أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ , وَأَبُو طَاهِرٍ الْفَقِيهُ , وَأَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ , وَأَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو قَالُوا : ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ , ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ , أنبأ أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ , عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ عَائِشَةَ , رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّهَا قَالَتْ : كُنْتُ أَلْعَبُ بِالْبَنَاتِ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ , وَكَانَ يَأْتِينِي صَوَاحِبِي , فَكُنَّ يَنْقَمِعْنَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ , قَالَتْ : وَكَانَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يُسَرِّبُهُنَّ إِلِيَّ , فَيَلْعَبْنَ مَعِي . قَالَ أَنَسٌ : يَنْقَمِعْنَ : يَفْرُرْنَ , أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ , وَمُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ مِنْ أَوْجُهٍ , عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ
أَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ الْمُزَكِّي , أنبأ أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبْدُوسٍ , ثنا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ , ثنا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ , أنبأ يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ , حَدَّثَنِي عُمَارَةُ بْنُ غَزِيَّةَ , أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيَّ , حَدَّثَهُ , عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , عَنْ عَائِشَةَ , رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ مِنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ وَقَدْ نَصَبْتُ عَلَى بَابِ حُجْرَتِي عَبَاءَةً , وَعَلَى عُرْضِ بَيْتِي سِتْرًا أَرْمِنِيًّا , فَدَخَلَ الْبَيْتَ فَلَمَّا رَآهُ قَالَ : مَا لِي يَا عَائِشَةُ وَالدُّنْيَا ؟ , فَهَتَكَ السِّتْرَ حَتَّى وَقَعَ بِالْأَرْضِ , وَفِي سَهْوَتِهَا سِتْرٌ , فَهَبَّتْ رِيحٌ فَكَشَفَ نَاحِيَةَ السِّتْرِ عَنْ بَنَاتٍ لِعَائِشَةَ لُعَبٍ , فَقَالَ : مَا هَذَا يَا عَائِشَةُ ؟ , قَالَتْ : بَنَاتِي , قَالَتْ : وَرَأَى بَيْنَ طُوبِهَا فَرَسًا لَهُ جَنَاحَانِ مِنْ رُقَعٍ , قَالَ : فَمَا هَذَا الَّذِي أَرَى فِي وَسَطِهِنَّ ؟ , قَالَتْ : فَرَسٌ , قَالَ : مَا هَذَا الَّذِي عَلَيْهِ ؟ , قَالَتْ : جَنَاحَانِ , قَالَ : فَرَسٌ لَهُ جَنَاحَانِ ؟ , قَالَتْ : أَوَمَا سَمِعْتَ أَنَّ لِسُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ خَيْلًا لَهُ أَجْنِحَةٌ ؟ قَالَتْ : فَضَحِكَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ فِي السُّنَنِ , عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَوْفٍ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ وَقَالَ فِي الْحَدِيثِ : مِنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ أَوْ خَيْبَرَ , وَقَدْ ثَبَتَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ النَّهْيُ عَنِ التَّصَاوِيرِ وَالتَّمَاثِيلِ مِنْ أَوْجُهٍ كَثِيرَةٍ عَنْهُ , فَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ الْمَحْفُوظُ فِي رِوَايَةِ أَبِي سَلَمَةَ , عَنْ عَائِشَةَ قُدُومَهُ مِنْ غَزْوَةِ خَيْبَرَ , وَأَنَّ ذَلِكَ كَانَ قَبْلَ تَحْرِيمِ الصُّوَرِ وَالتَّمَاثِيلِ , ثُمَّ كَانَ تَحْرِيمُهَا بَعْدَ ذَلِكَ , فَمِنْ جُمْلَةِ مَنْ رَوَى النَّهْيَ عَنْهَا , عَنِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أَبُو هُرَيْرَةَ , وَإِسْلَامُهُ كَانَ زَمَنَ خَيْبَرَ , فَيَكُونُ السَّمَاعُ بَعْدَهُ . وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أَمَرَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ زَمَنَ الْفَتْحِ وَهُوَ بِالْبَطْحَاءِ أَنْ يَأْتِيَ الْكَعْبَةَ فَيَمْحُوَ كُلَّ صُورَةٍ فِيهَا , فَلَمْ يَدْخُلْهَا النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ حَتَّى مُحِيَتْ كُلُّ صُورَةٍ فِيهَا قَالَ الشَّيْخُ : زَمَنُ الْفَتْحِ كَانَ بَعْدَ خَيْبَرَ , وَأَيْضًا فَإِنَّهَا كَانَتْ صَغِيرَةً فِي الْوَقْتِ الَّذِي زُفَّتْ فِيهِ إِلَى النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَمَعَهَا اللُّعَبُ , ثَبَتَ :
عَنِ الزُّهْرِيِّ , عَنْ عُرْوَةَ , عَنْ عَائِشَةَ , أَنَّ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ تَزَوَّجَهَا وَهِيَ ابْنَةُ سَبْعِ سِنِينَ , وَزُفَّتْ إِلَيْهِ وَهِيَ ابْنَةُ تِسْعِ سِنِينَ وَلُعَبُهَا مَعَهَا , وَمَاتَ عَنْهَا وَهِيَ ابْنَةُ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ . أَخْبَرَنَاهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ , أَخْبَرَنِي أَبُو عَمْرِو بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ , أنبأ الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ , ثنا فَيَّاضُ بْنُ زُهَيْرٍ , ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ , أنبأ مَعْمَرٌ , عَنِ الزُّهْرِيِّ فَذَكَرَهُ رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي الصَّحِيحِ , عَنْ عَبْدِ بْنِ حُمَيْدٍ , عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ وَلَيْسَ فِي شَيْءٍ مِنَ الرِّوَايَاتِ أَنَّهَا كَانَتْ بَلَغَتْ مَبْلَغَ النِّسَاءِ بِغَيْرِ السِّنِّ فِي وَقْتِ زِفَافِهَا , فَيُحْتَمَلُ إِنْ كَانَ انْشِغَالُهَا بِلُعِبِهَا وَتَقْرِيرُ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ إِيَّاهَا عَلَى ذَلِكَ إِلَى وَقْتِ بُلُوغِهَا , وَاللَّهُ أَعْلَمُ , وَعَلَى هَذَا حَمَلَهُ أَبُو عُبَيْدٍ فَقَالَ : وَلَيْسَ وَجْهُ ذَلِكَ عِنْدَنَا إِلَّا مِنْ أَجْلِ أَنَّهَا لَهْوٌ لِلصِّبْيَانِ , فَلَوْ كَانَ لِلْكِبَارِ لَكَانَ مَكْرُوهًا وَذَكَرَ الْحَلِيمِيُّ أَنَّهُ : إِنْ عُمِلَ مِنْ خَشَبٍ أَوْ حَجَرٍ أَوْ صُفْرٍ أَوْ نُحَاسٍ شَبَهَ آدَمَيٍّ تَامِّ الْأَطْرَافِ كَالْوَثَنِ وَجَبَ كَسْرُهُ , وَلَمْ يَجُزْ إِطْلَاقُ إِمْسَاكِهِ لَهُنَّ , فَأَمَّا إِذَا كَانَتِ الْوَاحِدَةُ مِنْهُنَّ تَأْخُذُ خِرْقَةً فَتَلُفُّهَا ثُمَّ تُشَكِّلُهَا بِشَكْلٍ مِنْ أَشْكَالِ الصَّبَايَا وَتُسَمِّيهَا بِنْتًا أَوْ أُمَّا , وَتَلْعَبُ بِهَا فَلَا تُمْنَعُ مِنْهَا , وَذَكَرَ مَا فِي ذَلِكَ مِنَ انْبِسَاطِ قَلْبِهَا وَحُسْنِ نَشْوِهَا , وَمُمَارَسِتِهَا مُعَالَجَةَ الصِّبْيَانِ