حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ : نا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى ، وَزِيَادُ بْنُ يَحْيَى الْحَسَّانِيُّ ، قَالَا : نا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ ، عَنِ الْحَسَنِ ، قَالَ : قَالَ أَبُو مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيُّ : أَرَأَيْتُمْ نَفْسًا إِنْ أَنَا أَكْرَمْتَهَا وَنَعَّمْتَهَا وَوَعَدْتَهَا ذَمَّتْنِي غَدًا عِنْدَ اللَّهِ . قَالُوا : مَنْ تِلْكَ يَا أَبَا مُسْلِمٍ ؟ قَالَ : تِيكُمْ نَفْسِي .
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ : نا ابْنُ عَوْفٍ الطَّائِيُّ ، قَالَ : نا أَبُو الْمُغِيرَةِ ، قَالَ : نا صَفْوَانُ ، قَالَ : نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ جُبَيْرٍ ، وَغَيْرُهُ : أَنَّ أَبَا مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيَّ ، شَكَى إِلَيْهِ رَجُلٌ مَا يَلْقَى مِنْ أَذًى النَّاسِ ؟ فَقَالَ أَبُو مُسْلِمٍ : إِنَّكَ إِنْ تُنَافِرِ النَّاسَ يُنَافِرُوكَ ، وَإِنْ تَتْرُكْهُمْ لَا يَتْرُكُوكَ ، وَإِنْ تَفِرَّ مِنْهُمْ يُدْرِكُوكَ . قَالَ : فَمَا أَصْنَعُ ؟ قَالَ : هَبْ عِرْضَكَ لِيَوْمِ فَقْرِكَ ، وَخُذْ شَيْئًا مَنْ لَا شَيْءَ .
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ : نا وَهْبُ بْنُ بَقِيَّةَ ، عَنْ خَالِدٍ ، عَنْ مُحَمَّدٍ ، يَعْنِي ، ابْنَ عَمْرٍو ، عَنْ صَفْوَانَ ، عَنْ سُلَيْمٍ ، عَنْ أَبِي مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيِّ ، قَالَ : كَانَ النَّاسُ وَرَقًا لَا شَوْكَ فِيهِ ، وَأَنْتُمُ الْيَوْمَ شَوْكٌ لَا وَرَقَ فِيهِ ، إِنْ سَابَبْتَهُمْ سَابُّوكَ ، وَإِنْ نَافَرْتَهُمْ نَافَرُوكَ ، وَإِنْ تَرَكْتَهُمْ لَمْ يَتْرُكُوكْ . حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ : نا سَعِيدُ بْنُ نُصَيْرٍ ، قَالَ : نا أَبُو أُسَامَةَ ، قَالَ : نا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو ، عَنْ صَفْوَانَ ، ( عَنْ ) سُلَيْمٍ ، عَنْ أَبِي مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيِّ ، بِهَذَا قَالَ : وَإِنْ فَرَرْتَ مِنْهُمْ أَدْرَكُوكَ ، فَهَبْ لَهُمْ عِرْضَكَ لِيَوْمِ فَقْرِكَ .
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ : حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ ، قَالَ : نَا إِسْمَاعِيلُ ، عَنْ شُرَحْبِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيِّ : أَنَّ رَجُلَيْنِ أَتَيَا أَبَا مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيَّ فِي مَنْزِلِهِ يَطْلُبَانِهِ ، فَقَالَ بَعْضُ أَهْلِهِ : هُوَ فِي الْمَسْجِدِ ، فَأَتَيَا الْمَسْجِدَ ، فَوَجَدَاهُ يَرْكَعُ فَنَظَرَا انْصِرَافَهُ ، فَنَظَرَ أَحَدُهُمَا فَأَحْصَى أَنَّهُ رَكَعَ ثَلَاثَ مِائَةَ رَكْعَةً ، وَالْآخَرُ أَرْبَعَ مِائَةَ رَكْعَةً قَبْلَ أَنْ يَنْصَرِفَ ، فَقَالَا لَهُ : يَا أَبَا مُسْلِمٍ إِنَّا كُنَّا قُعُودٌ خَلْفَكَ نَنْظُرُكَ . فَقَالَ : أَمَا إِنِّي لَوْ عَلِمْتُ مَكَانَكُمَا لَانْصَرَفْتُ إِلَيْكُمَا ، وَمَا كَانَ لَكُمَا أَنْ تَحْفَظَا عَلَيَّ صَلَاتِي ، وَأُقْسِمُ لَكُمَا بِاللَّهِ إِنَّ خَيْرَ كَثْرَةِ السُّجُودِ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ .
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ : نا مُحَمَّدُ بْنُ آدَمَ بْنِ سُلَيْمَانَ ، قَالَ : نا أَبُو الْمَلِيحِ ، عَنْ يَزِيدِ بْنِ يَزِيدَ ، قَالَ : كَانَ أَبُو مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيُّ يَجْهَرُ بِالتَّكْبِيرِ حَتَّى يَكْثُرَ الصِّبْيَانُ عَلَيْهِ ، فَيَقُولُ : اذْكُرُوا اللَّهَ أَوْ كَبِّرُوا حَتَّى يُخَيَّلَ إِلَيَّ أَنَّهُ لَجَاهِلٌ أَوْ مَجْنُونٌ .
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ : نا عِيسَى بْنُ يُونُسَ الرَّمْلِيُّ ، قَالَ : نا ضَمْرَةُ ، عَنْ عَلي بْنِ أَبِي حَمْلَةَ ، قَالَ : سَمِعَ مُسْلِمُ بْنُ يَسَارٍ رَجُلًا يَدْعُو عَلَى رَجُلٍ ، فَقَالَ : كِلِ الظَّالِمَ إِلَى ظُلْمِهِ فَإِنَّهُ أَسْرَعُ إِلَيْهِ مِنْ دُعَائِكَ عَلَيْهِ ، إِلَّا أَنْ يَتَدَارَكَهُ بِعَمَلٍ ، وَقُمْنٌ أَنْ لَا يَفْعَلَ .
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ : نا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ ، قَالَ : نا بَقِيَّةُ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ أَبِي مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيِّ : أَنَّهُ كَانَ إِذَا غَزَا أَرْضَ الرُّومِ فَمَرُّوا بِنَهْرٍ قَالَ : أَجِيزُوا بِسْمِ اللَّهِ قَالَ : وَيَمُرُّ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ قَالَ : فَيَمُرُّونَ بِالنَّهْرِ الْغِمْرِ ، فَربمَا لَمْ تَبْلُغْ مِنَ الدَّوَابِّ إِلَّا إِلَى الرُّكَبِ أَوْ بَعْضِ ذَلِكَ ، أَوْ قَرِيبٍ مِنْ ذَلِكَ قَالَ : فَإِذَا جَازُوا قَالَ لِلنَّاسِ : هَلْ ذَهَبَ لَكُمْ شَيْءٌ ، فَمَنْ ذَهَبَ لَهُ شَيْءٌ فَأَنَا له ضَامِنٌ قَالَ : فَأَلْقَى أَحَدُهُمْ مِخْلَاتَهُ عَمْدًا ، فَلَمَّا جَازُوا قَالَ الرَّجُلُ : مِخْلَاتِي وَقَعَتْ فِي النَّهْرِ قَالَ : اتْبَعْنِي ، فَأَتْبَعْتُهُ فَإِذَا الْمِخْلَاةُ قَدْ تَعَلَّقَتْ بِبَعْضِ أَعْوَادِ النَّهْرِ ، فَقَالَ لَهُ : خُذْهَا .
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ : نا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، قَالَ : نا سُلَيْمَانُ ، يَعْنِي ، ابْنَ الْمُغِيرَةِ ، عَنْ حُمَيْدٍ : أَنَّ أَبَا مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيَّ أَتَى عَلَى دِجْلَةَ وَهِيَ تُرْمَى بِالْخَشَبِ مِنْ مُدِّهَا فَوَقَفَ عَلَيْهَا ، ثُمَّ حَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَذَكَرَ مَسِيرَ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْبَحْرِ ، ثُمَّ نَهَزَ دَابَّتَهُ فَخَاضَتِ الْمَاءَ ، وَتَبِعَهُ النَّاسُ حَتَّى قَطَعُوا ، ثُمَّ قَالَ : هَلْ فَقَدْتُمْ مِنْ مَتَاعِكُمْ شَيْئًا فَأَدْعُو اللَّهَ أَنْ يَرُدَّهُ عَلَيَّ .
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ : نا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ ، قَالَ : نا بَقِيَّةُ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ أَبِي مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيِّ : أَنَّ امْرَأَةً خَبَّثَتِ امْرَأَتَهُ ، فَدَعَا عَلَيْهَا ، فَذَهَبَ بَصَرُهَا ، فَأَتَتْهُ فَقَالَتْ : يَا أَبَا مُسْلِمٍ : إِنِّي قَدْ كُنْتُ فَعَلْتُ وَفَعَلْتُ ، وَإِنِّي لَا أَعُودُ لِمِثْلِهَا ، فَقَالَ : اللَّهُمَّ إِنْ كَانَتْ صَادِقَةً فَارْدُدْ عَلَيْهَا بَصَرَهَا قَالَ : فَأَبْصَرَتْ .
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ : نا عَلِيُّ بْنُ سَهْلٍ الرَّمْلِيُّ ، قَالَ : نا الْوَلِيدُ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاتِكَةِ ، يُخَبَرٍ أَنَّ أَبَا مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيَّ ، وَذَكَرُوا لَهُ مَا يُسْتَجَابُ لَهُ مِنْ دُعَائِهِ قَالَ : مَا عُرِضَتْ لِي دَعْوَةٌ قَطُّ إِلَّا ذَكَرْتُ جَهَنَّمَ فَصَرَفْتُ دَعْوَتِي إِلَى الِاسْتِعَاذَةِ مِنْهَا .
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ : نا مَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ ، قَالَ : نا الْوَلِيدُ ، قَالَ : نا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي الْعَاتِكَةِ ، قَالَ : اشْتَرَى أَبُو مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيُّ بَغْلَةً ، فَقَالَتْ أُمُّ مُسْلِمٍ : يَا أَبَا مُسْلِمٍ ، ادْعُ اللَّهَ لَنَا فِيهَا بِالْبَرَكَةَ ؟ فَقَالَ : اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِيهَا ، فَأَصْبَحَتْ نَافِقَةً ، فَاشْتَرَى أُخْرَى ، فَقَالَتْ : يَا أَبَا مُسْلِمٍ ، ادْعُ اللَّهَ لَنَا فِيهَا بِالْبَرَكَةَ ، فَقَالَ : حَمِيقٌ ، اللَّهُمَّ مَتِّعْنَا بِحَيَاتِهَا .
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ : نا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ مُطَهَّرٍ ، قَالَ : نا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ ، عَنْ حُمَيْدٍ الْخَوْلَانِيُّ قَالَ : لَا تَحَدَّثُونَ عَنْ إِبِلٍ هَزْلٍ جَرْبَاءَ دَبَرٍ . . . . . لِي أَحْمَالٌ ثِقَالٌ ، فَحَمَلَتْهَا حَتَّى انْتَهَتْ بِهَا إِلَى رَوْضَةٍ وَغَدِيرٍ ، فَأَكَلَتْ مِنْ نَبْتِ الرَّوْضَةِ وَشَرِبَتْ مِنَ الْغَدِيرِ ، فَذَهَبَ التَّعَبُ وَالْجَرَبُ وَالدَّبْرُ وَسَمِنَتْ ، فَقَرَّبَتْ إِلَى مَالِكِ الْأَحْمَالِ فَلَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَحْمِلَهَا قَالُوا : فَيَكُونُ هَذَا ؟ قَالَ : نَعَمْ قَدْ كَانَ .
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ : نَا عَلِيُّ بْنُ سَهْلٍ ، قَالَ : نا الْوَلِيدُ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاتِكَةِ ، أَنَّ أَبَا مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيَّ كَانَ يُعَلِّقُ سَوْطَهُ فِي مَسْجِدِهِ يُخَوِّفُ بِهِ نَفْسَهُ ، فَإِذَا دَخَلَتْهُ فَتْرَةٌ تَنَاوَلَهُ ثُمَّ ضَرَبَ بِهِ سَاقَهُ ، ثُمَّ يَقُولُ : أَنْتَ أَحَقُّ بِالضَّرْبِ مِنْ دَابَّتِي ، فَإِذَا غَلَبَهُ النَّوْمُ قَالَ : مِنْكَ لَا مِنِّي .
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ : نا الْوَلِيدُ ، قَالَ : نا مَرْوَانُ بْنُ جُنَاحٍ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ مَيْسَرَةَ بْنِ حَلْبَسٍ ، أَوْ غَيْرِهِ : أَنَّهُ كَانَ مِنْ هَدْي أَبِي مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيِّ إِذَا انْصَرَفَ إِلَى مَنْزِلِهِ بَعْدَ الْعِشَاءِ ، إِظْهَارَ التَّكْبِيرِ وَالذِّكْرِ ، فَإِذَا دَنَا مِنْ مَنْزِلِهِ فَسَمِعَتْهُ أُمُّ مُسْلِمٍ أَجَابَتْهُ بِالتَّكْبِيرِ ، فَإِذَا دَخَلَ مَنْزِلَهُ قَالَ : يَا أُمَّ مُسْلِمٍ شُدِّي رَحْلَكِ ، فَإِنَّهُ لَيْسَ عَلَى جِسْرِ جَهَنَّمَ مَعْبَرٌ .
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ : نا عِيسَى بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّمْلِيُّ ، قَالَ : نا ضَمْرَةُ ، عَنْ بِلَالِ بْنِ كَعْبٍ ، قَالَ الصِّبْيَانُ لِأَبِي مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيُّ : ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَحْبِسَ عَلَيْنَا هَذَا الظَّبْيَ ، فَيدْعُو اللَّهَ فَيَحْبَسِهُ عَلَيْهِمْ حَتَّى يَأْخُذُوهُ .
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ : نا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الْكَرِيمِ ، قَالَ : نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دَاوُدَ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ ، قَالَ : قَالَ أَبُو مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيُّ : مَا عَمِلْتُ عَمَلًا مُنْذُ كَذَا وَكَذَا أُبَالِي مَنْ رَآنِي إِلَّا حَاجَةً إِلَى أَهْلِي أَوْ حَاجَةً إِلَى الْخَلَاءِ .