كَذَا حَدَّثَنَا هَوْذَةُ ، عَنْ عَوْفٍ ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ أَسْتَاذٍ ، حَدَّثَنِي الْبَرَاءُ : لَمَّا كَانَ حَيْثُ أَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِحَفْرِ الْخَنْدَقِ ، عَرَضَتْ لَنَا صَخْرَةٌ ، فَأَخَذَ الْمِعْوَلَ ، فَقَالَ : بِسْمِ اللَّهِ ، فَكَسَرَ ثُلُثَهَا ، فَقَالَ : اللَّهُ أَكْبَرُ ، أُعْطِيتُ مَفَاتِيحَ الشَّامِ ، وَاللَّهِ إِنِّي لَأَنْظُرُ قُصُورَهَا الْحُمْرَ ، ثُمَّ ضَرَبَ الثَّانِيَةَ ، فَكَسَرَ ثُلُثَهَا الْآخَرَ ، فَقَالَ : اللَّهُ أَكْبَرُ ، أُعْطِيتُ مَفَاتِيحَ فَارِسَ ، وَاللَّهِ إِنِّي لَأَنْظُرُ قَصْرَ الْمَدَائِنِ الْأَبْيَضَ ، ثُمَّ ضَرَبَ الثَّالِثَةَ ، فَقَطَعَ بَقِيَّةَ الْحَجَرِ ، فَقَالَ : اللَّهُ أَكْبَرُ ، أُعْطِيتُ مَفَاتِيحَ الْيَمَنِ ، وَاللَّهِ إِنِّي لَأَنْظُرُ أَبْوَابَ صَنْعَاءَ مِنْ مَكَانِي هَذَا قَالَ إِبْرَاهِيمُ : فَقَدْ كَانَ مَا أُرِيَ : فُتِحَتِ الْيَمَنُ فِي حَيَاتِهِ ، وَفَتَحَ أَبُو بَكْرٍ الشَّامَ ، وَفَتَحَ عُمَرُ الْعِرَاقَ ، وَأَخَذَ أَبْيَضَ الْمَدَائِنِ ، وَهُوَ مَوْضِعُ الْمَسْجِدِ الْيَوْمَ ، وَإِنَّمَا قَالَ لِمُلْكِ فَارِسَ الْكَنْزُ الْأَبْيَضُ لِبَيَاضِ أَلْوَانِهِمْ ، وَلِذَلِكَ قِيلَ لَهُمْ بَنُو الْأَحْرَارِ ، يَعْنِي الْبِيضَ ؛ وَلِأَنَّ الْغَالِبَ عَلَى كُنُوزِهِمْ ، وَبُيُوتِ أَمْوَالِهِمُ الْوَرِقُ ، وَهِيَ بِيضٌ ، وَقَالَ فِي الشَّامِ : الْكَنْزُ الْأَحْمَرُ ؛ لِأَنَّ الْغَالِبَ عَلَى أَلْوَانِهِمُ الْحُمْرَةُ ، وَعَلَى كُنُوزِهِمْ ، وَبُيُوتِ أَمْوَالِهِمُ الذَّهَبُ ، وَهُوَ أَحْمَرُ