أنا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي زِيَادٍ قَالَ : نا شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ ، أَوِ الصُّنَابِحِيِّ أَوْ غَيْرِهِمَا قَالَ : دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ ، فَإِذَا بِضْعَةٌ وَثَلَاثُونَ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، كُلُّهُمْ يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَجَلَسْتُ مَعَهُمْ سَاعَةً ، وَكَانَ فِيهِمْ رَجُلٌ حَسَنُ الْهَيْئَةِ زِمِّيتٌ لَا يَكَادُ يُحَدِّثُهُمْ بِشَيْءٍ حَتَّى يَسْأَلُوهُ عَنْهُ ، لَمْ أَعْرِفْهُ ، ثُمَّ قُمْتُ لِحَاجَةٍ ، فَأَخَذَتْنِي نَدَامَةٌ ، فَلَمَّا أَصْبَحْتُ غَدَوْتُ أَلْتَمِسُهُمْ ، فَلَمْ أَجِدْ أَحَدًا مِنْهُمْ ، فَمَكَثْتُ حَتَّى تَعَالَى النَّهَارُ ، وَزَالَتِ الشَّمْسُ ، فَإِذَا أَنَا بِالرَّجُلِ الْحَسَنِ الْهَيْئَةِ ، فَإِذَا هُوَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ ، فَقُلْتُ : هَذَا الَّذِي كَانُوا يَنْتَهُونَ إِلَيْهِ ، فَعَمَدَ إِلَى سَارِيَةٍ فَصَلَّى ، فَقُمْتُ إِلَى جَنْبِهِ ، فَصَلَّيْتُ رَكْعَتَيْنِ ، ثُمَّ جَلَسْتُ ، فَظَنَّ أَنَّ بِي حَاجَةً ، فَصَلَّى ثُمَّ انْصَرَفَ ، فَجَلَسْتُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْقِبْلَةِ مُسْتَقْبِلَهُ ، فَمَكَثْتُ سَاعَةً لَا أَسْأَلُهُ عَنْ شَيْءٍ ، وَلَا يُحَدِّثُنِي شَيْئًا ، فَقُلْتُ : أَلَا تُحَدِّثُنِي رَحِمَكَ اللَّهُ ؟ ، فَوَاللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّكَ لِجَلَالِ اللَّهِ ، وَأُحِبُّ حَدِيثَكَ قَالَ : آللَّهِ إِنَّكَ لَتُحِبُّنِي لِجَلَالِ اللَّهِ ، وَتُحِبُّ حَدِيثِي ؟ ، فَقُلْتُ : وَاللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّكَ لِجَلَالِ اللَّهِ وَأُحِبُّ حَدِيثَكَ ، فَقَالَهَا ثَلَاثًا ، فَأَخَذَ بِحِبْوَتِي حَتَّى مَسَّتْ رُكْبَتِي رُكْبَتَهُ ، ثُمَّ قَالَ : أَبْشِرْ إِنْ كُنْتَ صَادِقًا ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَقُولُ : إِنَّ الَّذِينَ يَتَحَابُّونَ لِجَلَالِ اللَّهِ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ فِي ظِلِّ عَرْشِهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ ، فَقُمْتُ مِنْ عِنْدِهِ فَرِحًا بِهَا ، فَلَقِيتُ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ ، فَقُلْتُ : إِنَّ مُعَاذًا حَدَّثَنِي كَذَا وَكَذَا ، أَفَسَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَقُولُ ، يَرْوِي عَنْ رَبِّهِ أَنَّهُ قَالَ : حَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلَّذِينَ يَتَحَابُّونَ فِيَّ ، وَحَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلَّذِينَ يَتَجَالَسُونَ فِيَّ ، وَحَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلَّذِينَ يَتَبَاذَلُونَ فَيَّ ، وَحَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلَّذِينَ يَتَصَافُّونَ فَيَّ
أنا عَوْفٌ ، عَنْ خَالِدٍ الرِّبْعِيِّ قَالَ : كُنَّا نُحَدَّثُ أَنَّ مِمَّا يُعَجَّلُ عُقُوبَتُهُ أَوْ قَالَ : لَا يُؤَخَّرُ عُقُوبَتُهُ : الْأَمَانَةُ تُخَانُ ، وَالْإِحْسَانُ يُكْفَرُ ، وَالرَّحِمُ تُقْطَعُ ، وَالْبَغْيُ عَلَى النَّاسِ
أنا عَبْدُ الْمُؤْمِنِ بْنُ خَالِدٍ الْحَنَفِيُّ ، عَنْ أَبِي نَهِيكٍ قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ : لَيْسَ حِفْظُ الْقُرْآنِ بِحِفْظِ الْحُرُوفِ ، وَلَكِنْ بِإِقَامَةِ حُدُودِهِ
أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَيْسَرَةَ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي حُرَّةَ قَالَ : سَمِعْتُ خَالِدَ بْنَ يَزِيدَ بْنَ مُعَاوِيَةَ ، يُحَدِّثُ مُجَاهِدًا أَنَّ الْقُرْآنَ يَقُولُ : إِنِّي مَعَكَ مَا تَبِعْتَنِي ، فَإِذَا لَمْ تَعْمَلْ بِي اتَّبَعْتُكَ حَتَّى آخُذَكَ عَلَى أَسْوَأِ عَمَلِكَ
أنا ابْنُ عَوْنٍ ، عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ : سَأَلْتُ عَبِيدَةَ ، عَنْ تَفْسِيرِ آيَةٍ قَالَ : اتَّقِ اللَّهَ ، وَعَلَيْكَ بِالسَّدَادِ وَبِالصَّوَابِ ، ذَهَبَ الَّذِينَ كَانُوا يَعْلَمُونَ فِيمَا أُنْزِلَ الْقُرْآنُ
أنا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، عَنْ أَبِي مَخْزُومٍ النَّهْشَلِيِّ ، عَنْ سَيَّارٍ أَبِي الْحَكَمِ قَالَ : قَالَ ابْنُ عُمَرَ : إِنَّكُمْ تَسْتَفْتُونَنَا اسْتِفْتَاءَ قَوْمٍ ، كَأَنَّا لَا نُسْأَلُ عَمَّا نُفْتِيكُمْ بِهِ
أنا الْجُرَيْرِيُّ ، عَنْ أَبِي الْعَلَاءِ ، عَنْ رَجُلٍ ، مِنْ بَنِي حَنْظَلَةَ قَالَ : أَحْسَبُهُ مِنْ بَنِي مُجَاشِعٍ قَالَ : انْطَلَقْنَا نَؤُمُّ الْبَيْتَ ، فَلَمَّا عَلَوْنَا فِي الْأَرْضِ ، إِذَا نَحْنُ بأَخْبِيَةٍ مَبْثُوثَةٍ ، وَإِذَا فِيهَا فُسْطَاطٌ قَالَ : قُلْتُ لِأَصْحَابِي : عَلَيْكُمْ بِصَاحِبِ الْفُسْطَاطِ ، فَإِنَّهُ سَيِّدُ الْقَوْمِ ، فَانْتَهَيْنَا إِلَيْهِ ، فَسَلَّمْنَا ، فَاطَّلَعَ عَلَيْنَا مِنَ الْفُسْطَاطِ شَيْخٌ فَقَالَ : مَنِ الْقَوْمُ ؟ قُلْنَا : مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ ، مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ ، نَؤُمُّ الْبَيْتَ الْعَتِيقَ قَالَ : وَأَنَا قَدْ حَدَّثْتُ نَفْسِي بِذَلِكَ ، قَالَ : قَالَ : وَلَا أَرَى إِلَّا سَأَصْحَبُكُمْ ، فَأَتَانَا بِسَوِيقٍ لَهُ غَلِيظٍ ، فَجَعَلَ يُطْعِمُنَا مِنْهُ وَيَسْقِينَا ، ثُمَّ أَمَرَ الْغُلَامَ بِالرَّحِيلِ
أنا حَرْمَلَةُ بْنُ عِمْرَانَ قَالَ : حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ ، أَنَّ ذَا الْقَرْنَيْنِ ، كَانَ فِي بَعْضِ مَسِيرِهِ ، إِذْ مَرَّ بِقَوْمٍ ، وَقُبُورُهُمْ عَلَى أَبْوَابِ بُيُوتِهِمْ ، وَإِذَا ثِيَابُهُمْ لَوْنٌ وَاحِدٌ ، وَرِقَاعُهَا وَاحِدَةٌ ، وَإِذَا هُمْ رِجَالٌ كُلُّهُمْ ، لَيْسَ فِيهِمُ امْرَأَةٌ ، فَتَوَسَّمَ رَجُلًا مِنْهُمْ ، فَقَالَ لَهُ : لَقَدْ رَأَيْتُ شَيْئًا مَا رَأَيْتُهُ فِي شَيْءٍ مِمَّا سِرْتُ فِيهِ ، فَقَالَ : وَمَا هُوَ ؟ قَالَ : كَذَا وَكَذَا ، قَالَ ، هِيهِ ؟ قَالَ : كَذَا وَكَذَا ، قَالَ : أَمَّا هَذِهِ الْقُبُورُ الَّتِي عَلَى أَبْوَابِنَا فَإِنَّا جَعَلْنَاهَا مَوْعِظَةً لِقُلُوبِنَا ، تَخْطُرُ عَلَى قَلْبِ رَجُلِ الدُّنْيَا ، فَيَخْرُجُ فَيَرَى الْقُبُورَ ، فَيَرْجِعُ إِلَى نَفْسِهِ ، فَيَقُولَ : إِلَى هَذَا الْمَصِيرُ ، وَإِلَيْهَا صَارَ مَنْ كَانَ قَبْلَكَ ، وَأَمَّا هَذِهِ الثِّيَابُ ، فَإِنَّهُ لَا يَكَادُ رَجُلٌ يَلْبَسُ ثِيَابًا أَحْسَنَ مِنْ ثِيَابِ صَاحِبِهِ ، إِلَّا رَأَى لَهُ بِهِ فَضْلًا عَلَى جَلِيسِهِ ، وَأَمَّا مَا قُلْتَ : إِنَّكُمْ رِجَالٌ لَيْسَ مَعَكُمْ نِسَاءٌ ، فَلَعَمْرِي ، لَقَدْ خُلِقْنَا مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى ، وَلَكِنَّ هَذَا الْقَلْبَ لَا نَشْغَلُهُ بِشَيْءٍ إِلَّا اشْتَغَلَ بِهِ ، قَدْ جَعَلْنَا نِسَاءَنَا وَذَرَارِيَّنَا فِي قَرْيَةٍ قَرِيبَةٍ مِنَّا ، فَإِذَا أَرَادَ الرَّجُلُ مِنْ أَهْلِهِ مَا يُرِيدُ الرَّجُلُ مِنْ أَهْلِهِ ، أَتَاهَا فَبَاتَ مَعَهَا اللَّيْلَةِ وَاللَّيْلَتَيْنِ ، ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى مَا هَاهُنَا ، إِنَّمَا خَلَوْنَا هَاهُنَا لِلْعِبَادَةِ , قَالَ : مَا جِئْتُ لِأَعِظَكُمْ بِشَيْءٍ أَفْضَلَ مِمَّا وَعَظْتُمْ بِهِ أَنْفُسَكُمْ ، سَلْنِي مَا شِئْتَ قَالَ : وَمَنْ أَنْتَ ؟ قَالَ : ذُو الْقَرْنَيْنِ قَالَ : مَا أَسْأَلُكَ ، وَلَا تَمْلِكُ لِي شَيْئًا ، فَذَرْ , قَالَ : وَكَيْفَ ؟ وَقَدْ أَعْطَانِي اللَّهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا قَالَ : لَا تَقْدِرُ عَلَى أَنْ تَأْتِيَنِي بِمَا لَمْ يُقَدَّرْ لِي ، وَلَا تَصْرِفَ عَنِّي مَا قُدِّرَ لِي
أنا رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ : حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ ، أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ ذَا الْقَرْنَيْنِ ، فِي بَعْضِ مَسِيرِهِ دَخَلَ مَدِينَةً ، فَاسْتَكَفَّ عَلَيْهِ أَهْلُهَا ، يَنْظُرُونَ إِلَى مَرْكَبِهِ مِنَ الرِّجَالِ ، وَالنِّسَاءِ ، وَالصِّبْيَانِ ، وَعِنْدَ بَابِهَا شَيْخٌ عَلَى عَمَلٍ لَهُ ، فَمَرَّ بِهِ ذُو الْقَرْنَيْنِ فَلَمْ يَلْتَفِتِ الشَّيْخُ إِلَيْهِ ، فَعَجِبَ ذُو الْقَرْنَيْنِ ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ ، فَقَالَ : مَا شَأْنُكَ ؟ اسْتَكَفَّ لِيَ النَّاسُ وَنَظَرُوا إِلَى مَرْكِبِي ، فَقَالَ : فَمَا بَالُكَ أَنْتَ ؟ قَالَ : لَمْ يُعْجِبْنِي مَا أَنْتَ فِيهِ ، إِنِّي رَأَيْتُ مَلِكًا مَاتَ فِي يَوْمٍ هُوَ وَمِسْكِينٌ ، وَلِمَوْتَانَا مَوْضِعٌ يُجْعَلُونَ فِيهِ ، فَأُدْخِلَا جَمِيعًا ، فَاطَّلَعْتُهُمَا بَعْدَ أَيَّامٍ ، وَقَدْ تَغَيَّرَتْ أَكْفَانُهُمَا ، ثُمَّ اطَّلعْتُهُمَا وَقَدْ تَزَايَلَ لُحُومُهُمَا ، ثُمَّ رَأَيْتُهُمَا تَقَلَّصَتِ الْعِظَامُ وَاخْتَلَطَتْ ، فَمَا أَعْرِفُ الْمَلِكَ مِنَ الْمِسْكِينِ ، فَمَا يُعْجِبُنِي مُلْكُكَ ؟ قَالَ : مَا كَسْبُكَ ؟ قَالَ : فِي يَدِي عَمَلٌ ، أَكْسِبُ كُلَّ يَوْمٍ ثَلَاثَةَ دَرَاهِمَ ، فَدِرِهَمٌ أَقْضِيهِ ، وَدِرْهَمٌ آكُلُهُ ، وَدِرْهَمٌ أُسَلِّفُهُ ، فَأَمَّا الدِّرْهَمُ الَّذِي أَقْضِي فَأُنْفِقُهُ عَلَى أَبَوَيَّ ، كَمَا كَانَا يُنْفِقَانِ عَلَيَّ وَأَنَا صَغِيرٌ حَتَّى بَلَغْتُ ، فَأَنَا أَقْضِيهِمَا قَالَ : أَنْتَ ، فَلَمَّا خَرَجَ اسْتَخْلَفَهُ عَلَى الْمَدِينَةِ
أنا سُفْيَانُ ، عَنْ أَبِي سِنَانٍ الشَّيْبَانِيِّ قَالَ : سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ يَقُولُ : كَانَ لِسُلَيْمَانَ سِتُّمِائَةِ أَلْفِ كُرْسِيٍّ ، وَقَالَ غَيْرُهُ : كَانَتِ الرِّيحُ تَرْفَعُهُ ، وَالرِّيحُ تُظِلُّهُ ، يَلِيهِ الْإِنْسُ ، ثُمَّ الْجِنُّ ، فَتَغْدُو بِهِ شَهْرًا ، وَتَرُوحُ بِهِ شَهْرًا ، فَتَمُرُّ بِالسُّنْبُلَةِ فَلَا تُحَرِّكُهَا ، فَمَرَّ بِرَجُلٍ فَتَعَجَّبَ مِنْهُ ، فَقَالَ لَهُ سُلَيْمَانُ : تَسْبِيحَةٌ وَاحِدَةٌ خَيْرٌ مِمَّا أَنَا فِيهِ
أنا سُفْيَانُ ، عَنْ زِيَادٍ أَبِي عُثْمَانَ ، مَوْلَى مُصْعَبٍ ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ : مَا أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَى عَبْدٍ نِعْمَةً إِلَّا عَلَيْهِ تَبِعَةٌ ، إِلَّا سُلَيْمَانَ بْنَ دَاوُدَ فَإِنَّ اللَّهَ قَالَ : {{ هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ }}
أنا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ قَالَ : سَمِعْتُ الْجُرَيْرِيَّ ، يُحَدِّثُ ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ ، عَنْ أُسَيْرِ بْنِ جَابِرٍ قَالَ : كُنَّا نَجْلِسُ بِالْكُوفَةِ إِلَى مُحَدِّثٍ لَنَا ، فَإِذَا تَفَرَّقَ النَّاسُ بَقِيَ رِجَالٌ ، فِيهِمْ رَجُلٌ لَا أَسْمَعُ أَحَدًا يَتَكَلَّمُ كَلَامَهُ , قَالَ : فَأَحْبَبْتُهُ وَوَقَعَ حُبُّهُ فِي قَلْبِي , قَالَ : فَبَيْنَا كَذَلِكَ إِذْ فَقَدْتُهُ ، فَقُلْتُ لِأَصْحَابِي : ذَلِكَ الرَّجُلُ كَذَا وَكَذَا ، الَّذِي كَانَ يُجَالِسُنَا ، هَلْ يَعْرِفُهُ أَحَدٌ مِنْكُمْ ؟ فَقَالَ رَجُلٌ : نَعَمْ ، ذَلِكَ أُوَيْسٌ الْقَرْنِيُّ ، قُلْتُ : هَلْ تُهْدِي إِلَى مَنْزِلِهِ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، فَانْطَلَقْتُ مَعَهُ ، حَتَّى ضَرَبْتُ عَلَيْهِ حُجْرَتَهُ قَالَ : فَخَرَجَ ، فَقُلْتُ لَهُ : يَا أَخِي ، مَا مَنَعَكَ أَنْ تَأْتِيَنَا ؟ قَالَ : الْعُرْيُ ، لَمْ يَكُنْ لِي شَيْءٌ آتِيكُمْ فِيهِ قَالَ : وَعَلَيَّ بُرْدٌ ، فَقُلْتُ لَهُ : الْبَسْ هَذَا الْبُرْدَ ، فَقَالَ : لَا تَفْعَلْ ، فَإِنِّي , إِنْ لَبِسْتُ هَذَا الْبُرْدَ اسْتَهْزَأَ بِيَ النَّاسُ وَآذَوْنِي ، فَلَمْ أَزَلْ بِهِ حَتَّى لَبِسَهُ ، وَخَرَجَ عَلَيْهِمْ ، فَقَالُوا : مَنْ خَادَعَ عَنْ بُردِهِ هَذَا ؟ فَجَاءَ فَوَضَعَهُ قَالَ : فَأَتَيْتُهُمْ ، فَقُلْتُ : مَا تُرِيدُونَ إِلَى هَذَا الرَّجُلِ ؟ قَدْ آذَيْتُمُوهُ ، الرَّجُلُ يَكْتَسِي مَرَّةً ، وَيَعْرَى مَرَّةً قَالَ : وَأَخَذْتُهُمْ بِلِسَانِي أَخْذًا شَدِيدًا قَالَ : وَثَمَّ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ ، فَهُوَ الَّذِي يَسْخَرُ بِهِ ، فَوَفَدَ أَهْلُ الْكُوفَةِ إِلَى عُمَرَ ، وَوَفَدَ ذَلِكَ الرَّجُلُ فِيهِمْ ، فَقَالَ عُمَرُ : أَهَهُنَا أَحَدٌ مِنَ الْقَرْنِيِّينَ ، فَجَاءَ ذَلِكَ الرَّجُلُ ، فَقَالَ عُمَرُ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ لَنَا : إِنَّهُ يَقْدُمُ عَلَيْكُمْ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ يُقَالُ لَهُ أُوَيْسٌ ، لَا يَدَعُ بِالْيَمَنِ غَيْرَ أُمٍّ لَهُ ، قَدْ كَانَ بِهِ بَيَاضٌ فَدَعَا اللَّهَ فَأَذْهَبَهُ عَنْهُ إِلَّا مَوْضِعَ الدِّينَارِ ، أَوْ قَالَ : مِثْلَ مَوْضِعِ الدِّرْهَمِ ، فَمَنْ لَقِيَهُ مِنْكُمْ ، فَمُرُوهُ فَلْيَسْتَغْفِرْ لَكُمْ قَالَ : فَقَدِمَ عَلَيْنَا هَهُنَا ، فَقُلْتُ : مَنْ أَنْتَ ؟ قَالَ : أَنَا أُوَيْسٌ قَالَ : مَنْ تَرَكْتَ بِالْيَمَنِ ؟ قَالَ : أُمًّا لِي ، فَقُلْتُ : هَلْ كَانَ بِكَ بَيَاضٌ ؟ فَدَعَوْتَ اللَّهَ فَأَذْهَبَهُ عَنْكَ ، إِلَّا مِثْلَ مَوْضِعَ الدِّينَارِ ، أَوْ مِثْلَ مَوْضِعِ الدِّرْهَمِ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قُلْتُ : اسْتَغْفِرْ لِي قَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، أَيَسْتَغْفِرُ مِثْلِي لِمِثْلِكَ ؟ قَالَ : فَاسْتَغْفَرَ لَهُ , قَالَ : فَقُلْتُ : أَنْتَ أَخِي فَلَا تُفَارِقْنِي قَالَ : فَانْمَلَسَ مِنِّي ، فَأُنْبِئْتُ أَنَّهُ قَدِمَ عَلَيْكُمُ الْكُوفَةَ قَالَ : فَجَعَلَ يُحَقِّرُهُ عَمَّا يَقُولُ فِيهِ عُمَرُ ، فَجَعَلَ يَقُولُ : مَا ذَلِكَ فِينَا ، وَلَا نَعْرِفُ هَذَا ؟ قَالَ عُمَرُ : بَلَى ، إِنَّهُ رَجُلٌ كَذَا ، جَعَلَ أَيْ يَصِفُ مِنْ أَمْرِهِ ، فَقَالَ ذَلِكَ الرَّجُلُ : عِنْدَنَا رَجُلٌ يُسْخَرُ بِهِ ، يُقَالُ لَهُ أُوَيْسٌ ، قَالَ لَهُ : أَدْرِكْ قَالَ : وَمَا أَرَاكَ تُدْرِكُ ، فَأَقْبَلَ الرَّجُلُ حَتَّى دَخَلَ عَلَيْهِ ، قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَ أَهْلَهُ ، فَقَالَ أُوَيْسٌ : مَا كَانَتْ هَذِهِ عَادَتَكَ ، فَمَا بَالُكَ ؟ قَالَ : أَنْشُدُكَ اللَّهَ لَقِيَنِي عُمَرُ فَقَالَ : كَذَا وَكَذَا ، فَاسْتَغْفِرْ لِي قَالَ : لَا أَسْتَغْفِرُ لَكَ حَتَّى تَجْعَلَ عَلَيْكَ أَنَّكَ لَا تَسْخَرُ بِي ، وَلَا تَذْكُرُ مَا سَمِعْتَ مِنْ عُمَرَ إِلَى أَحَدٍ , قَالَ : لَكَ ذَلِكَ ، فَاسْتَغْفَرَ لَهُ ، قَالَ أَسِيرٌ : فَمَا لَبِثْنَا حَتَّى فَشَا حَدِيثُهُ فِي الْكُوفَةِ قَالَ : فَأَتَيْتُهُ ، فَقُلْتُ : يَا أَخِي ، أَلَا أُرَاكَ أَنْتَ الْعَجَبَ وَكُنَّا لَا نَشْعُرُ بِهِ قَالَ : مَا كَانَ فِي هَذَا مَا أَتَبَلَّغُ فِيهِ إِلَى النَّاسِ ، وَمَا يُجْزَى كُلُّ عَبْدٍ إِلَّا بِعَمَلِهِ , قَالَ : فَلَمَّا فَشَا الْحَدِيثُ قَالَ : هَرَبَ فَذَهَبَ
أنا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ ، عَنْ ثَابِتٍ ، عَنْ مُطَرِّفٍ قَالَ : مَا سَمِعْتُ أَحَدًا يَمْدَحُنِي إِلَّا تَصَاغَرَتْ إِلَيَّ نَفْسِي ، أَوْ قَالَ : مَقَتُّ نَفْسِي قَالَ : فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِيَزِيدَ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ : مَا مِنَ النَّاسِ أَحَدٌ يَسْمَعُ هَذَا إِلَّا سَيَنْزُو بِهِ الشَّيْطَانُ ، وَلَكِنَّ الْمُؤْمِنَ يُرِاجِعُ
أنا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ ، عَنْ ثَابِتٍ قَالَ : قِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَنْ أَهْلُ الْجَنَّةِ ؟ قَالَ : مَنْ لَا يَمُوتُ حَتَّى يُمْلَأَ سَمْعُهُ مِمَّا يُحِبُّ قَالَ : قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَنْ أَهْلُ النَّارِ ؟ قَالَ : مَنْ لَا يَمُوتُ حَتَّى يُمْلَأَ سَمْعُهُ مِمَّا يَكْرَهُ
أَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ ، قَالَ : كَانَ أَبُو مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيُّ يَقُولُ : مَا عَمِلْتُ عَمَلًا مُنْذُ كَذَا وَكَذَا سَنَةً ، أُبَالِي مَنْ يَرَاهُ مِنَ النَّاسِ إِلَّا حَاجَةَ الرَّجُلِ إِلَى أَهْلِهِ ، أَوْ حَاجَتَهُ مِنَ الْخَلَاءِ
أنا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ ، عَنْ ثَابِتٍ ، فِيمَا نَعْلَمُ قَالَ : كَانَ صِلَةُ صَنَعَ مَسْجِدًا بِالْجُبَّانِ ، فَكَانَ يَنْطَلِقُ فَيُصَلِّي فِيهِ ، ثُمَّ يَرْجِعُ فَيَمُرُّ عَلَى مَجْلِسٍ ، فَأَتَاهُمْ فَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ ، فَقَالَ : أَلَا تُحَدِّثُونِي عَنْ قَوْمٍ أَتَوْا أَرْضًا ، فَجَعَلُوا يَنَامُونَ اللَّيْلَ ، وَيَجُورُونَ النَّهَارَ ، فَمَتَى يَبْلُغُونَ ؟ قَالُوا : لَا مَتَى ، فَقَالَ : السَّلَامُ عَلَيْكُمْ ، وَتَرَكَهُمْ ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ : أَلَا تَدْرُونَ مَنْ يَعْنِي ؟ مَا عَنَى غَيْرَكُمْ قَالَ : فَأَقْبَلَ إِقْبَالًا حَسَنًا وَتَرَكَ مَجْلِسَهُمْ
أنا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ ، عَنْ ثَابِتٍ قَالَ : كَانَ رِجَالٌ مِنْ بَنِي عَدِيٍّ قَدْ أَدْرَكْتُ بَعْضَهُمْ ، إِنْ كَانَ أَحَدُهُمْ لَيُصَلِّي مَا يَأْتِي فِرَاشَهُ إِلَّا حَبْوًا
أنا سُلَيْمَانُ ، عَنْ ثَابِتٍ قَالَ : أَتَيْنَا أَخًا لَنَا مَرِيضًا نَعُودُهُ ، فَتَحَدَّثَ الْقَوْمُ بَيْنَهُمْ أَنَّ الْإِنْسَانَ إِذَا يَمْرَضُ يُرْفَعُ لَهُ مَا كَانَ يَعْمَلُ ، وَهُوَ صَحِيحٌ قَالَ مُسْلِمٌ : لَيْسَ هَكَذَا كُنَّا نَسْمَعُ ، وَلَكِنْ يُرْفَعُ لَهُ أَحْسَنُ مَا كَانَ يَعْمَلُ وَأَنَا صَاحِبٌ لَنَا ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ يَسَارٍ أَنَّ أَهْلَ الشَّامِ لَمَّا دَخَلُوا ، وَهزَمُوا أَهْلَ الْبَصْرَةِ زَمَنَ ابْنِ الْأَشْعَثِ فَصَوَّتَ أَهْلُ دَارِ مُسْلِمِ بْنِ يَسَارٍ ، فَقَالَتْ لَهُ أُمُّ وَلَدِهِ : أَمَا سَمِعْتَ الصَّوْتَ ؟ قَالَ : مَا سَمِعْتُهُ قَالَ سُلَيْمَانُ : كَانَ مُسْلِمُ بْنُ يَسَارٍ إِذَا رُئِيَ يُصَلِّي كَأَنَّهُ ثَوْبٌ مُلْقًى ، أَيْ لَا يَتَحَرَّكُ مِنْهُ شَيْءٌ قَالَ سُلَيْمَانُ ، وَقَالَ يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ : مَا أَعْلَمُ شَيْئًا الْيَوْمَ أَقَلَّ مِنْ دِرْهَمٍ طَيِّبٍ يُنْفِقُهُ صَاحِبُهُ فِي حَقٍّ ، أَوْ أَخٍ يُسْكَنُ إِلَيْهِ فِي الْإِسْلَامِ قَالَ : مَا يَزْدَادَانِ إِلَّا قِلَّةً
وَعَنْ ثَابِتٍ قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى الصُّفَّةِ ، فَقَالَ : أَلَا تُحَدِّثُونِي عَنْ شَيْءٍ أَسْأَلُكُمْ عَنْهُ ؟ أَتَيْتُ عَلَى رَجُلٍ أَعْتَقَ أَرْبَعَةَ مُحَرَّرِينَ قَالَ : فَرَآهُ رَجُلٌ فَقَالَ : يَا رَبِّ ، لَيْسَ عِنْدِي مَا أُعْتِقُ ، وَلَكِنْ : سُبْحَانَ اللَّهِ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ ، فَأَيُّ الْعَمَلَيْنِ أَفْضَلُ فِيمَا تَرَوْنَ ؟ فَمَا عَدَلُوا وَمَا مَيَّلُوا أَنَّ مَنْ قَالَ : سُبْحَانَ اللَّهِ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ ، أَفْضَلُ مِمَّا صَنَعَ ذَلِكَ الرَّجُلُ
قَالَ سُلَيْمَانُ ، وَنا صَاحِبٌ لَنَا ، عَنِ ابْنِ زَيْدٍ قَالَ : سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، وَهُوَ يَخْطُبُ يَقُولُ : أَلَا إِنَّ أَفْضَلَ الْعَمَلِ أَدَاءُ الْفَرَائِضِ ، وَإِمْسَاكٌ عَنِ الْمَحَارِمِ
أنا سُلَيْمَانُ قَالَ : سَمِعْتُ ابْنَ عَوْنٍ يَقُولُ : مَا رَأَيْتُ رَجُلًا أَعْظَمَ رَجَاءً لِهَذِهِ الْأُمَّةِ ، وَلَا أَشَدَّ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ مُحَمَّدٍ ، يَعْنِي ابْنَ سِيرِينَ
أنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي رَوَّادٍ ، عَنْ سَعْدٍ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ : اعْبُدِ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ ، وَاحْسَبْ نَفْسَكَ مَعَ الْمَوْتَى ، وَاجْتَنِبْ دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ فَإِنَّهَا مُسْتَجَابَةٌ
أنا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ جُنْدَبٍ ، أَنَّ الْحَارِثَ بْنَ عَمْرٍو الْهُذَلِيَّ أَخْبَرَهُ أَنَّهُمْ كَانُوا جُلُوسًا عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ فَجَاءَهُ . . . فَقَالَ : . . . إِنَّ بِهَذَا لسَفْعَةً مِنَ الشَّيْطَانِ قَالَ : فَتَحَدَّثْنَا ثُمَّ . . . إِلَيْهِ ذَلِكَ الرَّجُلُ ، فَقَالَ : أَلَمْ أَسْمَعْ مَا قُلْتَ ؟ فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ . . . هَاهُنَا أَحَدٌ خَيْرًا مِنْكَ ؟ قَالَ : لَا ، عَسَى أَنْ يَكُونَ خَيْرًا مِنْكَ أَوْ كَلِمَةً نَحْوَ هَذِهِ
أنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ : حَدَّثَنِي رَجُلٌ ، أَنَّ الصَّلْتَ دَخَلَ عَلَى ابْنِ سِيرِينَ وَعَلَيْهِ ثِيَابٌ مِنْ صُوفٍ ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ مُحَمَّدٌ نَظَرًا تَكْرَهُهُ ثُمَّ قَالَ : . . . إِنَّ نَاسًا يَلْبَسُونَ الصُّوفَ يَقُولُونَ : إِنَّ عِيسَى كَانَ يَلْبَسُ الصُّوفَ ، وَقَدْ . . . لَا أَتَّهُمُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ كَانَ يَلْبَسُ الْقُطْنَ ، وَالْكَتَّانَ ، وَالْيُمْنَةَ فَسُنَّةُ نَبِيِّنَا ، أَوْ قَالَ : نَبِيُّ اللَّهِ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ
أنا أَبُو عَوَانَةَ ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ ، عَنْ مَعْبَدِ بْنِ هُرْمُزَ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ ، أَنَّهُ حَضَرَ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ الْمَوْتُ ، فَقَالَ : مَنْ فِي الْبَيْتِ ؟ قَالُوا : أَهْلُكَ وَإِخْوَانُكَ وَجُلَسَاؤُكَ فِي الْمَسْجِدِ ، فَقَالَ : أَقْعِدُونِي ، فَأَسْنَدَهُ ابْنُهُ إِلَى صَدْرِهِ ، وَفَتَحَ عَيْنَيْهِ فَسَلَّمَ عَلَى الْقَوْمِ فَرَدُّوا عَلَيْهِ ، وَقَالُوا لَهُ خَيْرًا ، فَقَالَ : أَمَا إِنِّي مُحَدِّثُكُمُ الْيَوْمَ حَدِيثًا مَا حُدِّثْتُ بِهِ أَحَدًا مُنْذُ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ احْتِسَابًا ، وَمَا أُحَدِّثُكُمُوهُ الْيَوْمَ إِلَّا احْتِسَابًا ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَقُولُ : مَنْ تَوَضَّأَ فِي بَيْتِهِ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الْمَسْجِدِ يُصَلِّي فِي جَمَاعَةِ الْمُسْلِمِينَ ، لَمْ يَرْفَعْ رِجْلَهُ الْيُمْنَى إِلَّا كَتَبَ اللَّهُ بِهَا حَسَنَةً ، وَلَمْ يَضَعْ رِجْلَهُ الْيُسْرَى إِلَّا حَطَّ اللَّهُ بِهَا خَطِيئَةً ، حَتَّى يَأْتِيَ الْمَسْجِدَ ، فَلْيَقْرُبْ أَوْ لِيَبْعُدْ ، فَإِذَا صَلَّى بِصَلَاةِ الْإِمَامِ انْصَرَفَ وَقَدْ غُفِرَ لَهُ ، فَإِنْ هُوَ أَدْرَكَ بَعْضًا وَفَاتَهُ بَعْضٌ ، فَإِنَّ مَا فَاتَهُ كَانَ كَذَلِكَ ، فَإِنْ هُوَ أَدْرَكَ الصَّلَاةَ ، فَأَتَمَّ الصَّلَاةَ رُكُوعَهَا وَسُجُودَهَا كَانَ كَذَلِكَ أنا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ عَنْ . . .