حديث رقم: 100

حَدَّثَنِي سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ عَاصِمٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ غَالِبٍ ، عَنْ عَامِرِ بْنِ يَسَافٍ ، سَمِعْتُ الْمُعَلَّى بْنِ زِيَادٍ ، يَقُولُ : كَانَ عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَدْ فَرَضَ عَلَى نَفْسِهِ كُلَّ يَوْمٍ أَلْفَ رَكْعَةٍ وَكَانَ إِذَا صَلَّى الْعَصْرَ جَلَسَ وَقَدِ انْتَفَخَتْ سَاقَاهُ مِنْ طُولِ الْقِيَامِ فَيَقُولُ : يَا نَفْسِي بِهَذَا أُمِرْتِ وَلِهَذَا خُلِقْتِ يُوشِكُ أَنْ تَذْهَبَ الْغَيَابِقُ وَكَانَ يَقُولُ لِنَفْسِهِ : قَوْمِي يَا مَأْوَى كُلِّ سُوءٍ فَوَعِزَّةِ رَبِّي لَأَزْحَفَنَّ بِكِ زَحَفَ الْبَعِيرِ وَإِنِ اسْتَطَعْتُ أَنْ لَا يَمَسَّ الْأَرْضَ مِنْ رُهْمِكِ لَأَفْعَلَنَّ ثُمَّ يَتَلَوَّى كَمَا يَتَلَوَّى الْحَبُّ عَلَى الْمِقْلَى ثُمَّ يَقُومُ فَيُنَادِي : اللَّهُمَّ إِنَّ النَّارَ قَدْ مَنَعْتَنِي مِنَ النَّوْمِ فَاغْفِرْ لِي

حديث رقم: 101

حَدَّثَنِي نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ ، أنا نُوحُ بْنُ قَيْسٍ ، عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي شَدَّادٍ ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ غَالِبٍ ، كَانَ يُصَلِّي الضُّحَى مِائَةَ رَكْعَةٍ وَيَقُولُ : لِهَذَا خُلِقْنَا وَبِهَذَا أُمِرْنَا وَيُوشِكُ أَوْلِيَاءُ اللَّهِ أَنْ يُكْفَوْا وَيُحْمَدُوا

حديث رقم: 102

أَخْبَرَنِي سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنِي سَلْمُ بْنُ عُبَيْدَةَ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ ، قَالَ : كَانَ الْأَسْوَدُ بْنُ يَزِيدَ يَجْتَهِدُ فِي الْعِبَادَةِ وَيَصُومُ حَتَّى يَخْضَرَّ جَسَدُهُ وَيَصْفَرَّ وَكَانَ عَلْقَمَةُ يَقُولُ لَهُ : لِمَ تُعَذِّبُ هَذَا الْجَسَدَ ؟ فَكَانَ الْأَسْوَدُ يَقُولُ : إِنَّ الْأَمْرَ جِدٌّ فَجِدُّوا وَقَالَ غَيْرُهُ : قَالَ : كَرَامَةَ هَذَا الْجَسَدِ أُرِيدُ

حديث رقم: 103

حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ عَاصِمٍ ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ مَيْمُونٍ الْخَوَّاصِ ، سَمِعْتُ عُثْمَانَ بْنَ زَائِدَةَ ، يَقُولُ : كَانَ كُرْزٌ الْجُرْجَانِيُّ يَجْتَهِدُ فِي الْعِبَادَةِ فَقِيلَ لَهُ فَقَالَ : كَمْ بَلَغَكُمْ مِقْدَارُ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ؟ قَالَ : خَمْسُونَ أَلْفَ سَنَةٍ قَالَ : فَكَمْ بَلَغَكُمْ عُمَرُ الدُّنْيَا ؟ قَالَ : سَبْعَةُ آلَافِ سَنَةٍ قَالَ : فَيَعْجَزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَعْمَلَ سَبْعًا حَتَّى يَأْمَنَ ذَلِكَ الْيَوْمَ ؟

حديث رقم: 104

حَدَّثَنِي أَبُو حَفْصٍ الصَّيْرَفِيُّ ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ ، سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ النَّضْرِ الْحَارِثِيَّ ، فَحَاكَ فِي نَفْسِي مِنْهُ شَيْءٌ فَحَدَّثَنِي مُفَضَّلُ بْنُ يُونُسَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الزُّفَرِ قَالَ : ذُكِرَ رَجُلٌ عِنْدَ الرَّبِيعِ بْنِ خَيْثَمٍ فَقَالَ : مَا أَنَا عَنْ نَفْسِي بِرَاضٍ فَأَنْفَرِغُ مِنْهَا إِلَى ذَمِّ غَيْرِهَا إِنَّ الْعِبَادَ خَافُوا اللَّهَ عَلَى ذُنُوبِ غَيْرِهِمْ وَأَمِنُوهُ عَلَى ذُنُوبِ أَنْفُسِهِمْ

حديث رقم: 105

حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ ، عَنْ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي خَالِدٍ ، قَالَ : قَالَ رَجُلٌ : تَعَبَدْتُ بِبَيْتِ شِعْرٍ سَمِعْتُهُ : لِنَفْسِي أَبْكِي لَسْتُ أَبْكِي لِغَيْرِهَا لِنَفْسِي فِي نَفْسِي عَنِ النَّاسِ شَاغِلُ

حديث رقم: 106

حَدَّثَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ الْعَبْدِيُّ ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيِّ ، حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي شُمَيْلَةَ ، قَالَ : دَخَلَ رَجُلٌ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ مِمَّنْ كَانَ يُوصَفُ بِالْعَقْلِ وَالْأَدَبِ فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ : تَكَلَّمْ قَالَ : بِمَ أَتَكَلَّمُ وَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّ كُلَّ كَلَامٍ يَتَكَلَّمُ بِهِ الْمُتَكَلِّمُ عَلَيْهِ وَبَالٌ إِلَّا مَا كَانَ لِلَّهِ ؟ فَبَكَى عَبْدُ الْمَلِكِ ثُمَّ قَالَ : يَرْحَمُكَ اللَّهُ لَمْ يَزَلِ النَّاسُ يَتَوَاعَظُونَ وَيَتَوَاصَوْنَ ، قَالَ الرَّجُلُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، إِنَّ لِلنَّاسِ فِي الْقِيَامَةِ جَوْلَةً لَا يَنْجُو مِنْ غُصَصِ مَرَارَتِهَا وَمُعَايَنَةِ الرَّدَى فِيهَا إِلَّا مَنْ أَرْضَى اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ بِسَخَطِ نَفْسِهِ قَالَ : فَبَكَى عَبْدُ الْمَلِكِ ثُمَّ قَالَ : لَا جَرَمَ لَأَجْعَلَنَّ هَذِهِ الْكَلِمَاتِ مِثَالًا نُصْبَ عَيْنَيَّ مَا عِشْتُ أَبَدًا

حديث رقم: 107

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا ، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ ، عَنْ مَعْمَرِ عَنْ يَحْيَى بْنِ الْمُخْتَارِ ، عَنِ الْحَسَنِ ، قَالَ : إِنَّ الْمُؤْمِنَ أَسِيرٌ فِي الدُّنْيَا يَسْعَى فِي فِكَاكِ رَقَبَتِهِ لَا يَأْمَنُ شَيْئًا حَتَّى يَلْقَى اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى

حديث رقم: 108

حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقُرَشِيُّ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُحَارِبِيِّ ، عَنْ مُوسَى الْجُهَنِيِّ ، قَالَ : قَالَ عَوْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، وَيَحْيَى : كَيْفَ لَا أَفْتِكُ نَفْسِي مِنْ قَبْلِ أَنْ يُعَلَّقَ بِي رَهْنِي

حديث رقم: 109

حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ ، حَدَّثَنِي رُسْتُمُ بْنُ أُسَامَةَ ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ رُسْتُمَ الْخَيَّاطُ ، جَلِيسٌ لِأَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ ، قَالَ : قَالَ لِي رَجُلٌ مَرَّةً وَأَنَا شَابٌّ : خَلِّصْ رَقَبَتَكَ مَا اسْتَطَعْتَ فِي الدُّنْيَا مِنْ رِقِّ الْآخِرَةِ فَإِنَّ أَسِيرَ الْآخِرَةِ غَيْرُ مَفْكُوكٍ أَبَدًا قَالَ أَبُو بَكْرٍ : فَمَا نَسِيتُهَا بَعْدُ

حديث رقم: 110

حَدَّثَنِي سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ عُبَيْدٍ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ ، قَالَ : قِيلَ لِمَسْرُوقٍ : لَوْ أَنَّكَ قَصَرْتَ عَنْ بَعْضِ مَا تَصْنَعُ ، أَيْ مِنَ الْعِبَادَةِ قَالَ : وَاللَّهِ لَوْ أَتَانِي آتٍ مِنْ رَبِّي فَأَخْبَرَنِي أَنَّ اللَّهَ لَا يُعَذِّبُنِي لَاجْتَهَدْتُ فِي الْعِبَادَةِ قِيلَ : وَكَيْفَ ذَاكَ ؟ قَالَ : حَتَّى تَعْذُرَنِي نَفْسِي إِنْ دَخَلْتُ جَهَنَّمَ لَا أَلُومُهَا أَمَا بَلَغَكَ فِي قَوْلِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى {{ وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ }} إِنَّمَا لَامُوا أَنْفُسَهُمْ حَتَّى صَارُوا إِلَى جَهَنَّمَ وَاعْتَنَقَتْهُمُ الزَّبَانِيَةُ وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ وَانْقَطَعَتْ عَنْهُمُ الْأَمَانِيُّ وَرُفِعَتْ عَنْهُمُ الرَّحْمَةُ وَأَقْبَلَ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَلُومُ نَفْسَهُ

حديث رقم: 111

حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ زُهَيْرٍ الضَّبِّيُّ ، ثنا فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ ، عَنْ أَسْلَمَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ ، عَنْ أَبِي حُرَّةَ ، قَالَ : دَخَلْنَا عَلَى بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ نَعُودُهُ فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ : عَبْدٌ رَزَقَهُ اللَّهُ قُوَّةً فَأَعْمَلَ نَفْسَهُ فِي طَاعَةِ اللَّهِ أَوْ قَصُرَ بِهِ ضَعْفٌ فَلَمْ يُعْمِلْهَا فِي مَعَاصِي اللَّهِ قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ : ثُمَّ لَقِيتُ أَسْلَمَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ فَحَدَّثْنَاهُ عَنْ أَبِي حُرَّةَ *

حديث رقم: 112

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ ، ثنا عَفَّانُ ، ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، ثنا يَزِيدُ الْأَعْرَجُ الشَّنِّيُّ ، أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِمُوَرِّقٍ الْعِجْلِيِّ : يَا أَبَا الْمُعْتَمِرِ أَشْكُو إِلَيْكَ نَفْسِي إِنِّي لَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أُصَلِّيَ وَلَا أَصُومَ قَالَ : بِئْسَ مَا تُثْنِي عَلَى نَفْسِكَ أَمَّا إِذْ ضَعُفْتَ عَنِ الْخَيْرِ فَاضْعُفْ عَنِ الشَّرِّ فَإِنِّي أَفْرَحُ بِالنَّوْمَةِ أَنَامُهَا

حديث رقم: 113

حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ الْمَكِّيُّ ، ثنا مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، ثنا عُمَارَةُ بْنُ زَاذَانَ ، أَنَّ مَالِكَ بْنَ دِينَارٍ لَمَّا حَضَرَهُ الْمَوْتُ قَالَ : لَوْلَا أَنِّي أَكْرَهُ أَنْ أَصْنَعَ شَيْئًا لَمْ يَصْنَعْهُ أَحَدٌ كَانَ قَبْلِي لَأَوْصَيْتُ أَهْلِي إِذَا أَنَا مُتُّ أَنْ تُقَيِّدُونِي وَأَنْ تَجْمَعُوا يَدَيَّ إِلَى عُنُقِي فَيُنْطَلَقَ بِي عَلَى تِلْكِ الْحَالِ حَتَّى أُدْفَنَ كَمَا يُصْنَعُ بِالْعَبْدِ الْآبِقِ وَقَالَ غَيْرُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ : فَإِذَا سَأَلَنِي رَبِّي قُلْتُ : أَيْ رَبِّ لَمْ أُرْضِ لَكَ نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ قَطُّ

حديث رقم: 114

حَدَّثَنِي سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ ، عَنْ سُهَيْلِ بْنِ عَاصِمٍ ، عَنْ أَبِي رَبِيعَةَ ، قَالَ : قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ : أَفْضَلُ الْأَعْمَالِ مَا أُكْرِهَتْ عَلَيْهِ النُّفُوسُ

حديث رقم: 115

حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْوَضَّاحِ ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ كُلَيْبٍ ، قَالَ : كَتَبَ رَجُلٌ إِلَى أَخٍ لَهُ : أَمَّا بَعْدُ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَدَعَ مِمَّا أَحَلَّ اللَّهُ مَا يَكُونُ حَاجِزًا بَيْنَكَ وَبَيْنَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْكَ فَإِنَّ مَنِ اسْتَوْعَبَ الْحَلَالَ كُلَّهُ تَاقَتْ نَفْسُهُ إِلَى الْحَرَامِ

حديث رقم: 116

حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَرَّانِيُّ ، سَمِعْتُ زُهَيْرًا ، يَقُولُ : سَمِعْتُ أَبَا شَيْبَةَ الزُّبَيْدِيَّ ، يَقُولُ : خِفْتُ نَفْسِي وَرَجَوْتُ رَبِّي وَأَنَا أُحِبُّ أَنْ أُفَارِقَ مَا أَخَافُ إِلَى مَا أَرْجُو

حديث رقم: 117

حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ صَغِيرٍ ، قَالَ : قَالَ يَزِيدُ الرَّقَاشِيُّ : ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ رَقِيقٌ عَلَى النَّاسِ غَلِيظٌ بَعْضُكَ عَلَى بَعْضٍ لَوْ نُعِيَ إِلَيْكَ بَعْضُ أَهْلِكَ بَكَيْتَ وَأَنْتَ كُلَّ يَوْمٍ تُنْعَى إِلَيْكَ نَفْسُكَ لَا تَبْكِيهَا وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ يَعْنِي ابْنَ أَبِي الدُّنْيَا : أَنشْدَهُ مُحَمَّدٌ الْوَرَّاقُ وَفِي مِثْلِ ذَلِكَ يَقُولُ الشَّاعِرُ : فَيَبْكِي عَلَى مَيِّتٍ وَيَغْفِلُ نَفْسَهُ كَأَنَّ بِكَفَّيْهِ أَمَانًا مِنَ الرَّدَى وَمَا الْمَيِّتُ الْمَقْبُورُ فِي صَدْرِ يَوْمِهِ أَحَقَّ بِأَنْ يَبْكِيَهُ مِنْ مَيِّتٍ غَدَا

حديث رقم: 118

حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ صَخْرٍ الدَّارِمِيُّ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : قِيلَ لِرَجُلٍ : صِفْ لَنَا الْأَحْنَفَ بْنَ قَيْسٍ : قَالَ : مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَعْظَمَ سُلْطَانًا عَلَى نَفْسِهِ مِنْهُ

حديث رقم: 119

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ ، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ عُقْبَةَ ، قَالَ : كَانَ يُخْبَزُ لِدَاوُدَ الطَّائِيِّ سِتُّونَ رَغِيفًا يُعَلِّقُهَا بِشَرِيطٍ يُفْطِرُ بِهِ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ عَلَى رَغِيفَيْنِ بِمِلْحٍ وَمَاءٍ فَأَخَذَ لَيْلَةً فِطْرَهُ فَجَعَلَ يَنْظُرُ إِلَيْهِ قَالَ : وَمَوْلَاةٌ لَهُ سَوْدَاءُ تَنْظُرُ إِلَيْهِ فَقَامَتْ فَجَاءَتْ بِشَيْءٍ مِنْ تَمْرٍ عَلَى طَبَقٍ فَأَفْطَرَ وَأَصْبَحَ صَائِمًا فَلَمَّا أَنْ جَاءَ وَقْتُ الْإِفْطَارِ أَخَذَ رَغِيفَهُ وَمِلْحًا وَمَاءً ، قَالَ الْوَلِيدُ بْنُ عُقْبَةَ : حَدَّثَنِي حَارِثَةُ قَالَ : جَعَلْتُ أَسْمَعُهُ يُعَاتِبُ نَفْسَهُ يَقُولُ : اشْتَهَيْتِ الْبَارِحَةَ تَمْرًا فَأَطْعَمْتُكِ وَاشْتَهَيْتِ اللَّيْلَةَ تَمْرًا لَا ذَاقَ دَاوُدُ تَمْرًا مَا دَامَ فِي دَارِ الدُّنْيَا

حديث رقم: 120

حَدَّثَنِي شَيْخٌ ، فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ يُكَنَّى أَبَا مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنِي بَشِيرٌ الْجَزَرِيُّ ، عَنْ أَبِي الْحَجَّاجِ الْمَهْدِيِّ ، قَالَ : مَنْ جَعَلَ شَهْوَتَهُ تَحْتَ قَدَمَيْهِ فَرِقَ الشَّيْطَانُ مِنْ ظِلِّهِ

حديث رقم: 121

حَدَّثَنِي سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ عَوْفٍ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سُلَيْمَانَ ، عَنْ هِشَامٍ ، قَالَ : قَالَ الْحَسَنُ : لَوْلَا الْبَلَاءُ مَا كَانَ فِي أَيَّامٍ قَلَائِلَ مَا يُهْلِكُ الرَّجُلُ نَفْسَهُ

حديث رقم: 122

حَدَّثَنِي سَلَمَةُ ، عَنْ خُلَيْدٍ الْخُرَاسَانِيِّ ، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ ، عَنْ حُسَيْنٍ الْمُعَلِّمِ ، عَنْ قَتَادَةَ ، قَالَ : لَمْ يُرَ أَعْطَى مِنْ نَفْسٍ إِذَا عُوِّدَتْ وَلَا أَضْعَفَ مِنْهَا إِذَا لَمْ تُعَوَّدْ

حديث رقم: 123

حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ ، عَنْ زُهَيْرِ بْنِ عَبَّادٍ ، حَدَّثَنِي أَبُو كَثِيرٍ الْبَصْرِيُّ ، قَالَ : قَالَتْ أُمُّ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ لِابْنِهَا مُحَمَّدٍ : يَا بُنَيَّ ، لَوْلَا أَنِّي أَعْرِفُكَ صَغِيرًا طَيِّبًا وَكَبِيرًا طَيِّبًا لَظَنَنْتُ أَنَّكَ أَحْدَثْتَ ذَنْبًا مَوْبِقًا لِمَا أَرَاكَ تَصْنَعُ بِنَفْسِكَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ قَالَ : يَا أُمَّاهُ وَمَا يُؤَمِّنُنِي أَنْ يَكُونَ اللَّهُ قَدِ اطَّلَعَ عَلَيَّ وَأَنَا فِي بَعْضِ ذُنُوبِي فَمَقَتَنِي ؟ وَقَالَ : اذْهَبْ لَا أَغْفِرُ لَكَ مَعَ أَنَّ عَجَائِبَ الْقُرْآنِ تَرُدُّنِي عَلَى أُمُورٍ حَتَّى إِنَّهُ لَيَنْقَضِي اللَّيْلُ وَلَمْ أَفْرَغْ مِنْ حَاجَتِي

حديث رقم: 124

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ ، عَنْ رَقَبَةَ بْنِ مَصْقَلَةَ ، قَالَ : لَمَّا نَزَلَ بِالْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْمَوْتُ قَالَ : أَخْرِجُوا فِرَاشِي إِلَى صَحْنِ الدَّارِ فَأُخْرِجَ فَقَالَ لَهُمْ : إِنِّي أَحْتَسِبُ نَفْسِي عِنْدَكَ فَإِنِّي لَمْ أُصَبْ بِمِثْلِهَا

حديث رقم: 125

حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ ، ثنا صَالِحٌ الْمُزَنِيُّ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ ، قَالَ : لَمَّا حَضَرَتِ الْحَسَنَ الْوَفَاةُ جَعَلَ يَسْتَرْجِعُ فَأَكَبَّ عَلَيْهِ ابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ فَقَالَ : يَا أَبَتِ ، هَلْ رَأَيْتُ شَيْئًا فَقَدْ غَمَمْتَنَا ؟ قَالَ : أَيْ بُنَيَّ هِيَ وَاللَّهِ نَفْسِي الَّتِي لَمْ أُصَبْ بِمِثْلِهَا

حديث رقم: 126

حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ وَاقِدٍ ، ثنا ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ طَلْحَةَ ، عَنْ خَالِدِ بْنِ دُرَيْكٍ ، قَالَ : لَمَّا ابْتُلِيَ أَيُّوبُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِنَفْسِهِ : قَدْ نِعْمَتِ سَبْعِينَ سَنَةً فَاصْبِرِي عَلَى الْبَلَاءِ سَبْعِينَ سَنَةً

حديث رقم: 127

حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْعَنْبَرِيُّ ، عَنْ مُعْتَمِرِ بْنِ سُلَيْمَانَ ، عَنْ لَيْثٍ ، عَنْ زُبَيْدٍ ، قَالَ إِبْلِيسُ لَعَنَهُ اللَّهُ : مَا أَصَبْتُ مِنْ أَيُّوبَ شَيْئًا فَرِحْتُ بِهِ إِلَّا أَنِّي كُنْتُ إِذَا سَمِعْتُ أَنِينَهُ عَلِمْتُ أَنِّي قَدْ أَبَلَغْتُ إِلَيْهِ

حديث رقم: 128

حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، قَالَ : قَالَ صَالِحٌ الْمُرِّيَّ : اللَّهُمَّ اعْدِنَا عَلَى أَنْفُسِنَا عَدْوَى لَا عُقُوبَ عَلَيْنَا فِيهَا

حديث رقم: 129

حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ ، حَدَّثَنِي صَدَقَةُ بْنُ بَكْرٍ ، سَمِعْتُ كِلَابَ بْنَ جُرَيٍّ ، قَالَ : رَأَيْتُ شَابًّا بِبَيْتِ الْمَقِدسِ قَدْ عَمِشَ مِنْ طُولِ الْبُكَاءِ فَقُلْتُ لَهُ : يَا فَتَى كَمْ تَكُونُ الْعَيْنُ سَلِيمَةً عَلَى هَذَا الْبُكَاءِ ؟ قَالَ : فَبَكَى ثُمَّ قَالَ كَمْ شَاءَ رَبِّي فَلْتَكُنْ وَإِذَا شَاءَ سَيِّدِي فَلْتَذْهَبْ فَلَيْسَتْ بِأَكْرَمَ عَلَيَّ مِنْ بَدَنِي إِنَّمَا أَبْكِي رَجَاءَ السُّرُورِ وَالْفَرَحِ فِي الْآخِرَةِ وَإِنْ تَكُنِ الْأُخْرَى فَهُوَ وَاللَّهِ شَقَاءُ الدَّهْرِ وَحُزْنُ الْأَبَدِ ، وَالْأَمْرُ الَّذِي كُنْتُ أَخَافُهُ وَأَحْذَرُهُ عَلَى نَفْسِي وَإِنِّي احْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ غَفْلَتِي فِي نَفْسِي وَتَقْصِيرِي فِي حَظِّي ثُمَّ غُشِيَ عَلَيْهِ قَالَ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا : أَنْشَدَنِي مُحَمَّدُ بْنُ قُدَامَةَ الْجَوْرِيُّ : إِنِّي أَرِقْتُ وَذِكْرُ الْمَوْتِ أَرَّقَنِي فَقُلْتُ لِلدَّمعِ أَسْعِدْنِي فَأَسْعَدَنِي إِنْ لَمْ أَبْكِ لِنَفْسِي مُشْعِرًا حُزْنًا قَبْلَ الْمَمَاتِ وَلَمْ أَرِقْ لَهَا فَمَنِ يَا مَنْ يَمُوتُ وَلَمْ تُحْزِنْهُ مِيتَتُهُ وَمَنْ يَمُوتُ فَمَا أَوْلَاهُ بِالْحُزْنِ إِنِّي لَأُرْقِعُ أَثْوَابِي وَيُخْلِقُهَا جَدَبُ الزَّمَانِ لَهَا بِالْوَهَنِ وَالْعَفَنِ لِمَنْ أُثْمِرُ أَمْوَالِي وَأَجْمَعُهَا لِمَنْ أَرْوَحُ لِمَنْ أَغْدُ لِمَنْ لِمَنِ لِمَنْ سَيُوقِعُ بِي لَحْدِي وَيَتْرُكُنِي تَحْتَ الثَّرَى تَرِبَ الْخَدَّيْنِ وَالذَّقْنِ

حديث رقم: 130

حَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ مُوسَى بْنِ أَبِي عَلْقَمَةَ الْقُرَوِيُّ الْمَدَنِيُّ ، حَدَّثَنِي أَبُو عَزْبَةَ الْأَنْصَارِيُّ ، قَالَ : كَانَ قَوْمًا مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ يَجْتَمِعُونَ فِي مَجْلِسٍ لَهُمْ بِاللَّيْلِ يَسْمُرُونَ فِيهِ فَلَمَّا قُتِلَ النَّاسُ يَوْمَ الْحَرَّةِ قُتِلُوا وَنَجَا مِنْهُمْ رَجُلٌ فَجَاءَ إِلَى مَجْلِسِهِ فَلَمْ يُحِسَّ مِنْهُمْ أَحَدًا ثُمَّ جَاءَ اللَّيْلَةَ الثَّانِيَةَ فَلَمْ يُحِسَّ مِنْهُمْ أَحَدًا ثُمَّ جَاءَ اللَّيْلَةَ الثَّالِثَةَ فَلَمْ يُحِسَّ مِنْهُمْ أَحَدًا فَعَلِمَ أَنَّهُ قَدْ قُتِلُوا فَتَمَثَّلَ بِهَذَا الْبَيْتِ : أَلَا ذَهَبَ الْكُمَاةُ وَخَلَّفُونِي كَفَى حُزْنًا بِذِكْرِي لِلْكُمَاةِ قَالَ : فَنُودِيَ مِنْ جَانِبِ الْمَجْلِسِ : فَدَعْ عَنْكَ الْكُمَاةَ فَقَدْ تَوَلَّتْ وَنَفْسَكَ فَابْكِهَا قَبْلَ الْمَمَاتِ فَكُلُّ جَمَاعَةٍ لَا بُدَّ يَوْمًا يُفَرِّقُ بَيْنَهَا شَعَثُ الشَّتَاتِ

حديث رقم: 131

حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَاهُ ، يَذْكُرُ أَنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ كَانَ رُبَّمَا نَظَرَ فِي الْمِرْآةِ فَيَقُولُ : أَنَا الْمَلِكُ الشَّابُّ قَالَ : فَنَزَلَ مَرْجَ دَابِقٍ فَمَرِضَ مَرَضَهُ الَّذِي مَاتَ فِيهِ وَفَشَتِ الْحُمَّى فِي أَهْلِهِ وَأَصْحَابِهِ فَدَعَا جَارِيَتَهُ بِوَضُوءٍ فَبَيْنَا هِيَ تُوَضِّئُهُ إِذْ سَقَطَ الْكُوزُ مِنْ يَدِهَا قَالَ : مَا قِصَّتُكِ ؟ قَالَتْ : مَحْمُومَةٌ قَالَ : فَفُلَانٌ قَالَتْ : مَحْمُومٌ ، قَالَ : فَفُلَانَةُ قَالَتْ : مَحْمُومَةٌ قَالَ : الْحَمْدُ اللَّهِ الَّذِي جَعَلَ خَلِيفَتَهُ فِي أَرْضِهِ لَيْسَ عِنْدَهُ مَنْ يُوَضِّئُهُ ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى خَالِهِ ابْنِ الْوَلِيدِ بْنِ الْقَعْقَاعِ الْعَنْسِيِّ فَقَالَ : قَرِّبْ وَضُوءَكَ يَا وَلِيدُ فَإِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ تَعِلَّةٌ وَمَتَاعٌ قَالَ : فَأَجَابَهُ الْوَلِيدُ : فَاعْمَلْ لِنَفْسِكَ فِي حَيَاتِكَ صَالِحًا فَالدَّهْرُ فِيهِ فُرْقَةٌ وِجِمَاعُ

حديث رقم: 132

حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ التَّمِيمِيُّ ، حَدَّثَنِي مُثَنَّى بْنُ الصَّبَّاحِ ، قَالَ أَبُو أَيُّوبَ الْهَجَرِيُّ : أَخْبَرَنِي شَيْخٌ ، مِنْ أَهْلِ هَجَرَ يُكَنَّى أَبَا صَالِحٍ قَالَ : تَفَكَّرْتُ فِي أَشْيَاءَ مِنْ أَمْرِي فَمَقَتُّ نَفْسِي فَدَمَعتَ عَيْنِي لِمَا ذَكَرْتُ ، وَسَهِرْتُ سَاعَةً مِنَ اللَّيْلِ فَتَوَضَّأْتُ وَصَلَّيْتُ ثُمَّ أَغْفَيْتُ مَوْضِعِي فَإِذَا بِجَارِيَةٍ حَسْنَاءَ عَلَيْهَا ثِيَابٌ خَضِرٌ وَمَعَهَا شَيْءٌ شِبْهُ الْقُرْصِ الْأَبْيَضِ فَقَالَتْ : ذُقْ هَذَا فَذُقْتُهُ فَإِذَا هُوَ شُهْدٌ فَاسْتَعْذَبْتُهُ فَجَعَلَتْ تُلْقِمُنِي فَقُلْتُ : مَا ذُقْتُ مِثْلَ هَذَا فَقَالَتْ : هَذَا مِنْكَ فَإِنْ زِدْتَ زَادَوكَ فَقُلْتُ : فَسِّرِي قَالَتْ : مَقْتُكُ نَفْسَكَ عُبَادَةٌ وَفِكْرَتُكَ حَسَنَةٌ وَدَمْعَتُكَ مَسَرَّةٌ وَصَلَاتُكَ جُنَّةٌ ثُمَّ قَالَتِ : اعْمَلْ لِلْكَرِيمِ لَا تَضِيقُ بِالْكَبِيرِ وَقُلْ : يَا مُتَّسِعُ اتَّسِعْ عَلَيْنَا بِفَضْلِكَ وَأَهِّلْنَا لِأَمْرٍ لَسْنَا أَهْلَهُ فَإِنْ لَمْ نَسْتَحِقَّ الْمَغْفِرَةَ فَأَنْتَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ وَجُدْ عَلَيْنَا بِرَحْمَتِكَ فَإِنَّ مَا عِنْدَنَا يَنْفُذُ وَمَا عِنْدَكَ يَبْقَى وَنَحْنُ إِلَى الْفَنَاءِ وَأَنْتَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ثُمَّ قَالَتِ : اضْطَجِعْ فَاضْطَجَعْتُ فَنِمْتُ فَانْتَبَهْتُ فَإِذَا فِي يَدِي خِرْقَةُ حَرِيرٍ لَازَوَرْدٍ فِيهَا مَكْتُوبٌ : سُبْحَانَ مَنْ أَنْعَمَ وَشُكِرَ وَأَعْطَى مَنْ كَفَرَ يَا ابْنَ آدَمَ مَا أَجْهَلَكَ تُطِيعُ عَدُوَّكَ وَتَعْصِي رَازِقَكَ وَفِيهِ تَيَقَّظْ مِنْ مَنَامِكِ يَا غَبِيُّ فَخَيْرُ تِجَارَةِ الدُّنْيَا التُّقَى قَالَ : فَانْتَبَهْتُ وَإِنَّهَا لَمُلْصَقَةٌ فِي رَاحَتِي

حديث رقم: 133

حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : رَأَيْتُ حَمَّادَ بْنَ سَلَمَةَ فِي النَّوْمِ فَقُلْتُ : مَا فَعَلَ اللَّهُ بِكَ ؟ قَالَ : خَيْرًا قُلْتُ : مَاذَا ؟ قَالَ : قِيلَ لِي : الْمَالُ مَا كَدَدْتَ نَفْسَكَ فَالْيَوْمَ أُطِيلُ رَاحَتَكَ وَرَاحَةَ الْمَتْعُوبِينَ فِي الدُّنْيَا بَخٍ بَخٍ مَاذَا أَعْدَدْتَ لَهُمْ ؟

حديث رقم: 134

حَدَّثَنِي سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ ، قَالَ : ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ يُونُسَ ، عَنِ الْحَسَنِ ، قَالَ : قَالَ أَبُو الصَّهْبَاءِ صِلَةُ بْنُ أَشْيَمَ : طَلَبَ الدُّنْيَا فَكَانَ حَلَالُهَا فَجَعَلْتُ لَا أُصِيبُ مِنْهَا إِلَّا قُوتًا أَمَّا أَنَا فَلَا أُعِيلُ فِيهِ وَأَمَّا هُوَ فَلَا يُجَاوِزُنِي ، لَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكَ قُلْتُ : أَيْ نَفْسِي جُعِلَ رِزْقُكِ كَفَافًا فَارْتَعِي بِغَيْرِ تَعَبٍ وَلَا نَكَدٍ

حديث رقم: 135

حَدَّثَنِي أَزْهَرُ بْنُ مَرْوَانَ الرَّقَاشِيُّ ، ثنا ابْنُ سُلَيْمَانَ ، عَنِ الْمُعَلَّى بْنِ زِيَادٍ ، قَالَ : قَالَ صَفْوَانُ بْنُ مُحْرِزٍ : قَدْ أَرَى مَوْضِعَ الشَّهَادَةِ لَوْ تُتَابِعُنِي نَفْسِي

حديث رقم: 136

حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ ، أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ سَهْلٍ الْأُرْدُنِّيُّ ، قَالَ : دَخَلَ عَلَى زَنْجُلَةَ الْعَابِدَةِ نَفَرٌ مِنَ الْقُرَّاءِ فَكَلَّموُهَا فِي الرِّفْقِ بِنَفْسِهَا فَقَالَتْ : مَا لِي وَللِرِّفْقِ بِهَا إِنَّمَا هِيَ أَيَّامُ مُبَادَرَةٍ فَمَنْ فَاتَهُ الْيَوْمَ شَيْءٌ لَمْ يُدْرِكْهُ غَدًا وَاللَّهِ يَا إِخْوَتَاهْ لَأُصَلِّيَنَّ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مَا أَقَلَّتْنِي جَوَارِحِي وَلَأَصُومَنَّ لَهُ أَيَّامَ حَيَاتِي وَلَأَبْكِيَنَّ لَهُ مَا حَمَلَتِ الْمَاءَ عَيْنِي ثُمَّ قَالَتْ : أَيُّكُمْ يَأْمُرُ عَبْدَهُ بِأَمْرٍ فَيُحَبُّ أَنْ يُقَصِّرَ فِيهِ ؟

حديث رقم: 137

حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ ، حَدَّثَنِي سَجَقُ بْنُ مَنْظُورٍ الْعَنْبَرِيُّ ، حَدَّثَنِي سَرَّارُ أَبُو عُبَيْدَةَ ، قَالَ : قَالَتْ لِيَ امْرَأَةُ عَطَاءٍ السَّلِيمِيِّ : عَاتِبْ عَطَاءً فِي كَثْرَةِ الْبُكَاءِ فَعَاتَبْتُهُ فَقَالَ لِي : يَا سَرَّارُ ، كَيْفَ تُعَاتِبُنِي فِي شَيْءٍ لَيْسَ هُوَ إِلَيَّ ، إِنِّي إِذَا ذَكَرْتُ أَهْلَ النَّارِ وَمَا يَنْزِلُ بِهِمْ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَعِقَابِهِ تَمَثَّلَتْ لِي نَفْسِي ثَمَّ ، فَكَيْفَ لِنَفْسٍ تُغَلُّ يَدُهَا إِلَى عُنُقِهَا وَتُسْحَبُ فِي النَّارِ أَنْ لَا تَصِيحَ وَتَبْكِيَ ؟ وَكَيْفَ لِنَفْسٍ تُعَذَّبُ أَنْ لَا تَبْكِيَ ؟ وَيْحَكَ يَا سَرَّارُ مَا أَقَلَّ غَنَاءَ الْبُكَاءِ عَنْ أَهْلِهِ إِنْ لَمْ يَرْحَمْهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ

حديث رقم: 138

حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ ، سَمِعْتُ أَبَا سُلَيْمَانَ الدَّارَانِيَّ ، قَالَ : وَصَفْتُ لِأُخْتِي عَبْدَةَ قَنْطَرَةً مِنْ قَنَاطِرِ جَهَنَّمَ فَأَقَامَتْ لَيْلَةً وَيَوْمًا فِي صَيْحَةٍ وَاحِدَةٍ مَا تَسْكُتُ ثُمَّ انْقَطَعَ عَنْهَا بَعْدُ فَكُلَّمَا ذَكَرْتُ لَهَا صَاحَتْ صَيْحَةً وَاحِدَةً ثُمَّ سَكَتَتْ قُلْتُ : مِنْ أَيِّ شَيْءٍ كَانَ صِيَاحُهَا ؟ قَالَ : مَثَّلَتْ نَفْسَهَا عَلَى الْقَنْطَرَةِ وَهِيَ بِكِفَانِهَا

حديث رقم: 139

حَدَّثَنِي سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ ، ثنا سَهْلُ بْنُ عَاصِمٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ غَنَّامِ بْنِ عَلِيٍّ ، حَدَّثَنِي عُمَرُ أَبُو حَفْصٍ الْجَزَرِيُّ ، قَالَ : كَتَبَ أَبُو الْأَبْيَضِ وَكَانَ عَابِدًا إِلَى بَعْضِ إِخْوَانِهِ : أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّكَ لَمْ تُكَلَّفْ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا نَفْسًا وَاحِدَةً فَإِنْ أَنْتَ أَصْلَحْتَهَا لَمْ يَضُرَّكَ فَسَادُ مَنْ فَسَدَ بِصَلَاحِهَا وَإِنْ أَنْتَ أَفْسَدْتَهَا لَمْ يَنْفَعْكَ صَلَاحُ مَنْ صَلَحَ بِفَسَادِهَا وَاعْلَمْ أَنَّكَ لَا تَسْلَمُ مِنَ الدُّنْيَا حَتَّى لَا تُبَالِيَ مِنْ أُكُلِهَا مِنْ أَحْمَرَ أَوْ أَسْوَدَ

حديث رقم: 140

حَدَّثَنِي سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ هَارُونَ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ يُونُسَ ، قَالَ : قَالَ رَجُلٌ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ : كَيْفَ أَصْبَحْتَ ؟ قَالَ : أَصْبَحْتُ بَطِيًّا بَطِينًا مُتَلَوِّثًا مِنَ الْخَطَايَا أَتَمَنَّى عَلَى اللَّهِ الْأَمَانِيَّ

حديث رقم: 141

سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْحُسَيْنِ ، يَذْكُرُ عَنْ بَعْضِ رِجَالِهِ أَنَّ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ كَانَ نَائِمًا فَهَتَفَ بِهِ هَاتِفٌ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ، أَخْبِرِ النَّاسَ : إِنَّ النُّفُوسَ رَهَائُنُ بِكُسُوبِهَا فَاعْمَلْ فَإِنَّ فِكَاكَهُنَّ الدَّأَبُ

حديث رقم: 142

حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَزْدِيُّ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، أنا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ ، أَنَّ الْحَسَنَ قَدِمَ مَكَّةَ فَلَمْ يَضَعْ جَنْبَهُ وَلَمْ يَطُفْ فَلَمَّا أَصْبَحَ قِيلَ لَهُ ، قَالَ : وَجَدْتُ فِي نَفْسِي فَتْرَةً فَكَرِهْتُ أَنْ أُعَوِّدَهَا الضِّجْعَةَ

حديث رقم: 143

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي زُرْعَةَ ، أنا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ ، قَالَ سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ : إِنَّ لِلْعَيْنِ نَوْمًا وَسَهَرًا إِذَا عَوَّدْتَهَا السَّهَرَ اعْتَادَتْ وَإِذَا عَوَّدْتَهَا النَّوْمَ اعْتَادَتْ

حديث رقم: 144

وَحَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، حَدَّثَنِي مَعْدَانُ بْنُ سَمُرَةَ الْعِجْلِيُّ ، سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ الزِّبْرِقَانِ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْمُبَارَكِ ، يَقُولُ : إِنَّ الصَّالِحِينَ فِيمَا مَضَى كَانَتْ أَنْفُسُهُمْ تُوَاتِبُهُمْ عَلَى الْخَيْرِ عَفْوًا وَإِنَّ أَنْفُسَنَا لَا تَكَادُ تُوَاتِبُنَا إِلَّا عَلَى كُرْهٍ فَيَنْبَغِي لَنَا أَنْ نُكْرِهَهَا

حديث رقم: 145

حَدَّثَنِي هَارُونُ عَنْ سَيَّارٍ ، ثنا جَعْفَرٌ ، ثنا مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ ، حَدَّثَنِي شَيْخٌ ، أَدْرَكَ الصَّدْرَ الْأَوَّلَ أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَعِظُ أَصْحَابَهُ فَيَقُولُ : أَرَأَيْتُمْ نَفْسًا إِنْ نَعَّمَهَا صَاحِبُهَا وَقَنَّفَهَا وَكَارَبَهَا ذَمَّتْهُ غَدًا قُدَّامَ اللَّهِ وَإِنْ خَالَفَهَا وَأَنْصَبَهَا وَأَتْعَبَهَا مَدَحَتْهُ غَدًا قُدَّامَ اللَّهِ تِيكُمْ أَنْفُسُكُمُ الَّتِي بَيْنَ جَنْبِكُمْ

حديث رقم: 146

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ ، ثنا سَيَّارٌ ، ثنا رَبَاحٌ ، وَعَبْدُ اللَّهِ ، وَمَعْمَرٌ ، قَالُوا : سَمِعْنَا سُمَيْطَ بْنَ عَجْلَانَ ، يَقُولُ : إِنِّي وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ أَبْدَانَكُمْ إِلَّا مَطَايَاكُمْ فَأَمْضُوهَا فِي طَاعَةِ اللَّهِ بَارَكَ اللَّهُ فِيكُمْ

حديث رقم: 147

حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْمُقَدَّمِيُّ ، ثنا نَهْشَلُ بْنُ قَيْسٍ الْعَنْبَرِيُّ ، سَمِعْتُ صَخْرَ بْنَ أَبِي صَخْرٍ ، قَالَ : قَالَ عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ : أَنَا مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ أَوَ أَنَا مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ؟ أَوَ مِثْلِي يَدْخُلُ الْجَنَّةَ ؟

حديث رقم: 148

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ أَبُو صَالِحٍ ، حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقَارِيُّ ، قَالَ : قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ : إِنِّي خَلَّفْتُ زِيَادَ بْنَ أَبِي زِيَادٍ مَوْلَى ابْنِ عَيَّاشٍ وَهُوَ يُخَاصِمُ نَفْسَهُ فِي الْمَسْجِدِ يَقُولُ ؟ : اجْلِسْ أَيْنَ تُرِيدِينَ ؟ أَيْنَ تَذْهَبِينَ ؟ أَتَخْرُجِينَ إِلَى أَحْسَنَ مِنْ هَذَا الْمَسْجِدِ ؟ انْظُرِي إِلَى مَا فِيهِ تُرِيدِينَ أَنْ تُبْصِرِي دَارَ فُلَانٍ وَدَارَ فُلَانٍ وَدَارَ فُلَانٍ ؟ قَالَ : وَكَانَ يَقُولُ لِنَفْسِهِ : وَمَا لَكِ مِنَ الطَّعَامِ يَا نَفْسُ إِلَّا هَذَا الْخُبْزُ وَالزَّيْتُ وَمَا لَكِ مِنَ الثِّيَابِ إِلَّا هَذَانِ الثَّوْبَانُ ، وَمَا لَكِ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا هَذِهِ الْعَجُوزُ ، أَفَتُحِبِّينَ أَنْ تَمُوتِي ؟ فَقَالَتْ : أَنَا أَصْبِرُ عَلَى هَذَا الْعَيْشِ

حديث رقم: 149

وَحَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ التَّيْمِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ حَدَّثَنِي أَبِي ، حَدَّثَنِي سَهْلُ بْنُ غَلِيظٍ ، قَالَ : مَضَيْتُ مَعَ عَامِرِ بْنِ الصَّبَّاحِ إِلَى بَكْرٍ الْعَابِدِ وَكَانَ فِي دَارٍ وَحْدَهُ فَسَمِعْنَاهُ يَتَكَلَّمُ فَلَمَّا أَدْرَكَنَا قَالَ لَهُ عَامِرٌ : لِمَنْ كُنْتَ تُكَلَّمُ ؟ قَالَ : لِنَفْسٍ نَازَعَتْنِي الطَّعَامَ فَإِذَا مَطْهَرَةٌ فِيهَا كِسَرٌ قَدْ بَلَّهَا فَسَأَلَتْنِي مِلْحًا طَيِّبًا فَقُلْتُ لَهَا : لَيْسَ إِلَّا مِلْحُ الْعَجِينِ الْجَرِيشُ فَإِنْ كُنْتِ تَشْتَهِينَ هَذَا وَإِلَّا فَلَيْسَ عِنْدِي غَيْرُهُ قَالَ فَمَكَثَ بَعْدَ ذَلِكَ ثَلَاثًا لَمْ يَطْعَمْ شَيْئًا

حديث رقم: 150

حَدَّثَنِي أَبُو الْحَسَنِ الْبَصْرِيُّ ، ثنا الْهَيْثَمُ بْنُ جَمِيلٍ ، ثنا الْمُبَارَكُ ، عَنِ الْحَسَنِ ، قَالَ : أَيْسَرُ النَّاسِ حِسَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ الَّذِينَ يُحَاسِبُونَ أَنْفُسَهُمْ فِي الدُّنْيَا فَوَقَفُوا عِنْدَ هُمُومِهِمْ وَأَعْمَالِهِمْ فَإِنْ كَانَ الَّذِي هَمُّوا بِهِ لَهُمْ مَضَوْا وَإِنْ كَانَ عَلَيْهِمْ أَمْسَكُوا قَالَ : وَإِنَّمَا يَثْقُلُ الْأَمْرُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى الَّذِينَ جَازَفُوا الْأُمُورَ فِي الدُّنْيَا أَخَذُوهَا مِنْ غَيْرِ مُحَاسَبَةٍ فَوَجَدُوا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ أَحْصَى عَلَيْهِمْ مَثَاقِيلَ الذَّرِّ وَقَرَأَ {{ مَا لِهَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا }}