حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، قَالَ : ثنا عَوْفٌ ، عَنِ الْحَسَنِ ، قَالَ : لَمَّا سُخِّرَتِ الرِّيحُ لِسُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ كَانَ يَغْدُو مِنْ بَيْتِ الْمَقْدِسِ فَيُقِيلُ بِقَرِيرَا ، ثُمَّ يَرُوحُ فَيَبِيتُ فِي كَابُلَ
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ سُفْيَانُ ، عَنْ ضِرَارِ بْنِ مُرَّةَ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، قَالَ : كَانَ سُلَيْمَانُ يُوضَعُ لَهُ سِتُّمِائَةِ أَلْفِ كُرْسِيٍّ
حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، قَالَ : ثنا الْأَعْمَشُ ، عَنِ الْمِنْهَالِ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : كَانَ دَاوُدُ عَلَيْهِ السَّلَامُ يُوضَعُ لَهُ سِتُّمِائَةِ أَلْفِ كُرْسِيٍّ ، ثُمَّ يَجِيءُ أَشْرَافُ الْإِنْسِ حَتَّى يَجْلِسُوا مِمَّا يَلِي الْأَيْمَنَ ، ثُمَّ يَجِيءُ أَشْرَافُ الْجِنِّ حَتَّى يَجْلِسُوا مِمَّا يَلِي الْأَيْسَرَ ، ثُمَّ يَدْعُوَ الطَّيْرَ فَتُظِلَّهُمْ ، ثُمَّ يَدْعُوَ الرِّيحَ فَتَحْمِلَهُمْ فَيَسِيرُ فِي الْغَدَاةِ الْوَاحِدَةِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ ، فَبَيْنَمَا هُوَ ذَاتَ يَوْمٍ يَسِيرُ فِي فَلَاةٍ مِنَ الْأَرْضِ فَاحْتَاجَ إِلَى الْمَاءِ ، فَدَعَا الْهُدْهُدَ فَجَاءَ فَنَقَرَ الْأَرْضَ فَأَصَابَ مَوْضِعَ الْمَاءِ ثُمَّ تَجِيءُ الشَّيَاطِينُ ذَلِكَ الْمَاءَ فَتَسْلَخُهُ كَمَا يُسْلَخُ الْإِهَابُ فَيَسْتَخْرِجُوا الْمَاءَ مِنْهُ ، قَالَ : فَقَالَ لَهُ نَافِعُ بْنُ الْأَزْرَقِ : قِفْ يَا وَقَّافُ ، أَرَأَيْتَ قَوْلَكَ الْهُدْهُدُ يَجِيءُ فَيَنْقُرُ الْأَرْضَ فَيُصِيبُ مَوْضِعَ الْمَاءِ كَيْفَ يُبْصِرُ هَذَا ، وَلَا يُبْصِرُ الْفَخَّ يَجِيءُ إِلَيْهِ حَتَّى يَقَعَ فِي عُنُقِهِ ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ : وَيْحَكَ ، إِنَّ الْقَدَرَ حَالَ دُونَ الْبَصَرِ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ ، عَنْ حُصَيْنٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ ، قَالَ : كَانَ كُرْسِيُّ سُلَيْمَانَ يُوضَعُ عَلَى الرِّيحِ ، وَكَرَاسِيُّ مَنْ أَرَادَ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ ، فَاحْتَاجَ إِلَى الْمَاءِ فَلَمْ يَعْلَمُوا بِمَكَانِهِ ، وَتَفقَّدَ الطَّيْرَ عِنْدَ ذَلِكَ فَلَمْ يَجِدِ الْهُدْهُدَ فَتَوَعَّدَهُ ، وَكَانَ عَذَابُهُ نَتْفَهُ وَتَشْمِيسَهُ ، قَالَ : فَلَمَّا جَاءَ اسْتَقْبَلَهُ الطَّيْرُ فَقَالُوا : قَدْ تَوَعَّدَكَ سُلَيْمَانُ ، فَقَالَ الْهُدْهُدُ : هَلْ اسْتَثْنَى قَالُوا : نَعَمْ إِلَّا أَنْ يَجِيءَ بِعُذْرٍ وَكَانَ عُذْرُهُ أَنْ جَاءَ بِخَبَرِ صَاحِبَةِ سَبَأٍ قَالَ : فَكَتَبَ إِلَيْهِمْ أَنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ : {{ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ }} قَالَ : فَأَقْبَلَتْ بِلْقِيسُ ، فَلَمَّا كَانَتْ عَلَى قَدْرِ فَرْسَخٍ قَالَ سُلَيْمَانُ : {{ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ قَالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ }} قَالَ : فَقَالَ : أُرِيدُ أَعْجَلَ مِنْ ذَلِكَ ، فَقَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ : {{ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ }} قَالَ : فَأَخْبَرَنِي مَنْصُورٌ ، عَنْ مُجَاهِدٍ أَنَّهُ دَخَلَ فِي نَفَقٍ تَحْتَ الْأَرْضِ فَجَاءَهُ بِهِ ، قَالَ سُلَيْمَانُ : غَيِّرُوهُ ، فَلَمَّا جَاءَتْ قِيلَ لَهَا : هَكَذَا عَرْشُكِ ؟ قَالَ : فَجَعَلَتْ تَعْرِفُ وَتُنْكِرُ ، وَعَجِبَتْ مِنْ سُرْعَتِهِ وَقَالَتْ : كَأَنَّهُ هُوَ {{ قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَنْ سَاقَيْهَا }} فَإِذَا امْرَأَةٌ شَعْرَاءُ ، قَالَ : فَقَالَ سُلَيْمَانُ : مَا يُذْهِبُ هَذَا ؟ قَالُوا : النُّورَةُ ، قَالَ : فَجُعِلَتِ النُّورَةُ يَوْمَئِذٍ
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الْكَرِيمِ ، قَالَ : سَمِعْتُ مُجَاهِدًا ، يَقُولُ : لَمَّا قَالَ : {{ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ }} هَذَا ، قَالَ : أَنَا أُرِيدُ أَعْجَلَ مِنْ هَذَا ، {{ قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ }} ، قَالَ : فَخَرَجَ الْعَرْشُ فِي نَفَقٍ مِنَ الْأَرْضِ
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ عَطَاءٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، {{ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ }} قَالَ : مَجْلِسُ الرَّجُلِ الَّذِي يَجْلِسُ فِيهِ حَتَّى يَخْرُجَ مِنْ عِنْدِهِ
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ ثَابِتٍ ، عَنْ عُمَارَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْبَدٍ الزَّمَانِيِّ ، قَالَ : لَمْ تَنْزِلْ {{ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ }} فِي شَيْءٍ مِنَ الْقُرْآنِ إِلَّا فِي سُورَةِ النَّمْلِ {{ إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ }}
حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، {{ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ }} قَالَ : رَفَعَ طَرْفَهُ ، فَلَمْ يَرْجِعْ إِلَيْهِ طَرْفُهُ حَتَّى نَظَرَ إِلَى الْعَرْشِ بَيْنَ يَدَيْهِ
حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، {{ وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ }} قَالَ : كَانَتْ هَدِيَّتُهَا لَبِنَةً مِنْ ذَهَبٍ
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ عَطَاءٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : اسْمُهَا بِلْقِيسُ بِنْتُ ذِي شَيِّرَةَ وَكَانَتْ هَلْبَاءَ شَعْرَاءَ
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى ، عَنِ الْحَكَمِ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، أَنَّ صَاحِبَةَ سَبَأٍ كَانَتْ جِنِّيَّةً شَعْرَاءَ
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، قَالَ : ثنا الْأَعْمَشُ ، عَنِ الْمِنْهَالِ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، {{ وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ }} ، قَالَ : أَرْسَلَتْ بِذَهَبٍ أَوْ لَبِنَةٍ مِنْ ذَهَبٍ ، فَلَمَّا قَدِمُوا إِذَا حِيطَانُ الْمَدِينَةِ مِنْ ذَهَبٍ ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ : {{ أَتُمِدُّونَنِي بِمَالٍ فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِمَّا آتَاكُمْ }} الْآيَةَ