حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ ، ثني مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ ، ثني رَاشِدُ بْنُ سَعِيدٍ ، ثني مُعَلَّى بْنُ عِيسَى ، نا مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ ، قَالَ : رَأَيْتُ الْحَسَنَ فِي مَنَامِي مُشْرِقَ اللَّوْنِ شَدِيدَ بَيَاضِ الْوَجْهِ , تَبْرُقُ مَجَارِيَ دُمُوعِهِ مِنْ شِدَّةِ بَيَاضِهَا عَلَى سَائِرِ وَجْهِهِ , قَالَ : فَقُلْتُ : يَا أَبَا سَعِيدٍ أَلَسْتَ عِنْدَنَا مِنَ الْمَوْتَى ؟ قَالَ : بَلَى , قَالَ : قُلْتُ : فَمَاذَا صِرْتَ إِلَيْهِ بَعْدَ الْمَوْتِ فِي الْآخِرَةِ , فَوَاللَّهِ لَقَدْ طَالَ حَزَنُكَ وَبُكَاؤُكَ أَيَّامَ الدُّنْيَا , قَالَ : فَقَالَ مُبْتَسِمًا : رَفَعَ اللَّهُ لَنَا ذَلِكَ الْحَزَنَ وَالْبُكَاءَ , عَلِمَ الْهِدَايَةَ إِلَى طَرِيقِ مَنَازِلِ الْأَبْرَارِ , فَحَلَلْنَا بِثَوَابِهِ مَنَازِلَ الْمُتَّقِينَ , وَأَيْمُ اللَّهِ إِنَّ ذَلِكَ الْأَمْرَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْنَا , قَالَ : فَقُلْتُ : فَمَاذَا تَأْمُرُنِي بِهِ يَا أَبَا سَعِيدٍ ؟ قَالَ : مَا آمُرُكَ بِهِ : أَطْوَلُ النَّاسِ حَزَنًا فِي الدُّنْيَا أَطْوَلُهُمْ فَرَحًا فِي الْآخِرَةِ
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ ، نا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقُرَشِيُّ ، وَغَيْرُهُ ، قَالُوا : نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُحَارِبِيُّ ، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ دِينَارٍ ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ ، وَكَانَ صَدِيقًا لِمُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ , فَلَمَّا مَاتَ مُحَمَّدٌ حَزِنَ عَلَيْهِ حَتَّى جَعَلَ يُعَادُ كَمَا يُعَادُ الْمَرِيضُ , قَالَ : فَحَدَّثَ بَعْدَ ذَلِكَ فَقَالَ : رَأَيْتُ أَخِيَ فِي الْمَنَامِ فِي حَالِ كَذَا وَكَذَا , فَقُلْتُ : أَخِي قَدْ أَرَاكَ فِي حَالٍ يَسُرُّنِي , فَمَا صَنَعَ الْحَسَنُ ؟ قَالَ : رُفِعَ فَوْقِي بِسَبْعِينَ دَرَجَةٍ , قُلْتُ : وَلِمَ ذَاكَ وَقَدْ كُنَّا نَرَى أَنَّكَ أَفْضَلُ مِنْهُ , قَالَ : ذَاكَ بِطُولِ حَزَنِهِ