حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ ، عَلَوَيْهِ ، بِثَلَاثَةِ أَبْوَابٍ ، قَالَ : ثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، قَالَ : ثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ غَزْوَانَ ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّ أَبَا طَلْحَةَ ، أَضَافَ رَجُلًا ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ، هَذِهِ الْآيَةَ فِيهِ ، وَفِي امْرَأَتِهِ {{ وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ ، وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ }} ، أَبُو طَلْحَةَ هُوَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ ، قَالَ : عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، هُوَ خَطَأٌ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَبِيرٍ الْحَرَّانِيُّ ، قَالَ : ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْخَلِيلِ الْخَزَّازُ ، بِالْكُوفَةِ ، قَالَ : ثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ سُلَيْمَانَ ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، يَشْكُو الْجُوعَ ، فَأَرْسَلَ إِلَى نِسَائِهِ ، فَقَالَتْ كُلُّ امْرَأَةٍ مِنْهُنَّ مَا عِنْدَنَا إِلَّا الْمَاءُ ، فَقَالَ : مِنْ يُضِيفُ هَذَا اللَّيْلَةَ ، فَقَالَ : رَجُلٌ أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَأَتَى امْرَأَتَهُ ، فَقَالَتْ مَا عِنْدَنَا إِلَّا قُوتُ الصِّبْيَةِ ، قَالَ : نَوِّمِيهِمْ ، وَأَطْفِئِي السِّرَاجَ ، فَلَمَّا أَصْبَحَ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : قَدْ عَجِبَ اللَّهُ مِنْكَ ، أَوْ ضَحِكَ اللَّهُ مِنْكَ ، وَمِنْ ضَيْفِكَ فَنَزَلَتْ {{ وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ }}
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنُ الْجُنَيْدِ الدَّقَّاقُ ، قَالَ : ثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ الْقَاسِمِ ، قَالَ : ثَنَا يَزِيدُ بْنُ كَيْسَانَ ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : نَزَلَ بِنَبِيِّ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ضَيْفٌ لَهُ ، فَأَرْسَلَ إِلَى نِسَائِهِ : هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ شَيْءٍ ، فَقَدْ نَزَلَ بِي ضَيْفٌ ؟ ، فَأَرْسَلْنَ : لَا ، وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ إِلَّا الْمَاءَ ، إِذْ دَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ ، فَقَالَ : يَا فُلَانُ ، هَلْ عِنْدَكَ اللَّيْلَةَ مِنْ شَيْءٍ ، تَذْهَبُ بِضَيْفِي هَذِهِ اللَّيْلَةَ ؟ ، قَالَ : نَعَمْ ، يَا نَبِيَّ اللَّهِ ، فَذَهَبَ بِهِ إِلَى أَهْلِهِ ، فَقَالَ لِلْمَرْأَةِ : هَلْ مِنْ شَيْءٍ ؟ ، قَالَتْ : نَعَمْ خُبْزَةٌ لَنَا ، قَالَ : قَرِّبِيهَا ، وَكَأَنَّكِ تُصْلِحِينَ الْمِصْبَاحَ ، فَأَطْفِئِيهِ ، فَجَعَلَ يُقَرِّبُ يَدَهُ كَأَنَّهُ يَأْكُلُ مَعَ ضَيْفِهِ ، فَخَلَّى بَيْنَهُ ، وَبَيْنَ الْخُبْزَةِ ، حَتَّى أَكَلَهَا ، وَبَاتَ عِنْدَهُ ، فَلَمَّا أَصْبَحَ ، غَدًا ضَيْفُهُ لِحَاجَتِهِ ، وَغَدَا الْأَنْصَارِيُّ ، إِلَى النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَقَالَ : النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : مَا صَنَعْتَ اللَّيْلَةَ بِضَيْفِكَ ؟ ، فَظَنَّ أَنَّهُ شَكَاهُ ، فَحَدَّثَهُ بِالَّذِي صَنَعَ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : لَقَدْ أَخْبَرَنِي جِبْرِيلُ : لَقَدْ عَجِبَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ، بِصَنِيعِكَ إِلَى ضَيْفِكَ ، أَوْ : ضَحِكَ بِصَنِيعِكَ إِلَى ضَيْفِكَ
حثنا أَبُو جَعْفَرِ بْنِ الْجُنَيْدِ ، وَالصَّغَانِيُّ ، قَالَا : ثَنَا أَبُو النَّضْرِ هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيُّ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى ، عَنِ الْمِقْدَادِ بْنِ الْأَسْوَدِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : أَقْبَلْتُ أَنَا ، وَصَاحِبَانِ ، لِي قَدْ ذَهَبَتْ أَسْمَاعُنَا ، وَأَبْصَارُنَا مِنَ الْجَهْدِ ، قَالَ : فَجَعَلْنَا نَعْرِضُ أَنْفُسَنَا عَلَى أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، لَيْسَ أَحَدٌ يَقْبَلُنَا ، قَالَ : فَانْطَلَقْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَانْطَلَقَ بِنَا إِلَى أَهْلِهِ ، فَإِذَا ثَلَاثُ أَعْنُزٍ ، فَقَالَ : النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : احْتَلِبُوا هَذَا اللَّبَنَ بَيْنَنَا ، قَالَ : فَكُنَّا نَحْتَلِبُ ، فَيَشْرَبُ كُلُّ إِنْسَانٍ نَصِيبَهُ ، وَنَرْفَعُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ نَصِيبَهُ ، قَالَ : فَيَجِيءُ مِنَ اللَّيْلِ ، فَيُسَلِّمُ تَسْلِيمًا ، لَا يُوقِظُ نَائِمًا ، وَيُسْمِعُ الْيَقْظَانَ ، ثُمَّ يَأْتِي الْمَسْجِدَ فَيُصَلِّي ، ثُمَّ يَأْتِي شَرَابَهُ ، فَيَشْرَبُهُ ، فَأَتَانِي الشَّيْطَانُ ذَاتَ لَيْلَةٍ ، فَقَالَ : مُحَمَّدٌ يَأْتِي الْأَنْصَارَ فَيُتْحِفُونَهُ ، وَيُصِيبُ عِنْدَهُمْ مَا بِهِ حَاجَةٌ إِلَى هَذِهِ الْجَرْعَةِ ، فَاشْرَبْهَا ، قَالَ : مَا زَالَ يُزَيِّنُ لِي ، حَتَّى شَرِبْتُهَا ، فَلَمَّا وَغَلَتْ فِي بَطْنِي ، وَعَرَفَ أَنَّهُ لَيْسَ إِلَيْهَا سَبِيلٌ ، قَالَ : فَنَدَّمَنِي ، فَقَالَ : وَيْحَكَ مَا صَنَعْتَ شَرِبْتَ شَرَابَ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَيَجِيءُ ، وَلَا يَرَاهُ ، فَيَدْعُو عَلَيْكَ ، فَتَذْهَبُ دُنْيَاكَ ، وَآخِرَتُكَ ، قَالَ : وَعَلَيَّ شَمْلَةٌ مِنْ صُوفٍ ، كُلَّمَا رَفَعَتُ رَأْسِي خَرَجَتْ قَدَمَايَ ، وَإِذَا أَرْسَلْتُ عَلَى قَدَمَيَّ خَرَجَ رَأْسِي ، وَجَعَلَ لَا يَجِيءُ إِلَيَّ النَّوْمُ ، وَأَمَّا صَاحِبَايَ فَنَامَا ، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَسَلَّمَ ، كَمَا كَانَ يُسَلِّمُ ، ثُمَّ أَتَى الْمَسْجِدَ ، فَصَلَّى ، فَأَتَى شَرَابَهُ ، فَكَشَفَ عَنْهُ ، فَلَمْ يَجِدْ فِيهِ شَيْئًا ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ ، قَالَ : فَقُلْتُ : الْآنَ يَدْعُو عَلَيَّ ، فَأَهْلِكَ ، فَقَالَ : اللَّهُمَّ أَطْعِمْ مِنْ أَطْعَمَنِي ، وَاسْقِ مَنْ سَقَانِي ، قَالَ : فَعَمَدْتُ إِلَى الشَّمْلَةِ ، فَشَدَدْتُهَا عَلَيَّ ، وَأَخَذْتُ الشَّفْرَةَ ، فَانْطَلَقْتُ إِلَى الْأَعْنُزِ أَجُسُّهُنَّ أَيُّهُنَّ أَسْمَنُ ، فَأَذْبَحُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَإِذَا هُنَّ حُفَّلٌ كُلُّهُنَّ ، قَالَ : فَعَمَدْتُ إِلَى إِنَاءٍ ، لِآلِ مُحَمَّدٍ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، مَا كَانُوا يَطْمَعُونَ ، أَنْ يَحْتَلِبُوا فِيهِ ، فَحَلَبْتُ فِيهِ ، حَتَّى عَلَتِ الرَّغْوَةُ ، ثُمَّ جِئْتُ بِهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَقَالَ : مَا شَرِبْتُمْ شَرَابَكُمُ اللَّيْلَةَ ، يَا مِقْدَادُ ، فَقُلْتُ : اشْرَبْ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَشَرِبَ ، ثُمَّ نَاوَلَنِي ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، اشْرَبْ ، فَشَرِبَ ، ثُمَّ نَاوَلَنِي ، فَأَخَذْتُ مَا بَقِيَ ، فَشَرِبْتُهُ ، فَلَمَّا عَرَفْتُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ قَدْ رَوِيَ ، وَأَصَابَتْنِي دَعْوَتُهُ ، ضَحِكْتُ حَتَّى أُلْقِيَتُ إِلَى الْأَرْضِ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : إِحْدَى سَوْآتِكَ يَا مِقْدَادُ ، قَالَ : قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، كَانَ مِنَ الْأَمْرِ كَذَا ، وَصَنَعَتُ كَذَا ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : مَا كَانَتْ هَذِهِ إِلَّا رَحْمَةً مِنَ اللَّهِ ، أَفَلَا كُنْتَ آذَنْتَنِي ، فَتُوقِظَ صَاحِبَيْكَ هَذَيْنِ فَيُصِيبَانِ مِنْهَا ، قَالَ قُلْتُ : وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ ، مَا أُبَالِي إِذَا أَصَبْتَهَا ، وَأَصَبْتُهَا مَعَكَ مَنْ أَصَابَهَا مِنَ النَّاسِ
حثنا مُحَمَّدُ بْنُ حَيَّوَيْهِ ، وَأَبُو دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ ، قَالَا : ثَنَا أَبُو النُّعْمَانَ عَارِمٌ ، قَالَ : ثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيُّ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : ثَنَا أَبُو عُثْمَانَ ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ أَصْحَابَ ، الصُّفَّةِ كَانُوا أُنَاسًا فُقَرَاءً ، وَأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ مَرَّةً : مَنْ كَانَ عِنْدَهُ طَعَامُ اثْنَيْنِ ، فَلْيَذْهَبْ بِثَالِثٍ ، وَمَنْ كَانَ عِنْدَهُ طَعَامُ أَرْبَعَةِ ، فَلْيَذْهَبْ بِخَامِسٍ بِسَادِسٍ ، أَوْ كَمَا قَالَ ، قَالَ : وَإِنَّ أَبَا بَكْرٍ جَاءَ بِثَلَاثَةٍ ، وَانْطَلَقَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بِعَشَرَةٍ ، قَالَ : فَهُوَ ، أَنَا ، وَأَبِي ، وَأُمِّي ، وَلَا أَدْرِي هَلْ قَالَ : وَامْرَأَتِي ، وَخَادِمُ بَيْتِنَا ، وَبَيْتِ أَبِي بَكْرٍ ، وَإِنَّ أَبَا بَكْرٍ تَعَشَّى عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، ثُمَّ لَبِثَ ، حَتَّى صَلَّيْتُ الْعِشَاءَ ، ثُمَّ رَجَعَ ، فَلَبِثَ ، حَتَّى نَعَسَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَجَاءَ بَعْدَ مَا مَضَى مِنَ اللَّيْلِ مَا شَاءَ اللَّهُ ، قَالَتِ امْرَأَتُهُ : مَا حَبَسَكَ اللَّيْلَةَ ، عَنْ أَضْيَافِكَ ، أَوْ قَالَتْ : ضَيْفِكَ ، قَالَ : وَمَا عَشَّيْتِيهِمْ ، قَالَتْ : أَبَوْا ، حَتَّى تَجِيءَ ، قَدْ أَرَادُوا أَنْ يُعَشُّوهُمْ ، فَغَلَبُوهُمْ ، فَذَهَبْتُ أَنَا ، فَاخْتَبَأْتُ ، قَالَ : وَقَالَ : يَا غُنْثَرُ ، فَجَدَّعَ ، وَسَبَّ ، وَقَالَ : كُلُوا ، وَاللَّهِ لَا أَطْعَمَهُ أَبَدًا ، قَالَ : فَأَيْمُ اللَّهِ مَا كُنَّا نَأْخُذُ مِنْ لُقْمَةٍ ، إِلَّا رِبًا مِنْ أَسْفَلِهَا أَكْثَرَ مِنْهَا ، قَالَ : شَبِعُوا ، وَصَارَتْ أَكْثَرَ مِمَّا كَانَتْ قَبْلَ ذَلِكَ ، فَنَظَرَ إِلَيْهَا أَبُو بَكْرٍ ، فَإِذَا هِيَ كَمَا هِيَ ، أَوْ أَكْثَرَ ، قَالَ لِامْرَأَتِهِ : يَا أُخْتَ بَنِي فِرَاسٍ مَا هَذَا ، قَالَتْ : لَا وَقُرَّةِ عَيْنِي ، لَهِيَ الْآنَ أَكْثَرَ مِنْهَا قَبْلَ ذَلِكَ بِثَلَاثِ مِرَارٍ ، فَأَكَلَ مِنْهَا أَبُو بَكْرٍ ، وَقَالَ إِنَّمَا كَانَ ذَلِكَ مِنَ الشَّيْطَانِ يَعْنِي يَمِينَهُ ، ثُمَّ أَكَلَ مِنْهَا لُقْمَةً ، ثُمَّ حَمَلَهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَأَصْبَحَتْ عِنْدَهُ ، قَالَ : وَكَانَ بَيْنَنَا ، وَبَيْنَ قَوْمٍ عَقْدٌ ، فَمَضَى الْأَجَلُ ، فَعَرَفْنَا اثْنَا عَشَرَ رَجُلًا مَعَ كُلِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ أُنَاسٌ ، اللَّهُ أَعْلَمَ كَمْ مَعَ كُلِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ ، فَأَكَلُوا مِنْهَا أَجْمَعُونَ ، أَوْ كَمَا ، قَالَ : لَفْظُ أَبِي دَاوُدٍ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَيَّوَيْهِ ، وَأَبُو دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ ، قَالَا حثنا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ ، قَالَ : ثَنَا مُعْتَمِرٌ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ ، أَنَّهُ كَانَ مَعَ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، ثَلَاثُونَ ، وَمِائَةٌ ، فَقَالَ : النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ هَلْ مَعَ أَحَدٍ مِنْكُمْ طَعَامٌ ؟ ، فَإِذَا مَعَ رَجُلٍ صَاعٌ مِنْ طَعَامٍ ، أَوْ نَحْوُهُ ، فَعُجِنَ ، ثُمَّ جَاءَ رَجُلٌ مُشْرِكٌ مُشْعَانٌّ طَوِيلٌ ، بِغَنَمٍ يَسُوقُهَا ، فَقَالَ : النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : أَبَيْعٌ أَمْ عَطِيَّةٌ ؟ أَوْ ، قَالَ : أَمْ هِبَةٌ ؟ ، قَالَ : لَا ، بَلْ بَيْعٌ ، فَاشْتَرَى مِنْهُ شَاةً ، فَصُنِعَتْ ، ثُمَّ أَمَرَ بِ سَوَادِ الْبَطْنِ أَنْ يُسَوَّى ، قَالَ : وَايْمُ اللَّهِ مَا مِنَ الثَّلَاثِينَ ، وَمِائَةٍ إِلَّا قَدْ حَزَّ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، حُزَّةً مِنْ سَوَّادِ بَطْنِهَا ، إِنْ كَانَ شَاهِدًا ، أَعْطَاهَا إِيَّاهُ ، وَإِنْ كَانَ غَائِبًا خَبَأَ لَهُ ، قَالَ : وَجَعَلَ مِنْهَا قَصْعَتَيْنِ ، قَالَ : فَأَكَلْنَا مِنْهَا أَجْمَعُونَ ، وَشَبِعْنَا ، وَفَضَلَ فِي الْقَصْعَتَيْنِ فَضْلَةٌ ، فَحَمَلْنَاهَا عَلَى الْبَعِيرِ ، أَوْ كَمَا قَالَ
حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَنْطَاكِيُّ ، قَالَ : ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الرَّقَاشِيُّ ، قَالَ : ثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ ، قَالَ : كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ثَلَاثِينَ وَمِائَةٌ ، قَالَ : فَقَالَ : هَلْ مَعَ أَحَدٍ مِنْكُمْ طَعَامٌ ؟ ، قَالَ : فَجَاءَ رَجُلٌ بِصَاعٍ ، أَوْ نَحْوِهِ طَعَامٍ ، فَأَمَرَ بِهِ فَعُجِنَ ، وَخُبْزَ ، ثُمَّ جَاءَ رَجُلٌ مُشْرِكٌ مُشْعَانٌّ طُوَالٌ ، بِغَنَمٍ يَسُوقُهَا ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : أَبِيعٌ ، أَمْ عَطِيَّةٌ ، أَمْ هِبَةٌ ؟ ، قَالَ : فَاشْتَرَى مِنْهُ شَاةً ، فَأَمَرَ بِهَا فَذَبَحْتُ ، فَصَنَعْتُ ، ثُمَّ أَمَرَ بِسَوَادِ الْبَطْنِ ، فَشُوِيَ ، فَوَاللَّهِ مَا مِنَ الثَّلَاثِينَ ، وَمِائَةِ رَجُلٍ إِلَّا حَزَّ لَهُ حُزَّةً ، فَإِنْ كَانَ شَاهِدًا أَعْطَاهُ ، وَإِنْ كَانَ غَائِبًا خَبَأَ لَهُ ، فَصَنَعَ مِنْهَا قَصْعَتَيْنِ ، فَأَكَلْنَا جَمِيعًا ، وَشَبِعْنَا ، وَفَضَلَ فِي الْقَصْعَتَيْنِ فَضْلَةٌ ، فَحَمَلْنَاهَا عَلَى الْبَعِيرِ
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ الْحَرْبِيُّ ، قَالَ : ثَنَا خَلْفٌ ، قَالَ : ثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى ، قَالَ : ثَنَا الْجُرَيْرِيُّ ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ ، إِنَّ أَبَا بَكْرٍ تَضَيَّفَهُ رَهْطٌ ، فَقَالَ : لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ دُونَكَ أَضْيَافَكَ ، فَإِنِّي مُنْطَلِقٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، وَافْرَغْ مِنْ قِرَاهُمْ ، قَبْلَ أَنْ أَجِيءَ ، فَانْطَلَقَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ ، فَأَتَاهُمْ بِمَا كَانَ عِنْدَهُ ، فَقَالَ : اطْعَمُوا ، فَقَالُوا : وَأَيْنَ رَبُّ مَنْزِلِكَ ، قَالَ : اطْعَمُوا ، قَالُوا : مَا نَحْنُ بِآكِلِينَ ، حَتَّى يَجِيءَ رَبُّ مَنْزِلِنَا ، فَقَالَ : اقْبَلُوا عَنَّا قِرَاكُمْ ، فَإِنَّهُ إِنْ جَاءَ ، وَلَمْ تَطْعَمُوا لَنُلْقِيَنَّ مِنْهُ ، فَأَبَوْا ، فَعَرَفْتُ أَنَّهُ سَيَجِدُ عَلَيَّ ، فَلَمَّا جَاءَ تَنَحَّيْتُ عَنْهُ ، قَالَ : مَا صَنَعْتُمْ بِأَضْيَافِي ؟ ، فَأَخْبَرُوهُ ، فَقَالَ : يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ ، فَسَكَتُّ ، ثُمَّ قَالَ : يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ فَسَكَتُّ ، ثُمَّ قَالَ : يَا غُنْثَرُ ، أَقْسَمْتُ عَلَيْكَ إِنْ كُنْتَ تَسْمَعُ صَوْتِي لَمَّا جِئْتَ ، فَخَرَجْتُ إِلَيْهِ ، فَقُلْتُ : سَلْ أَضْيَافَكَ ، فَقَالُوا : صَدَقَ ، قَدْ أَتَانَا بِهِ ، فَقَالَ : إِنَّمَا انْتَظَرْتُمُونِي ، وَاللَّهِ لَا أَطْعَمَهُ اللَّيْلَةَ ، فَقَالَ الْآخَرُونَ : وَاللَّهِ لَا نَطْعَمُهُ ، حَتَّى تَطْعَمَهُ ، قَالَ : لَمْ أَرَ فِي الشَّرِّ كَاللَّيْلَةِ قَطُّ ، وَيْلَكُمْ ، مَا لَكُمْ لَا تَقْبَلُونَ عَنَّا قِرَاكُمْ ؟ ، ثُمَّ قَالَ : هَاتِ طَعَامَكَ ، فَجَاءَ بِهِ ، ثُمَّ وَضَعَ يَدَهُ ، وَقَالَ : بِسْمِ اللَّهِ الْأُولَى مِنَ الشَّيْطَانِ ، فَأَكَلَ ، وَأَكَلُوا ، رَوَاهُ سَالِمُ بْنُ نُوحٍ ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ ، حَدَّثَنَا الْمُثَنَّى بْنُ بَحِيرٍ ، قَالَ : أَنْبَأَ عَيَّاشُ بْنُ أَبِي الْوَلِيدِ الرَّقَّامُ ، قَالَ : ثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى ، قثنا سَعِيدٌ الْجُرَيْرِيُّ ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ ، أَنَّ أَبَا بَكْرٍ ، تَضَيَّفَهُ رَهْطٌ ، فَقَالَ : لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ دُونَكَ أَضْيَافَكَ ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِمِثْلِهِ