قَالَ أَبُو يَعْلَى : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ ، حَدَّثَنَا عَطَّافُ بْنُ خَالِدٍ ، حَدَّثَنِي أَخِي الْمِسْوَرِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُحَيْنَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ جَالِسًا ، بَيْنَ ظَهْرَانَيْ أَصْحَابِهِ ، إِذْ قَالَ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : صَلَّى اللَّهُ عَلَى تِلْكَ الْمَقْبَرَةِ - ثَلَاثَ مَرَّاتٍ - فَلَمْ يَسْأَلْهُ أَحَدٌ أَيُّ مَقْبَرَةٍ هِيَ ؟ وَلَمْ يُسَمِّ لَهُمْ شَيْئًا ، فَدَخَلَ بَعْضُ أَصْحَابِهِ عَلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ كَأَنَّهَا عَائِشَةُ ، فَقَالَ لَهَا : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ذَكَرَ أَهْلَ مَقْبَرَةٍ فَصَلَّى عَلَيْهِمْ ، وَلَمْ يُخْبِرْنَا أَيُّ مَقْبَرَةٍ هِيَ ؟ فَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَسَأَلْتُهُ عَنْهَا ، فَقَالَ : هِيَ مَقْبَرَةٌ بِعَسْقَلَانَ
قَالَ أَبُو يَعْلَى : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ ، حَدَّثَنَا بَشِيرُ بْنُ مَيْمُونٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُوسُفَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، عَنْ عُمَرَ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وَهُوَ يَذْكُرُ أَهْلَ مَقْبَرَةٍ يَوْمًا ، فَصَلَّى عَلَيْهَا فَأَكْثَرَ الصَّلَاةَ عَلَيْهَا ، فَسُئِلَ عَنْهَا ، فَقَالَ : أَهْلُ مَقْبَرَةِ عَسْقَلَانَ ، يُزَفُّونَ إِلَى الْجَنَّةِ ، كَمَا تُزَفُّ الْعَرُوسُ إِلَى زَوْجِهَا
قَالَ إِسْحَاقُ : أنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ ، سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ ، يَقُولُ : وَجٌّ وَادٍ مُقَدَّسٌ قُلْتُ : هُوَ بِفَتْحِ الْوَاوِ ، وَتَشْدِيدِ الْجِيمِ ، وَهُوَ بِالطَّائِفِ
قَالَ الْحُمَيْدِيُّ : ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ ، قَالَ : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِنْسَانٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ رَبِّهِ بْنِ الْحَكَمِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ ، عَنْ كَعْبٍ ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : إِنَّ وَجًّا مُقَدَّسٌ مُنْذُ عَرَجَ الرَّبُّ إِلَى السَّمَاءِ إِلَى يَوْمِ قَضَى الْخَلْقَ قَالَ الْحُمَيْدِيُّ : وَجٌّ بِالطَّائِفِ
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ فِي زِيَادَاتِ الزُّهْدِ : حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ شَبَّةَ ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ بِسْطَامٍ ، حَدَّثَنِي أُنَيْسُ بْنُ سَوَّارٍ ، ثنا مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ ، عَنِ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ ، قَالَ : أَتَيْتُ الْمَدِينَةَ فِي إِمَارَةِ عُثْمَانَ ، فَإِذَا رَجُلٌ كَثُّ اللِّحْيَةِ ، يَعْذِلُهُمْ فَأَغْلَظَ ، فَتَفَرَّقُوا ، فَقُلْتُ : يَا عَبْدَ اللَّهِ ، مَا أَرَاكَ قَدْ أَسَأْتَ قَالَ : إِنَّ هَؤُلَاءِ مُدَاهِنُونَ ، أَتَعْرِفُنِي ؟ قُلْتُ : لَا قَالَ : أَنَا أَبُو ذَرٍّ ، فَمَنْ أَنْتَ ؟ قُلْتُ : مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ فَقَالَ : أَلَا أُحَدِّثُكَ حَدِيثًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، يَقُولُ : ثَلَاثًا بِالْعِرَاقِ وَذَلِكَ بِالْكُوفَةِ ، فَأَمَّا أَهْلُ الْبَصْرَةِ فَأَقْوَمُ الْأَمْصَارِ قِبْلَةً ، وَأَكْثَرُهُ مُؤَذِّنًا ، يَدْفَعُ اللَّهُ عَنْهُمْ مَا يَكْرَهُونَ
وَقَالَ أَيْضًا : حَدَّثَنِي أَبُو إِسْحَاقَ الطَّبَرِيُّ ، ثنا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ ، عَنْ صَالِحٍ الْمُرِّيِّ ، عَنْ سَعِيدٍ الرَّبَعِيِّ ، عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ ، عَنِ الْأَحْنَفِ ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ ، قَالَ : إِنَّ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ذَكَرَ أَهْلَ الْكُوفَةِ فَذَكَرَ أَنَّهُ سَيَنْزِلُ بِهِمْ بَلَايَا عَظَائِمُ ، ثُمَّ ذَكَرَ أَهْلَ الْبَصْرَةِ ، فَذَكَرَ أَنَّهُمْ أَفْضَلُ أَهْلِ الْأَمْصَارِ قِبْلَةً وَأَكْثَرُهُمْ مُؤَذِّنًا ، يُدْفَعُ عَنْهُمْ مَا يَكْرَهُونَ
وَقَالَ الطَّيَالِسِيُّ : ثنا سَلَّامٌ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ ، قَالَ : قَالَ حُذَيْفَةُ : مَا رَأَيْتُ أَخْصَاصًا إِلَّا أَخْصَاصًا كَانَتْ مَعَ مُحَمَّدٍ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ مَا يَدْفَعُ عَنْ هَذِهِ - يَعْنِي الْكُوفَةَ قَالَ أَبُو دَاوُدَ : الْأَخْصَاصُ : بُيُوتٌ عِنْدَنَا مِنْ قَصَبٍ
قَالَ أَبُو يَعْلَى : ثنا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ ، ثنا حَيْوَةُ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي أَبُو هَانِئٍ حُمَيْدُ بْنُ هَانِئٍ الْخَوْلَانِيُّ : أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيَّ ، وَعَمْرَو بْنَ حُرَيْثٍ ، وَغَيْرَهُمَا ، يَقُولُونَ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : إِنَّكُمْ سَتَقْدَمُونَ عَلَى قَوْمٍ ، جَعْدَةٌ رُءُوسُهُمْ ، فَاسْتَوْصُوا بِهِمْ خَيْرًا فَإِنَّهُمْ قُوَّةٌ لَكُمْ ، وَبَلَاغٌ إِلَى عَدُوِّكُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ يَعْنِي قِبْطَ مِصْرَ رَوَاهُ ابْنُ حَبَّانَ فِي صَحِيحِهِ عَنْ أَبِي يَعْلَى ، وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ تَابِعِيٌّ بِلَا رَيْبٍ ، وَعَمْرُو بْنُ حُرَيْثٍ لَيْسَ هُوَ الْمَخْزُومِيُّ ، بَلْ هُوَ آخَرٌ مُخْتَلِفٌ فِي صُحْبَتِهِ
قَالَ أَبُو يَعْلَى : ثنا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ عَاصِمٍ أَبُو طَالِبٍ ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ الْحِمْصِيُّ ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبَّادٍ ، عَنْ عَامِرٍ الْأَحْوَلِ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ الْخَوْلَانِيِّ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : لَا تَزَالُ عِصَابَةٌ مِنْ أُمَّتِي يُقَاتِلُونَ عَلَى أَبْوَابِ دِمَشْقَ وَمَا حَوْلَهَا ، وَعَلَى أَبْوَابِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ وَمَا حَوْلَهُ ، لَا يَضُرُّهُمُ مَنْ خَذَلَهُمْ ، ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ ، إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ وَقَالَ الْحَارِثُ : حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو ، ثنا أَبُو إِسْحَاقَ هُوَ الْفَزَارِيُّ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : إِنَّكُمْ سَتَجِدُونَ أَجْنَادًا الْحَدِيثُ فِي فَضْلِ الشَّامِ
- قَالَ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، وَثنا ابْنُ حَلْبَسٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : إِنِّي رَأَيْتُ عَمُودَ الْكِتَابِ انْتُزِعَ مِنْ تَحْتِ وِسَادَتِي ، فَأَتْبَعْتُهُ بَصَرِي ، فَإِذَا هُوَ نُورٌ سَاطِعٌ عُمِدَ بِهِ إِلَى الشَّامِ ، أَلَا وَإِنَّ الْإِيمَانَ حَيْثُ تَقَعُ الْفِتَنُ بِالشَّامِ
وَقَالَ أَبُو يَعْلَى : حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ رَجُلٍ يُقَالُ لَهُ : خَوْلِيٌّ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : إِنَّكُمْ سَتَجِدُونَ أَجْنَادًا ، جُنْدًا بِالشَّامِ وَجُنْدًا بِالْيَمَنِ فَقَالَ لَهُ خَوْلِيُّ : يَا رَسُولَ اللَّهِ خِرْ لِي قَالَ : عَلَيْكَ بِالشَّامِ ، فَمَنْ أَبَى فَلْيَلْحَقْ بِيَمَنِهِ ، وَلْيَسْتَقِ بِغُدُرِهِ ، فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ تَكَفَّلَ لِي بِالشَّامِ وَأَهْلِهِ
قَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ : ثنا سُفْيَانُ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، عَنْ رَجُلٍ ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَمْرٍو الْحَضْرَمِيِّ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : نِعْمَ الْمُرْضِعُونَ أَهْلُ نُعْمَانَ
قَالَ مُسَدَّدٌ : ثنا خَالِدٌ ، ثنا يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ ، عَنْ عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ ، قَالَ : لَا تَزَالُ هَذِهِ الْأُمَّةُ بِخَيْرٍ ، مَا عَظَّمُوا هَذِهِ الْحُرْمَةَ حَقَّ تَعْظِيمِهَا
قَالَ الْحَارِثُ : ثنا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ ، ثنا أَبُو حَيْوَةَ ، عَنْ أَرْطَاةَ ، عَنْ أَبِي الضَّحَّاكِ ، قَالَ : أَتَيْتُ ابْنَ عُمَرَ ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ شَيْءٍ ، مِنَ الْعِلْمِ ، فَقَالَ : مِمَّنْ أَنْتَ ؟ قُلْتُ : مِنْ أَهْلِ الشَّامِ قَالَ : مِنْ أَيِّ أَهْلِ الشَّامِ ؟ قُلْتُ : مِنْ حِمْصَ قَالَ : مِنْ حِمْصَ جِئْتَ تَطْلُبُ الْعِلْمَ هَاهُنَا ؟ قُلْتُ : مَا يَمْنَعُنِي أَنْ أَطْلُبَ الْعِلْمَ مِنْ مِثْلِكَ وَأَنْتَ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ؟ قَالَ : فَأُخْبِرُكَ أَنَّ الْقَاصِيَةَ الْأُولَى سَارُوا تِلْوَ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، حَتَّى نَزَلُوا الشَّامَ ، ثُمَّ جُنْدُكَ خَاصَّةً ، فَانْظُرْ مَا كَانُوا عَلَيْهِ ، فَإِنَّهُ السُّنَّةُ