حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ : نا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، قَالَ : نا شُعْبَةُ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَمَةَ ، أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ ، قَالَ : كَيْفَ أَنْتُمْ بِثَلَاثٍ ؟ بِزَلَّةِ عَالِمٍ ، وَجِدَالِ الْمُنَافِقِ بِالْقُرْآنِ ، وَدُنْيَا تَقْطَعُ أَعْنَاقَكُمْ ؟ فَأَمَّا زَلَّةُ الْعَالِمِ فَإِنِ اهْتَدَى فَلَا تُقَلِّدُوهُ دِينَكُمْ ، وَإِنِ افْتُتِنَ فَلَا تَقْطَعُوا عَنْهُ أَنْاتَكُمْ . وَجِدَالُ الْمُنَافِقِ بِالْقُرْآنِ ، وَالْقُرْآنُ حَقٌّ عَلَيْهِ مَنَارٌ كَمَنَارِ الطَّرِيقِ فَمَا عَرَفْتُمْ فَخُذُوهُ ، وَمَا أَنْكَرْتُمْ فَكِلُوا عِلْمَهُ إِلَى عَالِمِهِ . وَأَمَّا الدُّنْيَا فَمَنْ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ الْغِنَى فِي قَلْبِهِ نَفَعَتْهُ الدُّنْيَا ، وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ لَمْ تَنْفَعْهُ الدُّنْيَا .
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ : نا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى ، وَابْنُ بَشَّارٍ قَالَا : نا عَبْدُ الْوَهَّابِ ، قَالَ : نا عُبَيْدُ اللَّهِ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ حَبِيبٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عُشَارَةَ قَالَ ابْنُ بَشَّارٍ سَعِيدُ بْنُ عُشَارَةَ قَالَ : كُنْتُ أَرْعَى غَنَمًا نَحْوَ الشَّامِ ، فَذَكَرَ لِي رَكْبٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَتَعَرَّضْتُ لَهُمْ فَقُلْتُ : عَلِّمُونِي ، فَقَدَّمُوا إِلَيَّ كَلَامًا كُلُّهُمْ يَأْمُرُنِي بِخَيْرٍ ، وَوَرَائَهُمْ /رَجُلٌ عَلَى نَاقَةٍ لَهُ قَالَ ابْنُ بَشَّارٍ يَعْنِي بِهِ كَانَ هِمَّتُهُ بَيْتُهُ وَبَيْنَ وَاسِطَةِ رَحْلِهِ ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ فَقَالَ : قَالَ ابْنُ بَشَّارٍ : مَسْأَلَتُكَ ، وَالَّذِي قَالَ ابْنُ الْمُثَنَّى : رَدُّوا عَلَيْكَ ؟ وَإِنِّي أَرَاهُمْ قَدْ أَكْثَرُوا عَلَيْكَ . قَالَ : أَجَلْ ، وَاللَّهِ لَقَدْ أَكْثَرُوا عَلَيَّ حَتَّى مَا حَفِظْتُ شَيْئًا مِمَّا قَالُوا . قَالَ : إِنِّي سَأَجْمَعُ لَكَ ذَلِكَ فِي أَمْرَيْنِ : إِنَّهُ لَا غِنَى بِكَ عَنْ حَظِّكَ مِنَ الدُّنْيَا , وَأَنْتَ إِلَى حَظِّكَ مِنَ الْآخِرَةِ أَفْقَرُ ، فَإِذَا عَرَضَ لَكَ أَمْرَانِ أَحَدُهُمَا لِلَّهِ ، وَالْآخَرُ لِلدُّنْيَا فَخُذِ الَّذِي لِلَّهِ يَأْتِي عَلَى حَاجَتِكَ مِنَ الدُّنْيَا فَيَنْتَظِمُهَا انْتِظَامَ الدُّمْيَةِ ثُمَّ يَزُولُ مَعَكَ حَيْثُ مَازِلْتَ .
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ : نا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ ، قَالَ : نا أَبِي ، عَنْ مُحَمَّدٍ يَعْنِي ابْنَ الْمُهَاجِرِ ، عَنْ بِسْطَامٍ يَعْنِي ابْنَ جَمِيلٍ يَذْكُرُهُ عَنْ مَكْحُولٍ ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ ، قَالَ : لَا تَزَالُ يَدُ اللَّهِ مَبْسُوطَةً عَلَى هَذِهِ الْأُمَّةِ وَهُمْ فِي كَنَفِهِ وَجَنَاحِهِ مَا لَمْ . . خِيَارُهُمْ شَرَارَهُمْ ، وَيُعَظِّمُ بَرُّهُمْ فَاجِرَهُمْ ، . . قُرَّائُهُمْ مَعَ أُمَرَائِهِمْ عَلَى مَعْصِيَةِ رَبِّهِمْ ، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ أَمْسَكَ اللَّهُ يَدَهُ عَنْهُمْ ، وَأَمْسَكَ الْقَطْرَ عَنْهُمْ ، وَأَظْهَرَ الْفَاقَةَ فِيهِمْ ، وَجَعَلَ الرُّعْبَ مَعَهُمْ .
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ : نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَسْمَاءٍ ، قَالَ : نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ ، قَالَ : قَالَ مُعَاذٌ : اعْلَمُوا مَا شِئْتُمْ أَنْ تَعْلَمُوا فَلَنْ يَنْفَعُكُمُ اللَّهُ بِعِلْمٍ حَتَّى تَعْمَلُوا .
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ : نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَسَنِ الْخَثْعَمِيُّ ، قَالَ : نا حَجَّاجٌ ، عَنْ لَيْثِ بْنِ سَعْدٍ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ ، أَنَّ أَبَا الزَّاهِرِيَّةَ ، حَدَّثَهُ عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ ، أَنَّهُ قَالَ : إِذَا أَحْبَبْتَ أَخًا فَلَا تُمَارِهِ ، وَلَا تُشَارِهِ ، وَلَا تَسْأَلْ عَنْهُ ، فَعَسَى أَنْ تُوَافِقَ لَهُ عَدُوًّا فَيُخْبِرَكَ بِمَا لَيْسَ فِيهِ فَيُفَرِّقَ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ .