حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو قَالَ : أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ ، عَنْ شَيْخٍ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ : مَرَّ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - مَعَ أَصْحَابِهِ بِرَائِحَةٍ مُنْتِنَةٍ ، فَوَضَعَ الْقَوْمُ أَيْدِيَهُمْ عَلَى أَنْفِهِمْ وَلَمْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عِيسَى ، ثُمَّ مَرُّوا بِرَائِحَةٍ طَيِّبَةٍ فَكَشَفُوا أَيْدِيَهُمْ عَنْ أَنْفِهِمْ وَوَضَعَ عِيسَى يَدَهُ عَلَى أَنْفِهِ ، فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ فَقَالَ : إِنَّ الرَّائِحَةَ الطَّيِّبَةَ نِعْمَةٌ فَخِفْتُ أَنْ لَا أَقُومَ بَشُكْرِهَا ، وَالرَّائِحَةُ الْمُنْتِنَةُ بَلَاءٌ ، فَأَحْبَبْتُ الصَّبْرَ عَلَى الْبَلَاءِ
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ : أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَرْوَانَ الْعُقَيْلِيُّ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ أَبِي الْفُرَاتِ ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَحِمَهُ اللَّهُ أُتِيَ بِغَنَائِمِ مِسْكٍ ، فَأَخَذَ بِأَنْفِهِ ، فَقَالُوا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ : تَأْخُذُ بِأَنْفِكَ لِهَذَا ؟ قَالَ : إِنَّمَا يُنْتَفَعُ مِنْ هَذَا بِرِيحِهِ ؛ فَأَكْرَهُ أَنْ أَجِدَ رِيحَهُ دُونَ الْمُسْلِمِينَ
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ : أَنْبَأَنَا جَرِيرٌ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ : لَأَنْ يَمْتَلِئَ مِنْخَرَايَ مِنْ رِيحِ جِيفَةٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَمْتَلِئَا مِنْ رِيحِ امْرَأَةٍ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمَدْيَنِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ سَمِعَ أَبَاهُ يُحَدِّثُ ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ أَبِي هِنْدَ ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ كَانَ يَدْفَعُ إِلَى امْرَأَتِهِ طِيبًا لِلْمُسْلِمِينَ كَانَتْ تَبِيعُهُ فَتَزِنُ فَتُرْجِحُ وَتَنْقُصُ فَتَكْسِرُ بِأَسْنَانِهَا ، فَتُقَوِّمُ لَهُمُ الْوَزْنَ ، فَعَلَقَ بِإِصْبَعِهَا مِنْهُ شَيْءٌ فَقَالَتْ بِأُصْبُعِهَا فِي فِيهَا فَمَسَحَتْ بِهِ خِمَارَهَا ، وَأَنَّ عُمَرَ جَاءَ فَقَالَ : مَا هَذِهِ الرِّيحُ ؟ فَأَخْبَرَتْهُ خَبَرَهَا ، فَقَالَ : تَطَيَّبِينَ بِطِيبِ الْمُسْلِمِينَ فَانْتَزَعَ خِمَارَهَا ، فَجَعَلَ يَقُولُ بِخِمَارِهَا فِي التُّرَابِ ثُمَّ يَشَمُّهُ ثُمَّ يَصُبُّ عَلَيْهِ الْمَاءَ ، ثُمَّ يَقُولُ بِهِ فِي التُّرَابِ حَتَّى ظَنَّ أَنَّ رِيحَهُ قَدْ ذَهَبَتْ ثُمَّ جَاءَتْهَا الْعَطَّارَةُ مَرَّةً أُخْرَى ، فَبَاعَتْ مِنْهَا ، فَوَزَنَتْ لَهَا ، فَعَلَقَ بِأُصْبُعِهَا مِنْهَا شَيْءٌ فَقَالَتْ بِأُصْبُعِهَا فِي فِيهَا ، ثُمَّ قَالَتْ بِأُصْبُعِهَا فِي التُّرَابِ . فَقَالَتِ الْعَطَّارَةُ : مَا هَكَذَا صَنَعْتِ أَوَّلَ مَرَّةٍ . فَقَالَتْ : أَوَ مَا عَلِمْتِ مَا لَقِيتُ مِنْهُ ؟ لَقِيتُ مِنْهُ كَذَا وَكَذَا