرٍ وَنَكِيرٍ