أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي مُسْلِمٍ قَالَ : أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ قَالَ : ثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ : ثنا خَلَفُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَاسِطِيُّ الْمَعْرُوفُ بِكُرْدُوسٍ قَالَ : ثنا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ : ثنا الرَّبِيعُ بْنُ حَبِيبٍ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ : وَاللَّهِ مَا قَالَتِ الْقَدَرِيَّةُ كَمَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ، وَلَا كَمَا قَالَ أَهْلُ الْجَنَّةِ ، وَلَا كَمَا قَالَ أَهْلُ النَّارِ ، وَلَا كَمَا قَالَ أَخُوهُمْ إِبْلِيسُ ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : {{ وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ }} ، وَقَالَتِ الْمَلَائِكَةُ : {{ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا }} ، وَقَالَ شُعَيْبٌ : {{ وَمَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَعُودَ فِيهَا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّنَا }} ، وَقَالَ أَهْلُ الْجَنَّةِ : {{ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ }} ، وَقَالَ أَهْلُ النَّارِ : {{ غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا }} ، وَقَالَ أَخُوهُمْ إِبْلِيسُ : {{ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي }}
وَأَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ الطَّبَرِيِّ قَالَ : ثنا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ الْفَقِيهُ قَالَ : أَخْبَرَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى السَّاجِيُّ قَالَ : سَمِعْتُ الرَّبِيعَ يَقُولُ : سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ يَقُولُ : لِأَنْ يَلْقَى اللَّهَ الْعَبْدُ بِكُلِّ ذَنْبٍ مَا خَلَا الشِّرْكَ بِاللَّهِ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَلْقَاهُ بِشَيْءٍ مِنْ هَذِهِ الْأَهْوَاءِ ، وَذَلِكَ أَنَّهُ رَأَى قَوْمًا يَتَجَادَلُونَ فِي الْقَدَرِ بَيْنَ يَدَيْهِ ، فَقَالَ الشَّافِعِيُّ : أَخْبَرَ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ أَنَّ الْمَشِيئَةَ لَهُ دُونَ خَلْقِهِ ، وَالْمَشِيئَةُ إِرَادَةُ اللَّهِ . يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : {{ وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ }} فَأَعْلَمَ خَلْقَهُ أَنَّ الْمَشِيئَةَ لَهُ وَكَانَ يُثْبِتُ الْقَدَرَ