حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ ، قَالَ : ثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى ، قَالَ : أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى مَكَّةَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ حَتَّى رَجَعَ . وَأَجْمَعَ أَهْلُ الْعِلْمِ عَلَى أَنَّ لِمَنْ سَافَرَ سَفَرًا تَكُونُ مَسَافَتُهُ مِثْلَ مَا بَيْنَ الْمَدِينَةِ إِلَى مَكَّةَ أَنْ يَقْصُرَ الصَّلَاةَ إِذَا كَانَ خُرُوجُهُ فِيمَا تَقَدَّمَ وَصْفُنَا لَهُ . وَاخْتَلَفُوا فِيمَنْ سَافَرَ أَقَلَّ مِنْ هَذِهِ الْمَسَافَةِ ، فَقَالَتْ طَائِفَةٌ : مَنْ سَافَرَ مَسِيرَةَ أَرْبَعَةِ بُرُدٍ فَلَهُ أَنْ يَقْصُرَ الصَّلَاةَ ، كَذَلِكَ قَالَ مَالِكٌ ، وَالشَّافِعِيُّ ، وَأَحْمَدُ ، وَإِسْحَاقُ ، وَاحْتَجُّوا بِالْأَخْبَارِ الَّتِي رُوِيَتْ عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، وَابْنِ عَبَّاسٍ ، مِنْ ذَلِكَ : أَنَّ ابْنَ عُمَرَ رَكِبَ إِلَى رِيمٍ ، فَقَصَرَ الصَّلَاةَ فِي مَسِيرِهِ ذَلِكَ ، قَالَ مَالِكٌ : وَذَلِكَ نَحْوٌ مِنْ أَرْبَعَةِ بُرُدٍ ، وَأَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ سُئِلَ : أَيَقْصُرُ إِلَى عَرَفَةَ ؟ ، قَالَ : لَا ، وَلَكِنْ إِلَى عُسْفَانَ ، وَإِلَى جُدَّةَ ، وَإِلَى الطَّائِفِ ، وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، وَابْنِ عَبَّاسٍ : أَنَّهُمَا كَانَا يُصَلِّيَانِ رَكْعَتَيْنِ وَيُفْطِرَانِ فِي أَرْبَعِ بُرُدٍ فَمَا فَوْقَ ذَلِكَ
أَخْبَرَنَا الرَّبِيعُ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا الشَّافِعِيُّ ، قَالَ : أَخْبَرَنَـا مَالِكٌ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، عَنْ سَالِمٍ ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ : رَكِبَ إِلَى ذَاتِ النُّصْبِ فَقَصَرَ الصَّلَاةَ فِي مَسِيرَهِ ذَلِكَ قَالَ مَالِكٌ : وَبَيْنَ ذَاتِ النُّصْبِ وَالْمَدِينَةِ أَرْبَعَةُ بُرُدٍ *
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ ، ثنا قُتَيْبَةُ ، ثنا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ ، وَابْنَ عَبَّاسٍ : كَانَا يُصَلِّيَانِ رَكْعَتَيْنِ وَيُفْطِرَانِ فِي أَرْبَعِ بُرُدٍ فَمَا فَوْقَ ذَلِكَ
أَخْبَرَنَا الرَّبِيعُ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا الشَّافِعِيُّ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ ، عَنْ عَطَاءٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ : أَنَّهُ سُئِلَ أَيُقْصَرُ إِلَى عَرَفَةَ ؟ ، قَالَ : لَا ، وَلَكِنْ إِلَى عُسْفَانَ ، وَإِلَى جُدَّةَ ، وَإِلَى الطَّائِفِ وَهَذَا عَلَى مَذْهَبِ أَحْمَدَ ، وَإِسْحَاقَ ، وَأَبِي ثَوْرٍ ، وَحَكَى أَبُو ثَوْرٍ ذَلِكَ ، عَنْ مَالِكٍ ، وَالشَّافِعِيُّ ، وَبِهِ قَالَ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ فِي بَعْضِ الصَّلَاةِ ، وَكَذَلِكَ قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ الْمَاجِشُونُ . وَقَالَتْ طَائِفَةٌ : يَقْصُرُ الصَّلَاةَ فِي مَسِيرَةِ يَوْمَيْنِ وَلَمْ يَذْكُرْ مِقْدَارَ ذَلِكَ بِالْبُرُدِ وَالْأَمْيَالِ ، وَهَذَا قَوْلُ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ ، وَالزُّهْرِيِّ ، وَقَدْ كَانَ الشَّافِعِيُّ يَقُولُ ، إِذْ هُوَ بِالْعِرَاقِ : يُقْصَرُ فِي مَسِيرَةِ لَيْلَتَيْنِ قَاصِدَتَيْنِ ، وَذَلِكَ إِذَا جَاوَزَ السَّيْرُ أَرْبَعِينَ مِيلًا بِالْهَاشِمِيِّ ، ثُمَّ قَالَ بِمِصْرَ : لِلْمَرْءِ عِنْدِي أَنْ يَقْصُرَ فِيمَا كَانَ مَسِيرُهُ لَيْلَتَيْنِ قَاصِدَتَيْنِ ، وَذَلِكَ سِتَّةٌ وَأَرْبَعُونَ مِيلًا بِالْهَاشِمِيِّ ، وَلَا يَقْصُرُ فِيمَا دُونَهُمَا ، وَأُحِبُّ أَنَا أَنْ لَا أَقْصُرَ فِي أَقَلَّ مِنْ ثَلَاثٍ احْتِيَاطًا عَلَى نَفْسِي ، وَإِنَّ تَرْكَ الْقَصْرِ مُبَاحٌ لِي . وَقَالَتْ طَائِفَةٌ : يَقْصُرُ فِي مَسِيرَةِ الْيَوْمِ التَّامِّ ، ثَبَتَ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يَقْصُرُ فِي الْيَوْمِ التَّامِّ ، وَخَرَجَ إِلَى أَرْضٍ اشْتَرَاهَا مِنَ ابْنِ بُجَيْنَةَ فَقَصَرَ الصَّلَاةَ إِلَيْهَا ، وَهِيَ ثَلَاثُونَ مِيلًا ، وَقَالَ الزُّهْرِيُّ : يَقْصُرُ الصَّلَاةَ فِي مَسِيرَةِ يَوْمٍ تَامٍّ ، ثَلَاثُونَ مِيلًا ، وَثَابِتٌ عَنِ ابْنِ عَبَّاسِ أَنَّهُ قَالَ : يُقْصَرُ فِي الْيَوْمِ ، وَلَا يُقْصَرُ فِيمَا دُونَ الْيَوْمِ
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ ، ثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى ، قَالَ : قَرَأْتُ عَلَى مَالِكٍ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، عَنْ سَالِمٍ ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ : كَانَ يَقْصُرُ الصَّلَاةَ فِي مَسِيرَةِ الْيَوْمِ التَّامِّ
حَدَّثَنَا مُوسَى ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ ، أَخْبَرَنَـا الْوَلِيدُ ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ سَالِمٍ ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ : خَرَجَ إِلَى أَرْضٍ لَهُ اشْتَرَاهَا مِنَ ابْنِ بُجَيْنَةَ فَقَصَرَ الصَّلَاةَ إِلَيْهَا ، وَهِيَ ثَلَاثُونَ مِيلًا
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، عَنْ عَطَاءٍ ، قَالَ : سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ ، فَقُلْتُ : أَقْصِرُ الصَّلَاةَ إِلَى عَرَفَةَ أَوْ إِلَى مِنًى ؟ ، قَالَ : لَا ، وَلَكِنْ إِلَى الطَّائِفِ ، وَإِلَى جُدَّةَ ، وَلَا يَقْصُرُ إِلَّا فِي الْيَوْمِ ، وَلَا يَقْصُرُ فِيمَا دُونَ الْيَوْمِ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى ، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، ثنا أَبُو مُسْهِرٍ ، عَنِ الشَّيْبَانِيِّ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : تُقْصَرُ الصَّلَاةُ فِي مَسِيرَةِ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ وَفِيهِ قَوْلٌ رَابِعٌ : وَهُوَ أَنَّ مَنَ سَافَرَ ثَلَاثًا قَصَرَ ، رُوِّينَا هَذَا الْقَوْلُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ ، وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، وَالنَّخَعِيِّ ، وَسُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ ، ثنا سَعِيدٌ ، ثنا غِيَاثُ بْنُ بِشْرٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا خُصَيْفٌ ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ ، قَالَ : لَا تَقْصُرُوا الصَّلَاةَ فِي مَعَارِيكُمْ وَلَا مَحْشَرِكُمْ ، وَلَا قُرَى السَّوَادِ ، وَتَقُولُونَ : إِنَّا سُفْرٌ ، إِنَّمَا السَّفَرُ مِنْ أُفُقٍ إِلَى أُفُقٍ وَكَانَ ابْنُ مَسْعُودٍ ، يَقُولُ : فِي مَسِيرَةِ ثَلَاثٍ مِنَ الْكُوفَةِ إِلَى الْمَدَائِنِ
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي نَافِعٌ ، أَنَّ ابْنَ عُمَرَ : كَانَ أَدْنَى مَا يَقْصُرُ إِلَيْهِ الصَّلَاةَ مَالٌ لَهُ يُطَالِعُهُ بِخَيْبَرَ ، وَهُوَ مَسِيرَةُ ثَلَاثِ قَوَاصِدَ ، لَمْ يَقْصُرْ فِيمَا دُونَهُ ، قُلْتُ : وَكَمْ خَيْبَرٌ ؟ ، قَالَ : ثَلَاثُ قَوَاصِدَ ، قُلْتُ : وَالطَّائِفُ ؟ ، قَالَ : نَعَمْ ، مِنَ السِّهْلَةَ وَأَنْفَسُ قَلِيلًا . وَبِهِ قَالَ الثَّوْرِيُّ ، وَالنُّعْمَانُ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ ، قَالَ النُّعْمَانُ : ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ وَلَيَالِيهَا ، سَيْرُ الْإِبِلِ وَمَشْيُ الْأَقْدَامِ ، وَاحْتَجَّ الثَّوْرِيُّ بِقَوْلِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : لَا تُسَافِرُ الْمَرْأَةُ فَوْقَ ثَلَاثٍ إِلَّا مَعَ ذِي مَحْرَمٍ . وَفِيهِ قَوْلٌ خَامِسٌ : رُوِّينَا عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ : أَنَّهُ خَرَجَ إِلَى النُّمَيْلَةِ فَصَلَّى بِهِمُ الظُّهْرَ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ رَجَعَ مِنْ يَوْمِهِ ، فَقَالَ : أَرَدْتُ أَنْ أُعَلِّمَكُمْ سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ ، وَرُوِّينَا عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ : إِنِّي لَأُسَافِرُ السَّاعَةَ مِنَ النَّهَارِ فَأَقْصُرُ ، وَقَالَ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ : قَالَ جَابِرُ بْنُ زَيْدٍ : أَقْصُرُ بِعَرَفَةَ
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ ، قَالَ : ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا جُوَيْبِرٌ ، قَالَ : عَنِ الضَّحَّاكِ ، عَنِ النَّزَّالِ ، أَنَّ عَلِيًّا : خَرَجَ إِلَى النُّمَيْلَةِ فَصَلَّى بِهِمُ الظُّهْرَ رَكْعَتَيْنِ ، ثُمَّ رَجَعَ مِنْ يَوْمِهِ ، فَقَالَ : أَرَدْتُ أَنْ أُعَلِّمَكُمْ سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ
حَدَّثَنَا يَحْيَى ، ثنا أَبُو بَكْرٍ ، ثنا وَكِيعٌ ، ثنا مِسْعَرٌ ، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ ، يَقُولُ : إِنِّي لَأُسَافِرُ السَّاعَةَ مِنَ النَّهَارِ فَأَقْصُرُ
حَدَّثَنَا يَحْيَى ، ثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى ، قَالَ : أَخْبَرَنَـا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنْ عَمْرٍو ، قَالَ : قَالَ لِي جَابِرُ بْنُ زَيْدٍ : أَقْصُرُ بِعَرَفَةَ قَالَ أَبُو بَكْرٍ : أَمَّا قَوْلُ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ لِعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ : أَقْصُرُ بِعَرَفَةَ ، فَأَحْسَبُ مِثْلَ قَوْلِ مَنْ قَالَ لِأَهْلِ مَكَّةَ : أَنْ تَقْصُرُوا الصَّلَاةَ بِمِنًى وَعَرَفَةَ . وَكَانَ الْأَوْزَاعِيُّ يَقُولُ : كَانَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ يَقْصُرُ الصَّلَاةَ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ خَمْسَةِ فَرَاسِخَ ، وَذَلِكَ خَمْسَةَ عَشَرَ مِيلًا ، وَكَانَ قَبِيصَةُ بْنُ ذُوَيْبٍ ، وَهَانِي بْنُ كُلْثُومٍ ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَيْرِيزٍ يَقْصُرُونَ الصَّلَاةَ فِيمَا بَيْنَ الرَّمْلَةِ وَبَيْتِ الْمَقْدِسِ . قَالَ الْأَوْزَاعِيُّ : وَعَامَّةُ الْعُلَمَاءِ يَقُولُونَ : مَسِيرَةُ يَوْمٍ تَامٍّ ، وَبِهَذَا نَأْخُذُ