قَالَ ابْنُ وَهْبٍ : أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زَحْرٍ ، عَنْ سُلَيْمَانَ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ : لَوْ أَنَّ جَبَلَيْنِ بَغَى أَحَدُهُمَا عَلَى الْآخَرِ جَعَلَ اللَّهُ الْبَاغِيَ دَكًّا قَالَ سُلَيْمَانُ : الدَّكُّ : الْأَرْضُ الْمُسْتَوِيَةُ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي مَنْ ، سَمِعَ الْأَوْزَاعِيَّ ، يُحَدِّثُ عَنْ يَحْيَى بْنِ كَثِيرٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : يُذَابُ الْآنِكُ فِي أُذُنِ الْمُتَجَسِّسِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي مَنْ ، سَمِعَ الْأَوْزَاعِيَّ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ ، قَالَ : إِذَا حَدَّثَ الرَّجُلُ ، أَخَاهُ حَدِيثًا مِمَّا لَيْسَ يَبْتَغِي لِمِثْلِهِ أَنْ يُنْشَرَ فَهُوَ عِنْدَهُ أَمَانَةٌ ، وَإِنْ لَمْ يَأْخُذْهُ عَلَيْهِ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ ، يَرْفَعْهُ قَالَ : مَنْ أَشَاعَ عَلَى امْرِئٍ مُسْلِمٍ كَلِمَةَ بَاطِلٍ لِيُشِينَهُ بِهَا فِي الدُّنْيَا كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يُذِيبَهُ بِهَا مِنَ النَّارِ حَتَّى يَأْتِيَ بِنَفَاذِهَا
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حُمَيْدٍ ، عَنْ مُوسَى بْنِ وَرْدَانَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَجُلًا ، قَامَ مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَرَأَى فِي قِيَامِهِ عَجْزًا ، فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَا أَعْجَزَ فُلَانًا ؟ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ : أَكَلْتُمْ أَخَاكُمْ وَاغْتَبْتُمُوهُ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ ، عَنِ ابْنِ الْهَادِ ، قَالَ : سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ ، يَقُولُ : كَانَ رَجُلٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ بَاغِيًا ، وَكَانَ رَجُلٌ مِنَ الْعَرَبِ يَقُولُ : مَا رَأَيْتُ بَاغِيًا قَطُّ خَرَجَ مِنْ هَذِهِ الدُّنْيَا حَتَّى يُصِيبَهُ بِلًى . قَالَ : فَهَلَكَ الرَّجُلُ الْبَاغِي وَلَمْ يُصِبْهُ شَيْءٌ ، قَالَ : فَجَعَلَ الرَّجُلُ يَتَعَجَّبُ : هَلَكَ فُلَانٌ الْبَاغِي وَلَمْ يُصِبْهُ شَيْءٌ ، فَوَاللَّهِ إِنِّي لَا أَظُنُّ فِيمَا بَعْدَ الْمَوْتِ جَزَاءً
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ ، عَنْ مَنْ ، سَمِعَ مُحَمَّدَ بْنَ كَعْبٍ الْقُرَظِيَّ ، يَقُولُ : لَوْ سَلِمَ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ لَسَلِمَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ مِنْهُمْ ، فَإِنَّهُ يُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَيُحْيِي الْمَوْتَى ، وَيُخْبِرُهُمْ بِمَا يَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِهِمْ ، فَقَفَوْا وَقَفَوْا أُمَّهُ ، وَوَقَفُوا بِهِ الْمَشُورَةَ
قَالَ ابْنُ وَهْبٍ : أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَشِيطٍ ، عَنِ ابْنِ أَبِي حُسَيْنٍ ، قَالَ : يُقَالُ : مَا هَلَكَ امْرُؤٌ عَنِ مَشُورَةٍ ، وَلَا سَعِدَ بِتَوَحُّدٍ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَشِيطٍ ، أَنَّ مَرْوَانَ بْنَ الْحَكَمِ ، أَوْصَى ابْنَهُ عَبْدَ الْعَزِيزِ قَالَ : وَلَا تَدَعِ الْمَشُورَةَ ، فَإِنَّهُ لَوِ اسْتَغْنَى عَنْهَا أَحَدٌ اسْتَغْنَى عَنْهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ
قَالَ : وَحَدَّثَنِي حَرْمَلَةُ بْنُ عِمْرَانَ التُّجِيبِيُّ ، عَنْ بَعْضِ مَشَايِخِهِمْ ، أَنَّ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ ، قَالَ : الرِّجَالُ ثَلَاثَةٌ : فَرَجُلٌ تَامٌّ ، وَنِصْفُ رَجُلٍ ، وَلَا شَيْءَ ، فَإِنَّمَا الرَّجُلُ التَّامُّ فَالَّذِي أَكْمَلَ اللَّهُ لَهُ دِينَهُ وَعَقْلَهُ ، فَإِذَا أَرَادَ أَمْرًا لَمْ يُمْضِهِ حَتَّى يَسْتَشِيرَ أَهْلَ الرَّأْيِ الْأَلْبَابَ ، فَإِنْ وَافَقُوهُ حَمِدَ اللَّهَ وَأَمْضَى رَأْيَهُ فَلَا يَزَالُ ذَلِكَ مُصِيبًا مُوَفَّقًا ، وَالنِّصْفُ الرَّجُلِ الَّذِي يُكَمِّلُ اللَّهُ لَهُ دِينَهُ وَعَقْلَهُ ، فَإِذَا أَرَادَ أَمْرًا لَمْ يَسْتَشِرْ فِيهِ أَحَدًا ، وَقَالَ : أَيُّ النَّاسِ كُنْتُ أُطِيعُهُ وَأَتْرُكُ رَأْيِي لِرَأْيِهِ ، فَمُصِيبٌ وَمُخْطِئٌ ، وَالَّذِي لَا شَيءَ الَّذِي لَا دِينَ وَلَا عَقْلَ لَهُ وَلَا يَسْتَشِيرُ فِي الْأَمْرِ فَلَا يَزَالُ ذَلِكَ مُخْطِئًا . قَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ : إِذَا أَرَدْتُهُ حَتَّى أَسْتَشِيرَ بَعْضَ خَدَمِي ، وَمَا أُبَالِي يَعْرِضُ النَّاسُ عَلَيَّ عُقُولَهَمْ وَأَسْمَعُ
قَالَ ابْنُ وَهْبٍ : وَبَلَغَنِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : الْمُسْتَشَارُ بِالْخِيَارِ مَا لَمْ يَتَكَلَّمْ ، فَإِذَا تَكَلَّمَ فَحَقٌّ عَلَيْهِ أَنْ يَنْصَحَ
قَالَ وَحَدَّثَنِي السَّرِيُّ بْنُ يَحْيَى ، عَنِ الْحَسَنِ ، قَالَ : سَمِعْتُهُ قَرَأَ ، هَذِهِ الْآيَةَ : {{ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ }} ، فَقَالَ : وَاللَّهِ مَا تَشَاوَرَ قَطُّ قَوْمٌ إِلَّا هَدَاهُمُ اللَّهُ لِأَفْضَلِ مَا بِحَضْرَتِهِمْ
قَالَ ابْنُ وَهْبٍ ، أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ ، عَنْ رَجُلٍ ، قَالَ : مَا تَشَاوَرَ قَوْمٌ إِلَّا هُدُوا لِأَرْشَدِ أَمْرِهِمْ
قَالَ : وَحَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ نَشِيطٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ ، قَالَ : سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ عَنِ الْحَزْمِ ، فَقَالَ : تَسْتَشِيرُ الرَّجُلَ ذَا الرَّأْيِ ثُمَّ تَمْضِي إِلَى مَا أَمَرَكَ بِهِ
قَالَ : وَسَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ ، يُحَدِّثُ عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : مَا رَأَيْتُ مِنَ النَّاسِ أَحَدًا أَكْثَرَ مَشُورَةٍ لِأَصْحَابِهِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، قَالَ : بَلَغَنَا عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ : لَا تَعْتَرِضْ فِيمَا لَا يُعْنِيكَ ، وَاعْتَزِلْ عَدُوَّكَ ، وَاحْتَفِظْ مِنْ خَلِيلِكَ إِلَّا الْأَمِينَ ، فَإِنَّ الْأَمِينَ مِنَ الْقَوْمِ لَا يَعْدِلُهُ شَيْءٌ ، وَلَا تَصْحَبِ الْفَاجِرَ لِيُعَلِّمَكَ مِنْ فُجُورِهِ ، وَلَا تُفْشِ إِلَيْهِ سَرَّكَ ، وَاسْتَشِرْ فِي أَمْرِكِ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ اللَّهَ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ ، أَنَّهُ بَلَغَهُ عَنْ عُمَرَ ، أَنَّهُ قَدْ قَالَ : وَلَا أَمِينَ إِلَّا مَنْ يَخْشَى اللَّهَ
قَالَ : وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عِيسَى الْوَاسِطِيِّ ، يَرْفَعْهُ قَالَ : مَا شَقِيَ عَبْدٌ بِمَشُورَةٍ ، وَلَا سَعِدَ عَبْدٌ اسْتَغْنَى بِرَأْيهِ
قَالَ : وَحَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ ، يَرْفَعْهُ ، كَانَ يَقُولُ : مَا شَقِيَ أَحَدٌ بِمَشُورَةٍ ، وَلَا سَعَدِ أَحَدٌ بِتَوَحُّدٍ
قَالَ : وَحَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ ، عَنْ مَنْ ، حَدَّثَهُ أَنَّ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ ، كَانَ يَقُولُ : الْإِشَارَةُ مِنْ غَيْرِِ اسْتَشَارَةٍ حُمْقٌ