أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ ، أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنَزِيُّ ، نا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ ، نا مَحْبُوبُ بْنُ مُوسَى ، نا أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَوْذَبٍ ، حَدَّثَنِي عَامِرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو ، قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ إِذَا أَصَابَ غَنِيمَةً أَمَرَ بِلَالًا فَنَادَى فِي النَّاسِ ، فَيَجِيئُونَ بِغَنَائِمِهِمْ ، فَيُخَمِّسُهَا ، وَيَقْسِمُهَا ، فَجَاءَ رَجُلٌ بَعْدَ ذَلِكَ بِزِمَامٍ مِنْ شَعْرٍ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، هَذَا فِيمَا كُنَّا أَصَبْنَاهُ مِنَ الْغَنِيمَةِ قَالَ : أَسَمِعْتَ بِلَالًا يُنَادِي ثَلَاثًا ؟ قَالَ : نَعَمْ . قَالَ : فَمَا مَنَعَكَ أَنْ تَجِيءَ بِهِ قَالَ : فَاعْتَذَرَ قَالَ : كُنْ أَنْتَ تَجِيءُ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، فَلَنْ أَقْبَلَهُ مِنْكَ
وَرُوِّينَا عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ ، عَنْ رَجُلٍ ، مِنْ بُلْقِينَ قَالَ : فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا تَقُولُ فِي الْغَنِيمَةِ ؟ قَالَ : لِلَّهِ خُمْسُهَا ، وَأَرْبَعَةُ أَخْمَاسٍ لِلْجَيْشِ ، قُلْتُ : فَمَا أَحَدٌ أَوْلَى بِهِ مِنْ أَحَدٍ ؟ قَالَ : لَا ، وَلَا السَّهْمُ تَسْتَخْرِجُهُ مِنْ جَنْبِكَ لَسْتَ أَنْتَ أَحَقَّ بِهِ مِنْ أَخِيكَ الْمُسْلِمِ أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُقْرِئُ ، نا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، نا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ ، نا مُسَدَّدٌ ، نا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ بُدَيْلِ بْنِ مَيْسَرَةَ ، وَخَالِدٍ ، وَالزُّبَيْرِ بْنِ الْخِرِّيتِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ ، فَذَكَرَهُ ، وَإِنَّمَا أَرَادَ لِلَّهِ خُمْسُهَا ، وَلِمَنْ ذُكِرَ مَعَهُ فِي الْآيَةِ
وَأَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْفَقِيهُ ، نا أَبُو بَكْرٍ الْقَطَّانُ ، نا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ السُّلَمِيُّ ، نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، نا مَعْمَرٌ ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ ، قَالَ : هَذَا مَا حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : أَيُّمَا قَرْيَةٍ أَتَيْتُمُوهَا ، وَأَقَمْتُمْ فِيهَا فَسَهْمُكُمْ ، أَظُنُّهُ قَالَ : فَهِيَ لَكُمْ ، أَوْ نَحْوَهُ مِنَ الْكَلَامِ وَأَيُّمَا قَرْيَةٍ عَصَتِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ، فَإِنَّ خُمُسَهَا لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ ، ثُمَّ هِيَ لَكُمْ وَرَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ ، وَقَالَ فِي مَتْنِهِ : فَأَقَمْتُمْ فِيهَا فَسَهْمُكُمْ فِيهَا هَكَذَا رَوَاهُ
وَبَيَانُهُ فِيمَا أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَسَنِ ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ ، نا الدُّورِيُّ ، نا قُرَادٌ أَبُو نُوحٍ ، نا الْمُرَجى بْنُ رَجَاءٍ ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : أَيُّمَا قَرْيَةٍ افْتَتَحَهَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ ، فَهِيَ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ ، وَأَيُّمَا قَرْيَةٍ افْتَتَحَهَا الْمُسْلِمُونَ عَنْوَةً ، فَخُمْسُهَا لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ ، وبَقِيَّتُهَا لِمَنْ قَاتَلَ عَلَيْهَا قَالَ أَبُو الْفَضْلِ الدُّورِيُّ : وَهُوَ عَبَّاسٌ الدُّورِيُّ أَبُو سَلَمَةَ هَذَا هُوَ عِنْدِي صَاحِبُ الطَّعَامِ ، أَوْ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ
وَرُوِّينَا عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ : أَمَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْلَا أَنِّي أَتْرُكُ آخِرَ النَّاسِ بَبَانًا لَيْسَ لَهُمْ شَيْءٌ ، مَا فُتِحَتْ عَلَيَّ قَرْيَةٌ إِلَّا قَسَمْتُهَا كَمَا قَسَمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ خَيْبَرَ ، وَلَكِنْ أَتْرُكُهَا لَكُمْ خَزَانَةً أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ ، أَخْبَرَنِي أَبُو الْحَسَنِ بْنُ عَبْدُوسَ ، نا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ ، نا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ ، أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ جَعْفَرٍ الْمَدِينِيَّ ، أَخْبَرَهُمْ قَالَ : أَخْبَرَنِي زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّهُ سَمِعَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ ، يَقُولُ فَذَكَرَهُ . قَالَ الشَّيْخُ : فَأَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَوَى عَنِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أَنَّهُ قَسَمَ خَيْبَرَ يَعْنِي مَتَاعَهَا ، وَحِيطَانَهَا كَمَا رُوِيَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ قَالَ : افْتَتَحْنَا خَيْبَرَ ، فَلَمْ نَغْنَمْ ذَهَبًا ، وَلَا فِضَّةً إِنَّمَا غَنِمْنَا الْإِبِلَ ، وَالْبَقَرَ ، وَالْحَوَائِطَ يَعْنِي مَا فَتَحُوهُ عَنْوَةً ، فَقَدْ كَانَ بَعْضُهَا صُلْحًا ، وَمَا لَمْ يُفْتَحْ عَنْوَةً لَا يَكُونُ بَيْنَ الْغَانِمِينَ . وَلِذَلِكَ قَالَ سَهْلُ بْنُ أَبِي حَثَمَةَ قَسَمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ خَيْبَرَ نِصْفَينِ : نِصْفًا لَنَوَائِبِهِ وَحَاجَتِهِ ، وَنِصْفًا بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ ، فَقَسَمَهَا بَيْنَهُمْ عَلَى ثَمَانِيَةَ عَشَرَ سَهْمًا ، ثُمَّ إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرَ حِينَ افْتَتَحَ الْعِرَاقَ ، وَقُسِمَتْ أَرَاضِيهَا بَيْنَ الْغَانِمِينَ رَأَى مِنَ الْمَصْلَحَةِ أَنْ يَسْتَطِيبَ أَنْفُسَ الْغَانِمِينَ حَتَّى يَرُدُّوهَا عَلَى بَيْتِ الْمَالِ ، ثُمَّ يَدْفَعُهَا لِلْمُسْلِمِينَ لِتَكُونَ مَنَافَعَهَا لَهُمْ ، وَلِمَنْ بَعْدَهُمْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ بِالْخَرَاجِ الَّذِي يَضَعُهُ عَلَيْهَا ، وَهُوَ كَمَا قَسَمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ سَبْيَ هَوَازِنَ ، ثُمَّ اسْتَطَابَ أَنْفُسَ الْغَانِمِينَ حَتَّى رَدُّوا السَّبَايَا عَلَى أَهْلِهَا وَاحْتَجَّ الشَّافِعِيُّ بِمَا أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو ، نا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ ، نا الرَّبِيعُ ، نا الشَّافِعِيُّ ، نا الثِّقَةُ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : كَانَتْ بَجِيلَةُ رُبْعَ النَّاسِ ، فَقَسَمَ لَهُمْ رُبْعَ السَّوَادِ ، فَاسْتَغَلُّوهُ ثَلَاثًا ، أَوْ أَرْبَعَ سِنِينَ ، ثُمَّ قَدِمْتُ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، وَمَعِي فُلَانَةُ بِنْتُ فُلَانٍ امْرَأَةٌ مِنْهُمْ سَمَّاهَا غَيْرُ الشَّافِعِيِّ أُمَّ كُرْزٍ ، فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ : لَوْلَا أَنِّي قَاسِمٌ مَسْئُولٌ لَتُرِكْتُمْ عَلَى مَا قُسِمَ لَكُمْ ، وَلَكِنِّي أَرَى أَنْ تَرُدُّوا عَلَى النَّاسِ قَالَ الشَّافِعِيُّ : وَكَانَ فِي حَدِيثِهِ : وَعَاضَنِي مِنْ حَقِّي فِيهِ نَيِّفًا ، وَثَمَانِينَ دِينَارًا . وَفِي رِوَايَةِ غَيْرِ الشَّافِعِيِّ ، ثَمَانِينَ دِينَارًا ، وَقَالَتْ فُلَانَةُ : شَهِدَ أَبِي الْقَادِسِيَّةَ وَثَبَتَ سَهْمُهُ ، وَلَا أُسْلِمُهُ حَتَّى تُعْطِيَنِي كَذَا ، وَتُعْطِيَنِي كَذَا ، فَأَعْطَاهَا إِيَّاهُ وَفِي رِوَايَةِ هُشَيْمٍ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ قَالَ : كَانَتِ امْرَأَةٌ مِنْ بَجِيلَةَ يُقَالُ لَهَا : أُمُّ كُرْزٍ ، فَقَالَتْ لِعُمَرَ : إِنَّ أَبِي هَلَكَ وَسَهْمُهُ ثَابِتٌ فِي السَّوَادِ ، وَإِنِّي لَمْ أُسْلِمْ ، فَقَالَ لَهَا : يَا أُمَّ كُرْزٍ إِنَّ قَوْمَكَ قَدْ صَنَعُوا مَا عَلِمْتِ قَالَتْ : إِنْ كَانُوا صَنَعُوا مَا صَنَعُوا ، فَإِنِّي لَسْتُ أُسْلِمُ حَتَّى تَحْمِلَنِي عَلَى نَاقَةٍ ذَلُولٍ ، وعَلَيْهَا قَطِيفَةٌ حَمْرَاءُ ، وَتَمْلَأُ كَفِّي ذَهَبًا ، فَفَعَلَ ذَلِكَ ، فَكَانَتِ الدَّنَانِيرُ نَحْوًا مِنْ ثَمَانِينَ دِينَارًا
وَرُوِّينَا عَنْ نَافِعٍ ، وَغَيْرِهِ قَالُوا : أَصَابَ النَّاسُ فَتْحًا بِالشَّامِ فِيهِمْ بِلَالٌ فَكَتَبُوا إِلَى عُمَرَ فِي قَسْمَتِهِ بَيْنَهُمْ كَمَا صَنَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بِخَيْبَرَ
وَرُوِّينَا عَنِ الزُّبَيْرِ ، أَنَّهُ طَلَبَ هَذِهِ الْقِسْمَةَ حِينَ فَتَحُوا مِصْرَ ، وَاحْتَجَّ بِقِسْمَةِ خَيْبَرَ