حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ : نا مُحَمَّدُ بْنُ آدَمَ الْمِصِّيصِيُّ ، قَالَ : نا . . . . . قَالَ : نا سَلَّامُ بْنُ مِسْكِينٍ ، قَالَ : نا عِمْرَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْخُزَاعِيُّ ، قَالَ : كَانَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ لَا يَرْزَأُ أَحَدًا مِنَ النَّاسِ أَمِيرًا وَلَا خَلِيفَةً وَلَا غَيْرَهُ ، وَلَوْ تَعَلَّقَ إِنْسَانٌ بِرِدَائِهِ لِرَمَى بِهِ إِلَيْهِ ، وَلَا يُخَاصِمُ أَحَدًا وَلَا يُطْمِعُ أَحَدًا يَقُومُ عَلَى بَابِهِ قَالَ : وَتَرَكَ بِضْعًا وَثَلَاثِينَ أَلْفًا , وَعَطَاؤُهُ فِي بَيْتِ الْمَالِ أَلْفَيْنِ كُلَّ سَنَةٍ ، كُلَّمَا خَرَجَ عَزَلَهَا صَاحِبُ بَيْتِ الْمَالِ فَيَدَعُوهُ إِلَيْهَا ، فَيَقُولُ : لَا حَاجَةَ لِي فِيهَا وَلَا بَنِي مَرْوَانَ حَتَّى أَلْقَى اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ . قَالَ : وَكَانَ بَنُو الْخُلَفَاءِ يُؤْتَوْنَ بِشَرَابِهِمْ فِي رَمَضَانَ فَلَا يَذُوقُهُ ، فَإِنْ أُتِيَ بِجَرِيعَةٍ مِنْ بَيْتِهِ شَرِبَ ، وَإِلَّا رَجَعَ لَمْ يَشْرَبْ . وَلَا يَطْمَعُ أَمِيرُ الْمَدِينَةِ أَنْ يَطْلُبَ إِلَيْهِ حَاجَةً وَلَا يَقُومَ عَلَى بَابِهِ ، وَلَوْ أَرْسَلَ إِلَيْهِ لَمْ يُجِبْهُ ، رُبَّمَا أَشْكَلَ عَلَيْهِ الْقَضَاءُ فَيُرْسِلُ إِلَيْهِ ، فَيَقُولُ : قُلْ لِصَاحِبِكَ إِنَّ فُلَانًا كَانَ يَقُولُ كَذَا وَكَذَا ، وَفُلَانٌ كَانَ يَقُولُ كَذَا وَكَذَا . قَالَ سَلَّامٌ : مَا سَمِعْتُ بِأَحَدٍ مِنَ النَّاسِ كَانَ أَزْهَدَ فِي الدُّنْيَا ، وَلَا أَحْسَنَ تَجَمُّلًا مِنْهُ .
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ : نا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُصَفَّى ، قَالَ : نا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ ، قَالَ : نا ابْنُ حَرْمَلَةَ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ ، قَالَ : مَا لَقِيتُ النَّاسَ مُنْصَرِفِينَ مِنْ صَلَاةٍ مُنْذُ أَرْبَعِينَ سَنَةً .
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ : قُرِئَ عَلَى الْحَارِثِ بْنِ مِسْكِينٍ وَأَنَا شَاهِدٌ أَنَّ ابْنَ وَهْبٍ ، وَابْنَ الْقَاسِمِ ، أَخْبَرَاهُ الْمَعْنَى وَاحِدٌ وَهَذَا ، . . مَالِكٌ . . قَالَ : عَنِ ابْنِ الْقَاسِمِ ابْنِ عَمٍّ لَهُ : بَعَثَ إِلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ بِخَمْسَةِ آلَافِ دِرْهَمٍ ، فَأَتَى بِهَا الرَّسُولُ إِلَيْهِ ، فَوَجَدَهُ يُحَاسِبُ مَوْلًا لَهُ فِي نِصْفِ دِرْهَمٍ ، فَقَالَ : إِنَّ ابْنَ عَمِّكَ بَعَثَ إِلَيْكَ بِهَذَا لِتَسْتَعِينَ بِهِ فِي نَفَقَتِكَ ؟ فَقَالَ سَعِيدٌ : لَا حَاجَةَ لِي بِهَا ، وَكَلَّمَهُ الرَّسُولُ أَيْضًا فَقَالَ لَهُ : اغْرُبْ عَنِّي ، فَلَا حَاجَةَ لِي بِهَا . وَكَلَّمَهُ الرَّسُولُ أَتَتْرُكُ خَمْسَةَ آلَافِ دِرْهَمٍ وَتُحَاسِبُ غُلَامَكَ فِي نِصْفِ دِرْهَمٍ ؟ فَقَالَ : هَذَا النِّصْفُ دِرْهَمٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْهَا وَلَا حَاجَةَ لِي بِشَيْءٍ مِمَّا قِبَلَهُمْ . فَقَالَ مَالِكٌ : وَكَانَ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَأْخُذُ عَطَاءَهُ كُلَّ عَامٍ سِرًّا مِنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ ، فَلَمَّا مَاتَ دَفَعَهُ إِلَى وَلَدِهِ .
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ : نا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ ، وَقُرِئَ عَلَى الْحَارِثِ بْنِ مِسْكِينٍ وَأَنَا شَاهِدٌ ، قَالَا : أنا ابْنُ وَهْبٍ ، قَالَ : ني مَالِكٌ ، قَالَ : قَدِمَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ حَاجًّا فَأَرْسَلَ إِلَى الْمَسْجِدِ مَنْ يَأْتِيهِ بِرَجُلٍ يُحَدِّثُهُ ، فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ فَوَجَدَ ابْنَ الْمُسَيِّبِ فَقَالَ لَهُ : أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ يَدْعُوكَ ؟ فَسَكَتَ عَنْهُ ثُمَّ قَالَ لَهُ أَيْضًا . فَقَالَ ابْنُ الْمُسَيِّبِ : لَيْسَتْ لِي إِلَيْهِ حَاجَةٌ فَرَجَعَ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ ، فَعَرَفَ فِي وَجْهِهِ الشَّرَّ ، فَقَالَ : مَا لَكَ ؟ فَقَالَ : وَجَدْتُ إِنْسَانًا مَجْنُونًا قَالَ لِي : كَذَا وَكَذَا ، فَلَا أَعْلَمُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ : فَدَعْهُ ، ذَاكَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ .
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ : نا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ ، وَقُرِئَ عَلَى الْحَارِثِ بْنِ مِسْكِينٍ وَأَنَا شَاهِدٌ ، قَالَا : أنا ابْنُ وَهْبٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي مَالِكٌ ، قَالَ : حَجَّ الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ ، فَمَرَّ فِي الْمَسْجِدِ فَسَلَّمَ عَلَى ابْنِ الْمُسَيِّبِ ، فَقَالَ : وَعَلَيْكَ السَّلَامُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ . فَقَالَ الْوَلِيدُ : أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ رُدَّ عَلَيَّ ابْنُ الْمُسَيِّبِ كَأَنَّهُ سَرَّهُ ذَلِكَ .
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ : نا مُحَمَّدُ بْنُ حَسَّانَ ، قَالَ : نا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ يَعْنِي الْمَاجِشُونَ قَالَ : أَخْبَرَنِي الْمُطَّلِبُ بْنُ السَّائِبِ بْنِ أَبِي وَدَاعَةَ ، قَالَ : كُنْتُ جَالِسًا مَعَ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ فَمَرَّ بِنَا بُرَيْدٌ لِبَنِي مَرْوَانَ ، فَقَالَ لَهُ سَعِيدٌ : أَمِنْ رُسُلِ بَنِي مَرْوَانَ ؟ قَالَ : نَعَمْ . قَالَ : كَيْفَ تَرَكْتَ بَنِي مَرْوَانَ ؟ قَالَ : بِخَيْرٍ . قَالَ : تَرَكْتَهُمْ يُجِيعُونَ النَّاسَ وَيُشْبِعُونَ الْكِلَابَ . قَالَ : فَوَثَبَ الرَّسُولُ عَلَيْهِ ، فَقُمْتُ إِلَيْهِ فَلَمْ أَزَلْ أُزْجِيهِ حَتَّى انْطَلَقَ ، ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَى سَعِيدٍ ، فَقُلْتُ : يَغْفِرُ اللَّهُ لَكَ ، تُشِيطُ دَمَكَ بِالْكُلَيْمَةِ هَكَذَا تُلْقِيهَا قَالَ : فَضَرَبَ فَخِذِي ، ثُمَّ قَالَ : اسْكُتْ يَا حُمَيْقُ ، فَوَاللَّهِ لَا يَسْأَلُنِي اللَّهُ مَا أَخَذْتُ بِحُقُوقِهِ .
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ : نا مَحْمُودُ بْنُ خِدَاشٍ الطَّالْقَانِيُّ ، قَالَ : نا أَبُو ثَابِتٍ الْمَدَنِيُّ ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : كُنَّا نَقُولُ : إِنْ كَانَ أَحَدٌ مِنْ حَدِيدٍ ، فَإِنَّ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ مِنْ حَدِيدٍ . قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ : يَعْنِي صَلَابَتَهُ فِي أَمْرِ السُّلْطَانِ .
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ : نا مُحَمَّدُ بْنُ . . . . . قَالَ : نا كَثِيرٌ ، قَالَ : نا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ ، قَالَ : نا مَيْمُونُ بْنُ مِهْرَانَ : أَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ قَدِمَ الْمَدِينَةَ ، فَاسْتَيْقَظَ مِنْ قَائِلَتِهِ فَقَالَ لِحَاجِبِهِ : انْظُرْ فِي الْمَسْجِدِ أَحَدًا مِنْ حُدَّاثِي ؟ فَخَرَجَ فَلَمْ يَرَ إِلَّا سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ ، فَأَشَارَ إِلَيْهِ بِإِصْبَعِهِ ، فَلَمْ يَتَحَرَّكْ سَعِيدٌ ، فَأَتَاهُ الْحَاجِبُ ، فَقَالَ : أَلَمْ تَرَنِي أُشِيرُ إِلَيْكَ ؟ قَالَ : وَمَا حَاجَتُكَ ؟ قَالَ : اسْتَيْقَظَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ قَائِلَتِهِ ، فَقَالَ : انْظُرْ هَلْ تَرَى فِي الْمَسْجِدِ أَحَدًا مِنْ حُدَّاثِي ؟ فَقَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ : فَإِنِّي لَسْتُ مِنْ حُدَّاثِهِ . فَرَجَعَ الْحَاجِبُ فَقَالَ مَا وَجَدْتُ فِي الْمَسْجِدِ إِلَّا شَيْخًا فَأَشَرْتُ إِلَيْهِ ، فَلَمْ يَقُمْ ، ثُمَّ قُلْتُ لَهُ : إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ : انْظُرْ هَلْ تَرَى فِي الْمَسْجِدِ أَحَدًا مِنْ حُدَّاثِي ؟ قَالَ : فَإِنِّي لَسْتُ مِنْ حُدَّاثِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ , فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَبْدُ الْمَلِكِ : ذَاكَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ دَعْهُ .
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ : قُرِئَ عَلَى الْحَارِثِ بْنِ مِسْكِينٍ قَالَ : أَخْبَرَكَ ابْنُ الْقَاسِمِ , قَالَ مَالِكٌ : دَخَلَ نَافِعُ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ عَلَى سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَهُوَ مَرِيضٌ ، وَلَمْ يَطْعَمْ مُنْذُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ، وَقَالَ لَهُ أَهْلُهُ ، فَكَلِّمْهُ . فَقَالَ سَعِيدٌ : كَيْفَ يَأْكُلُ الْإِنْسَانُ وَهُوَ عَلَى مِثْلِ هَذَا الْحَالِ ؟ قَالَ : إِنَّهُ لَابُدَّ لِصَاحِبِ الدُّنْيَا مَا كَانَ فِيهَا مِنْ أَنْ يَطْعَمْ ، فَمَا زَالَ بِهِ حَتَّى حَسَى حَسْوًا ، ثُمَّ قَالَ لَهُ : سَلِ الْعَافِيَةَ فَإِنِّي أَظُنُّ الشَّيْطَانَ قَدْ كَانَ يَغِيظُهُ . . مِنَ الْمَسْجِدِ . فَقَالَ ابْنُ الْمُسَيِّبِ : اللَّهُمَّ سَلِّمْ . . مِنْهُ .
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ : قُرِئَ عَلَى الْحَارِثِ بْنِ مِسْكِينٍ وَأَنَا شَاهِدٌ ، قَالَ : أَخْبَرَكَ ابْنُ الْقَاسِمِ ، قَالَ مَالِكٌ : قِيلَ لِسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ : إِنَّ قَوْمًا يُصَلُّونَ مَا بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ ؟ فَقَالَ سَعِيدٌ : لَيْسَتْ هَذِهِ عِبَادَةٌ ، إِنَّمَا الْعِبَادَةُ الْوَرَعُ عَمَّا حَرَّمَ اللَّهُ ، وَالْفِكْرُ فِي أَمْرِ اللَّهِ .
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ : نا كَثِيرُ بْنُ عُبَيْدٍ ، وَعُمَرُ بْنُ حَفْصٍ الْوَصَّابِيُّ ، وَعَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ الْمَعْنِيُّ ، قَالُوا : أنا بَقِيَّةُ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ ، قَالَ : سَمِعْتُ نَعِيمًا ، يُحَدِّثُ إِنْ لَمْ يَكُنْ نُعَيْمٌ لَا أَدْرِي مَنْ هُوَ ؟ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ . قَالَ : ني إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ عَنْ أَعْيَنَ قَالَ : سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ قَالَ : مَنْ هَمَّ بِحَجٍّ أَوْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَيْرِ فَقَصَرَ دُونَهُ بَلَّغَهُ اللَّهُ ذَلِكَ الْخَيْرَ ، وَقَالَ عُمَرُ : وَكَانَ مَا نَوَى .
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ : نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ ، قَالَ : نا سُلَيْمَانُ يَعْنِي ابْنَ بِلَالٍ ، عَنْ يَحْيَى ، قَالَ : سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ ، وَذَكَرَ هَذِهِ الْآيَةَ : {{ إِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا }} قَالَ : هُوَ الَّذِي يُذْنِبُ ثُمَّ يَتُوبُ ثُمَّ يُذْنِبُ ثُمَّ يَتُوبُ
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ : نا الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ ، قَالَ : نا مُؤَمَّلٌ ، عَنْ سُفْيَانَ ، قَالَ : نا الْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ ، قَالَ : قَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ : عَلَيْكَ بِالْعُزْلَةِ فَإِنَّهَا عِبَادَةٌ .