أَخْبَرَنَا الْحَافِظُ النَّسَّابَةُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْمُؤْمِنِ بْنُ خَلَفٍ الدِّمْيَاطِيُّ وَأَنَا حَاضِرٌ فِي الرَّابِعَةِ ، قَالَ : أنا الشَّيْخُ الصَّالِحُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ الْبَغْدَادِيُّ الْأَزْجِيُّ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ بِالْقَاهِرَةِ وَسَمَاعًا قَالَ : أَخْبَرَتْنَا الشَّيْخَةُ الْكَاتِبَةُ فَخْرُ النِّسَاءِ شُهْدَةُ بِنْتُ أَحْمَدَ بْنِ الْفَرَجِ بْنِ عُمَرَ الْأَبَّرِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهَا وَأَنَا أَسْمَعُ مِنْهَا سَنَةَ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ وَخَمْسِمِائَةٍ ، وَقَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّطِيفِ بْنِ يَحْيَى بْنِ عَلِيِّ بْنِ خَطَّابٍ الدَّيْنَوَرِيِّ الْأَصْلِ ، ثُمَّ الْبَغْدَادِيِّ الْمَعْرُوفِ بِابْنِ الْخَيْمِيِّ بِدَرْبِ دِينَارٍ الصَّغِيرِ شَرْقِيِّ بَغْدَادَ ، عَنْ شُهْدَةَ قَالَتْ : أنا الشَّرِيفُ النَّقِيبُ أَبُو الْفَوَارِسِ طَرَّاذُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ النَّرْسِيُّ قَالَ : أنا أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ الْمُعَدَّلُ قَالَ : قَرَأْتُ عَلَى أَبِي عَلِيٍّ الْحُسَيْنِ بْنِ صَفْوَانَ الْبرْذَعِيِّ وِكِتَابُهُ يَنْظُرُ فِيهِ فِي الْمُحَرَّمِ سَنَةَ أَرْبَعِينَ وَثَلَاثِمِائَةْ فَأَقَرَّ بِهِ قَالَ : ثنا عَبْدُ اللِّهِ بْنُ مُحَمَّدِ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ , ثنا شُعْبَةُ , عَنْ يَزِيدَ بْنِ خُمَيْرٍ , قَالَ : سَمِعْتُ سُلَيْمَ بْنَ عَامِرٍ يُحَدِّثُ , عَنْ أَوْسَطِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَوْسَطٍ , سَمِعَ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ بَعْدَمَا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بِسَنَةٍ : قَامَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ عَامَ أَوَّلَ مَقَامِي هَذَا قَالَ ثُمَّ بَكَى أَبُو بَكْرٍ رَحِمَهُ اللَّهُ ثُمَّ قَالَ : عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ ؛ فَإِنَّهُ مَعَ الْبِرِّ , وَهُمَا فِي الْجَنَّةِ , وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ فَإِنَّهُ مَعَ الْفُجُورِ , وَهُمَا فِي النَّارِ , وَسَلُوا اللَّهَ الْمُعَافَاةَ , فَإِنَّهُ لَمْ يُؤْتَ أَحَدٌ شَيْئًا بَعْدَ الْيَقِينِ خَيْرًا مِنَ الْمُعَافَاةِ , وَلَا تَقَاطَعُوا وَلَا تَدَابَرُوا , وَلَا تَحَاسَدُوا وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ، ثنا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو الضَّبِّيُّ , ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ , عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ , عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زَحْرٍ , عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي عِمْرَانَ , أَنَّ ابْنَ عُمَرَ قَالَ : قَلَّ مَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَقُومُ مِنْ مَجْلِسٍ حَتَّى يَدْعُوَ بِهَؤُلَاءِ الدَّعَوَاتِ لِأَصْحَابِهِ : اللَّهُمَّ اقْسِمْ لَنَا مِنْ خَشْيَتِكَ مَا يَحُولُ بَيْنَنَا وَبَيْنَ مَعَاصِيكَ , وَمِنْ طَاعَتِكَ مَا تُبَلِّغُنَا بِهِ جَنَّتَكَ , وَمَنَ الْيَقِينِ مَا تُهَوِّنُ بِهِ عَلَيْنَا مَصَائِبَ الدُّنْيَا , وَمَتِّعْنَا بِأَسْمَاعِنَا وَأَبْصَارِنَا مَا أَحْيَيْتَنَا , وَاجْعَلْهُ الْوَارِثَ مِنَّا , وَاجْعَلْ ثَأْرَنَا عَلَى مَنْ ظَلَمَنَا , وَانْصُرْنَا عَلَى مَنْ عَادَانَا , وَلَا تَجْعَلْ مُصِيبَتَنَا فِي دِينِنَا , وَلَا تَجْعَلِ الدُّنْيَا أَكْبَرَ هَمِّنَا وَلَا مَبْلَغَ عَلِمْنَا , وَلَا تُسَلَّطْ عَلَيْنَا مَنْ لَا يَرْحَمُنَا
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ، ثنا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ , ثنا مَرْوَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ , عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ , عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ جَدِّهِ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : نَجَا أَوَّلُ هَذِهِ الْأُمَّةِ بِالْيَقِينِ وَالزُّهْدِ , وَيَهْلِكُ آخِرُ هَذِهِ الْأُمَّةِ بِالْبُخْلِ وَالْأَمَلِ
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ، ثنا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ , ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ , عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , قَالَ : قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : الْيَقِينُ عَلَى أَرْبَعِ شُعَبٍ : عَلَى غَائِصِ الْفَهْمِ , وَغَمْرَةِ الْعِلْمِ , وَزَهْرَةِ الْحُكْمِ , وَرَوْضَةِ الْحِلْمِ , فَمَنْ فَهِمَ فَسَّرَ جَمِيلَ الْعِلْمِ , وَمَنْ فَسَّرَ جَمِيلَ الْعِلْمِ عَرَفَ شَرَائِعَ الْحُكْمِ , وَمَنْ عَرَفَ شَرَائِعَ الْحُكْمِ حَلُمَ وَلَمْ يُفَرِّطْ فِي أَمْرِهِ وَعَاشَ فِي النَّاسِ
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ , ثنا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ , ثنا بِشْرُ بْنُ بَكْرٍ , عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ : عَنِ الْأَشْيَاخِ ، قَالَ : مَا نَزَلَ فِي الْأَرْضِ شَيْءٌ أَقَلُّ مِنَ الْيَقِينِ , وَلَا قُسِمَ بَيْنَ النَّاسِ شَيْءٌ أَقَلُّ مِنَ الْحِلْمِ
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ، ثنا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ , ثنا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ , عَنْ فِطْرٍ , عَنْ أَبِي يَزِيدَ الْمَدِينِيِّ , قَالَ : كَانَ مِنْ دُعَاءِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : اللَّهُمَّ هَبْ لِي إِيمَانًا وَيَقِينًا وَمُعَافَاةً وَنِيَّةً
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ , ثنا مُحَمَّدُ بْنُ وَهْبٍ الدِّمَشْقِيُّ , نا بَقِيَّةُ بْنُ مَخْلَدٍ , عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ الْأَخْنَسِ , عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ , عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ , قَالَ : تَعَلَّمُوا الْيَقِينَ كَمَا تَعَلَّمُوا الْقُرْآنَ حَتَّى تَعْرِفُوهُ فَإِنِّي أَتَعَلَّمُهُ
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ، نا يَعْقُوبُ بْنُ عُبَيْدٍ , نا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ , نا أَبُو سَعِيدٍ الْكِنْدِيُّ أَنَّهُ بَلَغَهُ , عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ , أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ : يَا حَبَّذَا نَوْمُ الْأَكْيَاسِ وَإِفْطَارُهُمْ , كَيْفَ يَعِيبُونَ سَهَرَ الْحَمْقَى وَصِيَامَهُمْ , وَلَمِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ بِرٍّ مِنْ صَاحِبِ تَقْوًى وَيَقِينٍ أَفْضَلُ وَأَرْجَحُ وَأَعْظَمُ مِنْ أَمْثَالِ الْجِبَالِ عِبَادَةً مِنَ الْمُغْتَرِبِينَ
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ، نا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى , نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ , ثنى سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ , عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ بُزُرْجَ , قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ , يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : مَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي إِلَّا ضَعْفَ الْيَقِينِ
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ، نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ , نا أَبُو مَالِكٍ الْجَنَبِيُّ , عَنْ صَبَاحٍ الْمُزَنِيِّ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ , عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , قَالَ : حَدَّثَنِي الَّذِي سَمِعَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ : الْيَقِينُ عَلَى أَرْبَعِ شُعَبٍ , عَلَى تَبْصِرَةِ الْفِطْنَةِ , وَتَأْوِيلِ الْحِكْمَةِ , وَمَوْعِظَةِ الْعِبْرَةِ , وَسُنَّةِ الْأَوَّلِينَ , فَمَنْ أَبْصَرَ الْفِطْنَةَ تَأَوَّلَ الْحِكْمَةَ , وَمَنْ تَأَوَّلَ الْحِكْمَةَ عَرَفَ الْعِبْرَةَ , وَمَنْ عَرَفَ الْعِبْرَةَ فَكَأَنَّمَا كَانَ فِي الْأَوَّلِينَ
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ، نا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ , نا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ , نا أَبُو هِلَالٍ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمٍ , عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ قَالَ : فَقَدَ الْحَوَارِيُّونَ نَبِيَّهُمْ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ فَقِيلَ لَهُمْ : تَوَجَّهَ نَحْوَ الْبَحْرِ , فَانْطَلَقُوا يَطْلُبُونَهُ , فَلَمَّا انْتَهَوْا إِلَى الْبَحْرِ إِذَا هُوَ قَدْ أَقْبَلَ يَمْشِي عَلَى الْمَاءِ , يَرْفَعُهُ الْمَوْجُ مَرَّةً وَيَضَعُهُ أُخْرَى , وَعَلَيْهِ كِسَاءٌ مُرْتَدٍ بِنِصْفِهِ وَمُتَّزِرٌ بِنِصْفِهِ حَتَّى انْتَهَى إِلَيْهِمْ فَقَالَ لَهُ بَعْضُهُمْ - قَالَ أَبُو هِلَالٍ أَظُنُّهُ مِنْ أَفَاضِلِهِمْ - : أَلَا أَجِيءُ إِلَيْكَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ ؟ , قَالَ : بَلَى فَوَضَعَ إِحْدَى رِجْلَيْهِ فِي الْمَاءِ ثُمَّ ذَهَبَ لَيَضَعَ الْأُخْرَى , فَقَالَ : غَرِقْتُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ , قَالَ : أَرِنِي يَدَكَ يَا قَصِيرَ الْإِيمَانِ لَوْ أَنَّ لِابْنِ آدَمَ مِنَ الْيَقِينِ قَدْرَ شَعِيرَةٍ مَشَى عَلَى الْمَاءِ
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ، ثنا أَبُو السَّرِيِّ الْبَاهِلِيُّ , قَالَ : كَانَ يُقَالُ : الِاهْتِمَامُ بِالْعَمَلِ يُوَرِّثُ الْفِكْرَةَ , وَالْفِكْرَةُ تُوَرِّثُ الْعِبْرَةَ , وَالْعِبْرَةُ تُوَرِّثُ الْحَزْمَ , وَالْحَزْمُ يُوَرِّثُ الْعَزْمَ , وَالْعَزْمُ يُوَرِّثُ الْيَقِينَ , وَالْيَقِينُ يُوَرِّثُ الْغِنَى , وَالْغِنَى يُوَرِّثُ الْحُبَّ , وَالْحُبُّ يُوَرِّثُ اللِّقَاءَ
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ الْعِجْلِيُّ , ثنا أَبُو أُسَامَةَ , عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ , ثنا الْحَسَنُ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : إِنَّ النَّاسَ لَمْ يُؤْتَوْا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا خَيْرًا مِنَ الْيَقِينِ وَالْعَافِيَةِ فَسَلُوهُمَا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ الْحَسَنُ : صَدَقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بِالْيَقِينِ طُلِبَتِ الْجَنَّةُ , وَبِالْيَقِينِ هُرِبَ مِنَ النَّارِ , وَبِالْيَقِينِ أُوتِيَتِ الْفَرَائِضُ , وَبِالْيَقْيِنِ صُبِرَ عَلَى الْحَقِّ , وَفِي مُعَافَاةِ اللَّهِ خَيْرٌ كَثِيرٌ قَدْ وَاللَّهِ رَأَيْنَاهُمْ يَتَقَارَبُونَ فِي الْعَافِيَةِ فَلَمَّا نَزَلَ الْبَلَاءُ تَفَارَقُوا
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ، ثنا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ السَّهْمِيُّ , ثنا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ , عَنِ الْحَسَنِ بْنِ دِينَارٍ , عَنْ قَتَادَةَ قَالَ : قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ : يَا بُنَيَّ إِنَّ الصَّبْرَ عَلَى الْمَكَارِهِ مِنْ حُسْنِ الْيَقِينِ , وَإِنَّ لِكُلِّ عَمَلٍ كَمَالًا وَغَايَةً , وَكَمَالُ الْعِبَادَةِ الْوَرَعُ وَالْيَقِينُ
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ , ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَحْيَى بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ , ثنا مُدْرِكُ بْنُ أَبِي سَعْدٍ الْفَزَارِيُّ , عَنْ يُونُسَ بْنِ حَلْبَسٍ , أَنَّهُ كَانَ يَدْعُو : اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ حَزْمًا فِي لِينٍ , وَقُوَّةً فِي دِينٍ , وَإِيمَانًا فِي يَقِينٍ , وَنَشَاطًا فِي هُدًى , وَبِرًّا فِي اسْتِقَامَةٍ , وَكَسْبًا مِنْ حَلَالٍ
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ , ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُحَارِبِيُّ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ , عَنِ الْحَسَنِ قَالَ : مَا أَيْقَنَ عَبْدٌ بِالْجَنَّةِ وَالنَّارِ حَقَّ يَقِينِهِمَا إِلَّا خَشَعَ وَوَجِلَ , وَذَلَّ وَاسْتَقَامَ , وَاقْتَصَرَ حَتَّى يَأْتِيَهُ الْمَوْتُ
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ، قثني مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ , قثني صَدَقَةُ بْنُ بَكْرٍ السَّعْدِيُّ , قثني مُرَجَّى بْنُ وَدَاعٍ الرَّاسِبِيُّ , عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ حَبِيبٍ , قَالَ : رَأَى رَجُلٌ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ غَالِبٍ فِيمَا يَرَى قَالَ : يَا أَبَا فِرَاسٍ , مَا صَنَعْتَ ؟ قَالَ : خَيْرَ الصَّنِيعِ , قَالَ : إِلَامَ صِرْتَ ؟ قَالَ : إِلَى الْجَنَّةِ قَالَ : ثُمَّ قَالَ : بِحُسْنِ الْيَقِينِ وَطُولِ التَّهَجُّدِ
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ، ثنا عَلِيُّ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ , عَنْ مُوسَى بْنِ عِيسَى , قَالَ : اجْتَمَعَ حُذَيْفَةُ الْمَرْعَشِي , وَسُلَيْمَانُ الْخَوَّاصُ , وَيُوسُفُ بْنُ أَسْبَاطٍ , فَتَذَاكَرُوا الْفَقْرَ وَالْغِنَى , وَسُلَيْمَانُ سَاكِتٌ فَقَالَ بَعْضُهُمُ : الْغَنِيُّ مَنْ كَانَ لَهُ بَيْتٌ يُكِنُّهُ , وَثَوْبٌ يَسْتُرُهُ , وَسَدَادٌ مِنْ عَيْشٍ يَكِفُّهُ عَنْ فُضُولِ الدُّنْيَا , وَقَالَ بَعْضُهُمُ : الْغَنِيُّ مَنْ لَمْ يَحْتَجْ إِلَى النَّاسِ , فَقِيلَ لِسُلَيْمَانَ مَا تَقُولُ أَنْتَ يَا أَبَا أَيُّوبَ ؟ فَبَكَى ثُمَّ قَالَ : رَأَيْتُ جَوَامِعَ الْغِنَى فِي التَّوَكُّلِ , وَرَأَيْتُ جَوَامِعَ الشَّرِّ مِنَ الْقُنُوطِ , وَالْغَنِيُّ حَقَّ الْغِنَى , مَنْ أَسْكَنَ اللَّهُ قَلْبَهُ مِنْ غِنَاهُ يَقِينًا , وَمِنْ مَعْرِفَتِهِ تَوَكُّلًا , وَمِنْ عَطَايَاهُ وَقَسْمِهِ رِضًى , فَذَاكَ الْغَنِيُّ حَقَّ الْغِنَى وَإِنْ أَمْسَى طَاوِيًا وَأَصْبَحَ مُعْوِزًا . فَبَكَى الْقَوْمُ جَمِيعًا مِنْ كَلَامِهِ
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ، ثنا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى , ثنا وَكِيعٌ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ طَارِقٍ , عَنْ سَالِمٍ : {{ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيكَ الْيَقِينُ }} قَالَ : الْمَوْتُ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ، قَالَ : وَقَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ : مِنْ ضَعْفِ الْيَقِينِ تَدْخُلُ الْآفَةُ عَلَى الْمُرِيدِينَ , وَبِقُوَّةِ الْيَقِينِ وَصِدْقِ الْمُطَالَبَةِ يَكُونُ الْجِدُّ وَالِاجْتِهَادُ , وَبِصِدْقِ الْخَوْفِ وَالْحَذَرِ تَسْلُو النَّفْسُ عَنِ الشَّهَوَاتِ
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ، قَالَ : كَتَبَ إِلَيَّ عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ , ثنا الْقَاسِمُ بْنُ يَزِيدَ , ثنا قَيْسُ بْنُ مُسْلِمٍ الْجَدَلِيُّ , قَالَ : كَانَ عَطَاءٌ الْخُرَاسَانِيُّ لَا يَقُومُ مِنْ مَجْلِسِهِ حَتَّى يَقُولَ : اللَّهُمَّ هَبْ لَنَا يَقِينًا بِكَ حَتَّى تَهُونَ عَلَيْنَا مُصِيبَاتُ الدُّنْيَا , وَحَتَّى نَعْلَمَ أَنَّهُ لَا يُصِيبُنَا إِلَّا مَا كُتِبَ لَنَا عَلَيْنَا , وَلَا يَأْتِينَا مِنْ هَذَا الرِّزْقِ إِلَّا مَا قَسَمْتَ بِهِ
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ، ثنا مَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ , عَنْ أَبِي سَيَّارٍ الْمَكِّيِّ , عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : الْكَرَمُ التَّقْوَى , وَالشَّرَفُ التَّوَاضُعُ , وَالْيَقِينُ الْغِنَى
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ , ثنا أَبُو أُسَامَةَ , وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ , عَنِ ابْنِ أَبِي خَالِدٍ , عَنْ زُبَيْدٍ , قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللَّهِ : إِنَّ الرَّوْحَ وَالْفَرَجَ فِي الْيَقِينِ وَالرِّضَا , وَإِنَّ الْغَمَّ وَالْحُزْنَ مِنَ الشَّكِّ وَالسُّخْطِ وَقَالَ يَعْلَى : الرَّوْحُ وَالْفَرَحُ
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ , ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ , قَالَ : قَالَ مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ : أُشْهِدُكُمْ أَنَّ يَقِينِي , شَبْكُورُ
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ، ثنا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ , ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ , عَنْ عَامِرِ بْنِ عُبَيْدَةَ , عَنْ رَجُلٍ , قَالَ : كُنْتُ أَسِيرُ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ , فَإِذَا خَلْفِي رَجُلٌ أَظُنُّهُ الْأَحْنَفُ , فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : اللَّهُمَّ هَبْ لِي يَقِينًا تُهَوِّنُ بِهِ عَلَيَّ مُصِيبَاتِ الدُّنْيَا
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ، ثنا أَبُو زَكَرِيَّا الْبَلْخِيُّ , ثنا مُبَشِّرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ , عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ , عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عُتْبَةَ , أَنَّ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ إِيمَانًا تُبَاشِرُ بِهِ قَلْبِي , وَيَقِينًا حَتَّى أَعْلَمَ أَنَّهُ لَا يَمْنَعُنِي رِزْقًا قَسَمْتَهُ لِي ، وَرِضًا مِنَ الْمَعِيشَةِ بِمَا قَسَمْتَ لِي
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَبَلَةَ , ثنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ , ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ , ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي هِلَالٍ , عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ : أَنَّ رَجُلًا أَصَابَهُ مَرَضٌ فَمَنَعَهُ مِنَ الطَّعَامِ وَالنَّوْمِ , فَبَيْنَا هُوَ لَيْلَةً سَاهِرٌ سَمِعَ وَجْبَةً فِي حُجْرَتِهِ , فَإِذَا هُوَ يَسْمَعُ كَلَامًا فَوَعَاهُ فَتَكلَّمَ بِهِ فَبَرَأَ مَكَانَهُ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَعْبُدُكَ وَلَكَ أُصَلِّي , فَاجْعَلِ الشِّفَاءَ مِنْ جَسَدِي , وَالْيَقِينَ فِي قَلْبِي وَالنُّورَ فِي بَصَرِي , وَالشُّكْرَ مِنْ صَدْرِي , وَذِكْرَكَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ فِي لِسَانِي , أَبَدًا مَا أَبْقَيْتَنِي , وَارْزُقْنِي مِنْكَ رِزْقًا غَيْرَ مَمْنُوعٍ وَلَا مَحْظُورٍ
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ، ثنا عَلِيُّ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ , عَنْ عِصْمَةَ بْنِ الْمُتَوَكِّلِ , ثنا زَافِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ , قَالَ قَالَ عَوْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ : قَالَ لُقْمَانُ الْحَكِيمُ لِابْنِهِ : الْإِيمَانُ سَبْعُ حَقَائِقَ , وَلِكُلِّ حَقِيقَةٍ مِنْهَا حَقِيقَةٌ , الْيَقِينُ , وَالْمَخَافَةُ , وَالْمَعْرِفَةُ , وَالْهُدَى , وَالْعَمَلُ , وَالتَّفَكُّرُ , وَالْوَرَعُ , فَحَقِيقَةُ الْيَقِينِ الصَّبْرُ , وَحَقِيقَةُ الْمَخَافَةِ الطَّاعَةُ , وَحَقِيقَةُ الْمَعْرِفَةِ الْإِيمَانُ وَحَقِيقَةُ الْهُدَى الْبُصَيْرَةُ , وَحَقِيقَةُ الْعَمَلِ النِّيَّةُ وَحَقِيقَةُ التَّفَكُّرِ الْفِطْنَةُ , وَحَقِيقَةُ الْوَرَعِ الْعَفَافُ
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ، ثنا الْقَاسِمُ بْنُ هَاشِمٍ , ثنا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسَ , ثنا شِهَابُ بْنُ خِرَاشٍ , ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَاشِدٍ , عَنْ عَوْنِ بْنِ خَالِدٍ , : قَالَ : وَجَدْتُ فِي بَعْضِ الْكُتُبِ : إِنَّ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ رَكَعَ إِلَى جَانِبِ الرُّكْنِ الْيَمَانِيِّ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ قَالَ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ إِيمَانًا تُبَاشِرُ بِهِ قَلْبِي , وَيَقِينًا صَادِقًا حَتَّى أَعْلَمَ أَنَّهُ لَنْ يُصِيبَنِي إِلَّا مَا كَتَبْتَ لِي , وَرَضِّنِي بِمَا قَسَمْتَ لِي , فَأَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَيْهِ : يَا آدَمُ إِنَّهُ حَقٌّ عَلَيَّ أَنْ لَا يَلْزَمَ أَحَدٌ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ هَذَا الدُّعَاءَ إِلَّا أَعْطَيْتُهُ مَا يُحِبُّ وَنَجَّيْتُهُ مِمَّا يَكْرَهُ , وَنَزَعْتُ أَمَلَ الدُّنْيَا وَالْفَقْرَ مِنْ بَيْنِ عَيْنَيْهِ وَمَلَأْتُ جَوْفَهُ حِكْمَةً
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ، ثنا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْيَشْكُرِيُّ , ثنا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْجَبَلِيُّ , ثنا حَفْصُ بْنُ سُلَيْمَانَ أَبُو مُقَاتِلٍ , عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي شَدَّادٍ , عَنِ الْحَسَنِ قَالَ : قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا : يَا بُنَيَّ الْعَمَلُ لَا يُسْتَطَاعُ إِلَّا بِالْيَقِينِ , وَمَنْ يَضْعُفْ يَقِينُهُ يَضْعُفْ عَمَلُهُ , قَالَ : وَقَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ : يَا بُنَيَّ : إِذَا جَاءَكَ الشَّيْطَانُ مِنْ قِبَلِ الشَّكِّ وَالرِّيبَةِ فَاغْلِبْهُ بِالْيَقِينِ وَالصِّحَّةِ , وَإِذَا جَاءَكَ مِنْ قِبَلِ الْكَسَلِ وَ السَّآمَةِ فَاغْلِبْهُ بِذِكْرِ الْقَبْرِ وَالضَّمَّةِ , وَإِذَا جَاءَ مِنْ قِبَلِ الرَّغْبَةِ وَالرَّهْبَةِ فَأَخْبِرْهُ أَنَّ الدُّنْيَا مُقَارَفَةٌ وَمَتْرُوكَةٌ
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ، ثنا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَمَّالُ , ثنا سَيَّارٌ , ثنا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ , عَنْ يُونُسَ , قثني مَنْ , سَمِعَ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ , يَقُولُ : كَفَى بِالْمَوْتِ وَاعِظًا , وَكَفَى بِالْيَقِينِ غِنًى , وَكَفَى بِالْعِبَادَةِ شُغْلًا
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ , ثنا سُفْيَانُ , عَنْ أَبِي هَارُونَ الْمَدِينِيِّ , قَالَ : قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ : الْيَقِينُ أَنْ لَا تُرْضِيَ النَّاسَ بِسَخَطِ اللَّهِ , وَلَا تَحْمَدَ أَحَدًا عَلَى رِزْقِ اللَّهِ , وَلَا تَلُمْ أَحَدًا عَلَى مَا لَمْ يُؤْتِكَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ , فَإِنَّ الرِّزْقَ لَا يَسُوقُهُ حِرْصُ حَرِيصٍ , وَلَا يَرُدُّهُ كَرَاهِيَةُ كَارِهٍ , فَإِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى بِقِسْطِهِ وَعِلْمِهِ وَحِلْمِهِ جَعَلَ الرَّوْحَ وَالْفَرَجَ فِي الْيَقِينِ وَالرِّضَا , وَجَعَلَ الْهَمَّ وَالْحَزَنَ فِي الشَّكِّ وَالسُّخْطِ
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ، ثَنَّى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ , عَنِ الْحَكَمِ بْنِ ظُهَيْرٍ , عَنْ يَحْيَى بْنِ الْمُخْتَارِ , عَنِ الْحَسَنِ , قَالَ : مِنْ عَلَامَاتِ الْمُسْلِمِ قُوَّةٌ فِي دِينٍ , وَحَزْمٌ فِي لِينٍ , وَإِيمَانٌ فِي يَقِينٍ , وَحِلْمٌ فِي عِلْمٍ , وَكَيْسٌ فِي رِفْقٍ , وَإِعْطَاءٌ فِي حَقٍّ , وَقَصْدٌ فِي غِنًى , وَتَجَمُّلٌ فِي فَاقَةٍ , وَإِحْسَانٌ فِي قُدْرَةٍ , وَطَاعَةٌ مَعَهَا نَصِيحَةٌ , وَتَوَرُّعٌ فِي رَغْبَةٍ , وَتَعَفُّفٌ فِي جَهْدٍ , وَصَبْرٌ فِي شِدَّةٍ , لَا تُرْدِيهِ رَغْبَتُهُ , وَلَا يَبْدُرُهُ لِسَانُهُ , وَلَا يَسْبِقُهُ بَصَرُهُ , وَلَا يَغْلِبُهُ فَرْجُهُ , وَلَا يَمِيلُ هَوَاهُ , وَلَا يَفْضَحُهُ بَطْنُهُ , وَلَا يَسْتَخِفُّهُ حِرْصُهُ , وَلَا تَقْصُرُ بِهِ نِيَّتُهُ
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ، قثني أَبِي رَحِمَهُ اللَّهُ , أَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ الْقُرَشِيُّ , عَنْ سُفْيَانَ , عَنْ زِيَادِ بْنِ الْمُضَفِّرِ , قَالَ : سَمِعْتُ الْحَسَنَ , يَقُولُ : يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّ مِنْ ضَعْفِ يَقِينِكَ أَنْ تَكُونَ بِمَا فِي يَدِكَ أَوْثَقَ مِنْكَ بِمَا فِي يَدِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ، ثنا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ , عَنْ سِنَانِ بْنِ هَارُونَ , ثنا عَمْرُو بْنُ قَيْسٍ , قَالَ : كَانَ رَجُلٌ مِنَ التَّابِعِينَ خِيَارًا يُقَالُ لَهُ زَيْدٌ الْأَعْسَمُ وَقَعَتْ عَلَيْهِ صُرَّةٌ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فَنَظَرَ فَإِذَا فِيهَا : اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ يَقِينَ الصَّادِقِينَ , وَصِدْقَ الْمُوقِنِينَ , وَعَمَلَ الطَّائِعِينَ , وَخَوْفَ الْعَامِلِينَ , وَعِبَادَةَ الْخَاشِعِينَ , وَخُشُوعَ الْعَابِدِينَ , وَإِنَابَةَ الْمُخْبِتِينَ , وَإِخْبَاتَ الْمُنِيبِينَ , وَإِلْحَاقًا بِرَحْمَتِكَ بِالْأَحْيَاءِ الْمَرْزُوقِينَ
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ، ثنا أَبُو يَعْقُوبَ التَّمِيمِيُّ , ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَزْيَدٍ , أَخْبَرَنِي أَبِي قَالَ : حَدَّثَنِي الضَّحَّاكُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي حَوْشَبٍ الْبَصْرِيُّ , قَالَ : سَمِعْتُ بِلَالَ بْنَ سَعْدٍ , يَقُولُ فِي مَوْعِظَتِهِ : عِبَادَ الرَّحْمَنِ اعْلَمُوا أَنَّكُمْ تَعْمَلُونَ فِي أَيَّامٍ قِصَارٍ لِأَيَّامٍ طُوَالٍ , فِي دَارِ زَوَالٍ لِدَارِ مُقَامٍ , وَدَارِ حُزْنٍ وَنَصَبٍ لِدَارِ نَعِيمٍ وَخُلْدٍ , وَمَنْ لَمْ يَعْمَلْ مِنَ الْيَقِينِ فَلَا يَتَعَنَّ
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ، قثني أَبُو يَعْقُوبَ التَّمِيمِيُّ , ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ , عَنْ أَبِيهِ , ثنا الْأَوْزَاعِيُّ , قَالَ رُبَّمَا سَمِعْتُ بِلَالَ بْنَ سَعْدٍ , يَقُولُ : كَأَنَّا قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ وَكَأَنَّا قَوْمٌ لَا يُوقِنُونَ
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ، ثنا أَبُو يَعْقُوبَ , ثنا الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ , قثني أَبِي , قثني الضَّحَّاكُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي حَوْشَبٍ قَالَ : سَمِعْتُ بِلَالَ بْنَ سَعْدٍ , يَقُولُ : عِبَادَ الرَّحْمَنِ , أَمَّا مَا وَكَّلَكُمُ اللَّهُ بِهِ فَتُضِيعُونَهُ , وَأَمَّا مَا تَكَفَّلَ لَكُمْ بِهِ فَتَطْلُبُونَهُ , مَا هَكَذَا نَعَتَ اللَّهُ عِبَادَهُ الْمُوقِنِينَ , أَذَوُوا عُقُولٍ فِي طَلَبِ الدُّنْيَا وَبُلْهٌ عَمَّا خُلِقْتُمْ لَهُ ؟ , فَكَمَا تَرْجُونَ رَحْمَةَ اللَّهِ بِمَا تُؤَدُّونَ مِنْ طَاعَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ , فَكَذَلِكَ اشْفُقُوا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ بِمَا تَنْتَهِكُونَ مِنْ مَعَاصِي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ، ثنا أَبِي , ثنا الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الْحَوَارِيِّ , ثَنَّى أَبُو سُلَيْمَانَ , عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ زَيْدٍ , قَالَ : مَرَرْتُ بِرَاهِبٍ فِي صَوْمَعَتِهِ فَقُلْتُ لِأَصْحَابِي : قِفُوا حَتَّى أُكَلِّمَهُ فَدَنَوْتُ مِنْهُ فَقَالَ لِي : يَا عَبْدَ الْوَاحِدِ إِنْ أَحْبَبْتَ أَنْ تَعْلَمَ عِلْمَ الْيَقِينِ فَاجْعَلْ بَيْنَكَ وَبَيْنَ شَهَوَاتِ الدُّنْيَا حَائِطًا مِنْ حَدِيدٍ
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ، ثني مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ , ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْأَشْعَثَ , عَنْ فُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ , قَالَ : قِيلَ لِعِيسَى : بِأَيِّ شَيْءٍ تَمْشِي عَلَى الْمَاءِ ؟ قَالَ : بِالْإِيمَانِ وَالْيَقِينِ , قَالُوا : فَإِنْ آمَنَّا كَمَا آمَنْت وَأَيْقَنَّا كَمَا أَيْقَنْتَ , قَالَ : فَامْشُوا إِذًا , قَالَ : فَمَشُوا مَعَهُ فَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ فَغَرِقُوا , قَالَ لَهُمْ عِيسَى : مَا لَكُمْ ؟ , قَالُوا : خِفْنَا الْمَوْجَ , قَالَ : أَلَا خِفْتُمْ رَبَّ الْمَوْجِ , قَالَ : فَأَخْرَجَهُمْ ثُمَّ ضَرَبَ بِيَدَيْهِ إِلَى الْأَرْضِ فَقُبِضَ بِهِمَا ثُمَّ بَسَطَهُمَا فَإِذَا مِنْ إِحْدَى يَدَيْهِ ذَهَبٌ وَمِنَ الْأُخْرَى مَدَدٌ أَوْ حَصًا فَقَالَ : أَيُّهُمَا أَحْلَا فِي قُلُوبِكُمْ ؟ قَالُوا : هَذَا الذَّهَبُ قَالَ : فَإِنَّهُمَا عِنْدِي سَوَاءٌ
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادِ بْنِ مُوسَى , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مِسْعَرٍ الْيَرْبُوعِيِّ , قَالَ : قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لِلْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : كَمْ بَيْنَ الْإِيمَانِ وَالْيَقِينِ ؟ قَالَ : أَرْبَعُ أَصَابِعٍ . قَالَ : بَيِّنْ , قَالَ : الْيَقِينُ مَا رَأَتْهُ عَيْنُكَ , وَالْإِيمَانُ مَا سَمِعَتْهُ أُذُنُكَ وَصَدَّقَتْ بِهِ , فَقَالَ : أَشْهَدُ أَنَّكَ مِمَّنْ أَنْتَ مِنْهُ ذُرِّيَّةٌ بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ، قثني الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ , ثنا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ يَحْيَى الْأَزْدِيُّ , ثنا ضَمْرَةُ , عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ , قَالَ : قَالَ الْحَسَنُ : مَا رَأَيْتُ يَقِينًا لَا شَكَّ فِيهِ أَشْبَهَ مِنْ شَكٍّ لَا يَقِينَ فِيهِ مِنْ أَمْرِنَا هَذَا
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ، ثني عَلِيُّ بْنُ مُسْلِمٍ , ثنا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ , ثني أَبِي قَالَ : أَنْشَدَنِي إِسْحَاقُ بْنُ سُوَيْدٍ قَالَ : كَانَ رَجُلٌ يُكْثِرُ الدُّعَاءَ هَاهُنَا يَعْنِي قَالَ : قُلْتُ : إِنِّي وَمَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ الطِّبَاقَ وَمَنْ بَرَانِي أَدْعُو وَمَا تُحَرَّكَ يَدَايَ إِذَا دَعَوْتُ لَا يَنْسَانِي إِلَّا بِقَلْبٍ مُوقِنٍ إِنَّ الَّذِي أَدْعُو يَرَانِـي فَيَرَى وَيَسْمَعُ مَا أَقُولُ فَإِنْ وَثِقْتُ بِهِ كَفَانِي