عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : " إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمَّا رَفَعَ إِدْرِيسَ مَكَانًا عَلِيًّا قَالَ بَعْضُهُمْ : مَاتَ فِي السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ ، وَقُبِرَ فِي السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ : لَمَّا رُفِعَ فَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ : مَا بَالُ هَذَا الْخَاطِئِ بَيْنَ الْمَلَائِكَةِ الَّذِينَ لَمْ يُخَالِطُوا الْأَدْنَاسَ وَالذُّنُوبَ ؟ فَأَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنَّكُمْ عَيَّرْتُمْ بَنِي آدَمَ بِالذُّنُوبِ وَزَعَمْتُمْ : مَا بَالُ هَذَا بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ ؟ فَانْتَخِبُوا عَشَرَةً مِنْ أَفَاضِلِكُمْ ، فَفَعَلُوا ، ثُمَّ قَالَ : انْتَخِبُوا ثَلَاثَةً مِنْ أَفَاضِلِكُمْ ، فَفَعَلُوا ، فَانْتَخَبُوا عِزًّا وَعُزَيًّا وَعِزْرَائِيلُ ، فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : إِنِّي أُهْبِطُكُمْ إِلَى الْأَرْضِ فَتَكُونُونَ حُكَّامًا ، فَتَقْضُونَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ ، وَتُخَالِطُونَهُمْ فِي الْمَأْكَلِ وَالْمَشْرَبِ وَالْمَلْبَسِ ، وَأَجْعَلُ فِيكُمُ اللَّذَّاتِ وَالشَّهَوَاتِ وَأُوصِيكُمْ بِوَصَايَا ، قَالُوا : نَفْعَلُ قَالَ : أُوصِيكُمْ أَنْ تَعَبُدُونِي ، وَتُقِيمُوا الْحَقَّ ، وَتَعْدِلُوا بَيْنَ النَّاسِ ، وَأَنْهَاكُمْ أَنْ تُشْرِكُوا بِي شَيْئًا ، وَإِيَّاكُمْ وَقَتْلَ النَّفْسِ الْحَرَامِ وَالزِّنَا وَشُرْبَ الْخَمْرِ ، ثُمَّ أُهْبِطُوا إِلَى الْأَرْضِ فَخَالَطُوا النَّاسَ فِي الْمَطْعَمِ وَالْمَشْرَبِ وَاللِّبَاسِ ، وَجَعَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُمْ مَذَاكِيرُ ، وَجَعَلَ فِيهِمْ شَهْوَةً كَشَهْوَةِ بَنِي آدَمَ ، فَكَانُوا يَقْضُونَ بِالنَّهَارِ وَيَرْتَفِعُونَ بِاللَّيْلِ إِلَى السَّمَاءِ ، فَإِذَا رُفِعُوا إِلَى السَّمَاءِ كَانُوا فِي حَدِّ الْمَلَائِكَةِ وَمَا جُبِلُوا عَلَيْهِ ، وَإِذَا هَبَطُوا إِلَى الْأَرْضِ كَانُوا فِي حَدِّ بَنِي آدَمَ وَطَبَائِعِهِمْ ، فَلَمَّا رَأَى عِزًّا ذَلِكَ وَعَرَفَ أَنَّهَا الْفِتْنَةُ ، وَعَلِمَ أَنَّهُ لَا طَاقَةَ لَهُ بِذَلِكَ اسْتَغْفَرَ رَبَّهُ ، وَاسْتَقَالَهُ فَأَقَالَهُ ، وَبَقِيَ عُزَيًّا وَعِزْرَائِيلُ ، وَكَانَ أَحَدُهُمَا صَاحِبَ الْأَمْرِ وَالْآخَرُ صَاحِبَ الْقَضَاءِ ، يَقْضِيَانِ فِي الْأَرْضِ بِالنَّهَارِ ، وَيَرْتَفِعَانِ بِاللَّيْلِ ، حَتَّى جَاءَتْ إِلَيْهِمَا امْرَأَةٌ مِنْ أَجْمَلِ أَهْلِ زَمَانِهَا ، وَكَانَتْ تُسَمَّى بِالْعَرَبِيَّةِ الزَّهْرَةَ ، وَبِالْفَارِسِيَّةِ بِهَذَاخْتَ ، فَجَاءَتْ وَعَلَيْهَا قَبَاءٌ حَرِيرٌ ، وَقَدْ شَدَّتْ وَسَطَهَا بِمَنْطَقٍ مِنْ قَزْوٍ ، لَهَا ذَوَائِبُ تَبْلُغُ عَجِيزَتَهَا ، قَدْ جَاءَتْ تَشْكُو زَوْجَهَا ، فَلَمَّا دَخَلَتْ عَلَيْهِمَا وَرَأَيَاهَا وَسَمِعَا نَغَمَتَهَا فَتَنَتْهُمَا لِسَاعَتِهَا ، فَوَقَعَ فِي نَفْسِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا شَأْنُهَا ، وَكَتَمَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ مَا يَجِدُ فِي نَفْسِهِ مِنْهَا ، ثُمَّ قَالَا لَهَا : أَيْنَ مَنْزِلُكِ ؟ قَالَتْ : فِي مَوْضِعِ كَذَا وَكَذَا قَالَا لَهَا : ارْجِعِي يَوْمَكِ حَتَّى نَنْظُرَ فِي أَمْرِكِ ، فَلَمَّا قَامَا مِنْ مَجْلِسِهِمَا مِنْ يَوْمِهِمَا ذَهَبَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِنْ دُونِ صَاحِبِهِ إِلَى مَنْزِلِهَا ، فَاتَّفَقَا جَمِيعًا عَلَى الْبَابِ ، فَأَخْبَرَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ بِالَّذِي وَقَعَ فِي نَفْسِهِ مِنْهَا ، فَاسْتَأْذَنَا عَلَيْهَا فَأَذِنَتْ لَهُمَا ، ثُمَّ أَرَادَاهَا ، فَقَالَتْ : لَا يَسْتَقِيمُ فِي دِينِنَا هَذَا ، وَأَنْتُمَا عَلَى غَيْرِ دِينِي وَمِلَّتِي ، فَإِنْ أَرَدْتُمَا ذَلِكَ فَادْخُلَا فِي دِينِي ، وَاسْجُدَا لِصَنَمِي ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ هَذَا الشِّرْكُ ، وَإِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ قَالَتْ : فَإِنْ أَبَيْتُمَا ذَلِكَ فَعِنْدِي جَارِيَتِي أُزَيِّنُهَا بِزِينَتِي ، وَأُطَيِّبُهَا بِطِيبِي ، وَأُحَلِّيهَا بِحِلْيَتِي ، وَأُلْبِسُهَا ثِيَابِي ، فَشَأْنَكُمَا بِهَا قَالَا : إِيَّاكِ أَرَدْنَا قَالَتْ : أَمَّا إِذَا أَبَيْتُمَا ذَلِكَ فَاشْرَبَا لِي خَمْرًا قَالَا : هَذَا أَهْوَنُ ، فَقَالَتْ لِجَارِيَتِهَا : ائْتِينِي بِخَمْرَةٍ حَمْرَاءَ وَخُمْرَةٍ بَيْضَاءَ ، فَإِذَا أُطْعِمَا فَأَمَرْتُكِ أَنْ تَسْقِيَهُمَا فَأَخْرِجِي الْخَمْرَةَ الْحَمْرَاءَ فَامْزُجِيهَا بِالْخُمْرَةِ الْبَيْضَاءِ فَاسْقِيهِمَا ، فَفَعَلَتْ ، فَلَمَّا شَرِبَا طَابَتْ لَهُمَا قَالَا لَهَا : زِيدِينَا ، فَزَادَتْهُمَا ، ثُمَّ اسْتَزَادَا ، فَزَادَتْهُمَا ، ثُمَّ اسْتَزَادَا ، فَزَادَتْهُمَا فَسَكِرَا ، فَلَمَّا سَكِرَا رَاوَدَاهَا عَنْ نَفْسِهَا ، فَقَالَتْ : لَا ، دُونَ أَنْ تَسْجُدَا لِصَنَمِي ، فَسَجَدَا لِصَنَمِهَا ، وَقَالَا لَهَا : أَمْكِنِينَا الْآنَ مِنْ نَفْسِكِ ، وَدَخَلَ عَلَيْهَا سَائِلٌ ، فَقَالَتْ : إِنَّ هَذَا السَّائِلَ سَيُذِيعُ عَلَيْنَا ، قُومَا فَاقْتُلَاهُ فَقَامَا فَقَتَلَاهُ ، وَقَالَا : أَمْكِنِينَا مِنْ نَفْسِكِ قَالَتْ : نَعَمْ ، وَلَكِنْ عَلِّمَانِيَ الِاسْمَ الَّذِي تَصْعَدَانِ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ ، فَعَلَّمَاهَا ، فَتَكَلَّمَتْ فَارْتَفَعَتْ فِي الْهَوَاءِ ، فَلَمْ تَبْلُغْ حَتَّى مَسَخَهَا اللَّهُ كَوْكَبًا "
وَرُوِيَ عَنْ جُوَيْبِرٍ ، عَنِ الضَّحَّاكِ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمَّا رَفَعَ إِدْرِيسَ مَكَانًا عَلِيًّا قَالَ بَعْضُهُمْ : مَاتَ فِي السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ ، وَقُبِرَ فِي السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ : لَمَّا رُفِعَ فَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ : مَا بَالُ هَذَا الْخَاطِئِ بَيْنَ الْمَلَائِكَةِ الَّذِينَ لَمْ يُخَالِطُوا الْأَدْنَاسَ وَالذُّنُوبَ ؟ فَأَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنَّكُمْ عَيَّرْتُمْ بَنِي آدَمَ بِالذُّنُوبِ وَزَعَمْتُمْ : مَا بَالُ هَذَا بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ ؟ فَانْتَخِبُوا عَشَرَةً مِنْ أَفَاضِلِكُمْ ، فَفَعَلُوا ، ثُمَّ قَالَ : انْتَخِبُوا ثَلَاثَةً مِنْ أَفَاضِلِكُمْ ، فَفَعَلُوا ، فَانْتَخَبُوا عِزًّا وَعُزَيًّا وَعِزْرَائِيلُ ، فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : إِنِّي أُهْبِطُكُمْ إِلَى الْأَرْضِ فَتَكُونُونَ حُكَّامًا ، فَتَقْضُونَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ ، وَتُخَالِطُونَهُمْ فِي الْمَأْكَلِ وَالْمَشْرَبِ وَالْمَلْبَسِ ، وَأَجْعَلُ فِيكُمُ اللَّذَّاتِ وَالشَّهَوَاتِ وَأُوصِيكُمْ بِوَصَايَا ، قَالُوا : نَفْعَلُ قَالَ : أُوصِيكُمْ أَنْ تَعَبُدُونِي ، وَتُقِيمُوا الْحَقَّ ، وَتَعْدِلُوا بَيْنَ النَّاسِ ، وَأَنْهَاكُمْ أَنْ تُشْرِكُوا بِي شَيْئًا ، وَإِيَّاكُمْ وَقَتْلَ النَّفْسِ الْحَرَامِ وَالزِّنَا وَشُرْبَ الْخَمْرِ ، ثُمَّ أُهْبِطُوا إِلَى الْأَرْضِ فَخَالَطُوا النَّاسَ فِي الْمَطْعَمِ وَالْمَشْرَبِ وَاللِّبَاسِ ، وَجَعَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُمْ مَذَاكِيرُ ، وَجَعَلَ فِيهِمْ شَهْوَةً كَشَهْوَةِ بَنِي آدَمَ ، فَكَانُوا يَقْضُونَ بِالنَّهَارِ وَيَرْتَفِعُونَ بِاللَّيْلِ إِلَى السَّمَاءِ ، فَإِذَا رُفِعُوا إِلَى السَّمَاءِ كَانُوا فِي حَدِّ الْمَلَائِكَةِ وَمَا جُبِلُوا عَلَيْهِ ، وَإِذَا هَبَطُوا إِلَى الْأَرْضِ كَانُوا فِي حَدِّ بَنِي آدَمَ وَطَبَائِعِهِمْ ، فَلَمَّا رَأَى عِزًّا ذَلِكَ وَعَرَفَ أَنَّهَا الْفِتْنَةُ ، وَعَلِمَ أَنَّهُ لَا طَاقَةَ لَهُ بِذَلِكَ اسْتَغْفَرَ رَبَّهُ ، وَاسْتَقَالَهُ فَأَقَالَهُ ، وَبَقِيَ عُزَيًّا وَعِزْرَائِيلُ ، وَكَانَ أَحَدُهُمَا صَاحِبَ الْأَمْرِ وَالْآخَرُ صَاحِبَ الْقَضَاءِ ، يَقْضِيَانِ فِي الْأَرْضِ بِالنَّهَارِ ، وَيَرْتَفِعَانِ بِاللَّيْلِ ، حَتَّى جَاءَتْ إِلَيْهِمَا امْرَأَةٌ مِنْ أَجْمَلِ أَهْلِ زَمَانِهَا ، وَكَانَتْ تُسَمَّى بِالْعَرَبِيَّةِ الزَّهْرَةَ ، وَبِالْفَارِسِيَّةِ بِهَذَاخْتَ ، فَجَاءَتْ وَعَلَيْهَا قَبَاءٌ حَرِيرٌ ، وَقَدْ شَدَّتْ وَسَطَهَا بِمَنْطَقٍ مِنْ قَزْوٍ ، لَهَا ذَوَائِبُ تَبْلُغُ عَجِيزَتَهَا ، قَدْ جَاءَتْ تَشْكُو زَوْجَهَا ، فَلَمَّا دَخَلَتْ عَلَيْهِمَا وَرَأَيَاهَا وَسَمِعَا نَغَمَتَهَا فَتَنَتْهُمَا لِسَاعَتِهَا ، فَوَقَعَ فِي نَفْسِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا شَأْنُهَا ، وَكَتَمَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ مَا يَجِدُ فِي نَفْسِهِ مِنْهَا ، ثُمَّ قَالَا لَهَا : أَيْنَ مَنْزِلُكِ ؟ قَالَتْ : فِي مَوْضِعِ كَذَا وَكَذَا قَالَا لَهَا : ارْجِعِي يَوْمَكِ حَتَّى نَنْظُرَ فِي أَمْرِكِ ، فَلَمَّا قَامَا مِنْ مَجْلِسِهِمَا مِنْ يَوْمِهِمَا ذَهَبَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِنْ دُونِ صَاحِبِهِ إِلَى مَنْزِلِهَا ، فَاتَّفَقَا جَمِيعًا عَلَى الْبَابِ ، فَأَخْبَرَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ بِالَّذِي وَقَعَ فِي نَفْسِهِ مِنْهَا ، فَاسْتَأْذَنَا عَلَيْهَا فَأَذِنَتْ لَهُمَا ، ثُمَّ أَرَادَاهَا ، فَقَالَتْ : لَا يَسْتَقِيمُ فِي دِينِنَا هَذَا ، وَأَنْتُمَا عَلَى غَيْرِ دِينِي وَمِلَّتِي ، فَإِنْ أَرَدْتُمَا ذَلِكَ فَادْخُلَا فِي دِينِي ، وَاسْجُدَا لِصَنَمِي ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ هَذَا الشِّرْكُ ، وَإِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ قَالَتْ : فَإِنْ أَبَيْتُمَا ذَلِكَ فَعِنْدِي جَارِيَتِي أُزَيِّنُهَا بِزِينَتِي ، وَأُطَيِّبُهَا بِطِيبِي ، وَأُحَلِّيهَا بِحِلْيَتِي ، وَأُلْبِسُهَا ثِيَابِي ، فَشَأْنَكُمَا بِهَا قَالَا : إِيَّاكِ أَرَدْنَا قَالَتْ : أَمَّا إِذَا أَبَيْتُمَا ذَلِكَ فَاشْرَبَا لِي خَمْرًا قَالَا : هَذَا أَهْوَنُ ، فَقَالَتْ لِجَارِيَتِهَا : ائْتِينِي بِخَمْرَةٍ حَمْرَاءَ وَخُمْرَةٍ بَيْضَاءَ ، فَإِذَا أُطْعِمَا فَأَمَرْتُكِ أَنْ تَسْقِيَهُمَا فَأَخْرِجِي الْخَمْرَةَ الْحَمْرَاءَ فَامْزُجِيهَا بِالْخُمْرَةِ الْبَيْضَاءِ فَاسْقِيهِمَا ، فَفَعَلَتْ ، فَلَمَّا شَرِبَا طَابَتْ لَهُمَا قَالَا لَهَا : زِيدِينَا ، فَزَادَتْهُمَا ، ثُمَّ اسْتَزَادَا ، فَزَادَتْهُمَا ، ثُمَّ اسْتَزَادَا ، فَزَادَتْهُمَا فَسَكِرَا ، فَلَمَّا سَكِرَا رَاوَدَاهَا عَنْ نَفْسِهَا ، فَقَالَتْ : لَا ، دُونَ أَنْ تَسْجُدَا لِصَنَمِي ، فَسَجَدَا لِصَنَمِهَا ، وَقَالَا لَهَا : أَمْكِنِينَا الْآنَ مِنْ نَفْسِكِ ، وَدَخَلَ عَلَيْهَا سَائِلٌ ، فَقَالَتْ : إِنَّ هَذَا السَّائِلَ سَيُذِيعُ عَلَيْنَا ، قُومَا فَاقْتُلَاهُ فَقَامَا فَقَتَلَاهُ ، وَقَالَا : أَمْكِنِينَا مِنْ نَفْسِكِ قَالَتْ : نَعَمْ ، وَلَكِنْ عَلِّمَانِيَ الِاسْمَ الَّذِي تَصْعَدَانِ بِهِ إِلَى السَّمَاءِ ، فَعَلَّمَاهَا ، فَتَكَلَّمَتْ فَارْتَفَعَتْ فِي الْهَوَاءِ ، فَلَمْ تَبْلُغْ حَتَّى مَسَخَهَا اللَّهُ كَوْكَبًا