بَعَثَ بَعْضُ الْأُمَرَاءِ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْمُنْكَدِرِ بِمَالٍ ، فَجَاءَ بِهِ الرَّسُولُ ، فَوَضَعَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ ، فَجَعَلَ عُمَرُ يَنْظُرُ إِلَيْهِ وَيَبْكِي , ثُمَّ جَاءَ أَبُو بَكْرٍ ، فَلَمَّا رَأَى عُمَرَ يَبْكِي ، جَلَسَ يَبْكِي لِبُكَائِهِ , ثُمَّ جَاءَ مُحَمَّدٌ ، فَجَلَسَ يَبْكِي لِبُكَائِهِمَا , فَاشْتَدَّ بُكَاؤُهُمْ جَمِيعًا . فَبَكَى الرَّسُولُ أَيْضًا لِبُكَائِهِمْ , ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى صَاحِبِهِ ، فَأَخْبَرَهُ بِذَلِكَ , فَأَرْسَلَ رَبِيعَةَ بْنَ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَسْتَعْلِمُ عِلْمَ ذَلِكَ الْبُكَاءِ , فَجَاءَ رَبِيعَةُ ، فَذَكَرَ ذَلِكَ لِمُحَمَّدٍ ، فَقَالَ مُحَمَّدٌ : سَلْهُ ، فَهُوَ أَعْلَمُ بِبُكَائِهِ مِنِّي . فَاسْتَأْذَنَ عَلَيْهِ رَبِيعَةُ ، فَقَالَ : يَا أَخِي مَا الَّذِي أَبْكَاكَ مِنْ صِلَةِ الْأَمِيرِ لَكَ ؟ قَالَ : إِنِّي وَاللَّهِ خَشِيتُ أَنْ تَغْلِبَ الدُّنْيَا عَلَى قَلْبِي , فَلَا يَكُونَ لِلْآخِرَةِ فِيهِ نَصِيبٌ ، فَذَاكَ الَّذِي أَبْكَانِي . قَالَ : فَأَمَرَ بِالْمَالِ ، فَتُصُدِّقَ بِهِ عَلَى فُقَرَاءِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ , فَجَاءَ رَبِيعَةُ ، فَأَخْبَرَ الْأَمِيرَ بِذَلِكَ ، فَبَكَى وَقَالَ : هَكَذَا وَاللَّهِ يَكُونُ الْخَيْرُ "
حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَفْصٍ الْقُرَشِيُّ ، قَالَ : بَعَثَ بَعْضُ الْأُمَرَاءِ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْمُنْكَدِرِ بِمَالٍ ، فَجَاءَ بِهِ الرَّسُولُ ، فَوَضَعَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ ، فَجَعَلَ عُمَرُ يَنْظُرُ إِلَيْهِ وَيَبْكِي , ثُمَّ جَاءَ أَبُو بَكْرٍ ، فَلَمَّا رَأَى عُمَرَ يَبْكِي ، جَلَسَ يَبْكِي لِبُكَائِهِ , ثُمَّ جَاءَ مُحَمَّدٌ ، فَجَلَسَ يَبْكِي لِبُكَائِهِمَا , فَاشْتَدَّ بُكَاؤُهُمْ جَمِيعًا . فَبَكَى الرَّسُولُ أَيْضًا لِبُكَائِهِمْ , ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى صَاحِبِهِ ، فَأَخْبَرَهُ بِذَلِكَ , فَأَرْسَلَ رَبِيعَةَ بْنَ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَسْتَعْلِمُ عِلْمَ ذَلِكَ الْبُكَاءِ , فَجَاءَ رَبِيعَةُ ، فَذَكَرَ ذَلِكَ لِمُحَمَّدٍ ، فَقَالَ مُحَمَّدٌ : سَلْهُ ، فَهُوَ أَعْلَمُ بِبُكَائِهِ مِنِّي . فَاسْتَأْذَنَ عَلَيْهِ رَبِيعَةُ ، فَقَالَ : يَا أَخِي مَا الَّذِي أَبْكَاكَ مِنْ صِلَةِ الْأَمِيرِ لَكَ ؟ قَالَ : إِنِّي وَاللَّهِ خَشِيتُ أَنْ تَغْلِبَ الدُّنْيَا عَلَى قَلْبِي , فَلَا يَكُونَ لِلْآخِرَةِ فِيهِ نَصِيبٌ ، فَذَاكَ الَّذِي أَبْكَانِي . قَالَ : فَأَمَرَ بِالْمَالِ ، فَتُصُدِّقَ بِهِ عَلَى فُقَرَاءِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ , فَجَاءَ رَبِيعَةُ ، فَأَخْبَرَ الْأَمِيرَ بِذَلِكَ ، فَبَكَى وَقَالَ : هَكَذَا وَاللَّهِ يَكُونُ الْخَيْرُ