حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ بَشِيرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ ذَكْوَانَ ، عَنِ الْحَسَنِ ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : إِنَّ أَبَاكُمْ آدَمَ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ كَانَ طِوَالًا مِثْلَ النَّخْلَةِ السَّحُوقِ ، سِتِّينَ ذِرَاعًا . وَكَانَ طَوِيلَ الشَّعْرِ ، مُوَارِيًا الْعَوْرَةَ . فَلَمَّا أَصَابَ الْخَطِيئَةَ بَدَتْ لَهُ سَوْأَتُهُ ، فَخَرَجَ هَارِبًا فِي الْجَنَّةِ . فَلَقِيَتْهُ شَجَرَةٌ ، فَأَخَذَتْ بِنَاصِيَتِهِ ، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ : يَا آدَمُ أَفِرَارًا مِنِّي ؟ قَالَ : لَا يَا رَبِّ ، وَلَكِنْ حَيَاءً مِمَّا جِئْتُ بِهِ . قَالَ : فَأَهْبَطَهُ اللَّهُ إِلَى الْأَرْضِ , فَلَمَّا حَضَرَتْ وَفَاتُهُ ، بَعَثَ اللَّهُ بِكَفَنِهِ وَحَنُوطِهِ مِنَ الْجَنَّةِ . فَلَمَّا رَأَتْ حَوَّاءُ الْمَلَائِكَةَ ذَهَبَتْ لِتَدْخُلَ دُونَهُمْ ، فَقَالَ : خَلِّي بَيْنِي وَبَيْنَ رُسُلِ رَبِّي ، فَمَا لَقِيتُ مَا لَقِيتُ إِلَّا مِنْ قِبَلِكِ ، وَمَا أَصَابَنِي مَا أَصَابَنِي إِلَّا فِيكِ . فَغَسَّلَتْهُ الْمَلَائِكَةُ بِالْمَاءِ وَالسِّدْرِ وِتْرًا ، وَكَفَّنُوهُ فِي وِتْرٍ مِنَ الثِّيَابِ ، وَأَلْحَدُوا لَهُ ، وَدَفَنُوهُ ، وَقَالُوا : هَذِهِ سُنَّةُ وَلَدِ آدَمَ مِنْ بَعْدِهِ
حَدَّثَنَا شُجَاعُ بْنُ مَخْلَدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ سَعْدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ ، قَالَ : قُلْتُ : لَهُ : كَمْ كَبَّرَتِ الْمَلَائِكَةُ عَلَيْهِ ؟ يَعْنِي عَلَى آدَمَ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ . قَالَ : كَبَّرُوا عَلَيْهِ أَرْبَعَ تَكْبِيرَاتٍ
حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْأَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ ، عَنِ الْحَسَنِ ، عَنْ عُتَيٍّ ، عَنْ أُبَيٍّ قَالَ أُلْحِدَ لِآدَمَ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ
حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ حُسَيْنٍ ، عَنْ يَعْلَى بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : لَمَّا أَكَلَ آدَمُ مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتِي نُهِيَ عَنْهَا قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَهُ : مَا حَمَلَكَ عَلَى أَنْ عَصَيْتَنِي ؟ قَالَ : رَبِّ زَيَّنَتْهُ لِي حَوَّاءُ . قَالَ : فَإِنِّي أَعْقَبْتُهَا أَنْ لَا تَحْمِلَ إِلَّا كُرْهًا ، وَلَا تَضَعَ إِلَّا كُرْهًا . وَدَمَّيْتُهَا فِي الشَّهْرِ مَرَّتَيْنِ . فَلَمَّا سَمِعَتْ حَوَّاءُ ذَلِكَ رَنَّتْ . فَقَالَ لَهَا : عَلَيْكِ الرَّنَةُ وَعَلَى بَنَاتِكِ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي سُمَيْنَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبِي الْوَزِيرِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مَخْلَدُ بْنُ حُسَيْنٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَالِكٍ النُّكْرِيِّ ، عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، {{ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا }} قَالَ : كَانَ لِبَاسُهُمَا الظُّفُرَ . فَلَمَّا أَصَابَا الْخَطِيئَةَ نُزِعَ عَنْهُمَا ، وَتُرِكَ الظُّفُرُ تَذْكِرَةً
حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ ، قَالَ : سَمِعْتُ النَّضْرَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ ، قَالَ : قَالَ اللَّهُ : يَا آدَمُ عَصَيْتَنِي , وَأَطَعْتَ إِبْلِيسَ ؟ قَالَ : يَا رَبِّ , أَقْسَمَ لِي بِكَ أَنَّهُ لِي نَاصِحٌ ؛ وَظَنَنْتُ أَنَّ أَحَدًا لَا يُقْسِمُ بِكَ كَاذِبًا
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا رَبَاحٌ ، أَوْ غَيْرُهُ ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ ، عَنْ هِشَامٍ ، عَنِ الْحَسَنِ ، قَالَ : بَكَى آدَمُ حِينَ أُهْبِطَ مِنَ الْجَنَّةِ ثَلَاثَمِائَةِ عَامٍ ، حَتَّى جَرَتْ أَوْدِيَةُ سَرَنْدِيبَ مِنْ دُمُوعِهِ
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ مِسْعَرٍ ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ ، عَنِ ابْنِ سَابِطٍ ، قَالَ : لَوْ عُدِلَ بُكَاءُ أَهْلِ الْأَرْضِ بِبُكَاءِ آدَمَ حِينَ أُهْبِطَ مِنَ الْجَنَّةِ ، كَانَ بُكَاءُ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَكْثَرَ
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ ، قَالَ : حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ ، عَنْ أَبِي يَحْيَى ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : نَزَلَ آدَمُ بِالْحَجَرِ يَمْسَحُ بِهِ دُمُوعَهُ حِينَ أُهْبِطَ مِنَ الْجَنَّةِ وَلَمْ تَرْقَأْ عَيْنُ آدَمَ حِينَ خَرَجَ مِنَ الْجَنَّةِ حَتَّى رَجَعَ إِلَيْهَا
حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ ، قَالَ : حَدَّثَنِي الْحُمَيْدِيُّ ، عَنْ سُفْيَانَ ، قَالَ : حُدِّثْتُ عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ ، قَالَ : بَكَى آدَمُ عَلَى الْجَنَّةِ حِينَ أُهْبِطَ مِنْهَا ثَلَاثَمِائَةِ عَامٍ ، لَا يَرْقَأُ لَهُ دَمْعٌ
حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بَكْرٍ ، عَنِ الْهَيَّاجِ بْنِ بِسْطَامٍ ، عَنْ أَشْرَسَ ، عَنْ وَهْبٍ ، قَالَ : بَكَى آدَمُ عَلَى الْجَنَّةِ ثَلَاثَمِائَةِ عَامٍ ، وَمَا رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ بَعْدَمَا أَصَابَ الْخَطِيئَةَ
حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ ، قَالَ : حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : بَكَى آدَمُ عَلَى خَطِيئَتِهِ مِائَةَ سَنَةٍ ، وَمَا رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ بَعْدَ ذَلِكَ حَيَاءً مِنْ رَبِّهِ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ الضَّرِيرُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ عُبَيْدٍ الْإِيَادِيُّ ، عَنْ , يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ ، قَالَ : بَكَى آدَمُ لَمَّا أُهْبِطَ مِنَ الْجَنَّةِ ثَلَاثَمِائَةَ سَنَةٍ ، لَا تَرْقَأُ لَهُ دَمْعَهٌ . فَقَالَ لَهُ بَعْضُ وَلَدِهِ : قَدْ آذَيْتَ مَنْ فِي الْأَرْضِ بِطُولِ بُكَائِكَ . فَقَالَ : أَنَا أَبْكِي عَلَى أَصْوَاتِ الْمَلَائِكَةِ حَوْلَ الْعَرْشِ
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا جَدِّي يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ الْبَجَلِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا عُمَارَةُ بْنُ زَاذَانَ الصَّيْدَلَانِيُّ ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ ، قَالَ : لَمَّا طَالَ بُكَاءُ آدَمَ عَلَى الْجَنَّةِ ، قِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ ، فَقَالَ : إِنَّمَا أَبْكِي عَلَى جِوَارِ رَبِّي فِي دَارٍ تُرْبَتُهَا طَيِّبَةٌ ، فِيهَا أَصْوَاتُ الْمَلَائِكَةِ
حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ ، قَالَ : مَكَثَ آدَمُ فِي الْأَرْضِ أَرْبَعِينَ سَنَةً مَا يُبْدِي عَنْ وَاضِحِهِ ، وَمَا تَرْقَأُ لَهُ دَمْعَةٌ . فَقَالَتْ لَهُ حَوَّاءُ : قَدِ اسْتَوْحَشْنَا إِلَى أَصْوَاتِ الْمَلَائِكَةِ ، ادْعُ رَبَّكَ أَنْ يُسْمِعَنَا أَصْوَاتَهُمْ قَالَ : مَازِلْتُ أَسْتَحْيِي مِنْ رَبِّي أَنْ أَرْفَعَ رَأْسِي إِلَى أَدِيمِ السَّمَاءِ مِمَّا صَنَعْتُ
حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ ، قَالَ : حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ ، عَنِ الْحَسَنِ ، قَالَ : أُهْبِطَ آدَمُ مِنَ الْجَنَّةِ ، فَبَكَى ثَلَاثَمِائَةِ سَنَةٍ لَا يَرْفَعُ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ ، وَلَا يَلْتَفِتُ إِلَى الْمَرْأَةِ ، وَلَا يَضَعُ يَدَهُ عَلَيْهَا
حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ ، قَالَ : سَمِعْتُ سُفْيَانَ ذَكَرَ آدَمَ فَقَالَ : يُقَالُ إِنَّهُ بَكَى عَلَى جَبَلِ الْهِنْدِ ثَلَاثَمِائَةِ عَامٍ ، حَتَّى صَارَ فِي وَجْهِهِ جَدْوَلَانِ ، وَمَا ضَحِكَ حَتَّى أَتَاهُ الْمَلَكُ فَقَالَ : حَيَّاكَ اللَّهُ وَبَيَّاكَ
حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ ، قَالَ : حَدَّثَنِي الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ ، عَنْ حَسَّانَ بْنِ عَطِيَّةَ ، قَالَ : بَكَى آدَمُ عَلَى الْجَنَّةِ سِتِّينَ عَامًا
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ جَرِيرٍ ، عَنْ بَكْرِ بْنِ خُنَيْسٍ ، قَالَ : قَالَ وَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ : مَكَثَ آدَمُ مُنْكَفِئًا رَأْسُهُ بَعْدَمَا هَبَطَ مِنَ الْجَنَّةِ مِائَةَ عَامٍ ، لَا يَنْظُرُ إِلَى السَّمَاءِ ، وَلَا يَرْقَأُ لَهُ دَمْعٌ ، يُنَادِي : إِلَهِي غَرَّتْنِي حَوَّاءُ ، وَاسْتَزَلَّنِي إِبْلِيسُ ، وَاسْتَحْوَذَ عَلَيَّ الْبَلَاءُ ، {{ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ }} فَنُودِيَ : يَا آدَمُ قَدْ غُفِرَ لَكَ . فَبَكَى بَعْدَ ذَلِكَ مِائَةَ عَامٍ اسْتِحْيَاءً مِنْ رَبِّهِ
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُجَاشِعُ بْنُ عَمْرٍو التَّمِيمِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ الْمَهْرِيُّ ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ ، قَالَ : لَمَّا أُهْبِطَ آدَمُ إِلَى الْأَرْضِ مَكَثَ لَا يَرْقَأُ لَهُ دُمُوعُهُ ، اطَّلَعَ اللَّهُ إِلَيْهِ فِي الْيَوْمِ السَّابِعِ وَهُوَ مَحْزُونٌ كَظِيمٌ مُنَكِّسٌ رَأْسَهُ ، فَأَوْحَى إِلَيْهِ : يَا آدَمُ مَا هَذَا الْجَهْدُ الَّذِي أَرَى بِكَ ؟ وَمَا هَذِهِ الْبَلِيَّةُ الَّتِي بِكَ بَلَاؤْهَا ؟ قَالَ آدَمُ إِلَهِي عَظُمَتْ مُصِيبَتِي ، وَأَحَاطَتْ بِي خَطِيئَتِي ، وَأُخْرِجْتُ مِنْ مَلَكُوتِ رَبِّي ، فَصِرْتُ فِي دَارِ الْهَوَانِ بَعْدَ الْكَرَامَةِ ، وَفِي دَارِ الشَّقَاءِ بَعْدَ السَّعَادَةِ ، وَفِي دَارِ النَّصَبِ وَالْعَنَاءِ بَعْدَ الْخَفْضِ وَالرَّاحَةِ ، وَفِي دَارِ الْبَلَاءِ بَعْدَ الْعَافِيَةِ ، وَفِي دَارِ الزَّوَالِ وَالظَّعْنِ بَعْدَ الْقَرَارِ وَالطُّمَأْنِينَةِ ، وَفِي دَارِ الْمَوْتِ وَالْفَنَاءِ بَعْدَ الْخُلْدِ وَالْبَقَاءِ ، فَكَيْفَ لَا أَبْكِي عَلَى خَطِيئَتِي ؟ وَكَيْفَ لَا تَحْزَنُ نَفْسِي ؟ أَمْ كَيْفَ لِي أَنْ أَجْتَبِرَ هَذِهِ الْمُصِيبَةَ . فَأُوحِيَ إِلَيْهِ : يَا آدَمُ أَلَمْ أَصْطَنِعْكَ لِنَفْسِي ، وَأَحْلَلْتُكَ دَارِي ، وَاصْطَفَيْتُكَ عَلَى خَلْقِي ، وَخَصَصْتُكَ بِكَرَامَتِي ، وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّتِي ، وَحَذَّرْتُكَ سَخَطِي ؟ أَلَمْ أَخْلُقْكَ بِيَدِي ، وَأَنْفُخْ فِيكَ مِنْ رُوحِي ، وَأُسْجِدْ لَكَ مَلَائِكَتِي ؟ أَلَمْ تَكُ فِي بَحْبُوحَةِ كَرَامَتِي ، وَمُنْتَهَى رَحْمَتِي ، فَعَصَيْتَ أَمْرِي ، وَنَسِيتَ عَهْدِي ، وَتَعَرَّضْتَ لِسَخَطِي ، وَضَيَّعْتَ وَصِيَّتِي ؟ فَكَيْفَ تَسْتَنْكِرُ نِقْمَتِي ؟ فَوَعِزَّتِي لَوْ مَلَأْتُ الْأَرْضَ رِجَالًا , كُلُّهُمْ يَعْبُدُونَنِي وَيُسَبِّحُونَنِي اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ، لَا يَفْتُرُونَ ، ثُمَّ عَصَوْنِي ، لَأَنْزَلْتُهُمْ مَنَازِلَ الْعَاصِينَ الْآثَمَةِ الْخَاطِئِينَ قَالَ : فَبَكَى آدَمُ عِنْدَ ذَلِكَ ثَلَاثَمِائَةِ عَامٍ عَلَى جَبَلِ الْهِنْدِ ، تَجْرِي دُمُوعُهُ فِي أَوْدِيَةِ جِبَالِهَا . قَالَ : فَنَبَتَتْ بِتِلْكَ الْمَدَامِعِ أَشْجَارُ طِيبِكُمْ هَذَا . قَالَ : ثُمَّ خَرَجَ يَؤُمُّ الْبَيْتَ الْعَتِيقَ ، فَجَعَلَ يَخْطُو الْخُطْوَةَ ، فَيَكُونُ مَوْضِعُ قَدَمَيْهِ ذَا مَسَاكِنَ وَعُمْرَانٍ ، وَبَيْنَهُمَا مَفَاوِزُ وَبَرارِيُّ ، حَتَّى أَتَى الْبَيْتَ ، فَطَافَ سُبُوعًا ، فَبَكَى حَتَّى خَاضَ فِي دُمُوعِهِ إِلَى رُكْبَتَيْهِ . ثُمَّ صَلَّى ، فَبَكَى سَاجِدًا حَتَّى فَاضَتْ دُمُوعُهُ وَجَرَتْ عَلَى الْأَرْضِ . فَنُودِيَ عِنْدَ ذَلِكَ : يَا آدَمُ قَدْ رَحِمْتُ ضَعْفَكَ ، وَقَبِلْتُ تَوْبَتَكَ ، وَغَفَرْتُ ذَنْبَكَ . فَقَالَ : لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ ، سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ ، عَمِلْتُ سُوءًا ، وَظَلَمْتُ نَفْسِي ، فَتُبْ عَلَيَّ , إِنِّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ، فَاغْفِرْ لِي فَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ ، وَارْحَمْنِي فَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ . قَالَ : فَمَكَثَ بَعْدَ ذَلِكَ لَا يُبْدِي عَنْ وَاضِحِهِ ، حَتَّى أَتَاهُ الْمَلَكُ فَقَالَ : حَيَّاكَ اللَّهُ يَا آدَمُ وَبَيَّاكَ . قَالَ : فَضَحِكَ
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ الْأَزْدِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي سَعْدُ بْنُ يُونُسَ بْنِ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيُّ ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي الْهُذَيْلِ ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ ، قَالَ : أَوْحَى اللَّهُ إِلَى آدَمَ يَا آدَمُ مَا هَذِهِ الْكَآبَةُ الَّتِي بِوَجْهِكَ ، وَالْبَلِيَّةُ الَّتِي قَدْ أَحَاطَتْ بِكَ قَالَ : خُرُوجِي مِنْ دَارِ الْبَقَاءِ إِلَى دَارِ الْفِنَاءِ ، وَمِنْ دَارِ النَّعِيمِ إِلَى دَارِ الشَّقَاءِ قَالَ : ثُمَّ إِنَّ آدَمَ سَجَدَ سَجْدَةً عَلَى جَبَلِ الْهِنْدِ مِائَةَ عَامٍ يَبْكِي ، حَتَّى جَرَتْ دُمُوعُهُ فِي وَادِي سَرَنْدِيبَ فَأَنْبَتَ اللَّهُ بِذَلِكَ الْوَادِي مِنْ دُمُوعِ آدَمَ الدَّارَصِينِيَّ , وَالْقَرَنْفُلَ ، وَجَعَلَ طَيْرَ ذَلِكَ الْوَادِي الطَّوَاوِيسَ ثُمَّ إِنَّ جِبْرِيلَ أَتَاهُ فَقَالَ : يَا آدَمُ ارْفَعْ رَأْسَكَ ، فَقَدْ غُفِرَ لَكَ فَرَفَعَ رَأْسَهُ ، ثُمَّ أَتَى الْبَيْتَ ، فَطَافَ بِهِ سُبُوعًا ، فَمَا أَتَمَّهُ حَتَّى خَاضَ فِي دُمُوعِهِ إِلَى رُكْبَتَيْهِ ثُمَّ أَتَى مَوْضِعَ الْمَقَامِ ، فَصَلَّى فِيهِ رَكْعَتَيْنِ ، وَبَكَى حَتَّى جَرَتْ دُمُوعُهُ إِلَى الْأَرْضِ وَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ حَدَّثَنِي بِهَذَا الْحَدِيثِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى ، ثُمَّ لَقِيتُ مُحَمَّدَ بْنَ يَحْيَى فَحَدَّثَنِي بِهِ
حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَسَدُ بْنُ مُوسَى ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خَالِدٍ ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ ، وَعَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ عَطَاءٍ أَنَّ آدَمَ قَامَ مِائَةَ عَامٍ يَبْكِي ، حَتَّى جَرَى مِنْ عَيْنَيْهِ وَادِيَانِ ، يُقَالُ لِأَحَدِهِمَا : أَرْفَدُ ، وَالْآخَرُ بُلْجَرَانُ . سِبَاعُهُمَا النُّمُورُ ، وَرَضْرَاضُهُمَا الدُّرُّ وَالْيَاقُوتُ ، وَشَجَرُهُمَا الْأَلَنَجُوجُ وَكَانَ تِلْكَ الْمِائَةَ عَامٍ جِلْسَتُهُ جِلْسَةُ الْحَزِينِ ، يَدَهُ تَحْتَ خَدِّهِ
حَدَّثَنِي عَلِيٌّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَسَدٌ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خَالِدٍ ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ عَطَاءٍ ، قَالَ : لَمَّا أُهْبِطَ آدَمُ صَفَنَ عَلَى قَدَمَيْهِ مِائَةَ عَامٍ يَبْكِي عَلَى خَطِيئَتِهِ ، حَتَّى تَأَذَّتْ بِهِ الْمَلَائِكَةُ
حَدَّثَنِي عَلِيٌّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَسَدٌ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خَالِدٍ ، عَنْ أَبِي طَالِبٍ ، خَالِ أَبِي يُوسُفَ قَالَ : نَادَاهُ اللَّهُ : يَا آدَمُ أَيُّ جَارٍ كُنْتُ لَكَ ؟ قَالَ : سَيِّدِي نِعْمَ الْجَارُ كُنْتَ لِي قَالَ : اخْرُجْ مِنْ جِوَارِي وَسَلَبَهُ تَاجَهُ وُحُلِيَّهُ
حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ دِينَارٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُعَاذٌ الْعَنْبَرِيُّ ، عَنِ ابْنِ السَّمَّاكِ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ ذَرٍّ ، عَنْ مُجَاهِدٍ أَنَّ آدَمَ ، لَمَّا أَكَلَ مِنَ الشَّجَرَةِ تَسَاقَطَ عَنْهُ جَمِيعُ زِينَةِ الْجَنَّةِ ، فَلَمْ يَبْقَ عَلَيْهِ شَيْءٌ مِنْ زِينَتِهَا إِلَّا التَّاجُ وَالْإِكْلِيلُ وَجَعَلَ لَا يَسْتَتِرُ بِشَيْءٍ مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ إِلَّا سَقَطَ عَنْهُ فَالْتَفَتَ إِلَى حَوَّاءَ بَاكِيًا وَقَالَ : اسْتَعِدِّي لِلْخُرُوجِ مِنْ جِوَارِ اللَّهِ , هَذَا أَوَّلُ شُؤْمِ الْمَعْصِيَةِ . قَالَتْ : يَا آدَمُ مَا ظَنَنْتُ أَحَدًا يَحْلِفُ بِاللَّهِ كَاذِبًا , وَذَلِكَ أَنَّ إِبْلِيسَ لَمَّا قَاسَمَهُمَا عَلَى الشَّجَرَةِ , وَانْطَلَقَ آدَمُ فِي الْجَنَّةِ هَارِبًا اسْتِحْيَاءً مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، فَتَعَلَّقَتْ بِهِ شَجَرَةٌ بِبَعْضِ أَغْصَانِهَا ، ظَنَّ آدَمُ أَنَّهُ قَدْ عُوجِلَ بِالْعُقُوبَةِ , فَنَكَّسَ رَأْسَهُ يَقُولُ : الْعَفْوَ الْعَفْوَ . فَقَالَ اللَّهُ : يَا آدَمُ فِرَارًا مِنِّي ؟ قَالَ : بَلْ حَيَاءً مِنْكَ سَيِّدِي . فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَى الْمَلَكَيْنِ : أَخْرِجَا آدَمَ وَحَوَّاءَ مِنْ جِوَارِي ، فَإِنَّهُمَا قَدْ عَصَيَانِي . فَنَزَعَ جِبْرِيلُ التَّاجَ عَنْ رَأْسِهِ ، وَحَلَّ مِيكَائِيلُ الْإِكْلِيلَ عَنْ جَبِينِهِ . قَالَ مُجَاهِدٌ فَلَمَّا أُهْبِطَ مِنْ مَلَكُوتِ الْقُدُسِ إِلَى دَارِ الْجُوعِ وَالْمَسْغَبَةِ ، بَكَى عَلَى خَطِيئَتِهِ مِائَةَ سَنَةٍ . قَدْ رَمَى بِرَأْسِهِ عَلَى رُكْبَتَيْهِ حَتَّى نَبَتَتِ الْأَرْضُ عُشْبًا وْأَشْجَارًا مِنْ دُمُوعِهِ ، حَتَّى يَقَعَ الدَّمْعُ فِي نُقُرِ الْجَلَاهَمِ وَأَقْعِيَتِهَا . فَمَرَّ بِهِ نَسْرٌ عَظِيمٌ قَدْ أَجْهَدَهُ الْعَطَشُ ، فَشَرِبَ مِنْ دُمُوعِ آدَمَ وَأَنْطَقَ اللَّهُ النَّسْرَ فَقَالَ : يَا آدَمُ إِنِّي فِي هَذِهِ الْأَرْضِ قَبْلَكَ بِأَلْفَيْ عَامٍ , وَقَدْ بَلَغْتُ شَرْقَ هَذِهِ الْأَرْضَ وَغَرْبَهَا ، وَشَرِبْتُ مِنْ بُطُونِ أَوْدِيَتِهَا ، وُغُدْرَانِ جِبَالِهَا ، وَسِيفِ بِحَارِهَا ، مَا شَرِبْتُ مَاءً أَعْذَبَ وَلَا أَطْيَبَ رَائِحَةً مِنْ هَذَا الْمَاءِ . قَالَ آدَمُ وَيْحَكَ يَا نَسْرُ أَتَعْقِلُ مَا تَقُولُ ؟ مِنْ أَيْنَ تَجِدُ عُذُوبَةَ دَمْعِ مَنْ عَصَى رَبَّهُ ، وَجرَى عَلَى خَدَّيْنِ عَاصِيَيْنِ ؟ وَأَيُّ دَمْعٍ أَمَرُّ مِنْ دَمْعِ عَاصٍ ؟ وَلَكِنْ أَظُنُّ بِكَ أَيُّهَا النَّسْرُ أَنَّكَ تُعَيِّرُنِي لِأَنِّي عَصَيْتُ رَبِّي ، فَأُزْعِجْتُ مِنْ دَارِ النِّعْمَةِ إِلَى دَارِ الْبُؤْسِ وَالْمَسْكَنَةِ . فَقَالَ النَّسْرُ : يَا آدَمُ أَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنَ التَّعْيِيرِ ، فَمَا أُعَيِّرُكَ ، وَلَكِنْ هَكَذَا وَجَدْتُ طَعْمَ دُمُوعِكَ . وَأَيُّ دَمْعٍ أَعْذَبُ مِنْ دَمْعِ عَبْدٍ عَصَى رَبَّهُ ، وَذَكَرَ ذَنْبَهُ ، فَوَجِلَ قَلْبُهُ ، وَخَشَعَ جِسْمُهُ ، وَبَكَى عَلَى خَطِيئَتِهِ خَوْفًا مِنْ رَبِّهِ
وَحَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَالِمٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَلْحَةَ ، يَقُولُ : إِنَّ أَوَّلَ شَيْءٍ أَكَلَهُ آدَمُ حِينَ أُهْبِطَ إِلَى الْأَرْضِ الْكُمَّثْرَى . وَأَنَّهُ لَمَّا أَرَادَ أَنْ يَتَغَوَّطَ أَخَذَهُ مِنْ ذَلِكَ كَمَا يَأْخُذُ الْمَرْأَةَ لِلْوِلَادَةِ . فَذَهَبَ شَرْقًا وَغَرْبًا ، لَا يَدْرِي كَيْفَ يَصْنَعُ ، حَتَّى نَزَلَ إِلَيْهِ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ ، فَأَقْعَى لَهُ آدَمُ فَخَرَجَ ذَلِكَ مِنْهُ . فَلَمَّا وَجَدَ رِيحَهُ ، مَكَثَ يَبْكِي سَبْعِينَ سَنَةً
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ فَرَجٍ ، عَنْ فَتْحٍ الْمَوْصِلِيِّ ، قَالَ : قَالَ آدَمُ لِابْنِهِ : بُنَيَّ ، كُنَّا نَسْلًا مِنْ نَسْلِ السَّمَاءِ ، خُلِقْنَا كَخَلْقِهِمْ , وَغُذِّينَا بِغَذَائِهِمْ ، فَسَبَانَا عَدُوُّنَا إِبْلِيسُ بِالْخَطِيئَةِ ، فَلَيْسَ لَنَا فَرَجٌ وَلَا رَاحَةٌ إِلَّا الْهَمُّ وَالْعَنَاءُ وَالنَّصَبُ ، حَتَّى نُرَدَّ إِلَى الدَّارِ الَّتِي أُخْرِجْنَا مِنْهَا
وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْفَرَجِ ، عَنْ فَتْحٍ الْمَوْصِلِيِّ ، قَالَ : قَالَ آدَمُ لِابْنِهِ : طَالَ وَاللَّهِ حُزْنِي عَلَى دَارٍ خَرَجْتُ مِنْهَا ، فَلَوْ رَأَيْتَهَا لَزَهِقَتْ نَفْسُكَ