أَنْبَأَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ ، إِجَازَةً , أَنْبَأَ أَبُو الْوَلِيدِ ، ثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ ، ثَنَا أَبُو بَكْرٍ هُوَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ , ثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ ، عَنِ الْأَجْلَحِ ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ نَمِرٍ ، قَالَ : بَيْنَا أَنَا فِي الْجُمُعَةِ ، وَعَلِيُّ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى الْمِنْبَرِ , إِذْ قَامَ رَجُلٌ فَقَالَ : لَا حُكْمَ إِلَّا لِلَّهِ , ثُمَّ قَامَ آخَرُ فَقَالَ : لَا حُكْمَ إِلَّا لِلَّهِ , ثُمَّ قَامُوا مِنْ نَوَاحِي الْمَسْجِدِ , فَأَشَارَ إِلَيْهِمْ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِيَدِهِ اجْلِسُوا : نَعَمْ , لَا حُكْمَ إِلَّا لِلَّهِ , كَلِمَةٌ يُبْتَغَى بِهَا بَاطِلٌ , حُكْمُ اللَّهِ نَنْظُرُ فِيكُمْ , أَلَا إِنَّ لَكُمْ عِنْدِي ثَلَاثَ خِصَالٍ : مَا كُنْتُمْ مَعَنَا لَا نَمْنَعُكُمْ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ تَذْكُرُوا فِيهَا اسْمَ اللَّهِ , وَلَا نَمْنَعُكُمْ فَيْئًا مَا كَانَتْ أَيْدِيكُمْ مَعَ أَيْدِينَا , وَلَا نُقَاتِلُكُمْ حَتَّى تُقَاتِلُوا , ثُمَّ أَخَذَ فِي خُطْبَتِهِ وَرُوِي بَعْضُ مَعْنَاهُ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِِ اللَّهِ الْحَافِظُ ، ثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ , ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَكْرٍ الْمَرْوَزِيُّ ، ثَنَا عَفَّانُ ، ثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ ، قَالَ : سَمِعَ عَلِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَوْمًا يَقُولُونَ : لَا حُكْمَ إِلَّا لِلَّهِ , قَالَ : نَعَمْ , لَا حُكْمَ إِلَّا لِلَّهِ , وَلَكِنْ لَا بُدَّ لِلنَّاسِ مِنْ أَمِيرٍ , بَرٍّ أَوْ فَاجِرٍ , يَعْمَلُ فِيهِ الْمُؤْمِنُ , وَيَسْتَمْتِعُ فِيهِ الْكَافِرُ , وَيُبَلِّغُ اللَّهُ فِيهَا الْأَجَلَ
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ ، بِبَغْدَادَ , أَنْبَأَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ ، ثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ ، حَدَّثَنِي حَرْمَلَةُ ، أَنْبَأَ ابْنُ وَهْبٍٍ ، حَدَّثَنِي اللَّيْثُ ، عَنْ عَقِيلٍ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، أَخْبَرَهُ , أَنَّ الْوَلِيدَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِكِ أَرْسَلَ إِلَيْهِ فَقَالَ : مَا تَقُولُ فِيمَنْ يَسُبُّ الْخُلَفَاءَ , أَتَرَى أَنْ يُقْتَلَ ؟ قَالَ : فَسَكَتُّ فَانْتَهَرَنِي وَقَالَ : مَا لَكَ لَا تَكَلَّمُ ؟ فَسَكَتُّ , فَعَادَ لِمِثْلِهَا , فَقُلْتُ : أَقَتَلَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ؟ قَالَ : لَا , وَلَكِنَّهُ سَبَّ الْخُلَفَاءَ , قَالَ : فَقُلْتُ : فَإِنِّي أَرَى أَنْ يُنْكَلَ فِيمَا انْتَهَكَ مِنْ حُرْمَةِ الْخُلَفَاءِ
أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو ، ثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ ، ثَنَا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍِ ، ثَنَا ابْنُ وَهْبٍ ، أَخْبَرَنِي خَالِدُ بْنُ حُمَيْدٍ الْمَهْرِيُّ ، عَنْ عُمَرَ ، مَوْلَى غُفْرَةَ , أَنَّ عَبْدَ الْحَمِيدِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ ، كَانَ عَلَى الْكُوفَةِ فِي عَهْدِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ , فَكَتَبَ إِلَى عُمَرَ : إِنِّي وَجَدْتُ رَجُلًا بِالْكُنَاسَةِ , سُوقٌ مِنْ أَسْوَاقِ الْكُوفَةِ , يَسُبُّكَ , وَقَدْ قَامَتْ عَلَيْهِ الْبَيِّنَةُ , فَهَمَمْتُ بِقَتْلِهِ , أَوْ بِقَطْعِ يَدِهِ أَوْ لِسَانِهِ أَوْ جَلْدِهِ , ثُمَّ بَدَا لِي أَنْ أُرَاجِعَكَ فِيهِ ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ : سَلَّامٌ عَلَيْكَ , أَمَّا بَعْدُ , وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ قَتَلْتَهُ لَقَتَلْتُكَ بِهِ , وَلَوْ قَطَعْتَهُ لَقَطَعْتُكَ بِهِ , وَلَوْ جَلَدْتَهُ لَأَقَدْتُهُ مِنْكَ , فَإِذَا جَاءَ كِتَابِي هَذَا فَاخْرُجْ بِهِ إِلَى الْكُنَاسَةِ , فَسُبَّ الَّذِي سَبَّنِي , أَوِ اعْفُ عَنْهُ , فَإِنَّ ذَلِكَ أَحَبُّ إِلَيَّ , فَإِنَّه لَا يَحِلُّ قَتْلُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ بِسَبِّ أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ , إِلَّا رَجُلٌ سَبَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ , فَمَنْ سَبَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَقَدْ حَلَّ دَمُهُ