حديث رقم: 191

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ قَالَ : حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ : سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ : كَانَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ رَاهِبٌ يَعْبُدُ اللَّهَ زَمَانًا مِنَ الدَّهْرِ حَتَّى كَانَ يُؤْتَى بِالْمَجَانِينَ يُعَوِّذُهُمْ فَيَبْرَءُوا عَلَى يَدَيْهِ ، وَأَنَّهُ أُتِيَ بِامْرَأَةٍ فِي شَرَفٍ مِنْ قَوْمِهَا قَدْ جُنَّتْ وَكَانَ لَهَا إِخْوَةٌ فَأَتَوْهُ بِهَا ، فَلَمْ يَزَلِ الشَّيْطَانُ يُزَيِّنُ لَهُ حَتَّى وَقَعَ عَلَيْهَا فَحَمَلَتْ ، فَلَمَّا اسْتَبَانَ حَمْلُهَا لَمْ يَزَلْ يُخَوِّفُهُ وَيُزَيِّنُ لَهُ قَتْلَهَا حَتَّى قَتَلَهَا وَدَفَنَهَا ، فَذَهَبَ الشَّيْطَانُ فِي صُورَةِ رَجُلٍ حَتَّى أَتَى بَعْضَ إِخْوَتِهَا فَأَخْبَرَهُ بِالَّذِي فَعَلَ الرَّاهِبُ ، ثُمَّ أَتَى بَقِيَّةَ إِخْوَتِهَا رَجُلًا رَجُلًا ، فَجَعَلَ الرَّجُلُ يَأْتِي أَخَاهُ فَيَقُولُ : وَاللَّهِ لَقَدْ أَتَانِي آتٍ فَذَكَرَ لِي شَيْئًا كَبُرَ عَلَيَّ ذِكْرُهُ ، فَذَكَرَ ذَلِكَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ حَتَّى رَفَعُوا ذَلِكَ إِلَى مَلِكِهِمْ ، فَسَارَ النَّاسُ حَتَّى اسْتَنْزَلُوهُ مِنْ صَوْمَعَتِهِ ، وَأَقَرَّ لَهُمْ بِالَّذِي فَعَلَ فَأُمِرَ بِهِ فَصُلِبَ ، فَلَمَّا رُفِعَ عَلَى خَشَبَةٍ تَمَثَّلَ لَهُ الشَّيْطَانُ ، فَقَالَ : أَنَا الَّذِي زَيَّنْتُ لَكَ هَذَا ، وَأَلْقَيْتُكَ فِيهِ ، فَهَلْ أَنْتَ مُطِيعِي فِيمَا أَقُولُ لَكَ ، وَأُخَلِّصُكَ ؟ قَالَ : نَعَمْ قَالَ : تَسْجُدُ لِي سَجْدَةً وَاحِدَةً ، فَسَجَدَ لَهُ ، وَقُتِلَ الرَّجُلُ . فَهُوَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ : {{ كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ }}

حديث رقم: 192

حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْلِ الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ الرَّبَعِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَائِشَةَ قَالَ : حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ ، عَنْ وَاصِلٍ ، مَوْلَى أَبِي عُيَيْنَةَ قَالَ : دَخَلْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ ، فَقَالَ لِي : هَلْ تَزَوَّجْتَ ؟ قُلْتُ : لَا ، قَالَ : وَمَا يَمْنَعُكَ ؟ قُلْتُ : قِلَّةُ الشَّيْءِ ، قَالَ : تَزَوَّجَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ وَلَا شَيْءَ لَهُ فَرَزَقَهُ اللَّهُ قَالَ : ثُمَّ حَدَّثَ أَنَّ امْرَأَةً مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ يُقَالُ لَهَا : مَيْسَنُونَةُ خَاصَمَتْ إِلَى حَبْرَيْنِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَعُلِّقَاهَا ، وَكَانَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا يَكْتُمُ صَاحِبَهُ مَا يَجِدُ بِهَا قَالَ : فَأُخْبِرَا بِهَا أَنَّهَا فِي حَائِطٍ تَغْتَسِلُ قَالَ : فَجَاءَا فَسَوَّرَا عَلَيْهَا الْحَائِطَ ، فَلَمَّا رَأَتْهُمَا دَخَلَتْ غَمْرًا مِنَ الْمَاءِ فَوَارَتْ نَفْسَهَا ، فَقَالَا لَهَا : إِنَّكِ إِنْ لَمْ تَفْعَلِي غَدَوْنَا فَشَهِدْنَا عَلَيْكِ ، فَتَابَتْ فَغَدَوْا فَشَهِدُوا عَلَيْهَا ، فَلَمَّا قُرِّبَتْ لِيُقَامَ عَلَيْهَا الْحَدُّ نَزَلَ الْوَحْي عَلَى دَانْيَالَ وَهُوَ ابْنُ تِسْعِ سِنِينَ أَوْ سَبْعِ سِنِينَ بِتَكْذِيبِهِمَا

حديث رقم: 193

حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الْمَدَنِيُّ ، وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نَافِعٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُصْعَبِ بْنِ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ خَالِدِ بْنِ الْجُهَنِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : الشَّبَابُ شُعْبَةٌ مِنَ الْجُنُونِ ، وَالنِّسَاءُ حِبَالَةُ الشَّيْطَانِ

حديث رقم: 194

حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ دَاوُدَ الْخَلَنْجِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو عُتْبَةَ عَبَّادُ بْنُ مُوسَى الْبَصْرِيُّ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ ، عَنْ أَبِيهِ : فِي قَوْلِهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : {{ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا }} قَالَ : إِذَا نَظَرَ إِلَى النِّسَاءِ لَمْ يَصْبِرْ

حديث رقم: 195

حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ الْحَسَنِ الْوَرَّاقُ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ : سَمِعْتُ مُصْعَبَ بْنَ سَعْدٍ يَقُولُ : كَانَ سَعْدٌ يُعَلِّمُنَا هَذَا الدُّعَاءَ وَيَذْكُرُهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ النِّسَاءِ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ

حديث رقم: 196

حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْلِ الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ الرَّبَعِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ هِشَامِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْكَلْبِيِّ قَالَ : اسْتَعْمَلَ الْحَجَّاجُ بْنُ يُوسُفَ سَعِيدَ بْنَ سَلْمٍ عَلَى قَضَاءِ قَنْدَابِيلَ وَكَرْمَانَ فَقَدِمَهَا ، وَكَانَ بِكَرْمَانَ عِلْجَةٌ يُقَالُ لَهَا : أَرْذَلُ ، وَكَانَتْ مِنْ أَجْمَلِ النِّسَاءِ ، وَكَانَتْ بَغِيَّةً يَبِيتُ عِنْدَهَا الرَّجُلُ بِجُمْلَةٍ مِنَ الْمَالِ ، فَبَلَغَ سَعِيدًا خَبَرُهَا ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا فَجِيءَ بِهَا ، وَكَانَ أَبُوهُ يُلَقَّبُ بِقَتِيلِ الْعَنْزِ ، فَلَمَّا رَآهَا قَالَ : يَا عَدُوَّةَ اللَّهِ ، أَفَتَنْتِ فَتَيَانَ الْبَلَدِ وَأَفْسَدْتِهِمْ ؟ ثُمَّ قَالَ : اكْشِفِي عَنْ رَأْسِكِ ، فَكَشَفَتْ عَنْ شَعَرٍ حَسَنٍ جَثْلٍ ، يَضْرِبُ إِلَى عَجِيزَتِهَا ، ثُمَّ قَالَ : أَلْقِي دِرْعَكِ ، فَأَلْقَتْهُ ، وَقَامَتْ عُرْيَانَةً فِي إِزَارٍ فَرَأَى مَا حَيَّرَهُ وَذَهَبَ بِعَقْلِهِ ، فَلَمْ يَمْلِكْ نَفْسَهُ حَتَّى جَعَلَ يَقُولُ بِأُصْبُعِهِ فِي عُكُنِهَا ، فَإِذَا عُكَنٌ وَطِيدٌ وَثَدْيٌ صَغِيرٌ قَائِمٌ وَمَنَاكِبُ عَالِيَةٌ لَمْ يَرَ مِثْلَهَا قَطُّ ، ثُمَّ قَالَ : يَا عَدُوَّةَ اللَّهِ ، أَدْبِرِي ، فَأَدْبَرَتْ ، فَنَظَرَ إِلَى ظَهْرٍ فِيهِ كَالْجَدْوَلِ ، وَبَكَفَلٍ كَأَرِيكَةِ خَزٍّ حَشْوُهَا قَزٌّ ، ثُمَّ قَالَ : أَقْبِلِي ، فَأَقْبَلَتْ بَصَدْرٍ نَقِيٍّ ، وَبَطْنٍ مُعَكَّنٍ ، وَأَحْشَاءٍ لَطِيفَةٍ ، وَكَعْثَبٍ كَالْقَعْبِ الْمَكْبُوبِ يَشْرُقُ بَيَاضُهُ وَحُسْنُهُ ، فَافْتُتِنَ بِهَا لِمَا رَأَى مِنْ جَمَالِهَا وَكَمَالِهَا ، فَوَثَبَ إِلَيْهَا فَمَا فَارَقَهَا حَتَّى أَوْلَجَهُ فِيهَا ، فَقَالَ عَرْفَجَةُ بْنُ شَرِيكٍ فِي ذَلِكَ : مَا بَالُ أَرْذَلُ إِذْ تَمْشِي مُوَزَّرَةً فِي الْبَيْتِ بِابْنِ قَتِيلِ الْعَنْزِ ذَا الْعَلَقِ أَخَوْيَةٌ يَبْتَغِي مِنْهَا فَيُعَلِّمُهَا أَوْ بَعْضُ مَا يَعْتَرِي الْجَانِي مِنَ الشَّبَقِ قَالَ : فَبَلَغَ الْحَجَّاجَ قَوْلُهُ وَفِعْلُ سَعِيدٍ بِأَرْذَلَ ، فَقَالَ الْحَجَّاجُ : بَعْضُ مَا يَعْتَرِي وَاللَّهِ الْجَانِي مِنَ الشَّبَقِ ، وَصَرَفَ سَعِيدًا

حديث رقم: 197

حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ شَبَّةَ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ النَّبِيلُ وَقَالَ : أَخْبَرَنِي ابْنُ عَوْنٍ قَالَ : قَالَتُ عَجُوزٌ لَنَا : أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ غَلْمِ الشُّيُوخِ

حديث رقم: 198

حَدَّثَنَا أَبُو هِشَامٍ الرَّقِّيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُصَفَّى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ شُعَيْبِ بْنِ شَابُورَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ ثَوْبَانَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ مَكْحُولٍ : فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ : {{ لَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ }} قَالَ : الْغُلْمَةُ

حديث رقم: 199

حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ دَاوُدَ الصَّاغَانِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ نُوحٍ قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ ، عَنْ شُرَحْبِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ أَبِي مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيِّ ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ : يَا مَعْشَرَ خَوْلَانَ ، زَوِّجُوا شَبَابَكُمْ وَأَيَامَكُمْ ، فَإِنَّ النَّعْظَ أَمْرٌ عَارِمٌ ، فَأَعِدُّوا لَهُ عُدْتَهُ وَاعْلَمُوا أَنْ لَيْسَ لِمُنْعِظٍ إِذْنٌ

حديث رقم: 200

حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ دَاوُدَ قَالَ : حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ نُوحٍ قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ ، عَنْ شُرَحْبِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ أَبِي مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيِّ ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ ، أَنَّهُ قَالَ : بِئْسَ الْعَوْنُ عَلَى الدِّينِ قَلْبٌ يَخِيبُ ، وَبَطْنٌ رَغِيبٌ ، وَنَعْظٌ شَدِيدٌ

حديث رقم: 201

حَدَّثَنِي أَخِي أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ : حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّدَفِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا نُوحُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ قَالَ : كَانَ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ إِذَا أَرَادَ الْجِمَاعَ خَلَا فِي مَنْزِلٍ فِي دَارِهِ ، وَدَعَا بِثَوْبٍ يُقَالُ لَهُ : الْبُرْكَانُ ، وَكَانَ يُلْبَسُ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ ، فَكَانَ إِذَا خَلَا فِي ذَلِكَ الْمَنْزِلِ عُلِمَ أَنَّهُ يُرِيدُ أَمْرًا قَالَ : فَكَانَ يَقُولُ : اللَّهُمَّ شُدَّ لِي أَصْلَهُ ، وَارْفَعْ لِي صَدْرَهُ ، وَسَهِّلْ عَلَيَّ مُدْخَلَهُ وَمَخْرَجَهُ ، وَارْزُقْنِي لَذَّتَهُ ، وَهَبْ لِي ذُرِّيَّةً صَالِحَةً تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِكَ ، وَقَالَ : وَكَانَ لَيْثٌ جَهُورِيًّا ، فَكَانَ يُسْمَعُ ذَلِكَ مِنْهُ ، وَكَانَتْ لَهُ جُمْجُمَةُ كَجُمْجُمَةِ الْفَرَسِ

حديث رقم: 202

حَدَّثَنَا عُمَارَةُ بْنُ وَثِيمَةَ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ : كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَبِيعَةَ مِنْ خِيَارِ قُرَيْشٍ صَلَاحًا وَعِفَّةً ، وَكَانَ ذَكَرُهُ قَائِمًا لَا يَنَامُ ، فَلَمْ يَكُنْ يَشْهَدُ لِقُرَيْشٍ خَيْرًا وَلَا شَرًّا ، وَكَانَ يَتَزَوَّجُ الْمَرْأَةَ مِنْ قُرَيْشٍ فَلَا تَمْكُثُ مَعَهُ إِلَّا أَيَّامًا حَتَّى تَهْرُبَ إِلَى أَهْلِهَا ، فَقَالَتْ زَيْنَبُ ابْنَةُ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ : مَا لَهُنَّ يَهْرُبْنَ مِنَ ابْنِ عَمِّهِنَّ ؟ قِيلَ لَهَا : إِنَّهُنَّ لَا يُطِقْنَهُ قَالَتْ : فَمَا يَمْنَعُهُ مِنِّي ؟ فَأَنَا وَاللَّهِ الْعَظِيمَةُ الْخَلْقِ ، الْكَبِيرَةُ الْعَجُزِ ، الْمُفَخَّمَةُ الْفَرَجِ قَالَ : فَتَزَوَّجَهَا فَصَبَرْتَ عَلَيْهِ ، وَوَلَدَتْ لَهُ سِتَّةً مِنَ الْوَلَدِ

حديث رقم: 203

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ دَاوُدَ الْقَنْطَرِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الرَّمْلِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ زُهْرَةَ بْنِ مَعْبَدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ : أَنَّهُ كَانَ يَدْعُو فِي صَلَاتِهِ : اللَّهُمَّ قَوِّ لِي ذَكَرِي ، فَإِنَّ فِيهِ صَلَاحًا لِأَهْلِي

حديث رقم: 204

حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَلُوسِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الرَّقَاشِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ : كَانَ لِأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ غُلَامٌ وَكَانَ شَيْخًا كَبِيرًا ، وَكَانَ يَعْمَلُ عَلَى الزَّرْنُوقِ رَافَعَتْهُ امْرَأَتُهُ إِلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، وَقَالَتْ : لَا أُطِيقُ قَالَ : فَفَرَضَ لَهُ عَلَيْهَا سِتَّةً فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ

حديث رقم: 205

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ مَالِكٍ السُّوسِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَابِرٍ قَالَ : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عِيسَى قَالَ : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ قَالَ : لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ جَلَّ جَلَالُهُ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَخَلَقَ حَوَّاءَ قَالَ اللَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ : يَا آدَمُ ، اسْكُنْ إِلَى زَوْجَتِكَ ، فَلَمَّا وَاقَعَهَا قَالَتْ لَهُ حَوَّاءُ : يَا آدَمُ مَا أَطْيَبَ هَذَا ، زِدْنَا مِنْهُ

حديث رقم: 206

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي سَعْدٍ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ : حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ ، عَنْ مُوسَى بْنِ غَضْبَةَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَسَافٍ ، عَنْ كَعْبِ الْأَحْبَارِ قَالَ : يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ فِيهِ نِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ حَالِيَاتٌ عَطِرَاتٌ تَفِلَاتٌ ، لَهُنَّ عُقُصٌ مِثْلُ أَسْنِمَةِ الْبُخْتِ ، مَائِلَاتٌ مُقَتَّبَاتٌ هَارِبَاتٌ إِلَى النَّارِ

حديث رقم: 207

حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ الْعَبْدِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ ، عَنْ لَيْثٍ ، عَنْ طَاوُسٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسِ ، أَنَّهُ قَالَ : لَمْ يَكُنْ كُفْرُ مَنْ مَضَى إِلَّا مِنْ قِبَلِ النِّسَاءِ ، وَهُوَ كَائِنٌ كُفْرٌ بِمَنْ بَقِيَ مِنْ قِبَلِ النِّسَاءِ

حديث رقم: 208

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ، وَأَسْبَاطُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، وَقُرَيْشُ بْنُ أَنَسٍ ، وَهَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ ، قَالُوا : حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : مَا تَرَكْتُ عَلَى أُمَّتِي بَعْدِي أَضَرَّ عَلَى الرِّجَالِ مِنَ النِّسَاءِ

حديث رقم: 209

حَدَّثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ ، قَاضِي عُكْبَرَا قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ الطُّوسِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا الْهُذَيْلُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ هِلَالٍ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ ، عَنْ هُبَيْرَةَ بْنِ يَرِيمَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي النِّسَاءُ وَالْخَمْرُ

حديث رقم: 210

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ : مَا أَيِسَ الشَّيْطَانُ مِنْ نَبِيٍّ قَطُّ إِلَّا أَتَاهُ مِنْ قِبَلِ النِّسَاءِ ، ثُمَّ قَالَ وَهُوَ ابْنُ تِسْعٍ وَثَمَانِينَ سَنَةً وَقَدْ ذَهَبَتْ إِحْدَى عَيْنَيْهِ وَهُوَ يَعْشُو بِالْأُخْرَى : وَمَا شَيْءٌ أَخْوَفُ عِنْدِي مِنَ النِّسَاءِ

حديث رقم: 211

حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ حُسَيْنٍ ، عَنْ يَعْلَى بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : قِيلَ لِآدَمَ صَلَوَاتُ اللَّهُ عَلَيْهِ : مَا حَمَلَكَ عَلَى أَكْلِ الشَّجَرَةِ ؟ قَالَ : رَبِّ ، زَيَّنَتْ لِي حَوَّاءُ قَالَ : فَإِنِّي قَدْ عَاقَبْتُهَا ، لَا تَحْمِلُ إِلَّا كُرْهًا وَلَا تَضَعُ إِلَّا كُرْهًا ، وَأَدْمَيْتُهَا فِي الشَّهْرِ مَرَّتَيْنِ

حديث رقم: 212

حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّسَائِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عُمَيْرٍ قَالَ : قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : يَا آدَمُ اخْرُجْ مِنْ جَوَارِي ، وَعِزَّتِي لَا يُجَاوِرُنِي فِي دَارِي مَنْ عَصَانِي ، يَا جِبْرِيلُ ، أَخْرِجْهُ إِخْرَاجًا غَيْرَ عَنِيفٍ ، فَأَخَذَ بِيَدِهِ يُخْرِجُهُ ، فَتَعَلَّقَ شَعْرُهُ بِبَعْضِ أَغْصَانِ شَجَرِ الْجَنَّةِ ، فَظَنَّ آدَمُ أَنَّهُ قَدْ بُطِشَ بِهِ ، فَقَالَ : إِنَّا كُنَّا مِنْ نَسْلِ الْجَنَّةِ فَسَبَانَا إِبْلِيسُ بِالْخَطِيئَةِ إِلَى الدُّنْيَا ، فَلَيْسَ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ تَقَرَّ أَعْيُنُنَا أَوْ نَرْجِعَ إِلَى الدَّارِ الَّتِي سُبِينَا مِنْهَا

حديث رقم: 213

حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ مُدْرِكٍ أَبُو حَفْصٍ الْقَاصُّ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمُؤْمِنِ بْنُ عَلِيٍّ الزَّعْفَرَانِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ حَرْبٍ الْمُلَائِيُّ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ : لَمَّا أَصَابَ آدَمُ الْخَطِيئَةَ خَرَجَ هَارِبًا مِنَ الْجَنَّةِ ، فَتَعَلَّقَ غُصْنٌ مِنْ أَغْصَانِ الشَّجَرِ بِشَعَرِهِ ، فَنَادَاهُ اللَّهُ تَعَالَى : إِلَى أَيْنَ يَا آدَمُ ، أَفِرَارًا مِنِّي قَالَ : لَا يَا رَبِّ ، وَلَكِنْ حَيَاءً مِنْكَ

حديث رقم: 214

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ قَالَ : حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ يَزِيدَ الْجَوْفِيُّ ، وَحَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ التَّرْقُفِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْفِرْيَابِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ الثَّوْرِيُّ ، عَنْ أَشْعَثَ بْنِ أَبِي الشَّعْثَاءِ ، عَنْ رَجَاءِ بْنِ حَيْوَةَ ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ : ابْتُلِينَا بِفِتْنَةِ الضَّرَّاءِ فَصَبَرْنَا ، وَابْتُلِينَا بِفِتْنَةِ السَّرَّاءِ فَلَمْ نَصْبِرْ ، وَإِنَّ أَكْثَرَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ مِنْ ذَلِكَ مِنْ قِبَلِ النِّسَاءِ ، إِذَا تَسَوَّرْنَ الذَّهَبَ ، وَلَبِسْنَ وَبَاطَ الشَّامِ ، وَعُصُبَ الْيَمَنِ فَأَتْعَبْنَ الْغَنِيَّ ، وَكَلَّفْنَ الْفَقِيرَ مَا لَا يَجِدُ

حديث رقم: 215

حَدَّثَنَا أَبُو الْحَارِثِ مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ الدِّمَشْقِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ قَالَ : حَدَّثَنَا مُضَرُ بْنُ عِيسَى الْخَلَاعِيُّ قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ : مَنْ أَحَبَّ أَفْخَاذَ النِّسَاءِ لَمْ يُفْلِحْ

حديث رقم: 216

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ قَالَ : حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ : حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا عَنِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ . وَحَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجُعْفِيُّ ، عَنْ زَائِدَةَ ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ ، عَنْ أَبِي مُوسَى قَالَا : لَمَّا مَرِضَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : مُرُوا أَبَا بَكْرٍ يُصَلِّي بِالنَّاسِ ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّ أَبَا بَكْرٍ رَجُلٌ رَقِيقُ الْقَلْبِ ، مَتَى يَقُومُ مَقَامَكَ لَا يَسْتَطِيعُ يُصَلِّي بِالنَّاسِ ، فَقَالَ : مُرُوا أَبَا بَكْرٍ يُصَلِّي بِالنَّاسِ ، فَإِنَّكُنَّ صَوَاحِبَاتِ يُوسُفَ . قَالَ : فَصَلَّى أَبُو بَكْرٍ بِالنَّاسِ فِي حَيَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ هَذَا لَفْظُ عَبَّاسٍ الدُّورِيِّ

حديث رقم: 217

حَدَّثَنَا سَعْدَانُ بْنُ يَزِيدَ قَالَ : حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ جَمِيلٍ قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِي ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ ، أَنَّهُمَا قَالَا : لَمَّا كَثُرَ بَنُو آدَمَ وَعَصَوْا دَعَتْ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ وَالسَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَالْجِبَالُ : رَبَّنَا أَهْلِكْهُمْ ، فَأَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى الْمَلَائِكَةِ : أَنِّي لَوْ أَنْزَلْتُ الشَّهْوَةَ وَالشَّيْطَانَ مِنْكُمْ بِمَنْزِلَةِ بَنِي آدَمَ لَفَعَلْتُمْ مِثْلَ مَا يَفْعَلُونَ ، فَحَدَّثُوا أَنْفُسَهُمْ : أَنَّهُمْ لَوِ ابْتُلُوا اعْتَصَمُوا ، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِمْ أَنِ اخْتَارُوا مِنْ أَفَاضِلِكُمْ مَلَكَيْنِ ، فَاخْتَارُوا هَارُوتَ وَمَارُوتَ ، فَأُهْبِطَا إِلَى الْأَرْضِ حَكَمَيْنِ ، وَأُهْبِطَتِ الزَّهْرَةُ إِلَيْهِمَا فِي صُورَةِ امْرَأَةٍ ، وَكَانَ أَهْلُ فَارِسَ يُسَمُّونَهَا بِيذُخْتَ ، فَوَاقَعَا الْخَطِئيَةَ ، وَكَانَتِ الْمَلَائِكَةُ يَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا : رَبَّنَا وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا ، فَلَمَّا وَاقَعَا الْخَطِيئَةَ اسْتَغْفَرَا لِمَنْ فِي الْأَرْضِ

حديث رقم: 218

وَرُوِيَ عَنْ جُوَيْبِرٍ ، عَنِ الضَّحَّاكِ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمَّا رَفَعَ إِدْرِيسَ مَكَانًا عَلِيًّا قَالَ بَعْضُهُمْ : مَاتَ فِي السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ ، وَقُبِرَ فِي السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ : لَمَّا رُفِعَ فَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ : مَا بَالُ هَذَا الْخَاطِئِ بَيْنَ الْمَلَائِكَةِ الَّذِينَ لَمْ يُخَالِطُوا الْأَدْنَاسَ وَالذُّنُوبَ ؟ فَأَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنَّكُمْ عَيَّرْتُمْ بَنِي آدَمَ بِالذُّنُوبِ وَزَعَمْتُمْ : مَا بَالُ هَذَا بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ ؟ فَانْتَخِبُوا عَشَرَةً مِنْ أَفَاضِلِكُمْ ، فَفَعَلُوا ، ثُمَّ قَالَ : انْتَخِبُوا ثَلَاثَةً مِنْ أَفَاضِلِكُمْ ، فَفَعَلُوا ، فَانْتَخَبُوا عِزًّا وَعُزَيًّا وَعِزْرَائِيلُ ، فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : إِنِّي أُهْبِطُكُمْ إِلَى الْأَرْضِ فَتَكُونُونَ حُكَّامًا ، فَتَقْضُونَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ ، وَتُخَالِطُونَهُمْ فِي الْمَأْكَلِ وَالْمَشْرَبِ وَالْمَلْبَسِ ، وَأَجْعَلُ فِيكُمُ اللَّذَّاتِ وَالشَّهَوَاتِ وَأُوصِيكُمْ بِوَصَايَا ، قَالُوا : نَفْعَلُ قَالَ : أُوصِيكُمْ أَنْ تَعَبُدُونِي ، وَتُقِيمُوا الْحَقَّ ، وَتَعْدِلُوا بَيْنَ النَّاسِ ، وَأَنْهَاكُمْ أَنْ تُشْرِكُوا بِي شَيْئًا ، وَإِيَّاكُمْ وَقَتْلَ النَّفْسِ الْحَرَامِ وَالزِّنَا وَشُرْبَ الْخَمْرِ ، ثُمَّ أُهْبِطُوا إِلَى الْأَرْضِ فَخَالَطُوا النَّاسَ فِي الْمَطْعَمِ وَالْمَشْرَبِ وَاللِّبَاسِ ، وَجَعَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُمْ مَذَاكِيرُ ، وَجَعَلَ فِيهِمْ شَهْوَةً كَشَهْوَةِ بَنِي آدَمَ ، فَكَانُوا يَقْضُونَ بِالنَّهَارِ وَيَرْتَفِعُونَ بِاللَّيْلِ إِلَى السَّمَاءِ ، فَإِذَا رُفِعُوا إِلَى السَّمَاءِ كَانُوا فِي حَدِّ الْمَلَائِكَةِ وَمَا جُبِلُوا عَلَيْهِ ، وَإِذَا هَبَطُوا إِلَى الْأَرْضِ كَانُوا فِي حَدِّ بَنِي آدَمَ وَطَبَائِعِهِمْ ، فَلَمَّا رَأَى عِزًّا ذَلِكَ وَعَرَفَ أَنَّهَا الْفِتْنَةُ ، وَعَلِمَ أَنَّهُ لَا طَاقَةَ لَهُ بِذَلِكَ اسْتَغْفَرَ رَبَّهُ ، وَاسْتَقَالَهُ فَأَقَالَهُ ، وَبَقِيَ عُزَيًّا وَعِزْرَائِيلُ ، وَكَانَ أَحَدُهُمَا صَاحِبَ الْأَمْرِ وَالْآخَرُ صَاحِبَ الْقَضَاءِ ، يَقْضِيَانِ فِي الْأَرْضِ بِالنَّهَارِ ، وَيَرْتَفِعَانِ بِاللَّيْلِ ، حَتَّى جَاءَتْ إِلَيْهِمَا امْرَأَةٌ مِنْ أَجْمَلِ أَهْلِ زَمَانِهَا ، وَكَانَتْ تُسَمَّى بِالْعَرَبِيَّةِ الزَّهْرَةَ ، وَبِالْفَارِسِيَّةِ بِهَذَاخْتَ ، فَجَاءَتْ وَعَلَيْهَا قَبَاءٌ حَرِيرٌ ، وَقَدْ شَدَّتْ وَسَطَهَا بِمَنْطَقٍ مِنْ قَزْوٍ ، لَهَا ذَوَائِبُ تَبْلُغُ عَجِيزَتَهَا ، قَدْ جَاءَتْ تَشْكُو زَوْجَهَا ، فَلَمَّا دَخَلَتْ عَلَيْهِمَا وَرَأَيَاهَا وَسَمِعَا نَغَمَتَهَا فَتَنَتْهُمَا لِسَاعَتِهَا ، فَوَقَعَ فِي نَفْسِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا شَأْنُهَا ، وَكَتَمَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ مَا يَجِدُ فِي نَفْسِهِ مِنْهَا ، ثُمَّ قَالَا لَهَا : أَيْنَ مَنْزِلُكِ ؟ قَالَتْ : فِي مَوْضِعِ كَذَا وَكَذَا قَالَا لَهَا : ارْجِعِي يَوْمَكِ حَتَّى نَنْظُرَ فِي أَمْرِكِ ، فَلَمَّا قَامَا مِنْ مَجْلِسِهِمَا مِنْ يَوْمِهِمَا ذَهَبَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِنْ دُونِ صَاحِبِهِ إِلَى مَنْزِلِهَا ، فَاتَّفَقَا جَمِيعًا عَلَى الْبَابِ ، فَأَخْبَرَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ بِالَّذِي وَقَعَ فِي نَفْسِهِ مِنْهَا ، فَاسْتَأْذَنَا عَلَيْهَا فَأَذِنَتْ لَهُمَا ، ثُمَّ أَرَادَاهَا ، فَقَالَتْ : لَا يَسْتَقِيمُ فِي دِينِنَا هَذَا ، وَأَنْتُمَا عَلَى غَيْرِ دِينِي وَمِلَّتِي ، فَإِنْ أَرَدْتُمَا ذَلِكَ فَادْخُلَا فِي دِينِي ، وَاسْجُدَا لِصَنَمِي ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ هَذَا الشِّرْكُ ، وَإِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ قَالَتْ : فَإِنْ أَبَيْتُمَا ذَلِكَ فَعِنْدِي جَارِيَتِي أُزَيِّنُهَا بِزِينَتِي ، وَأُطَيِّبُهَا بِطِيبِي ، وَأُحَلِّيهَا بِحِلْيَتِي ، وَأُلْبِسُهَا ثِيَابِي ، فَشَأْنَكُمَا بِهَا قَالَا : إِيَّاكِ أَرَدْنَا قَالَتْ : أَمَّا إِذَا أَبَيْتُمَا ذَلِكَ فَاشْرَبَا لِي خَمْرًا قَالَا : هَذَا أَهْوَنُ ، فَقَالَتْ لِجَارِيَتِهَا : ائْتِينِي بِخَمْرَةٍ حَمْرَاءَ وَخُمْرَةٍ بَيْضَاءَ ، فَإِذَا أُطْعِمَا فَأَمَرْتُكِ أَنْ تَسْقِيَهُمَا فَأَخْرِجِي الْخَمْرَةَ الْحَمْرَاءَ فَامْزُجِيهَا بِالْخُمْرَةِ الْبَيْضَاءِ فَاسْقِيهِمَا ، فَفَعَلَتْ ، فَلَمَّا شَرِبَا طَابَتْ لَهُمَا قَالَا لَهَا : زِيدِينَا ، فَزَادَتْهُمَا ، ثُمَّ اسْتَزَادَا ، فَزَادَتْهُمَا ، ثُمَّ اسْتَزَادَا ، فَزَادَتْهُمَا فَسَكِرَا ، فَلَمَّا سَكِرَا رَاوَدَاهَا عَنْ نَفْسِهَا ، فَقَالَتْ : لَا ، دُونَ أَنْ تَسْجُدَا لِصَنَمِي ، فَسَجَدَا لِصَنَمِهَا ، وَقَالَا لَهَا : أَمْكِنِينَا الْآنَ مِنْ نَفْسِكِ ، وَدَخَلَ عَلَيْهَا سَائِلٌ ، فَقَالَتْ : إِنَّ هَذَا السَّائِلَ سَيُذِيعُ عَلَيْنَا ، قُومَا فَاقْتُلَاهُ فَقَامَا فَقَتَلَاهُ ، وَقَالَا : أَمْكِنِينَا مِنْ نَفْسِكِ قَالَتْ : نَعَمْ ، وَلَكِنْ عَلِّمَانِيَ الِاسْمَ الَّذِي تَصْعَدَانِ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ ، فَعَلَّمَاهَا ، فَتَكَلَّمَتْ فَارْتَفَعَتْ فِي الْهَوَاءِ ، فَلَمْ تَبْلُغْ حَتَّى مَسَخَهَا اللَّهُ كَوْكَبًا

حديث رقم: 219

أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ الْإِمَامُ الْعَالِمُ شِهَابُ الدِّينِ أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ عَلِيٍّ الْغَزْنَوِيُّ بِقَرَاءَتِي عَلَيْهِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ مُسْتَهَلَّ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ سَنَةَ تِسْعِينَ وَخَمْسِمَائِةٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الشَّيْخُ أَبُو الْكَرَمِ الْمُبَارَكُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيٍّ الشَّهْرُزَورِيُّ بِقَرَاءَتِي عَلَيْهِ فِي شُهُورِ سَنَةِ سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ وَخَمْسِمِائَةٍ بِبَغْدَادَ وَالشَّيْخُ الْحَافِظُ أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ نَاصِرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ السَّلَامِيُّ ، وَالشَّيْخُ الْحُسَيْنُ بْنُ نَصْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خُمَيْسٍ الْمَوْصِلِيُّ إِجَازَةً قَالُوا جَمِيعًا : حَدَّثَنَا الشَّيْخُ الْغَزْنَوِيُّ وَفَّقَهُ اللَّهُ ، وَأَخْبَرَنِي أَيْضًا الشَّيْخُ أَبُو الْفَرَجِ عَبْدُ الْخَالِقِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْقَادِرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ إِجَازَةً أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْعَلَّافُ سَمَاعًا وَبَعْضُهُمْ بِقَرَاءَتِهِ عَلَيْهِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ قِرَاءَةً عَلَيْهِ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَلِيٍّ الْكِنْدِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ بِمَكَّةَ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَخَمْسِينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ سَهْلٍ الْخَرَائِطِيُّ قال : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْجُنَيْدِ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ بْنُ إِدْرِيسَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ قَالَ : كَانَ فِي جَزِيرَةٍ مِنْ جَزَائِرِ الْبَحْرِ مَلِكٌ عَظِيمُ السُّلْطَانِ ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ سُلَيْمَانُ يَدْعُوهُ إِلَى مَا قِبَلَهُ ، فَأَبَى عَلَيْهِ لَعَظِيمِ سُلْطَانِهِ ، فَبَعَثَ إِلَيْهِ بِالرِّيحِ فَنَسَفَتْهُ الرِّيحُ وَمُلْكَهُ وَجَمِيعَ مَا قِبَلِهِ حَتَّى وَضَعَتْهُ بَيْنَ يَدَيْهِ ، وَكَانَ لِذَلِكَ الْمَلِكِ ابْنَةٌ تُدْعَى أَبْرَهَةُ ، فَأُعْجِبَ سُلَيْمَانُ بِهَا ، فَعَرَضَ عَلَيْهَا الْإِسْلَامَ فَكَرِهَتْهُ ، فَخَوَّفَهَا بِالْقَتْلِ فَأَصَرَّتْ ، فَخَوَّفَهَا بِقَتْلِ أَبِيهَا ، فَقَالَتْ : إِنْ قَتَلْتَهُ قَتَلْتُ نَفْسِي ، فَخَافَ سُلَيْمَانُ إِنْ أَكْرَهَهَا فَتَقْتُلَ نَفْسَهَا ، وَأَحَبُّهَا حُبًّا شَدِيدًا ، وَهِيَ يَوْمَئِذٍ عَلَى دِينِهَا ، وَتَرَكَهَا ، فَلَمَّا غَلَبَتْهُ فَتَزَوَّجَهَا ، وَكَانَتْ تَعْتَكِفُ عَلَى صَنَمٍ مِنْ يَاقُوتٍ ، وَكَانَ الصَّنَمُ مِنَ الْفَيْءِ الَّذِي نَسَفَتْهُ الرِّيحُ ، فَسَأَلَتْهُ سُلَيْمَانَ فَوَهَبَهُ لَهَا ، وَكَانَ لَا يَصْبِرُ عَنْهَا ، وَكَانَ يَرْفُقُ بِهَا وَيَتَوَدَّدُهَا رَجَاءَ أَنْ تُسْلِمَ ، فَظَلَّ مَعَهَا ذَاتَ يَوْمٍ ، فَلَمَّا أَرَادَ الِانْصِرَافَ وَثَبَتْ عَلَيْهِ فَاعْتَنَقَتْهُ وَقَالَتْ لَهُ : أَسْأَلُكَ بِحَيَاتِي وَبِحُبِّي وَبِحَقِّي إِلَّا مَا جَزَرْتَ لِإِلَهِي قَالَ سُلَيْمَانُ : إِنَّ ذَلِكَ لَا يَحِلُّ لِي ، وَمَا زِيَارَتِي إِيَّاكِ وَأَنْتِ مُعْتَكِفَةٌ عَلَى الشِّرْكِ إِلَّا رَجَاءَ أَنْ تُسْلِمِي ، ثُمَّ قَالَتْ : لَئِنْ لَمْ تَجْزُرْ لَأَقْتُلَنَّ نَفْسِي ، وَكَانَ ذَلِكَ مِنْ تَعْلِيمِ أَبِيهَا ، فَلَمَّا سَمِعَ سُلَيْمَانُ قَوْلَهَا خَافَهَا عَلَى نَفْسِهَا وَخَدَعَهَا ، وَقَالَ : إِنِّي إِنْ أَجْزَرْتُ لِصَنَمِكِ عَلَى رُءُوسِ النَّاسِ خَلَعْتُ مُلْكِي ، وَانَخَلَعْتُ مِنْ دِينِي قَالَتْ : فَإِنِّي قَدْ حَلَفْتُ بِإِلَهِي : لَئِنْ لَمْ تَفْعَلْ لَأَقْتُلَنَّ نَفْسِي ، وَأُبْرِزَ يَمِينِي ، فَدَعَى سُلَيْمَانُ بِجَرَادَةٍ وَسِكِّينٍ ، فَذَبَحَهَا ، فَسَاعَةَ قَطَعَ رَأْسَهَا أَنْكَرَ نَفْسَهُ وَأَنْكَرَتْهُ هِيَ ، وَانْقَشَعَتْ عَنْهُ هَيْبَةُ الْمُلْكِ وَالسُّلْطَانِ ، ثُمَّ خَرَجَ مِنْ عِنْدِهَا ، فَوَجَدَ خَدَمًا لَهُ مِنَ الشَّيَاطِينِ قُعُودًا عَلَى مِنْبَرِهِ ، وَكَانَ قَبْلَ ذَلِكَ لَا يُرَامُ ، وَوَجَدَ عَلَى كُرْسِيِّهِ أَشْبَهَ النَّاسِ صُورَةً بِهِ . فَيُقَالُ أَنَّ مَعْنَى ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ : {{ وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ }} قَالَ : ثُمَّ قَامَ إِلَيْهِ خَادِمٌ مِنَ الْجِنِّ فَاسْتَلَّ خَاتَمَهُ مِنْ أُصْبُعِهِ وَأَبَقَ بِهِ ، وَكَانَتِ الْجِنُّ قَبْلَ ذَلِكَ لَا يَرِمُونَهُ ، فَلَمَّا أَخَذَ الْجِنِّيُّ الْخَاتَمَ وَكَانَ عِفْرِيتًا مَارِدًا رَأَى فِي نَفْسِهِ ، فَقَالَ : مَا أَخَذْتُ خَاتَمَ سُلَيْمَانَ وَلَا وَصَلْتُ إِلَيْهِ إِلَّا بِذَنْبٍ بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَمَا آمَنُ أَنْ يَرُدَّ اللَّهُ عَلَيْهِ مُلْكَهُ ، فَلَأَطْرَحَنَّ هَذَا الْخَاتَمَ طَرْحًا لَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ أَبَدًا ، ثُمَّ انْطَلَقَ سَرِيعًا بِالْخَاتَمِ فَأَلْقَاهُ فِي اللُّجَّةِ الْخَضْرَاءِ ، وَأَوْحَى اللَّهُ إِلَى سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ : لِمَ ذَبَحْتَ الْجَرَادَةَ الَّتِي قَرَّبْتَهَا ؟ إِلَيَّ أَمْ لِامْرَأَتِكَ ؟ فَلَئِنْ كُنْتَ ذَبَحْتَهَا لِي فَقَدْ صَغُرَتْ ، وَأَمْرِي مَا سَبَقَكَ إِلَى ذَلِكَ أَحَدٌ ، وَقَدْ عَلِمْتَ أَنَّهُ لَا يُذْبَحُ إِلَّا ذَاتُ رُغَاءٍ أَوْ خُوَارٍ أَوْ ثُغَاءٍ ، فَإِنْ كُنْتَ ذَبَحْتَهَا لِصَنَمِ امْرَأَتِكَ فَلَا قَلِيلَ مِنَ الْعِزَّةِ بِي ، أَمَا كَفَاكَ أَنَّكَ تَزَوَّجْتَهَا وَهِيَ مُشْرِكَةٌ فَلَمْ أُعَاتِبْكَ فِيهَا ، فَلَمَّا فَرَغَ إِلَيْهِ مِنَ الْقَوْلِ شَذَّ مِنْ أَهْلِهِ مَرْعُوبًا أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ، يُغَيِّرُ كَمَا تُغَيِّرُ الدَّابَّةَ ، يَبْكِي عَلَى نَفْسِهِ ، وَيُعَدِّدُ عَلَى خَطِيئَتِهِ ، وَيَسْتَغْفِرُ رَبَّهُ ، فَلَمَّا أُخْبِرَتِ امْرَأَتُهُ بِالَّذِي أَصَابَهُ فِي سَبَبِهَا أَحْزَنَهَا ذَلِكَ وَأَبْكَاهَا ، فَأَسْلَمَتْ رَجَاءَ أَنْ يَرُدَّ اللَّهُ إِلَيْهِ مُلْكَهُ ، فَلَمَّا مَضَتْ لِسُلَيْمَانَ أَرْبَعُونَ لَيْلَةً تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ ، وَغَفَرَ لَهُ وَانْصَرَفَ وَقَدْ أَجْهَدَهُ الْجُوعُ ، فَمَرَّ بِسَاحِلٍ مِنْ سَوَاحِلِ الْبَحْرِ ، وَإِذَا بِحُوتٍ يَضْطَرِبُ ، فَضَرَبَ بِيَدِهِ إِلَى الْحُوتِ فَأَخَذَهُ لِيَأْكُلَهُ ، فَلَمَّا فَرَى بَطْنَهُ وَجَدَ فِيهِ خَاتَمَهُ فَازْدَادَ بِذَلِكَ خَوْفًا وَعَجَبًا وَوَجَلًا ، فَلَبِسَ خَاتَمَهُ فَأَعَادَ اللَّهُ مُلْكَهُ

حديث رقم: 220

حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ التَّرْقُفِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْفِرْيَابِيُّ ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ ، عَنْ حَنْظَلَةَ ، عَنْ طَاوُسٍ قَالَ : الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ مَثَلُهَا فِي النِّسَاءِ كَمَثَلِ الْغُرَابِ الْأَبْيَضِ فِي أَلْفِ غُرَابٍ

حديث رقم: 221

حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ عَمْرٍو الْأَنْمَاطِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ قَالَ : حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سِنَانٍ ، عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : بِرُّ الْمَرْأَةِ الْمُؤْمِنَةِ كَعَمَلِ سَبْعِينَ صِدِّيقًا ، وَفُجُورُ الْمَرْأَةِ الْفَاجِرَةِ كَفُجُورِ أَلْفِ فَاجِرٍ

حديث رقم: 222

حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ الْحِمْصِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سِنَانٍ ، عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : ثَلَاثٌ قَاصِمَاتُ الظَّهْرِ : فَقْرٌ لَا يَجِدُ الرَّجُلُ مُتَلَذَّذًا ، وَزَوْجَةٌ يَأْمَنُهَا زَوْجُهَا فَتَخُونُهُ ، وَإِمَامٌ يُسْخِطُ اللَّهَ وَيُرْضِي النَّاسَ

حديث رقم: 223

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْجُنَيْدِ قَالَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ قَالَ : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ دَاوُدَ الْقَنْطَرِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ ، جَمِيعًا عَنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : أَعْدَى عَدُوٍّ لَكَ زَوْجَتُكَ الَّتِي تُضَاجِعُكَ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ