حَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَرْوَانَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ ، عَنْ عِمْرَانَ أَبِي يَحْيَى التَّغْلِبِيِّ ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ ابْكُوا ، فَإِنْ لَمْ تَبْكُوا فَتَبَاكَوْا ، فَإِنَّ أَهْلَ النَّارِ يَبْكُونَ حَتَّى تَصِيرَ فِي وُجُوهِهِمُ الْجَدَاوِلُ ، فَتَنْفَدَ الدُّمُوعُ ، فَتَقْرَحَ الْعُيُونُ ، حَتَّى لَوْ أَنَّ السُّفُنَ أُرْخِيَتْ فِيهَا لَجَرَتْ
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَضْرَمِيُّ ، قَالَ : سَمِعْتُ صَالِحًا الْمُرِّيَّ ، يَقُولُ : لِلْبُكَاءِ دَوَاعيٍ : الْفِكْرَةُ فِي الذُّنُوبِ ، فَإِنْ أَجَابَتْ عَلَى ذَلِكَ الْقُلُوبُ ، وَإِلَّا نَقَلْتَهَا إِلَى تِلْكَ الشَّدَائِدِ وَالْأَهْوَالِ ، فَإِنْ أَجَابَتْ عَلَى ذَلِكَ ، وَإِلَّا فَاعْوِضْ عَلَيْهَا التَقَلُّبَ بَيْنَ أَطْبَاقِ النِّيرَانِ قَالَ : ثُمَّ صَاحَ وَغُشِيَ عَلَيْهِ , فَتَصَايَحَ النَّاسُ مِنْ نَوَاحِي الْمَجْلِسِ
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ ، قَالَ : حَدَّثَنِي حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَجُلًا ، شَكَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ قَسْوَةَ قَلْبِهِ ، فَقَالَ : إِنْ أَحْبَبْتَ أَنْ يَلِينَ قَلْبُكَ فَامْسَحْ رَأْسَ الْيَتِيمِ ، وَأَطْعِمِ الْمِسْكِينَ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْأَسَدِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنِ الْمُعَلَّى بْنَ زِيَادٍ ، أَنَّ رَجُلًا ، قَالَ لِلْحَسَنِ : يَا أَبَا سَعِيدٍ أَشْكُو إِلَيْكَ قَسْوَةَ قَلْبِي فَقَالَ : ادْنُهْ مِنَ الذِّكْرِ
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ ، قَالَ : حَدَّثَنِي مَهْدِيُّ بْنُ حَفْصٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَغَازِلِيَّ ، يَقُولُ : قَالَ رَجُلٌ بِبِلَادِ الشَّامِ فِي بَعْضِ تِلْكَ السَّوَاحِلِ : لَوْ بَكَى الْعَابِدُونَ عَلَى الشَّفَقَةِ حَتَّى لَمْ يَبْقَ فِي أَجْسَادِهِمْ جَارِحَةٌ إِلَّا أَدَّتْ مَا فِيهَا مِنَ الدَّمِ وَالْوَدَكِ دُمُوعًا جَارِيَةً ، وَبَقِيَتِ الْأَبْدَانُ يُبَّسًا خَالِيَةً , تَرَدَّدُ فِيهَا الْأَرْوَاحُ إِشْفَاقًا وَوَجَلًا مِنْ يَوْمٍ تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ ، لَكَانُوا مَحْقُوقِينَ بِذَلِكَ ثُمَّ غُشِيَ عَلَيْهِ
حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ ، قَالَ : حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَكْرٍ الشَّيْبَانِيُّ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : كَانَ أُوَيْسٌ الْقَرَنِيُّ يَقِفُ عَلَى مَوْضِعِ الْحَدَّادِينَ ، فَيَنْظُرُ إِلَيْهِمْ كَيْفَ يَنْفُخُونَ الْكِيرَ ، وَيَسْمَعُ صَوْتَ النَّارِ ، فَيَصْرُخُ ، ثُمَّ يَسْقُطُ ، فَيَجْتَمِعُ النَّاسُ عَلَيْهِ ، فَيَقُولُونَ : مَجْنُونٌ قَالَ : وَكَانَ يَأْتِي مَزْبَلَةً بِالْكُوفَةِ قَدِيمَةً ، فَيَصْعَدُ عَلَيْهَا ، فَيَجْلِسُ ، ثُمَّ يَبْكِي ، حَتَّى تَأْتِيَهُ الشَّمْسُ ، فَيَنْزِلُ ، فَيَتْبَعُهُ الصِّبْيَانُ حَتَّى يَأْتِيَ الْمَسْجِدَ ، فَيَدْخُلَ
حَدَّثَنِي أَبُو عَقِيلٍ الْأَسَدِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ يَزِيدَ ، عَنِ الْبَخْتَرِيِّ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَارِيَةَ الْأَنْصَارِيِّ ، أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْعُبَّادِ وَقَفَ عَلَى كِيرِ حَدَّادٍ وَقَدْ كُشِفَ عَنْهُ ، فَجَعَلَ يَنْظُرُ إِلَيْهِ وَيَبْكِي ، قَالَ : ثُمَّ شَهِقَ شَهْقَةً فَمَاتَ
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ ، قَالَ : حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ الصَّفَّارُ ، عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ ، قَالَ : دَخَلْتُ مَعَ الْحَسَنِ السُّوقَ ، فَمَرَّ بِالْعَطَّارِينَ ، فَوَجَدَ تِلْكَ الرَّائِحَةَ ، فَبَكَى ، ثُمَّ بَكَى ، حَتَّى خِفْتُ أَنْ يُغْشَى عَلَيْهِ , ثُمَّ قَالَ : يَا مَالِكُ وَاللَّهِ مَا هُوَ إِلَّا حُلُولُ الْقَرَارِ مِنَ الدَّارَيْنِ جَمِيعًا : الْجَنَّةِ أَوِ النَّارِ ، لَيْسَ هُنَاكَ مَنْزِلٌ ثَالِثٌ ، مَنْ أَخْطَأَتْهُ وَاللَّهِ الرَّحْمَةُ صَارَ إِلَى عَذَابِ اللَّهِ . قَالَ : ثُمَّ جَعَلَ يَبْكِي , فَلَمْ يَلْبَثْ بَعْدَ ذَلِكَ إِلَّا يسِيرًا حَتَّى مَاتَ
حَدَّثَنِي أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ أَبِي جَمِيلٍ الدِّمَشْقِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا شِهَابُ بْنُ خِرَاشٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو الْهَيْثَمِ ، بَيَّاعُ الْقَصَبِ قَالَ : مَرَرْتُ أَنَا وَسَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ عَلَى بَنِي الْأَشْعَثِ ، وَإِذَا هُمْ عَلَى طَنافِسَ ، وَعَلَيْهِمْ أَلْوَانُ الْخَزِّ , فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ ، فَجَعَلُوا يَقُولُونَ لَهُ : مرْحَبًا بِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ , وَيُسَلِّمُونَ عَلَيْهِ : اجْلِسْ . فَلَمَّا وَلَّى عَنْهُمْ بَكَى حَتَّى بَلَغَ الْكُنَاسَةَ بُكَاءً شَدِيدًا , فَقُلْتُ : مَا يُبْكِيكَ ؟ قَالَ : إِنَّنِي ذَكَرْتُ الْجَنَّةَ وَنَعِيمَهَا وَشَبَابَهَا حِينَ رَأَيْتُ هَؤُلَاءِ
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ ، قَالَ : حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَهْدِيٍّ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَخًا لِشُعَيْبِ بْنِ صَفْوَانَ ، يَذْكُرُ عَنْ بَعْضِ الْمَشْيَخَةِ ، عَنْ مَوْلًى لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، قَالَ : اسْتَيْقَظَ ذَاتَ لَيْلَةٍ بَاكِيًا ، فَلَمْ يَزَلْ يَبْكِي حَتَّى اسْتَيْقَظَتُ , قَالَ : وَكُنْتُ أَبِيتُ مَعَهُ ، فَرُبَّمَا مَنَعَنِي النَّوْمَ كَثْرَةُ بُكَائِهِ قَالَ : فَأَكْثَرَ لَيْلَتَئِذٍ الْبُكَاءَ جِدًّا , فَلَمَّا أَصْبَحَ دَعَانِي فَقَالَ : أَيْ بُنَيَّ لَيْسَ الْخَيْرُ أَنْ يُسْمَعَ لَكَ وَيُطَاعَ ، إِنَّمَا الْخَيْرُ أَنْ تَكُونَ قَدْ عَقَلْتَ عَنْ رَبِّكَ ثُمَّ أَطَعْتَهُ , يَا بُنَيَّ لَا تَأْذَنِ الْيَوْمَ لَأَحَدٍ عَلَيَّ حَتَّى أُصْبِحَ , وَيَرْتَفِعَ النَّهَارُ ، فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ لَا أَعْقِلَ عَنِ النَّاسِ , وَلَا يَفْهَمُونَ عَنِّي فَقُلْتُ : بِأَبِي أَنْتَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ رَأَيْتُكَ اللَّيْلَةَ بَكَيْتَ بُكَاءً مَا رَأَيْتُكَ بَكَيْتَ مِثْلَهُ قَالَ : فَبَكَى ، ثُمَّ بَكَى ، ثُمَّ قَالَ : يَا بُنَيَّ إِنِّي وَاللَّهِ ذَكَرْتُ الْمَوْقِفَ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ , قَالَ : ثُمَّ غُشِيَ عَلَيْهِ ، فَلَمْ يُفِقْ حَتَّى عَلَا النَّهَارُ , فَمَا رَأَيْتُهُ بَعْدَ ذَلِكَ مُبْتَسِمًا حَتَّى مَاتَ
حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ ، قَالَ : حَدَّثَنِي يُوسُفُ بْنُ الْحَكَمِ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ السَّلَامِ مَوْلَى مَسْلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ ، قَالَ : بَكَى عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، فَبَكَتْ فَاطِمَةُ ، فَبَكَى أَهْلُ الدَّارِ ، لَا يَدْرِي هَؤُلَاءِ مَا أَبْكَى هَؤُلَاءِ , فَلَمَّا تَجَلَّى عَنْهُمُ الْعَبْرُ ، قَالَتْ فَاطِمَةُ : بِأَبِي أَنْتَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مِمَّ بَكَيْتَ ؟ ، قَالَ : ذَكَرْتُ يَا فَاطِمَةُ مُنْصَرَفَ الْقَوْمِ مِنْ بَيْنِ يَدَيِ اللَّهِ : فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ ، وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ . ثُمَّ صَرَخَ وَغُشِيَ عَلَيْهِ
حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ ، قَالَ : حَدَّثَنِي مَالِكُ بْنُ ضَيْغَمٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي مِسْمَعُ بْنُ عَاصِمٍ ، قَالَ : بِتُّ أَنَا وَعَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ سَلْمَانَ ، وَكِلَابُ بْنُ جُرَيٍّ ، وَسَلْمَانُ الْأَعْرَجُ ، عَلَى سَاحِلٍ مِنْ بَعْضِ السَّوَاحِلِ , فَبَكَى كِلَابٌ حَتَّى خَشِيتُ أَنْ يَمُوتَ , ثُمَّ بَكَى عَبْدُ الْعَزِيزِ لِبُكَائِهِ , ثُمَّ بَكَى سَلْمَانُ لِبُكَائِهِمْ , وَبَكَيْتُ وَاللَّهِ لِبُكَائِهِمْ ، لَا أَدْرِي مَا أَبْكَاهُمْ . فَلَمَّا كَانَ بَعْدُ ، سَأَلْتُ عَبْدَ الْعَزِيزِ فَقُلْتُ : يَا أَبَا مُحَمَّدٍ مَا أَبْكَاكَ لَيْلَتَكَ ؟ فَقَالَ : إِنِّي وَاللَّهِ نَظَرْتُ إِلَى أَمْوَاجِ الْبَحْرِ تَمُوجُ وَتَخِيلُ ، فَذَكَرْتُ أَطْبَاقَ النِّيرَانِ وَزَفَرَاتِهَا ، فَذَلِكَ الَّذِي أَبْكَانِي . ثُمَّ سَأَلْتُ كِلَابًا أَيْضًا نَحْوًا مِمَّا سَأَلْتُ عَبْدَ الْعَزِيزِ ، فَوَاللَّهِ لَكَأَنَّمَا قِصَّتُهُ فَقَالَ لِي مِثْلَ ذَلِكَ . ثُمَّ سَأَلْتُ سَلْمَانَ الْأَعْرَجَ نَحْوًا مِمَّا سَأَلْتُهُمَا ، فَقَالَ لِي : مَا كَانَ فِي الْقَوْمِ شَرٌ مِنِّي مَا كَانَ بُكَائِي إِلَّا لِبُكَائِهِمْ ، رَحْمَةً لَهُمْ مِمَّا كَانُوا يَصْنَعُونَ بِأَنْفُسِهِمْ
حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ ، قَالَ : حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ رَبِّهِ أَبُو كَعْبٍ ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ : أَنَّ أَبَا مُوسَى خَطَبَ النَّاسَ بِالْبَصْرَةِ فَذَكَرَ فِي خُطْبَتِهِ النَّارَ ، فَبَكَى حَتَّى سَقَطَتْ دُمُوعُهُ عَلَى الْمِنْبَرِ ، وَبَكَى النَّاسُ يَوْمَئِذٍ بُكَاءً شَدِيدًا
حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ ، عَنْ سُلَيْمَانَ يَعْنِي الْأَعْمَشَ ، عَنْ شِمْرِ بْنِ عَطِيَّةَ ، عَنَ الْمُغِيرَةِ بْنِ سَعْدِ بْنِ الْأَخْرَمِ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : كُنْتُ أَمْشِي مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ فَمَرَّ بِالْحَدَّادِينَ وَقَدْ أَخْرَجُوا حَدِيدَةً مِنَ النَّارِ ، فَقَامَ يَنْظُرُ إِلَيْهَا وَيَبْكِي
وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، قَالَ : مَرَّ الرَّبِيعُ بْنُ أَبِي رَاشِدٍ بِرَجُلٍ بِهِ زَمَانَةٌ ، فَجَلَسَ يَحْمَدُ اللَّهَ وَيَبْكِي , فَمَرَّ بِهِ رَجُلٌ ، فَقَالَ : مَا يُبْكِيكَ رَحِمَكَ اللَّهُ ؟ قَالَ : ذَكَرْتُ أَهْلَ الْجَنَّةِ وَأَهْلَ النَّارِ ، فَشَبَّهْتُ أَهْلَ الْجَنَّةِ بِأَهْلِ الْعَافِيَةِ ، وَأَهْلَ الْبَلَاءِ بِأَهْلِ النَّارِ ، فَذَلِكَ الَّذِي أَبْكَانِي
حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ ، قَالَ : حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ دَاوُدَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، عَنِ ابْنِ أَبِي الذُّبَابِ : أَنَّ طَلْحَةَ ، وَزُبَيْرًا ، مَرَّا بِكِيرِ حَدَّادٍ ، فَوَقَفَا يَنْظُرَانِ إِلَيْهِ وَيَبْكِيَانِ قَالَ : وَمَرَّا بِأَصْحَابِ الْفَاكِهَةِ وَالرَّيَاحِينِ ، فَوَقَفَا يَبْكِيَانِ وَيَسْالْأَنِ اللَّهَ الْجَنَّةَ
قَالَ النَّضْرُ : وَحَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ ، أَنَّ الرَّبِيعَ بْنَ خُثَيْمٍ ، مَرَّ فِي الْحَدَّادِينَ ، فَنَظَرَ فِي كِيرٍ ، فَصَعِقَ
حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بِسْطَامٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَلِيٍّ الصَّرَّافُ ، أَنَّ حَسَّانَ بْنَ أَبِي سِنَانٍ قُدِّمَ لَهُ سُكَّرٌ مِنَ الْأَهْوَازِ , فَرَبِحَ فِيهِ مَالًا كَثِيرًا ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ قَوْمٌ مِنْ إِخْوَانِهِ يُهَنِّؤُونَهُ بِذَلِكَ ، فَوَجَدُوهُ فِي نَاحِيَةِ الْحُجْرَةِ يَبْكِي ، فَقَالُوا : يَا عَبْدَ اللَّهِ هَذِهِ نِعْمَةٌ مِنَ اللَّهِ عَلَيْكَ ، فَفِيمَ الْبُكَاءُ ؟ قَالَ : إِنِّي خَشِيتُ وَاللَّهِ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ سَكَرًا ، فَاسْتِدْرَاجًا , وَإِنِّي أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ مِنْ نِسْيَانِي مَا ذَكَّرَنِي بِهِ رَبِّي ، وَمِنْ غَفْلَتِنَا عَنْ ذَلِكَ
حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَفْصٍ الْقُرَشِيُّ ، قَالَ : بَعَثَ بَعْضُ الْأُمَرَاءِ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْمُنْكَدِرِ بِمَالٍ ، فَجَاءَ بِهِ الرَّسُولُ ، فَوَضَعَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ ، فَجَعَلَ عُمَرُ يَنْظُرُ إِلَيْهِ وَيَبْكِي , ثُمَّ جَاءَ أَبُو بَكْرٍ ، فَلَمَّا رَأَى عُمَرَ يَبْكِي ، جَلَسَ يَبْكِي لِبُكَائِهِ , ثُمَّ جَاءَ مُحَمَّدٌ ، فَجَلَسَ يَبْكِي لِبُكَائِهِمَا , فَاشْتَدَّ بُكَاؤُهُمْ جَمِيعًا . فَبَكَى الرَّسُولُ أَيْضًا لِبُكَائِهِمْ , ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى صَاحِبِهِ ، فَأَخْبَرَهُ بِذَلِكَ , فَأَرْسَلَ رَبِيعَةَ بْنَ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَسْتَعْلِمُ عِلْمَ ذَلِكَ الْبُكَاءِ , فَجَاءَ رَبِيعَةُ ، فَذَكَرَ ذَلِكَ لِمُحَمَّدٍ ، فَقَالَ مُحَمَّدٌ : سَلْهُ ، فَهُوَ أَعْلَمُ بِبُكَائِهِ مِنِّي . فَاسْتَأْذَنَ عَلَيْهِ رَبِيعَةُ ، فَقَالَ : يَا أَخِي مَا الَّذِي أَبْكَاكَ مِنْ صِلَةِ الْأَمِيرِ لَكَ ؟ قَالَ : إِنِّي وَاللَّهِ خَشِيتُ أَنْ تَغْلِبَ الدُّنْيَا عَلَى قَلْبِي , فَلَا يَكُونَ لِلْآخِرَةِ فِيهِ نَصِيبٌ ، فَذَاكَ الَّذِي أَبْكَانِي . قَالَ : فَأَمَرَ بِالْمَالِ ، فَتُصُدِّقَ بِهِ عَلَى فُقَرَاءِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ , فَجَاءَ رَبِيعَةُ ، فَأَخْبَرَ الْأَمِيرَ بِذَلِكَ ، فَبَكَى وَقَالَ : هَكَذَا وَاللَّهِ يَكُونُ الْخَيْرُ
حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ ، قَالَ : حَدَّثَنِي الْحُمَيْدِيُّ ، عَنْ سُفْيَانَ ، قَالَ : كَانَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَومًا سَاكِتًا وَأَصْحَابُهُ يَتَحَدَّثُونَ ، فَقَالُوا لَهُ : مَا لَكَ لَا تَتَكَلَّمُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ؟ قَالَ : كُنْتُ مُفَكِّرًا فِي أَهْلِ الْجَنَّةِ كَيْفَ يَتَزَاوَرُونَ فِيهَا ، وَفِي أَهْلِ النَّارِ كَيْفَ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا ثُمَّ بَكَى