حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى الصَّنْعَانِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ ، عَنْ سَيْفِ بْنِ أَبِي سَيْفٍ ، عَنِ ابْنٍ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَازِمٍ السُّلَمِيِّ ، عَنْ كَعْبٍ ، قَالَ : إِنَّ الْعَبْدَ لَا يَبْكِي حَتَّى يَبْعَثَ اللَّهُ إِلَيْهِ مَلَكًا يَمْسَحُ كَبِدَهُ بِجَنَاحِهِ ، فَإِذَا مَسَحَ كَبِدَهُ بَكَى
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبَى بِلَالٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مَعْمَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّقِّيُّ ، عَنْ أَبِي الْمُهَاجِرِ ، عَنْ مَكْحُولٍ ، قَالَ : أَرَقُّ النَّاسِ قُلُوبًا أَقَلُّهُمْ ذُنُوبًا
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ ، قَالَ : حَدَّثَنِي يُوسُفُ بْنُ الْحَكَمِ ، عَنْ فَيَّاضِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، قَالَ : كَانَ شَيْخٌ هَهُنَا مِنْ قُرَيْشٍ سَرِيعَ الدَّمْعَةِ كَثِيرًا ، وَكَانَ مَا عَلِمْتُهُ مِنَ الْمُتَهَجِّدِينَ ، قَلِيلَ الْآثَامِ ، مُعْتَزِلًا لِلنَّاسِ . فَذَكَرْتُهُ يَومًا لِبَعْضِ عُلَمَائِنَا فَقُلْتُ : هَذَا الشَّيْخُ طَوِيلُ الِاجْتِهَادِ ، وَمَا أَظُنُّهُ اقْتَرَفَ إِثْمًا مُذْ خَمْسُونَ عَامًا أَوْ مَا شَاءَ اللَّهُ , ثُمَّ هُوَ الدَّهْرَ يَبْكِي فَقَالَ لِيَ الرَّجُلُ : مَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ مِثْلُهُ إِلَّا هَكَذَا : نَدِيَّ الْعَيْنَيْنِ دَهْرَهُ . قُلْتُ : وَكَيْفَ ذَاكَ ؟ قَالَ : لِأَنَّ الْبَدَنَ إِذَا عَرِيَ دَقَّ , فَكَذَاكَ الْقَلْبُ إِذَا قَلَّتْ خَطَايَاهُ سَرُعَتْ دَمْعَتُهُ . قَالَ : فَعَلِمْتُ أَنَّ ذَاكَ كَمَا قَالَ
حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ ، قَالَ : حَدَّثَنِي حَكِيمُ بْنُ جَعْفَرٍ السَّعْدِيُّ ، قَالَ : قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْبَرَاثِيُّ : لَا تَنْدَى الْعَيْنُ حَتَّى يَحْتَرِقَ الْقَلْبُ ، فَإِذَا احْتَرَقَ الْقَلْبُ تَلَهَّبَ شَعْلُهُ , فَهَاجَ إِلَى الرَّأْسِ دُخَانُهُ ، فَاسْتَنْزَلَ الدُّمُوعَ مِنَ الشُّؤُونِ إِلَى الْعَيْنِ فَسَجَمَتْهُ
حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ ، قَالَ : حَدَّثَنِي مَالِكُ بْنُ ضَيْغَمٍ الرَّاسِبِيُّ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : كَانَ يُقَالُ : إِنَّ كَثْرَةَ الدُّمُوعِ وَقِلَّتَهَا عَلَى قَدْرِ احْتِرَاقِ الْقَلْبِ ، حَتَّى إِذَا احْتَرَقَ الْقَلْبُ كُلُّهُ لَمْ يَشَأِ الْحَزِينُ أَنْ يَبْكِيَ إِلَّا بَكَى ، وَالْقَلِيلُ مِنَ التَّذْكِرَةِ يُجْزِئُهُ
حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ ، قَالَ : حَدَّثَنِي حَكِيمُ بْنُ جَعْفَرٍ ، عَنْ مِسْمَعِ بْنِ عَاصِمٍ ، قَالَ : سَأَلْتُ عَابِدًا مِنْ أَهْلِ الْبَحْرَيْنِ فَقُلْتُ : مَا بَالُ الْحَزِينِ يُجِيبُهُ قَلْبُهُ إِذَا شَاءَ , وَتَهْمُلُ عَيْنَاهُ عِنْدَ كُلِّ حَرَكَةٍ ؟ فَقَالَ : أُخْبِرُكَ عَنْ ذَاكَ : إِنَّ الْحَزِينَ بَدَا بِهِ الْحُزْنُ ، فَجَالَ فِي بَدَنِهِ ، فَأَعْطَاهُ كُلَّ عُضْوٍ بِقِسْطِهِ ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى الْقَلْبِ وَالرَّأْسِ فَسَكَنَهُمَا ، فَمَتَى حُرِّكَ الْقَلْبُ بِشَيْءٍ تَحَرَّكَ ، فَهَاجَتِ الْحُرْقَةُ مُصَاعِدَةً ، فَاسْتَثَارَتِ الدُّمُوعَ مِنْ شُؤُونِ الرَّأْسِ حَتَّى تُسَلِّمَهَا إِلَى الْعَيْنِ ، فَتُذْرِيَهَا حِينَئِذٍ الْجُفُونُ . ثُمَّ خَنَقَتْهُ عَبْرَتُهُ فَقَامَ
حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ سَهْلٍ ، قَالَ : قَالَ لِي أَبُو مُعَاوِيَةَ الْأَسْوَدُ : يَا أَبَا عَلِيٍّ مَنْ أَكْثَرَ لِلَّهِ الصِّدْقَ نَدِيَتْ عَيْنَاهُ ، وَأَجَابَتْهُ إِذَا دَعَاهُمَا
حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ ، قَالَ : حَدَّثَنِي رَاهُوَيْهِ أَبُو سَهْلٍ ، قَالَ : قُلْتُ لِسُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ : أَلَا تَرَى إِلَى أَبِي عَلِيٍّ يَعْنِي فُضَيلًا لَا تَكَادُ تَجِفُّ لَهُ دَمْعَةٌ ؟ فَقَالَ سُفْيَانُ : إِذَا قَرِحَ الْقَلْبُ نَدِيَتِ الْعَينَانِ . ثُمَّ تَنَفَّسَ سُفْيَانُ نَفَسًا مُنْكَرًا
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ الْمَكِّيُّ ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ ، قَالَ : الْبُكَاءُ مِنْ سَبْعٍ : الْبُكَاءُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ : الْقَطْرَةُ مِنْهُ تَكُفُّ مِنَ النَّارِ أَمْثَالَ الْبُحُورِ ، وَرَجُلٌ فَاضَتْ عَيْنَاهُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ، وَالْبُكَاءُ مِنَ السُّرُورِ ، وَالْبُكَاءُ مِنَ الْكَرْبِ ، وَالْبُكَاءُ مِنَ السُّكْرِ ، وَالْبُكَاءُ مِنَ الْخَوْفِ ، وَالْبُكَاءُ مِنَ الْأَلَمِ