عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ : " عَرَضْتُ الْقِرَاءَةَ عَلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، وَعَرَضَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَى النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ ، ثُمَّ حَجَجْتُ ، فَلَقِيتُ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ ، فَقَرَأْتُ الْقُرْآنَ عَلَيْهِ كَمَا قَرَأْتُهُ عَلَى عَلِيٍّ ، فَمَا خَالَفَهُ فِي حَرْفٍ وَاحِدٍ "
وَهُوَ : مَا قَدْ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مَرْوَانَ الْوَاسِطِيُّ قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْوَاسِطِيُّ ، عَنْ حَفْصِ بْنِ سُلَيْمَانَ ، عَنْ عَاصِمٍ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ : عَرَضْتُ الْقِرَاءَةَ عَلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، وَعَرَضَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَى النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ ، ثُمَّ حَجَجْتُ ، فَلَقِيتُ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ ، فَقَرَأْتُ الْقُرْآنَ عَلَيْهِ كَمَا قَرَأْتُهُ عَلَى عَلِيٍّ ، فَمَا خَالَفَهُ فِي حَرْفٍ وَاحِدٍ ثُمَّ رَجَعْنَا إِلَى مَا قَرَأَ هَذَا الْحَرْفَ عَلَيْهِ غَيْرُ عَاصِمٍ ، فَوَجَدْنَا حَمْزَةَ بْنَ حَبِيبٍ قَدْ قَرَأَهُ : ( مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ ) . كَمَا حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عِمْرَانَ ، حَدَّثَنَا خَلَفٌ ، حَدَّثَنَا سُلَيْمُ بْنُ عِيسَى ، عَنْ حَمْزَةَ ، ثُمَّ ذَكَرَ ذَلِكَ ، وَقَالَ فِي رِوَايَتِهِ : قَالَ حَمْزَةُ : مَا قَرَأْتُ الْقُرْآنَ إِلَّا عَلَى رَجُلَيْنِ : ابْنِ أَبِي لَيْلَى ، وَالْأَعْمَشِ ، فَمَا كَانَ مِنْ حَرْفِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى ، فَعَلَى حَرْفِ عَلِيٍّ ، وَمَا كَانَ مِنْ حَرْفِ الْأَعْمَشِ ، فَعَلَى حَرْفِ عَبْدِ اللَّهِ ، وَكَانَتْ قِرَاءَةُ ابْنِ أَبِي لَيْلَى أَخَذَهَا عَنْ أَخِيهِ عِيسَى ، وَأَخَذَهَا أَخُوهُ عِيسَى ، عَنْ أَبِيهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى ، وَأَخَذَهَا أَبُوهُ عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ . وَأَمَّا نَافِعٌ ، فَكَانَ يَقْرَؤُهَا : ( مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ ) أَيْضًا ، وَقَدْ قَرَأَ عَلَى جَمَاعَةٍ مِنْهُمْ : أَبُو جَعْفَرٍ يَزِيدُ بْنُ الْقَعْقَاعِ ، وَقَرَأَ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَى مَوْلَاهُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ ، وَقَرَأَ مَوْلَاهُ عَلَى أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ . وَسَائِرُ الْقُرَّاءِ سِوَى مَنْ ذَكَرْنَا مِنَ الِاخْتِلَافِ فِي هَذَا الْحَرْفِ عَلَى مِثْلِ مَنْ ذَكَرْنَا مِنَ الِاخْتِلَافِ فِيهِ . ثُمَّ رَجَعْنَا إِلَى طَلَبِ الْوَجْهِ فِي ذَلِكَ مِنْ طَرِيقِ الِاسْتِخْرَاجِ ، فَوَجَدْنَا أَبَا عُبَيْدٍ قَدْ ذَكَرَ مَا أَجَازَهُ لَنَا عَنْهُ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ : أَنَّهُ كَانَ يَخْتَارُ فِي ذَلِكَ : ( مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ ) عَلَى {{ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ }} ، وَيَذْكُرُ فِيهِ أَنَّ حَجَّاجَ بْنَ مُحَمَّدٍ حَدَّثَهُ ، عَنْ هَارُونَ بْنِ مُوسَى الْعَتَكِيِّ قَالَ : كَانَ عَاصِمٌ الْجَحْدَرِيُّ يَقْرَؤُهَا بِغَيْرِ أَلِفٍ ، يَعْنِي : ( مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ ) قَالَ هَارُونُ : فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِأَبِي عَمْرٍو ، وَأَنَّهُ كَانَ يَحْتَجُّ فِي ذَلِكَ عَلَى مَنْ قَرَأَهُ : {{ مَالِكِ }} بِالْأَلِفِ ، فَقَالَ : يَلْزَمُهُ أَنْ يَقْرَأَ : ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ مَالِكِ النَّاسِ ) . فَقَالَ أَبُو عَمْرٍو : نَعَمْ , لِمُوَافَقَتِهِ عَاصِمًا عَلَى ذَلِكَ ، أَوَلَا يَقْرَءُونَ : ( فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَالِكُ الْحَقُّ ) . قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ : وَنَحْنُ نَخْتَارُ هَذِهِ الْقِرَاءَةَ أَيْضًا ، فَذَكَرَ كَلَامًا فِيهِ . وَلِأَنَّ ( مَلِكًا ) فِيهِ مَا لَيْسَ فِي ( مَالِكٍ ) ؛ لِأَنَّهُ قَدْ يَكُونُ ( مَالِكًا ) غَيْرَ ( مَلِكٍ ) ، وَلَا يَكُونُ ( مَلِكًا ) إِلَّا ( مَالِكًا ) ، وَلَمْ يَخْتَلِفُوا فِي قِرَاءَةِ : {{ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ }} ، أَنَّهُ كَذَلِكَ لَا مَا سِوَاهُ . وَوَجَدْنَا بَعْضَ مَنْ يَحْتَجُّ لِمَنْ قَرَأَهَا {{ مَالِكِ }} يَحْتَجُّ بِقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى : {{ قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ }} ، وَكَانَ أَوْلَى مَا قُرِأَتْ عَلَيْهِ عِنْدَنَا - وَاللَّهُ أَعْلَمُ - أَنْ يَرْجِعَ فِيمَا سَمَّى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهِ نَفْسَهُ إِلَى مَا سَمَّى اللَّهُ بِهِ نَفْسَهُ ، فَقَدْ سَمَّى اللَّهُ نَفْسَهُ فِي كِتَابِهِ بِمَا قَدْ تَلَوْنَاهُ فِي : {{ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ }} ، وَبِمَا ذَكَرَهُ فِي سُورَةِ الْحَشْرِ مِنْ قَوْلِهِ : {{ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ }} ، وَبِمَا ذَكَرَهُ فِي سُورَةِ الْجُمُعَةِ فِي قَوْلِهِ : {{ يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ }} ، فَكَانَ مَا سَمَّى بِهِ نَفْسَهُ مِمَّا قَدْ تَلَوْنَاهُ فِي هَذِهِ الْآيَاتِ أَوْلَى مَا رُدَّ إِلَيْهِ الْحَرْفُ الْمُخْتَلَفُ فِيهِ الَّذِي قَدْ ذَكَرْنَاهُ مِنْ {{ مَالِكِ }} وَمِنْ ( مَلِكِ ) إِلَى ( مَلِكٍ ) لَا إِلَى ( مَالِكٍ ) ، وَبِاللَّهِ التَّوْفِيقُ