حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ، ذَكَرَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ ، نا هِشَامُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الرَّازِيُّ ، نا يَحْيَى بْنُ الْعَلَاءِ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، قَالَ : كَانَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ رَجُلٌ قَدِ اعْتَزَلَ النَّاسَ فِي كَهْفِ جَبَلٍ ، وَكَانَ أَهْلُ زَمَانِهِ إِذَا قَحَطُوا اسْتَغَاثُوا بِهِ فَدَعَا اللَّهَ فَسَقَاهُمْ ، قَالَ : فَأَتَوْهُ فِي بَعْضِ أَمْرِهِمْ فَإِذَا هُوَ جَالِسٌ وَبِيَدِهِ عُودٌ يُقَلِّبَ بِهِ جَمَاجِمَ الْمَوْتَى وَعِظَامَهُمْ ، فَجَلَسُوا يَنْتَظِرُونَهُ وَكَرِهُوا أَنْ يُعَجِّلُوهُ عَمَّا هُوَ فِيهِ ، ثُمَّ خَلَوْا بِهِ ، فَبَيْنَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ صَرَخَ صَرْخَةً وَسَقَطَ ، فَذَهَبُوا يَنْتَظِرُونَ فَإِذَا هُوَ مَيِّتٌ ، قَالَ : فَأَكْبَرُوا ذَلِكَ ، وَحُشِدَ عَلَيْهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَخَذُوا فِي جِهَازِهِ ، فَبَيْنَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ هُوَ بِسَرِيرٍ يُرَفْرِفُ فِي أَعْنَانِ السَّمَاءِ حَتَّى انْتَهَى إِلَيْهِ ، فَقَامَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَقَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَصَّهُ بِهِ بِمَا رَأَيْتُهُ ، فَأَخَذَهُ فَوَضَعَهُ عَلَى السَّرِيرِ ، فَارْتَفَعَ السَّرِيرُ وَالنَّاسُ يَنْظُرُونَ إِلَيْهِ فِي الْهَوَاءِ حَتَّى غَابَ عَنْهُمْ ، فَقَالَ بَعْضُ أَحْبَارِهِمْ : سُبْحَانَكَ ، مَا أَكْرَمَ الْمُؤْمِنَ عَلَيْكَ
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ، ذَكَرَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي حَاتِمٍ الْأَزْدِيُّ ، ذَكَرَ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ السَّائِحِ ، أنا ابْنُ وَهْبٍ ، وَغَيْرُهُ يَزِيدَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الْحَدِيثِ : أَنَّ عَامِرَ بْنَ عَبْدِ قَيْسٍ كَانَ مِنْ أَفْضَلِ الْعَابِدِينَ ، فَفَرَضَ عَلَى نَفْسِهِ كُلَّ يَوْمٍ أَلْفَ رَكْعَةٍ ، يَقُومُ عِنْدَ طُلُوعِ الشَّمْسِ فَلَا يَزَالُ قَائِمًا إِلَى الْعَصْرِ ، ثُمَّ يَنْصَرِفُ وَقَدِ انْتَفَخَتْ سَاقَاهُ وَقَدَمَاهُ ، فَيَقُولُ : يَا نَفْسِي ، إِنَّمَا خُلِقْتِ لِلْعِبَادَةِ يَا أَمَّارَةً بِالسُّوءِ ، فَوَاللَّهِ لَأَعْمَلَنَّ لَكَ عَمَلًا لَا يَأْخُذُ الْفِرَاشُ مِنْكِ نَصِيبًا ، قَالَ : وَهَبَطَ وَادِيًا يُقَالُ لَهُ وَادِي السِّبَاعِ ، وَفِي الْوَادِي عَابِدٌ حَبَشِيٌّ يُقَالُ لَهُ حُمَمَةُ ، فَانْفَرَدَ عَامِرٌ فِي نَاحِيَةٍ وَحُمَمَةُ فِي نَاحِيَةٍ يُصَلِّيَانِ ، لَا هَذَا يَنْصَرِفُ إِلَى هَذَا ، وَلَا هَذَا يَنْصَرِفُ إِلَى هَذَا ، أَرْبَعِينَ يَوْمًا وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً ، إِذَا جَاءَتِ الْفَرِيضَةُ صَلَّيَا ثُمَّ أَقْبَلَا يَتَطَوَّعَانِ ، ثُمَّ انْصَرَفَ عَامِرٌ بَعْدَ أَرْبَعِينَ يَوْمًا ، فَجَاءَ إِلَى حُمَمَةَ فَقَالَ : مَنْ أَنْتَ يَرْحَمُكَ اللَّهُ ، قَالَ : دَعْنِي وَهَمِّي ، قَالَ : أَقْسَمْتُ عَلَيْكَ ، قَالَ : أَنَا حُمَمَةُ قَالَ عَامِرٌ : لَئِنْ كُنْتَ أَنْتَ حُمَمَةُ الَّذِي ذُكِرَ لِي لَأَنْتَ أَعْبَدُ مَنْ فِي الْأَرْضِ ، فَأَخْبِرْنِي عَنْ أَفْضَلِ خَصْلَةٍ ، قَالَ : إِنِّي لَمُقَصِّرٌ ، وَلَوْلَا مَوَاقِيتُ الصَّلَاةِ تَقْطَعُ عَلَيَّ الْقِيَامَ وَالسُّجُودَ لَأَحْبَبْتُ أَنْ أَجْعَلَ عُمُرِي رَاكِعًا ، وَوَجْهِي مَفْرَشًا حَتَّى أَلْقَاهُ ، وَلَكِنَّ الْفَرَائِضَ لَا تَدَعُنِي أَفْعَلُ ذَلِكَ ، فَمَنْ أَنْتَ يَرْحَمُكَ اللَّهُ ؟ قَالَ : أَنَا عَامِرُ بْنُ عَبْدِ قَيْسٍ قَالَ : إِنْ كُنْتَ عَامِرَ بْنَ عَبْدِ قَيْسٍ الَّذِي ذُكِرَ لِي فَأَنْتُ أَعْبَدُ النَّاسِ ، فَأَخْبِرْنِي بِأَفْضَلِ خَصْلَةٍ ، قَالَ : إِنِّي لَمُقَصِّرٌ ، وَلَكِنْ وَاحِدَةٌ عَظَّمْتُ هَيْبَةَ اللَّهِ فِي صَدْرِي حَتَّى مَا أَهَابُ شَيْئًا غَيْرَهُ ، فَاكْتَنَفَتْهُ السِّبَاعُ ، فَأَتَاهُ سَبُعٌ مِنْهَا فَوَثَبَ عَلَيْهِ مِنْ خَلْفِهِ فَوَضَعَ يَدَيْهِ عَلَى مَنْكِبَيْهِ وَعَامِرٌ يَتْلُو هَذِهِ الْآيَةَ {{ ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ }} فَلَمَّا رَأَى السَّبُعُ أَنَّهُ لَا يَكْتَرِثُ لَهُ ذَهَبَ ، فَقَالَ حُمَمَةُ : بِاللَّهِ يَا عَامِرُ أَمَا هَالَكَ مَا رَأَيْتَ ؟ قَالَ : إِنِّي لَأَسْتَحْيِي مِنَ اللَّهِ أَنْ أَهَابَ شَيْئًا غَيْرَهُ ، قَالَ حُمَمَةُ : لَوْلَا أَنَّ اللَّهَ ابْتَلَى بِالْبَطْنِ فَإِذَا أَكَلْنَا لَا بُدَّ لَنَا مِنَ الْحَدَثِ مَا رَآنِي رَبِّي إِلَّا رَاكِعًا وَسَاجِدًا ، وَكَانَ يُصَلِّي فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ ثَمَانِمِائَةِ رَكْعَةٍ ، وَكَانَ يَقُولُ : إِنِّي لَمُقَصِّرٌ فِي الْعِبَادَةِ ، وَكَانَ يُعَاقِبُ نَفْسَهُ
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ ، ذَكَرَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي حَاتِمٍ ، نا جَعْفَرُ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الْحَوَارِيِّ ، عَنْ أَبِي سُلَيْمَانَ الدَّارَانِيِّ ، قَالَ : قِيلَ لِعَامِرِ بْنِ عَبْدِ قَيْسٍ : النَّارُ قَدْ وَقَعَتْ قَرِيبًا مِنْ دَارِكَ ، قَالَ : دَعُوهَا فَإِنَّهَا مَأْمُورَةٌ ، وَأَقْبَلَ عَلَى صَلَاتِهِ ، فَأَخَذَتِ النَّارُ فَلَمَّا بَلَغَتْ دَارَهُ عَدَلَتْ عَنْهَا