قَالَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ : حَدَّثَنَا عُيَيْنَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جَوْشَنٍ , قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ : كَانَ أَبُو بَكْرَةَ يُنْبَذُ لَهُ فِي جَرٍّ , فَقَدِمَ أَبُو بَرْزَةَ مِنْ غِيبَةٍ كَانَ غَابَهَا , فَنَزَلَ بِمَنْزِلِ أَبِي بَكْرَةَ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَ مَنْزِلَهُ , فَوَقَفَ عَلَى امْرَأَةٍ لَهُ يُقَالُ لَهَا مَيَّةُ , فَسَأَلَهَا عَنْ أَبِي بَكْرَةَ وَعَنْ حَالِهِ ، وَنَظَرَ فَأَبْصَرَ الْجَرَّةَ الَّتِي فِيهَا النَّبِيذَ ، فَقَالَ : مَا هَذِهِ الْجَرَّةُ ؟ فَقَالَتْ : نَبِيذٌ لِأَبِي بَكْرَةَ فِيهَا ، فَقَالَ : وَدِدْتُ لَوْ أَنَّكِ جَعَلْتِيهِ فِي سِقَاءٍ , ثُمَّ خَرَجَ فَأَمَرَتِ الْمَرْأَةُ بِالنَّبِيذِ فَحُوِّلَ فِي سِقَاءٍ ثُمَّ عَلَّقَتْهُ , فَجَاءَ أَبُو بَكْرَةَ فَأَخْبَرَتْهُ عَنْ أَبِي بَرْزَةَ وَعَنْ قُدُومِهِ , ثُمَّ أَبْصَرَ السِّقَاءَ , فَقَالَ : مَا أَنَا بِشَارِبٍ مِنْهُ شَيْئًا , لَئِنْ جَعَلْتِ الْعَسَلَ فِي جَرٍّ لَيَحْرُمَنَّ عَلَيَّ , إِنْ جَعَلْتِ الْخَمْرَ فِي سِقَاءٍ لَيَحِلَّنَ لِي إِنَّا قَدْ عَرَفْنَا الَّذِي نُهِينَا عَنْهُ : نُهِينَا عَنِ الدُّبَّاءِ وَالنَّقِيرِ وَالْحَنْتَمِ وَالْمُزَفَّتِ , فَأَمَّا الدُّبَّاءُ فَإِنَّا مَعْشَرَ ثَقِيفٍ بِالطَّائِفِ كُنَّا نَأْخُذُ الدُّبَّاءَ فَنَخْرِطُ فِيهَا عَنَاقِيدَ الْعِنَبِ , ثُمَّ نَدْفِنُهَا ثُمَّ نَتْرُكُهَا حَتَّى تُهْدَرَ ، ثُمَّ تَمُوتُ , وَأَمَّا النَّقِيرُ فَإِنَّ أَهْلَ الْيَمَامَةِ كَانُوا يَنْقُرُونَ أَصْلَ النَّخْلَةِ , فَيَشْدَخُونَ فِيهَا الرُّطَبَ وَالْبُسْرَ , ثُمَّ يَدَعُونَهُ حَتَّى يُهْدَرَ ثُمَّ يَمُوتُ , وَأَمَّا الْحَنْتَمُ فَجِرَارٌ كَانَتْ تُحْمَلُ إِلَيْنَا فِيهَا الْخَمْرُ , وَأَمَّا الْمُزَفَّتُ فَهَذِهِ الْأَوْعِيَةُ الَّتِي فِيهَا الزِّفْتُ وَقَالَ مُسَدَّدٌ : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ , وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ : حَدَّثَنَا يَزِيدُ , قَالَا : أنا عُيَيْنَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , بِهِ ، وَقَالَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَكِيمٍ , ثنا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ , عَنْ عُيَيْنَةَ , بِهِ