حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ الْفَرَجِ قَالَ : حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْهَيْثَمِ الْأَيْلِيُّ ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ نِزَارٍ الْأَيْلِيُّ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مَبْرُورٍ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ : شَكَا النَّاسُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ قَحْطَ الْمَطَرِ ، فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بِمِنْبَرٍ ، فَوُضِعَ ، ثُمَّ صَلَّى ، وَوَعَدَ النَّاسَ يَخْرُجُونَ يَوْمًا ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ : وَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ حِينَ بَدَا حَاجِبُ الشَّمْسِ ، فَقَعَدَ عَلَى الْمِنْبَرِ ، فَحَمِدَ اللَّهَ تَعَالَى ، ثُمَّ قَالَ : إِنَّكُمْ شَكَوْتُمْ إِلَيَّ جَدْبَ جَنَابِكُمْ ، وَاسْتِئْخَارَ الْمَطَرِ عَنْ إِبَّانِ زَمَانِهِ عَنْكُمْ ، وَقَدْ أَمَرَكُمُ اللَّهُ أَنْ تَدْعُوهُ ، وَوَعَدَكُمْ أَنْ يَسْتَجِيبَ لَكُمْ ، ثُمَّ قَالَ : {{ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }} ، ( مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ ) ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ ، ثُمَّ ذَكَرَ بَقِيَّةَ الْحَدِيثِ . قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ : فَفِي هَذَا الْحَدِيثِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أَنَّهُ قَرَأَ فِي فَاتِحَةِ الْكِتَابِ : ( مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ ) ، لَا : {{ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ }}
وَحَدَّثَنَا فَهْدُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ النَّخَعِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبِي ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي فِي بَيْتِهَا ، فَيَقْرَأُ : {{ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ }} ( مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ ) {{ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ، اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ، صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ ، غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ ، وَلَا الضَّالِّينَ }} . آمِينَ
وَأَجَازَ لَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ مَا ذَكَرَ لَنَا ، أَنَّ أَبَا عُبَيْدٍ الْقَاسِمَ بْنَ سَلَّامٍ حَدَّثَهُ إِيَّاهُ قَالَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأُمَوِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ جُرَيْجٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَتْ : كَانَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يُقَطِّعُ قِرَاءَتَهُ : ( بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ )
وَحَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ يَزِيدَ ، أَخْبَرَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ هَارُونَ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ : كَانَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَقْرَأُ : ( بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ) إِلَى آخِرِهَا ، يَعُدُّهَا بِأَصَابِعِ إِحْدَى يَدَيْهِ سَبْعَ آيَاتٍ : ( بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ) ، وَقَرَأَ : ( مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ ) ، وَلَمْ يَقْرَأْ : {{ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ }} ، فَنَظَرْنَا فِي إِسْنَادِ حَدِيثِ أُمِّ سَلَمَةَ هَذَا ، فَوَجَدْنَا اللَّيْثَ بْنَ سَعْدٍ قَدْ رَوَاهُ عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ ، بِزِيَادَةِ رَجُلٍ فِيهِ , بَيْنَهُ وَبَيْنَ أُمِّ سَلَمَةَ كَمَا حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْمُرَادِيُّ ، حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ اللَّيْثِ قَالَ : حَدَّثَنَا اللَّيْثُ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ ، عَنْ يَعْلَى - يَعْنِي ابْنَ مَمْلَكٍ - أَنَّهُ سَأَلَ أُمَّ سَلَمَةَ عَنْ قِرَاءَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَنَعَتَتْ لَهُ قِرَاءَةً مُفَسَّرَةً حَرْفًا حَرْفًا . وَقَدْ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ نَعْتُ أُمِّ سَلَمَةَ قِرَاءَةَ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، كَيْفَ كَانَ يَقْرَأُ بِهَا مَا سَمِعَتْهُ يَقْرَؤُهَا بِغَيْرِهِ مِنَ الْقُرْآنِ ، فَثَبَتَ بِتَصْحِيحِ مَا رَوَيْنَاهُ مِنْهَا فِي هَذَا الْبَابِ أَنَّهُ لَا دَلِيلَ فِيمَا رَوَيْنَاهُ عَنْهَا فِيهِ مِمَّا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَقْرَأُ بِهِ ذَلِكَ الْحَرْفَ : هَلْ هُوَ : ( مَلِكِ ) ، أَوْ {{ مَالِكِ }} ، هَذَا يُحَاجُّ بِهِ مَنْ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ كَمَا رَوَاهُ حَفْصٌ ، وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأُمَوِيُّ ، لَا مَنْ رَوَاهُ كَمَا رَوَاهُ عُمَرُ بْنُ هَارُونَ
وَحَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي دَاوُدَ ، حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ ، حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مُوسَى النَّحْوِيُّ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُسْلِمٍ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنِ ابْنِ أَبِي حُصَيْنٍ ، أَوْ أُمِّ حُصَيْنٍ ، عَنْ جَدَّتِهِ أُمِّ حُصَيْنٍ ، أَنَّهَا صَلَّتْ خَلْفَ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَقَرَأَ : {{ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ }} ، حَتَّى إِذَا بَلَغَ : {{ وَلَا الضَّالِّينَ }} قَالَ : آمِينَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ : وَهَذَا الْحَدِيثُ ، فَمِنْ أَحْسَنِ مَا رُوِيَ فِي هَذَا الْبَابِ ؛ لِأَنَّهُ وَإِنْ دَارَ عَلَى إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُسْلِمٍ وَهُوَ الْعَبْدِيُّ ، فَهُوَ مَقْبُولُ الرِّوَايَةِ ، ثَبَتٌ فِيهَا
وَحَدَّثَنَا أَبُو أُمَيَّةَ ، حَدَّثَنَا الْخَضِرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شُجَاعٍ الْحَرَّانِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْحُمَيْسِيِّ ، عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَقْرَأُ : {{ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ }} قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ : فَكَانَتْ هَذِهِ الْآثَارُ قَدْ تَكَافَأَتْ فِي ( مَلِكِ ) ، وَ {{ مَالِكِ }} ، فَلَمْ يَكُنْ بَعْضُهَا أَوْلَى مِنْ بَعْضٍ ، فَطَلَبْنَا الْوَجْهَ فِي ذَلِكَ مِمَّا رَوَاهُ غَيْرُ مَنْ ذَكَرْنَا ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ
فَوَجَدْنَا يُونُسَ قَدْ حَدَّثَنَا قَالَ : حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ ، أَنَّ مَالِكًا حَدَّثَهُ ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا السَّائِبِ مَوْلَى هِشَامِ بْنِ زُهْرَةَ يَقُولُ : سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَقُولُ : قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : قَسَمْتُ - يَعْنِي الصَّلَاةَ - بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ : نِصْفُهَا لِي ، وَنِصْفُهَا لِعَبْدِي ، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : اقْرَءُوا يَقُولُ : {{ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }} , يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى : حَمِدَنِي عَبْدِي يَقُولُ الْعَبْدُ : {{ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ }} يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى : أَثْنَى عَلَيَّ عَبْدِي يَقُولُ : ( مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ ) يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى : مَجَّدَنِي عَبْدِي ، وَهَذِهِ الْآيَةُ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي يَقُولُ الْعَبْدُ : {{ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ }} ، فَهَؤُلَاءِ لِعَبْدِي ، وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ فَكَانَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ قَرَأَ فِي فَاتِحَةِ الْكِتَابِ : ( مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ ) ، غَيْرَ أَنَّا قَدْ وَجَدْنَا قُتَيْبَةَ بْنَ سَعِيدٍ قَدْ خَالَفَ ابْنَ وَهْبٍ ، عَنْ مَالِكٍ ، فَذَكَرَ فِيهِ مَكَانَ ( مَلِكِ ) : {{ مَالِكِ }} كَمَا حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ ، أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، عَنْ مَالِكٍ ، ثُمَّ ذَكَرَ مِثْلَ حَدِيثِ ابْنِ وَهْبٍ بِإِسْنَادِهِ وَبِمَتْنِهِ ، غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ مَكَانَ ( مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ ) : {{ مَالِكِ }} . ثُمَّ نَظَرْنَا هَذَا الْحَرْفَ فِي رِوَايَةِ غَيْرِ مَالِكٍ ، عَنِ الْعَلَاءِ ، كَيْفَ هُوَ ؟ فَوَجَدْنَا ابْنَ أَبِي دَاوُدَ قَدْ حَدَّثَنَا قَالَ : حَدَّثَنَا سَعِيدُ ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ ، حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ ، حَدَّثَنِي الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، ثُمَّ ذَكَرَ مِثْلَهُ , غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ فِيهِ : {{ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ }} وَوَجَدْنَا إِبْرَاهِيمَ بْنَ مَرْزُوقٍ قَدْ حَدَّثَنَا قَالَ : حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ يُونُسَ بْنِ الْقَاسِمِ الْيَمَامِيُّ ، حَدَّثَنَا جَهْضَمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، ثُمَّ ذَكَرَ مِثْلَهُ ، غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ فِيهِ : {{ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ }} ، مَكَانَ : ( مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ ) . وَوَجَدْنَا إِسْحَاقَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يُونُسَ قَدْ حَدَّثَنَا قَالَ : حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ أَبِي الطَّائِيِّ وَهُوَ الْحِمْصِيُّ ، وَهُوَ مَحْمُودٌ فِي رِوَايَتِهِ - قَالَ : حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدٍ ، حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْبَانَ ، حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ الْحُرِّ ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْقُوبَ الْحُرَقِيِّ ، عَنْ أَبِي السَّائِبِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، مِثْلَهُ ، غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ : ( مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ ) ، مَكَانَ : {{ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ }} وَوَجَدْنَا مُحَمَّدَ بْنَ عَزِيزٍ الْأَيْلِيَّ ، حَدَّثَنَا قَالَ : حَدَّثَنَا سَلَامَةُ بْنُ رَوْحٍ ، عَنْ عُقَيْلِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، عَنْ أَبِي السَّائِبِ مَوْلَى هِشَامِ بْنِ زُهْرَةَ - ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَذَكَرَ مِثْلَهُ ، وَقَالَ فِيهِ : ( مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ ) ، مَكَانَ : {{ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ }} *
وَوَجَدْنَا مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ دَاوُدَ الْبَغْدَادِيَّ قَدْ حَدَّثَنَا قَالَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْوَاسِطِيُّ ، أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنِ الْأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : أَنَّهُ قَرَأَ : {{ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ }}
وَوَجَدْنَا مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ أَيْضًا قَدْ حَدَّثَنَا قَالَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ قَالَ : حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، أَنَّهُ قَرَأَ : ( مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ ) . فَاخْتَلَفَ سُفْيَانُ ، وَابْنُ فُضَيْلٍ ، عَنِ الْأَعْمَشِ فِي هَذَا الْحَرْفِ ، فَرَوَاهُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَنْهُ ، كَمَا ذَكَرْنَاهُ عَنْهُ فِي هَذَا الْبَابِ ، وَلَا نَعْلَمُ أَنَّهُ رُوِيَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فِي هَذَا الْمَعْنَى مِنَ الْأَسَانِيدِ الْمَقْبُولَةِ غَيْرُ مَا قَدْ ذَكَرْنَاهُ فِي هَذَا الْبَابِ , غَيْرَ شَيْءٍ رَوَاهُ أَيُّوبُ بْنُ سُوَيْدٍ فِيهِ ، وَإِنْ كَانَ فِي الْقُلُوبِ مِنْ أَيُّوبَ مَا فِيهَا
وَهُوَ مَا قَدْ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ سُوَيْدٍ ، عَنْ يُونُسَ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ أَنَسٍ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، وَأَبَا بَكْرٍ ، وَعُمَرَ ، كَانُوا يَقْرَءُونَ : {{ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ }} قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ : وَكَانَ الصَّحِيحَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ مَا قَدْ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ يَزِيدَ ، حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ ، أَخْبَرَنَا صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى الْبَصْرِيُّ ، وَابْنُ الْمُنْكَدِرِ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، وَأَبِي بَكْرٍ ، وَعُمَرَ ، مِثْلَهُ . وَلَمْ يَذْكُرْ أَنَسًا ثُمَّ نَظَرْنَا فِيمَا رُوِيَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، كَيْفَ قَرَأَ هَذَا الْحَرْفَ بَعْدَ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ لِنَقِفَ بِهِ عَلَى الصَّحِيحِ مِمَّا قَدْ رُوِيَ فِيهِ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَوَجَدْنَا أَبَا شُرَيْحٍ مُحَمَّدَ بْنَ زَكَرِيَّا بْنِ يَحْيَى ، وَابْنَ أَبِي مَرْيَمَ ، قَدْ حَدَّثَانَا : حَدَّثَنَا الْفِرْيَابِيُّ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنِ الْأَعْمَشِ ، عَنْ ذَكْوَانَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ كَانَ يَقْرَؤُهَا : {{ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ }} وَوَجَدْنَا إِبْرَاهِيمَ بْنَ مَرْزُوقٍ قَدْ حَدَّثَنَا قَالَ : حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ ، عَنْ أَبِي عَوَانَةَ ، عَنْ سُلَيْمَانَ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مِثْلَهُ . فَقَوِيَ فِي الْقُلُوبِ مَا رُوِيَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بِمَا رُوِيَ عَنْهُ أَنَّهُ قَرَأَهُ بَعْدَهُ : {{ مَالِكِ }} ، لَا ( مَلِكِ ) ، ثُمَّ نَظَرْنَا إِلَى مَا رُوِيَ فِي ذَلِكَ عَنْ أَبِي بَكْرٍ ، وَعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، مِمَّا قَرَآ بِهِ هَذَا الْحَرْفَ بَعْدَ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، فَلَمْ نَجِدْ عَنْ أَبِي بَكْرٍ شَيْئًا فِي ذَلِكَ
وَوَجَدْنَا عَنْ عُمَرَ فِيهِ مَا قَدْ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْزُوقٍ : حَدَّثَنَا عَفَّانُ ، عَنْ أَبِي عَوَانَةَ ، عَنْ سُلَيْمَانَ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ عَلْقَمَةَ ، وَالْأَسْوَدِ ، أَنَّهُمَا كَانَا يَقْرَآنِ : {{ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ }} ، وَكَانَا يُحَدِّثَانِ أَنَّ عُمَرَ كَانَ يَقْرَؤُهَا : {{ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ }} فَقَوِيَ فِي الْقُلُوبِ أَنَّ الصَّحِيحَ عَنْ عُمَرَ فِي ذَلِكَ : {{ مَالِكِ }} لَا ( مَلِكِ ) ثُمَّ نَظَرْنَا فِي قِرَاءَةِ الْقُرَّاءِ مِنْ بَعْدِهِمْ لِذَلِكَ الْحَرْفِ ، كَيْفَ كَانَتْ ؟ فَوَجَدْنَا هَارُونَ بْنَ مُحَمَّدٍ الْعَسْقَلَانِيَّ قَدْ حَدَّثَنَا قَالَ : حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ الصَّيْرَفِيُّ قَالَ : سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ يَقُولُ : مَا رَأَيْتُ أَحَدًا يَجْتَرِئُ أَنْ يَسْأَلَ الْأَعْمَشَ إِلَّا رَجُلَيْنِ : حَفْصَ بْنَ غِيَاثٍ ، وَأَبَا مُعَاوِيَةَ ، غَيْرَ أَنِّي رَأَيْتُ عَبَّادَ بْنَ كَثِيرٍ سَأَلَهُ ، فَقَالَ : يَا أَبَا مُحَمَّدٍ ، كَيْفَ تَقْرَأُ هَذَا الْحَرْفَ {{ مَالِكِ }} أَوْ ( مَلِكِ ) ؟ قَالَ : {{ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ }} وَكَانَتْ قِرَاءَةُ الْأَعْمَشِ تَرْجِعُ إِلَى يَحْيَى بْنِ وَثَّابٍ ، وَقِرَاءَةُ يَحْيَى تَرْجِعُ إِلَى عُبَيْدِ بْنِ نَضْلَةَ ، وَقِرَاءَةُ عُبَيْدٍ تَرْجِعُ إِلَى عَلْقَمَةَ ، وَقِرَاءَةُ عَلْقَمَةَ تَرْجِعُ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ ، وَقِرَاءَةُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ تَرْجِعُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ . وَوَجَدْنَا رَوْحَ بْنَ الْفَرَجِ قَدْ حَدَّثَنَا قَالَ : حَدَّثَنَا الْجُعْفِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ ، عَنْ عَاصِمٍ أَنَّهُ قَرَأَ : {{ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ }} ، وَوَجَدْنَا ابْنَ أَبِي عِمْرَانَ قَدْ حَدَّثَنَا قَالَ : حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ الْبَزَّارُ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ قَالَ : قَالَ لِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ : قَالَ لِي عَاصِمٌ : مَا أَقْرَأَنِي أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ إِلَّا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ قَالَ : وَكَانَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَدْ قَرَأَ عَلَى عَلِيٍّ . قَالَ عَاصِمٌ : وَكُنْتُ أَرْجِعُ مِنْ عِنْدِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، فَأَعْرِضُ عَلَى زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ ، وَكَانَ زِرٌّ قَدْ قَرَأَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ قَالَ : قُلْتُ لِعَاصِمٍ : لَقَدِ اسْتَوْثَقْتَ . قَالَ خَلَفٌ فِي هَذِهِ الرِّوَايَةِ : وَكَانَ عَاصِمٌ يَقْرَؤُهَا : {{ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ }} قَالَ خَلَفٌ : وَالْأَعْمَشُ يَقْرَؤُهَا كَمِثْلٍ . وَوَجَدْنَا رُوحًا قَدْ حَدَّثَنَا قَالَ : حَدَّثَنَا الْجُعْفِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ ، ثُمَّ ذَكَرَ بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ ، وَزَادَ فِيهِ : وَقَرَأَ عَبْدُ اللَّهِ عَلَى النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ . وَقَبْلَ ذَلِكَ مَا قَدْ ذَكَرَ فِي قِرَاءَةِ عَلِيٍّ قَالَ : وَقَرَأَ عَلِيٌّ عَلَى النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، وَفِي رِوَايَةِ الْجُعْفِيِّ هَذِهِ عَنْ أَبِي بَكْرٍ ، عَنْ عَاصِمٍ ، أَنَّهُ قَرَأَ : {{ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ }} . وَسَمِعْتُ ابْنَ أَبِي عِمْرَانَ يَقُولُ : سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ أَكْثَمَ يَقُولُ : إِنْ كَانَتِ الْقِرَاءَةُ تُؤْخَذُ مِنْ صِحَّةِ الْمَخْرَجِ ، فَمَا نَعْلَمُ لِقِرَاءَةٍ مِنْ صِحَّةِ الْمَخْرَجِ مَا لِقِرَاءَةِ عَاصِمٍ . ثُمَّ ذَكَرَ هَذِهِ الْحِكَايَةَ فِي قِرَاءَتِهِ عَلَى أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، وَفِي قِرَاءَةِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَلَى عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، وَفِي قِرَاءَةِ عَلِيٍّ عَلَى النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، وَفِي قِرَاءَتِهِ عَلَى زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ ، وَفِي قِرَاءَةِ زِرٍّ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ ، وَفِي قِرَاءَةِ عَبْدِ اللَّهِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ . قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ : وَلِقِرَاءَةِ عَاصِمٍ أَيْضًا زِيَادَةٌ عَلَى هَذَا الْمَعْنَى
وَهُوَ : مَا قَدْ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَرْوَانَ الْوَاسِطِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْوَاسِطِيُّ ، عَنْ حَفْصِ بْنِ سُلَيْمَانَ ، عَنْ عَاصِمٍ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ : عَرَضْتُ الْقِرَاءَةَ عَلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، وَعَرَضَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَى النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ ، ثُمَّ حَجَجْتُ ، فَلَقِيتُ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ ، فَقَرَأْتُ الْقُرْآنَ عَلَيْهِ كَمَا قَرَأْتُهُ عَلَى عَلِيٍّ ، فَمَا خَالَفَهُ فِي حَرْفٍ وَاحِدٍ ثُمَّ رَجَعْنَا إِلَى مَا قَرَأَ هَذَا الْحَرْفَ عَلَيْهِ غَيْرُ عَاصِمٍ ، فَوَجَدْنَا حَمْزَةَ بْنَ حَبِيبٍ قَدْ قَرَأَهُ : ( مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ ) . كَمَا حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عِمْرَانَ ، حَدَّثَنَا خَلَفٌ ، حَدَّثَنَا سُلَيْمُ بْنُ عِيسَى ، عَنْ حَمْزَةَ ، ثُمَّ ذَكَرَ ذَلِكَ ، وَقَالَ فِي رِوَايَتِهِ : قَالَ حَمْزَةُ : مَا قَرَأْتُ الْقُرْآنَ إِلَّا عَلَى رَجُلَيْنِ : ابْنِ أَبِي لَيْلَى ، وَالْأَعْمَشِ ، فَمَا كَانَ مِنْ حَرْفِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى ، فَعَلَى حَرْفِ عَلِيٍّ ، وَمَا كَانَ مِنْ حَرْفِ الْأَعْمَشِ ، فَعَلَى حَرْفِ عَبْدِ اللَّهِ ، وَكَانَتْ قِرَاءَةُ ابْنِ أَبِي لَيْلَى أَخَذَهَا عَنْ أَخِيهِ عِيسَى ، وَأَخَذَهَا أَخُوهُ عِيسَى ، عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى ، وَأَخَذَهَا أَبُوهُ عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ . وَأَمَّا نَافِعٌ ، فَكَانَ يَقْرَؤُهَا : ( مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ ) أَيْضًا ، وَقَدْ قَرَأَ عَلَى جَمَاعَةٍ مِنْهُمْ : أَبُو جَعْفَرٍ يَزِيدُ بْنُ الْقَعْقَاعِ ، وَقَرَأَ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَى مَوْلَاهُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ ، وَقَرَأَ مَوْلَاهُ عَلَى أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ . وَسَائِرُ الْقُرَّاءِ سِوَى مَنْ ذَكَرْنَا مِنَ الِاخْتِلَافِ فِي هَذَا الْحَرْفِ عَلَى مِثْلِ مَنْ ذَكَرْنَا مِنَ الِاخْتِلَافِ فِيهِ . ثُمَّ رَجَعْنَا إِلَى طَلَبِ الْوَجْهِ فِي ذَلِكَ مِنْ طَرِيقِ الِاسْتِخْرَاجِ ، فَوَجَدْنَا أَبَا عُبَيْدٍ قَدْ ذَكَرَ مَا أَجَازَهُ لَنَا عَنْهُ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ : أَنَّهُ كَانَ يَخْتَارُ فِي ذَلِكَ : ( مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ ) عَلَى {{ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ }} ، وَيَذْكُرُ فِيهِ أَنَّ حَجَّاجَ بْنَ مُحَمَّدٍ حَدَّثَهُ ، عَنْ هَارُونَ بْنِ مُوسَى الْعَتَكِيِّ قَالَ : كَانَ عَاصِمٌ الْجَحْدَرِيُّ يَقْرَؤُهَا بِغَيْرِ أَلِفٍ ، يَعْنِي : ( مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ ) قَالَ هَارُونُ : فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِأَبِي عَمْرٍو ، وَأَنَّهُ كَانَ يَحْتَجُّ فِي ذَلِكَ عَلَى مَنْ قَرَأَهُ : {{ مَالِكِ }} بِالْأَلِفِ ، فَقَالَ : يَلْزَمُهُ أَنْ يَقْرَأَ : ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ مَالِكِ النَّاسِ ) . فَقَالَ أَبُو عَمْرٍو : نَعَمْ , لِمُوَافَقَتِهِ عَاصِمًا عَلَى ذَلِكَ ، أَوَلَا يَقْرَءُونَ : ( فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَالِكُ الْحَقُّ ) . قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ : وَنَحْنُ نَخْتَارُ هَذِهِ الْقِرَاءَةَ أَيْضًا ، فَذَكَرَ كَلَامًا فِيهِ . وَلِأَنَّ ( مَلِكًا ) فِيهِ مَا لَيْسَ فِي ( مَالِكٍ ) ؛ لِأَنَّهُ قَدْ يَكُونُ ( مَالِكًا ) غَيْرَ ( مَلِكٍ ) ، وَلَا يَكُونُ ( مَلِكًا ) إِلَّا ( مَالِكًا ) ، وَلَمْ يَخْتَلِفُوا فِي قِرَاءَةِ : {{ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ }} ، أَنَّهُ كَذَلِكَ لَا مَا سِوَاهُ . وَوَجَدْنَا بَعْضَ مَنْ يَحْتَجُّ لِمَنْ قَرَأَهَا {{ مَالِكِ }} يَحْتَجُّ بِقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى : {{ قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ }} ، وَكَانَ أَوْلَى مَا قُرِأَتْ عَلَيْهِ عِنْدَنَا - وَاللَّهُ أَعْلَمُ - أَنْ يَرْجِعَ فِيمَا سَمَّى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهِ نَفْسَهُ إِلَى مَا سَمَّى اللَّهُ بِهِ نَفْسَهُ ، فَقَدْ سَمَّى اللَّهُ نَفْسَهُ فِي كِتَابِهِ بِمَا قَدْ تَلَوْنَاهُ فِي : {{ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ }} ، وَبِمَا ذَكَرَهُ فِي سُورَةِ الْحَشْرِ مِنْ قَوْلِهِ : {{ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ }} ، وَبِمَا ذَكَرَهُ فِي سُورَةِ الْجُمُعَةِ فِي قَوْلِهِ : {{ يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ }} ، فَكَانَ مَا سَمَّى بِهِ نَفْسَهُ مِمَّا قَدْ تَلَوْنَاهُ فِي هَذِهِ الْآيَاتِ أَوْلَى مَا رُدَّ إِلَيْهِ الْحَرْفُ الْمُخْتَلَفُ فِيهِ الَّذِي قَدْ ذَكَرْنَاهُ مِنْ {{ مَالِكِ }} وَمِنْ ( مَلِكِ ) إِلَى ( مَلِكٍ ) لَا إِلَى ( مَالِكٍ ) ، وَبِاللَّهِ التَّوْفِيقُ