حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ : نا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ ، قَالَ : أنا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، قَالَ : نا الْأَعْمَشُ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مَيْسَرَةَ ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ ، قَالَ : كَانَ لِي أَخٌ أكبر مِنِّي يُقَالُ لَهُ : أَبُو عَزْرَةَ ، وَكَانَ يُكْثِرُ ذِكْرَ سَلْمَانَ ، فَكُنْتُ مِمَّا كُنْتُ أَسْمَعُ مِنْ كَثْرَةِ ذِكْرِهِ إِيَّاهُ أَحْبَبْتُهُ ، وَكَانَ سَلْمَانُ إِذَا جَاءَ مَكَّةَ نَزَلَ الْقَادِسِيَّةِ ، فَقَالَ لِي أَخِي : هَلْ لَكَ فِي سَلْمَانَ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ ، فَانْطَلَقْنَا فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ بِالْقَادِسِيَّةِ فِي خُصٍّ فَإِذَا عِلْجٌ تَزْدَرِيهِ الْعَيْنُ حِينَ تَرَاهُ , فَإِذَا إِزَارُهُ بَيْنَ فَخِذَيْهِ ، فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ فَإِذَا هُوَ يخيِط زِنْبِيلًا أَوْ يَدْبَغُ إِهَابًا ، وَإِذَا عِلْجَةٌ تَخْتَلِفُ عَلَيْهِ الْعَاطِيَةُ . فَقَالَ لَهُ أَخِي : مَا هَذِهِ الْعِلْجَةُ ؟ قَالَ : هَذِهِ أَصَبْتُهَا مِنَ الْمَغْنَمِ أَمْسِ ، وَقَدْ أَرَدْتُهَا عَلَى أَنْ تُصَلِّيَ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فَأَبَتْ ، فَأَرَدْتُهَا عَلَى أَنْ تُصَلِّيَ أَرْبَعًا فَأَبَتْ ، فَأَرَدْتُهَا عَلَى أَنْ تُصَلِّيَ ثَلَاثًا فَأَبَتْ ، فَأَرَدْتُهَا عَلَى أَنْ تُصَلِّيَ ثِنْتَيْنِ فَأَبَتْ ، وَأُرِيدُهَا عَلَى أَنْ تُصَلِّيَ وَاحِدَةً ، فَهِيَ تَأْبَى . قَالَ : فَعَجِبْتُ إِذًا ، فَقُلْتُ : مَا تُغْنِي عَنْهَا صَلَاةٌ وَاحِدَةٌ ، إِذَا تَرَكَتْ سَائِرَهَا ؟ قَالَ : يَا ابْنَ أَخِي إِنَّ مَثَلَ هَذِهِ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ كَمَثَلِ سِهَامِ الْغَنِيمَةِ ، فَمَنْ ضَرَبَ بِخَمْسٍ أَفْضَلَ مِمَّنْ يَضْرِبُ فِيهَا بِأَرْبَعٍ ، وَمَنْ يَضْرِبُ فِيهَا بِأَرْبَعٍ أَفْضَلُ مِمَّنْ يَضْرِبُ فِيهَا بِثَلَاثٍ ، وَمَنْ يَضْرِبُ فِيهَا بِثِنْتَيْنِ أَفْضَلُ مِمَّنْ يَضْرِبُ فِيهَا بِوَاحِدَةٍ ، وَمَنْ يَضْرِبُ فِيهَا بِوَاحِدَةٍ أَفْضَلُ مِمَّنْ لَا يَضْرِبُ فِيهَا بِشَيْءٍ ، وإنَّهَا إِذَا رَغِبَتْ فِي صَلَاةٍ وَاحِدَةٍ رَغِبَتْ فِيهِنَّ كُلِّهِنَّ ، إِنَّ هَؤُلَاءِ الصَّلَوَاتِ كَفَّارَاتٌ لَمَّا بَيْنَهُنَّ مَا اجْتَنَبْتَ الْمُقْتِلَ ، يُصْبِحُ النَّاسُ فَيَجْتَرِحُونَ فَيَحْضُرُ الظُّهْرُ فَيَقُومُ الرَّجُلُ فَيَتَوَضَّأُ ، فَيُكَفِّرُ الْوُضُوءُ الْجِرَاحَاتِ الصِّغَارَ ، ثُمَّ يَمْشِي إِلَى الصَّلَاةِ ، فَيُكَفِّرُ الْمَشْيُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ ، ثُمَّ يُصَلِّي فَيُكَفِّرُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ ، ثُمَّ يَجْتَرِحُونَ ، فَيَحْضُرُ الْعَصْرُ فَيَقُومُ الرَّجُلُ فَيَتَوَضَّأُ فَيُكَفِّرُ الْوُضُوءُ الْجِرَاحَاتِ الصِّغَارَ ، ثُمَّ يَمْشِي إِلَى الصَّلَاةِ فَيُكَفِّرُ الْمَشْيُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ ، ثُمَّ يُصَلِّي فَيُكَفِّرُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ ، ثُمَّ تَنْزِلُ مَلَائِكَةُ اللَّيْلِ ، فَتَصْعَدُ مَلَائِكَةُ النَّهَارِ ، ثُمَّ يَجْتَرِحُونَ ، فَيَحْضُرُ الْمَغْرِبُ فَيَقُومُ الرَّجُلُ فَيَتَوَضَّأُ ، فَيُكَفِّرُ الْوُضُوءُ الْجِرَاحَاتِ الصِّغَارَ ، ثُمَّ يَمْشِي إِلَى الصَّلَاةِ فَيُكَفِّرُ الْمَشْيُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ ، ثُمَّ يُصَلِّي فَتُكَفِّرُ الصَّلَاةُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ ، ثُمَّ يَجْتَرِحُونَ ، فَتَحْضُرُ الْعِشَاءُ فَيَقُومُ الرَّجُلُ فَيَتَوَضَّأُ ، فَيُكَفِّرُ الْوُضُوءُ الْجِرَاحَاتِ الصِّغَارَ ، ثُمَّ يَمْشِي إِلَى الصَّلَاةِ فَيُكَفِّرُ عَنْهُ الْمَشْيُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ , ثُمَّ يُصَلِّي فَتُكَفِّرُ الصَّلَاةُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ ، ثُمَّ يَنْزِلُ النَّاسُ ثَلَاثَةَ مَنَازِلَ : فَمِنْهُمْ مَنْ لَهُ وَلَا عَلَيْهِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ عَلَيْهِ وَلَا لَهُ ، وَمِنْهُمْ مَنْ لَا لَهُ وَلَا عَلَيْهِ . فَقُلْتُ : إِيشِ لَهُ وَلَا عَلَيْهِ ؟ وَعَلَيْهِ وَلَا لَهُ ؟ وَلَا لَهُ وَلَا عَلَيْهِ ؟ قَالَ : يَا ابْنَ أَخِي ، يَغْتَنِمُ الرَّجُلُ ظُلْمَةَ اللَّيْلِ وَغَفْلَةَ النَّاسِ فَيُصَلِّي ، فَذَلِكَ لَهُ وَلَا عَلَيْهِ ، وَيَغْتَنِمُ الرَّجُلُ ظُلْمَةَ اللَّيْلِ وَغَفْلَةَ النَّاسِ فَيَقُومُ فَيَسْعَى فِي مَعَاصِي اللَّهِ ، فَهَذَا عَلَيْهِ وَلَا لَهُ ، وَيَنَامُ الرَّجُلُ حَتَّى يُصْبِحَ ، فَهَذَا لَا لَهُ وَلَا عَلَيْهِ . قَالَ : فَأَعْجَبَنِي مَا سَمِعْتُ مِنْهُ ، فَقُلْتُ : وَاللَّهِ لَأَصْحَبَنَّكَ ، فَكُنْتُ لَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَفْضُلَهُ فِي عَمَلٍ ، إِنْ سَقَيْتُ الدَّوَابَّ هَيَّأَ لَنَا الْعَلَفَ ، وَإِنْ عَجَنْتُ خَبَزَ ، فَإِذَا كَانَ اللَّيْلُ طَرَحَ بُرْدًا ، ثُمَّ اتَّكَأَ عَلَيْهِ ، قَالَ : وَجِئْتُ فَاتَّكَأْتُ إِلَى جَنْبِهِ ، قَالَ : وَكَانَتْ لِي سَاعَةٌ مِنَ اللَّيْلِ أَقُومُهَا ، فَانْتَبَهْتُ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ فَإِذَا هُوَ نَائِمٌ ، فَقُلْتُ : صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ وَهُوَ نَائِمٌ ، لَا أُصَلِّي حَتَّى يَقُومَ قَالَ : وَكَانَ إِذَا تَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ قَالَ : سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ . . . يَسِيرَةً ، ثُمَّ جَلَسَ . فَقُلْتُ : يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ، كَانَتْ لِي سَاعَةٌ مِنَ اللَّيْلِ أَقُومُهَا ، فَاسْتَيْقَظْتُ فَإِذَا أَنْتَ نَائِمٌ ، فَكَرِهْتُ أَنْ أَقُومَ وَأَنْتَ نَائِمٌ . فَقَالَ : مَا نِمْتُ اللَّيْلَةَ . فَقُلْتُ : سُبْحَانَ اللَّهِ أَيَّ شَيْءٍ كُنْتَ تَصْنَعُ ؟ قَالَ : أَيَّ شَيْءٍ رَأَيْتَنِي أَصْنَعُ إِذَا تَعَارَيْتُ مِنَ اللَّيْلِ ؟ قَالَ : قُلْتُ : رَأَيْتُكَ تَذْكُرُ اللَّهَ ، سُبْحَانَ اللَّهُ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ . قَالَ : يَا ابْنَ أَخِي ، فَإِنَّ تِلْكَ مِنَ الصَّلَاةِ ، فَعَلَيْكَ بِالْقَصْدِ فَإِنَّهُ أَفْضَلُ ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ : نا الْهَيْثَمُ بْنُ خَالِدٍ الْجُهَنِيُّ ، قَالَ : نا وَكِيعٌ ، عَنِ الْأَعْمَشِ ، عَنْ مَيْسَرَةَ ، وَالْمُغِيرَةِ بْنِ شُبَيْلٍ ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ الْأَحْمَسِيِّ ، قَالَ : كَانَ لِي أَخٌ أَكْبَرُ مِنِّي يُكْنَى أَبَا عُرْوَةَ فَذَكَرَ هَذَا الْحَدِيثَ بِطُولِهِ .
قَالَ : وَنا أَبُو دَاُودَ قَالَ : نا مُؤَمَّلُ بْنُ إِهَابٍ ، قَالَ : نا مَالِكُ بْنُ سُعَيْرٍ ، عَنِ الْأَعْمَشِ ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ : أَنَّ سَلْمَانَ أَتَى أَبَا الدَّرْدَاءِ فَلَمْ يَجِدْهُ ، فَأَلْقَيْتُ لَهُ خَلَقَ وِسَادَةٍ ، فَلَفَّ كِسَاءً لَهُ فَوَضَعَهُ تَحْتَهُ فَقَالَ : يَكْفِيكَ مَا بَلَغَكَ الْمَحِلُّ .
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ : نا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ ، عَنْ وَكِيعٍ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي مَرْزُوقٍ ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مَهْرَانَ ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ قَالَ : رَأَيْتُ سَلْمَانَ الْفَارِسِيَّ فِي سَرِيَّةٍ هُوَ أَمِيرُهَا عَلَى حِمَارٍ وَعَلَيْهِ سَرَاوِيلٌ وَخَدَمَتَاهُ تَذَبْذَبَانِ ، وَالْجُنْدُ يَقُولُونَ : قَدْ جَاءَ الْأَمِيرُ ، فَقَالَ سَلْمَانُ : إِنَّمَا الْخَيْرُ وَالشَّرُّ بَعْدَ الْيَوْمِ
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ : نا ابْنُ بَشَّارٍ ، قَالَ : نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : نا الْمُغِيرَةُ بْنُ شُبَيْلٍ ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ ، قَالَ : أَتَيْتُ سَلْمَانَ ، فَقُلْتُ : لَأَنْظُرَنَّ كَيْفَ صَلَاتُهُ ؟ فَكَانَ يَنَامُ مِنَ اللَّيْلِ ثُلُثَهُ ، وَقَالَ : حَافِظُوا عَلَى هَذِهِ الصَّلَوَاتِ الْمَكْتُوبَاتِ فَإِنَّهُنَّ كَفَّارَاتٌ لِهَذِهِ الْجِرَاحَاتِ مَا لَمْ تُصَبُ الْمَقْتَلَةُ ، فَإِذَا صَلَّى النَّاسُ الْعِشَاءَ كَانُوا عَلَى ثَلَاثَةِ مَنَازِلَ : مِنْهُمْ مَنْ لَهُ وَلَا عَلَيْهِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ عَلَيْهِ وَلَا لَهُ ، وَمِنْهُمْ مَنْ لَا لَهُ وَلَا عَلَيْهِ . فَقُلْتُ : مَنْ عَلَيْهِ وَلَا لَهُ ؟ فَقَالَ : رَجُلٌ صَلَّى الْعِشَاءَ فَاغْتَنَمَ غَفْلَةَ النَّاسِ وَظُلْمَةَ اللَّيْلِ فَرَكِبَ رَأْسَهُ فِي الْمَعَاصِي ، وَرَجُلٌ اغْتَنَمَ غَفْلَةَ النَّاسِ وَظُلْمَةَ اللَّيْلِ ، فَرَكِبَ رَأْسَهُ فَقَامَ يُصَلِّي ، فَذَلِكَ لَهُ وَلَا عَلَيْهِ ، وَرَجُلٌ نَامَ فَذَلِكَ لَا لَهُ وَلَا عَلَيْهِ ، وَإِيَّاكَ وَالْحَقْحَقَةَ ، وَعَلَيْكَ بِالْقَصْدِ وَدَوَامٍ .
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ : نا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، قَالَ : نا جَرِيرٌ ، عَنِ الْأَعْمَشِ ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ بَدْرٍ ، عَنْ أَبِي نَهِيكٍ ، وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْظَلَةَ ، قَالَا : كُنَّا مَعَ سَلْمَانَ فِي جَيْشٍ فَقَرَأَ رَجُلٌ سُورَةَ مَرْيَمَ ، فَسَبَّهَا رَجُلٌ وَابْنَهَا ، فَضَرَبْنَاهُ حَتَّى أَدْمَيْنَاهُ ، فَأَتَى سَلْمَانُ فَاشْتَكَى إِلَيْهِ قَالَ : وَقَبْلَ ذَلِكَ مَا اشْتَكَى إِلَيْهِ قَالَ : وَكَانَ الْإِنْسَانُ إِذَا ظُلِمَ اشْتَكَى إِلَى سَلْمَانَ ، فَأَتَانَا سَلْمَانُ فَقَالَ : لِمَ ضَرَبْتُمْ هَذَا ؟ فَقُلْنَا : إِنَّا قَرَأْنَا سُورَةَ مَرْيَمَ فَسَبَّ مَرْيَمَ وَابْنَهَا قَالَ : وَلِمَ تُسْمِعُونَهُمْ ذَلِكَ ؟ أَلَمْ تَسْمَعُوا إِلَى قَوْلِ اللَّهِ : {{ وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا }} الْآيَةَ ثُمَّ قَالَ : يَا مَعْشَرَ الْعَرَبِ ، أَلَمْ تَكُونُوا شَرَّ النَّاسِ دِينًا ، وَشَرَّ النَّاسِ دَارًا ، وَشَرَّ النَّاسِ عَيْشًا ، فَأَعَزَّكُمُ اللَّهُ وَأَعْطَاكُمْ ، فَتُرِيدُونَ أَنْ تَأْخُذُوا النَّاسَ بِعِزَّةِ اللَّهِ ؟ وَاللَّهِ لَتَنْتَهُنَّ أَوْ لَيَأْخُذَنَّ اللَّهُ مَا فِي أَيْدِيكُمْ وَلَيُعْطِيَنَّهُ غَيْرَكُمْ قَالَ : ثُمَّ أَخَذَ يُعَلِّمُنَا فَقَالَ : صَلُّوا مَا بَيْنَ صَلَاتَيِ الْعِشَاءِ ، فَإِنَّ أَحَدَكُمْ يُخَفِّفُ عَنْهُ مِنْ حِزْبُهُ ، وَيَذْهَبُ مَلْغَاةَ أَوَّلِ اللَّيْلِ ، فَإِنَّ مَلْغَاةَ أَوَّلِ اللَّيْلِ مَهْدَنَةٌ لِآخِرِهِ
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ : نا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْأَنْبَارِيُّ ، قَالَ : نا عَبْدَةُ ، عَنْ يَحْيَى ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ : أَنَّ سَلْمَانَ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَلَّامٍ التَقَيَا ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ : إِنْ لَقِيتَ رَبَّكَ قَبْلِي فَالْقَنِي فَأَخْبِرْنِي بِمَا لَقِيتَ ، وَإِنْ لَقِيتَهُ قَبْلَكَ لَقِيتُكَ فَأَخْبَرْتُكَ فَإِنَّ أَرْوَاحَ الْمُؤْمِنِينَ تَذْهَبُ فِي الْجَنَّةِ حَيْثُ شَاءَتْ ، فَتُوفِّيَ أَحَدُهُمَا فَلَقِيَهُ فِي الْمَنَامِ فَقَالَ لَهُ الْمَيِّتُ : تَوَكَّلْ وَأَبْشِرْ ، فَإِنِّي لَمْ أَرَ مِثْلَ التَّوَكُّلِ . قَالَ ذَلِكَ ثَلَاثَ مِرَارٍ .
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ : نا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، قَالَ : نا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى ، قَالَ : أنا شَيْبَانُ ، عَنِ الْأَعْمَشِ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ ، عَنْ سَلْمَانَ ، قَالَ : لِكُلِّ امْرِئٍ جُوَّانِيُّ وَبَرَّانِيُّ ، فَمَنْ أَصْلَحَ جُوَّانِيَّهُ أَصْلَحَ اللَّهُ بَرَّانِيَّهُ ، وَمَنْ أَفْسَدَ جُوَّانِيَّهُ أَفْسَدَ اللَّهُ بَرَّانِيَّهُ .
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ : نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا ح ونا أَبُو دَاوُدَ قَالَ : نَا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ مُطَهَّرٍ ، قَالَ : نَا سُلَيْمَانُ يَعْنِي ابْنَ الْمُغِيرَةِ ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ ، قَالَ : أُوخِيَ بَيْنَ سَلْمَانَ وَأَبِي الدَّرْدَاءِ ، فَسَكَنَ أَبُو الدَّرْدَاءِ بِالشَّامِ ، وَسَكَنَ سَلْمَانُ الْكُوفَةَ ، فَكَتَبَ أَبُو الدَّرْدَاءِ إِلَى سَلْمَانَ : سَلَامٌ عَلَيْكَ ، أَمَّا بَعْدُ : فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ رَزَقَنِي بَعْدَكَ مَالًا وَوَلَدًا ، وَأُنْزِلْتُ الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ . قَالَ : فَكَتَبَ سَلْمَانُ إِلَيْهِ : سَلَامٌ عَلَيْكَ ، أَمَّا بَعْدُ ، فَإِنَّكَ كَتَبْتَ إِلَيَّ أَنَّ اللَّهَ رَزَقَكَ بَعْدِي مَالًا وَوَلَدًا ، وَإِنَّ الْخَيْرَ لَيْسَ بِكَثْرَةِ الْمَالِ وَالْوَلَدِ ، وَلَكِنَّ الْخَيْرَ أَنْ يَعْظُمَ حِلْمُكَ ، وَأَنْ يَنْفَعَكَ عِلْمُكَ ، وَكَتَبْتَ إِلَيَّ بِأَنَّكَ نَزَلْتَ الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ , وَإِنَّ الْأَرْضَ لَا تَعْمَلُ لِأَحَدٍ ، فَاعْمَلْ كَأَنَّكَ تُرَى ، وَاعْدُدْ نَفْسَكَ فِي الْمَوْتَى .