حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قثنا مُصْعَبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُصْعَبٍ الزُّبَيْرِيُّ قَالَ : حَدَّثَنِي مَالِكٌ ، يَعْنِي : ابْنَ أَنَسٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ لِلنَّاسِ ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّ أَبَا بَكْرٍ إِذَا قَامَ فِي مَقَامِكَ لَمْ يُسْمِعْ ، قَالَ : مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ لِلنَّاسِ ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ لِحَفْصَةَ : قُولِي لَهُ : إِنَّ أَبَا بَكْرٍ إِذَا قَامَ لَمْ يُسْمِعِ النَّاسَ مِنَ الْبُكَاءِ ، فَمُرْ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ فَلْيُصَلِّ لِلنَّاسِ ، فَفَعَلَتْ حَفْصَةُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : مَهْ ، إِنَّكُنَّ لَأَنْتُنَّ صَوَاحِبَاتُ يُوسُفَ ، مُرُوا أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ لِلنَّاسِ ، فَقَالَتْ حَفْصَةُ : مَا كُنْتُ لِأُصِيبَ مِنْكِ خَيْرًا .
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ أَبُو جَعْفَرٍ قثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ : حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ : كَانَ وَرَقَةُ بْنُ نَوْفَلٍ يَمُرُّ بِبِلَالٍ وَهُوَ يُعَذَّبُ ، وَهُوَ يَقُولُ : أَحَدٌ ، أَحَدٌ ، فَيَقُولُ : أَحَدٌ أَحَدٌ اللَّهُ يَا بِلَالُ ، ثُمَّ يُقْبِلُ وَرَقَةُ عَلَى أُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ وَمَنْ يَصْنَعُ ذَلِكَ بِبِلَالٍ مِنْ بَنِي جُمَحَ ، فَيَقُولُ : أَحْلِفُ بِاللَّهِ إِنْ قَتَلْتُمُوهُ عَلَى هَذَا لَاتَّخَذْتُهُ حَنَانًا ، حَتَّى مَرَّ بِهِ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ بْنُ أَبِي قُحَافَةَ يَوْمًا ، وَهُمْ يَصْنَعُونَ بِهِ ذَلِكَ ، وَكَانَتْ دَارُ أَبِي بَكْرٍ فِي بَنِي جُمَحَ ، فَقَالَ لِأُمَيَّةَ : أَلَا تَتَّقِي اللَّهَ فِي هَذَا الْمِسْكِينِ ، حَتَّى مَتَى ؟ قَالَ : أَنْتَ أَفْسَدْتَهُ فَأَنْقِذْهُ مِمَّا تَرَى ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ : أَفْعَلُ ، عِنْدِي غُلَامٌ أَسْوَدُ أَجْلَدُ مِنْهُ وَأَقْوَى عَلَى دِينِكَ ، أُعْطِيكَهُ بِهِ ، قَالَ : قَدْ قَبِلْتُ ، قَالَ : هُوَ لَكَ . فَأَعْطَاهُ أَبُو بَكْرٍ غُلَامَهُ ذَلِكَ ، وَأَخَذَ بِلَالًا فَأَعْتَقَهُ ، ثُمَّ أَعْتَقَ مَعَهُ عَلَى الْإِسْلَامِ قَبْلَ أَنْ يُهَاجِرَ مِنْ مَكَّةَ سِتَّ رِقَابٍ - بِلَالٌ سَابِعُهُمْ - عَامِرَ بْنَ فُهَيْرَةَ ، شَهِدَ بَدْرًا وَأُحُدًا وَقُتِلَ يَوْمَ بِئْرِ مَعُونَةَ شَهِيدًا ، وَأُمَّ عُبَيْسٍ ، وَزِنَّيْرَةَ ، فَأُصِيبَ بَصَرُهَا حِينَ أَعْتَقَهَا ، فَقَالَتْ قُرَيْشٌ : مَا أَذْهَبْ بَصَرَهَا إِلَّا اللَّاتُ وَالْعُزَّى ، فَقَالَتْ : حُرِقُوا ، وَبَيْتِ اللَّهِ مَا يَضُرُّ اللَّاتُ وَالْعُزَّى وَمَا يَنْفَعَانِ ، فَرَدَّ اللَّهُ إِلَيْهَا بَصَرَهَا ، وَأَعْتَقَ النَّهْدِيَّةَ وَابْنَتَهَا ، وَكَانَتَا لِامْرَأَةٍ مِنْ بَنِي عَبْدِ الدَّارِ ، فَمَرَّ بِهِمَا وَقَدْ بَعَثَتْهُمَا سَيِّدَتُهُمَا تَطْحَنَانِ لَهَا ، وَهِيَ تَقُولُ : وَاللَّهِ لَا أَعْتِقُكُمَا أَبَدًا ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : حِلًّا يَا أُمَّ فُلَانٍ ، قَالَتْ : حِلًّا ، أَنْتَ أَفْسَدْتَهُمَا فَأَعْتِقْهُمَا ، قَالَ : فَبِكَمْ هُمَا ؟ قَالَتْ : بِكَذَا وَكَذَا ، قَالَ : قَدْ أَخَذْتُهُمَا وَهُمَا حُرَّتَانِ ، أَرْجِعَا إِلَيْهَا طَحِينَهَا ، قَالَتَا : أَوَنَفْرُغَ مِنْهُ يَا أَبَا بَكْرٍ ، ثُمَّ نَرُدُّهُ عَلَيْهَا ؟ قَالَ : أَوَذَاكَ إِنْ شِئْتُمَا . وَمَرَّ أَبُو بَكْرٍ بِجَارِيَةِ بَنِي مُؤَمَّلٍ ، حَيٍّ مِنْ بَنِي عَدِيِّ بْنِ كَعْبٍ ، وَكَانَتْ مُسْلِمَةً وَعُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يُعَذِّبُهَا لَتَتْرُكَ الْإِسْلَامَ ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ مُشْرِكٌ ، وَهُوَ يَضْرِبُهَا حَتَّى إِذَا مَلَّ قَالَ : إِنِّي أَعْتَذِرُ إِلَيْكِ ، إِنِّي لَمْ أَتْرُكْكِ إِلَّا مَلَالَةً ، فَعَلَ اللَّهُ بِكِ ، فَتَقُولُ كَذَلِكَ فَعَلَ اللَّهُ بِكَ ، فَابْتَاعَهَا أَبُو بَكْرٍ فَأَعْتَقَهَا ، فَقَالَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ ، وَهُوَ يَذْكُرُ بِلَالًا وَأَصْحَابَهُ وَمَا كَانُوا فِيهِ مِنَ الْبَلَاءِ ، وَإِعْتَاقَ أَبِي بَكْرٍ إِيَّاهُمْ ، وَكَانَ اسْمُ أَبِي بَكْرٍ عَتِيقًا : جَزَى اللَّهُ خَيْرًا عَنْ بِلَالٍ وَصَحْبِهِ عَتِيقًا وَأَخْزَى فَاكِهًا وَأَبَا جَهْلِ عَشِيَّةَ هُمَا فِي بِلَالٍ بِسَوْءَةٍ وَلَمْ يَحْذَرَا مَا يَحْذَرُ الْمَرْءُ ذُو الْعَقْلِ بِتَوْحِيدِهِ رَبَّ الْأَنَامِ وَقَوْلِهِ شَهِدْتُ بِأَنَّ اللَّهَ رَبِّي عَلَى مَهْلِ فَإِنْ يَقْتُلُونِي يَقْتُلُونِي وَلَمْ أَكُنْ لِأُشْرِكَ بِالرَّحْمَنِ مِنْ خِيفَةِ الْقَتْلِ فَيَا رَبَّ إِبْرَاهِيمَ وَالْعَبْدِ يُونُسَ وَمُوسَى وَعِيسَى نَجِّنِي ثُمَّ لَا تُمْلِ لِمَنْ ظَلَّ يَهْوَى الْغَيَّ مِنْ آلِ غَالِبٍ عَلَى غَيْرِ بِرٍّ كَانَ مِنْهُ وَلَا عَدْلِ
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ النَّاجِيُّ قثنا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ قَالَ : نا صَدَقَةُ بْنُ الْمُثَنَّى النَّخَعِيُّ قَالَ : حَدَّثَنِي جَدِّي رِيَاحُ بْنُ الْحَارِثِ قَالَ : كُنَّا فِي الْمَسْجِدِ مَعَ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ فِي أُنَاسٍ كَثِيرٍ ، فَجَاءَ سَعِيدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ ، فَأَوْسَعَ لَهُ الْمُغِيرَةُ وَقَالَ : هَا هُنَا ، فَجَلَسَ مَعَهُ عَلَى السَّرِيرِ ، فَجَاءَ شَابٌّ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ يُقَالُ لَهُ : قَيْسُ بْنُ عَلْقَمَةَ ، فَاسْتَقْبَلَ الْمُغِيرَةَ فَسَبَّ وَسَبَّ ، فَقَالَ سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ : لِمَنْ يَسُبُّ هَذَا ؟ فَقَالَ الْمُغِيرَةُ : يَسُبُّ عَلِيًّا ، فَقَالَ : وَيْحَكَ يَا مُغِيرَةُ ، أَلَا أَرَى أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يُسَبُّونَ عِنْدَكَ ، ثُمَّ لَا تُغَيِّرُ ، لَنْ أَقُولَ عَلَيْهِ مَا لَمْ يَقُلْ فَيَسْأَلَنِي عَنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، سَمِعْتُهُ يَقُولُ : إِنَّ كَذِبًا عَلَيَّ لَيْسَ كَكَذِبٍ عَلَى أَحَدٍ ، مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ ، أَبُو بَكْرٍ فِي الْجَنَّةِ ، وَعُمَرُ فِي الْجَنَّةِ ، وَعَلِيٌّ فِي الْجَنَّةِ ، وَعُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ فِي الْجَنَّةِ ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ ، وَسَعْدُ بْنُ مَالِكٍ فِي الْجَنَّةِ ، وَالزُّبَيْرُ فِي الْجَنَّةِ ، وَطَلْحَةُ فِي الْجَنَّةِ ، وَتَاسِعُ الْمُسْلِمِينَ لَوْ شِئْتُ أَنْ أُسَمِّيَهُ لَسَمَّيْتُهُ ، قَالَ : فَضَجَّ النَّاسُ وَقَالُوا : يَا صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ ، أَخْبِرْنَا مَنْ تَاسِعُ الْمُسْلِمِينَ ؟ وَنَاشَدُوهُ ، فَقَالَ : لَوْلَا أَنَّكُمْ نَاشَدْتُمُونِي مَا أَخْبَرْتُكُمْ ، أَنَا تَاسِعُ الْمُؤْمِنِينَ ، وَرَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يُتِمُّ الْعَاشِرَ ، ثُمَّ قَالَ : وَاللَّهِ لَمَوْقِفُ رَجُلٍ أَوْ مَشْهَدُ رَجُلٍ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَغْبَرُّ فِيهِ وَجْهُهُ أَفْضَلُ مِنْ عِبَادَةِ أَحَدِكُمْ عُمْرَهُ .
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ قثنا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ قثنا صَدَقَةُ بْنُ الْمُثَنَّى قَالَ : سَمِعْتُ جَدِّي رِيَاحَ بْنَ الْحَارِثِ يَذْكُرُ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ يَقُولُ : لَمَشْهَدٌ شَهِدَهُ الرَّجُلُ مِنْهُمْ يَوْمًا وَاحِدًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ اغْبَرَّ فِيهِ وَجْهُهُ أَفْضَلُ مِنْ عَمَلِ أَحَدِكُمْ وَلَوْ عُمِّرَ عُمُرَ نُوحٍ .
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، قثنا ابْنُ الْمَاجِشُونَ يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ - قَالَ عَبْدُ اللَّهِ : قَالَ أَبِي : وَالْمَاجِشُونُ هُوَ يَعْقُوبُ - عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : وَبَيْنَا رَجُلٌ يَمْشِي فِي حُلَّةٍ قَدْ أَعْجَبَتْهُ هَيْئَتُهُ خَسَفَ اللَّهُ بِهِ الْأَرْضَ ، فَهُوَ يَتَجَلْجَلُ فِيهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَشَهِدَ عَلَى ذَلِكَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ . وَلَيْسَ ثَمَّ أَبُو بَكْرٍ ، وَلَا عُمَرُ .
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بِالْكُوفَةِ سَنَةَ ثَلَاثِينَ وَمِائَتَيْنِ قثنا الْمُحَارِبِيُّ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ ، عَنْ زُبَيْدٍ الْيَامِيِّ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ : كُنْتُ جَالِسًا مَعَ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ إِذْ أَقْبَلَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ ، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهِمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : يَا عَلِيُّ ، هَذَانِ سَيِّدَا كُهُولِ أَهْلِ الْجَنَّةِ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ إِلَّا النَّبِيِّينَ وَالْمُرْسَلِينَ ، ثُمَّ قَالَ : يَا عَلِيُّ ، لَا تُخْبِرْهُمَا . حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبَانَ قثنا الْمُحَارِبِيُّ ، عَنْ أَبِي جَنَابٍ ، عَنْ زُبَيْدٍ ، عَنْ عَامِرٍ ، عَنْ نُفَيْعٍ ، أَوِ ابْنِ نُفَيْعٍ ، عَنْ عَلِيٍّ ، مِثْلَ ذَلِكَ .
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي عَوْنٍ الْمَدِينِيُّ قَالَ : سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ شِكْلَةَ بْنِ الْمَهْدِيِّ يَقُولُ : تَدْرُونَ لِمَ خَصَصْتُ وَلَدَ أَبِي بَكْرٍ مِنْ ثُلُثَيَّ ؟ لِأَنَّهُ لَمْ يُعْرَفْ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ إِلَّا وَقَدْ خَلَّفَ لِعِيَالِهِ شَيْئًا غَيْرَ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ ، فَإِنَّهُ آثَرَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ بِمَالِهِ كُلِّهِ ، فَأَحْبَبْتُ أَنْ أُكَافِيءَ وَلَدَ أَبِي بَكْرٍ مِنْ مَالِي دُونَ مَنْ هُوَ أَقْرَبُ إِلَيَّ رَحِمًا .
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ قثنا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ الْمَاجِشُونُ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ : مِنْ فَضْلِ أَبِي بَكْرٍ أَنَّهُ لَمْ يَشُكَّ فِي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ سَاعَةً قَطُّ .
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قثنا أَبُو زَيْدٍ النُّمَيْرِيُّ عُمَرُ بْنُ شَبَّةَ قَالَ : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى ، وَهُوَ أَبُو غَسَّانَ الْمَدَنِيُّ ، قثنا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعِيْدٍ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ : كَانَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ أَبْيَضَ لَطِيفًا جَعْدًا ، كَأَنَّمَا خَرَجَ مِنْ صَدَعِ حَجَرٍ ، مُشْرِفَ الْوَرِكَيْنِ ، لَا يَثْبُتُ إِزَارُهُ عَلَى وَرِكَيْهِ .
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ جَابِرٍ ، يَنْزِلُ طَاقَاتِ الْغِطْرِيفِ ، قثنا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ قثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَبَانَ ، يَعْنِي : ابْنَ صَالِحِ بْنِ عُمَيْرٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، وَعِكْرِمَةَ ، فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ : {{ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ }} ، قَالَ : أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ .
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو كَامِلٍ فُضَيْلُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ كَامِلٍ الْجَحْدَرِيُّ قَالَ نا رَوْحُ بْنُ عَطَاءِ بْنِ أَبِي مَيْمُونَةَ قثنا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ ، عَنِ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ : سَمِعْتُ كَلَامَ عُمَرَ وَخُطْبَتَهُ ، وَكَلَامَ عُثْمَانَ وَخُطْبَتَهُ ، وَكَلَامَ عَلِيٍّ وَخُطْبَتَهُ ، فَمَا كَانَ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ أَعْلَمَ بِمَا يَخْرُجُ مِنْ رَأْسِهِ ، وَلَا بِمَوَاضِعِ الْكَلَامِ ، مِنْ عَائِشَةَ ، وَكَذَلِكَ كَانَ أَبُوهَا .
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، قثنا عَلِيُّ بْنُ بَحْرٍ ، يَعْنِي : ابْنَ بَرِّيٍّ ، قثنا عِيسَى بْنُ يُونُسَ قثنا زَكَرِيَّا ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ هَانِئِ بْنِ هَانِئِ ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ : كَانَ أَبُو بَكْرٍ يُخَافِتُ بِصَوْتِهِ إِذَا قَرَأَ ، وَكَانَ عُمَرُ يَجْهَرُ بِقِرَاءَتِهِ ، وَكَانَ عَمَّارٌ إِذَا قَرَأَ يَأْخُذُ مِنْ هَذِهِ السُّورَةِ وَهَذِهِ ، فَذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَقَالَ لِأَبِي بَكْرٍ : لِمَ تُخَافِتُ ؟ قَالَ : إِنِّي لَأُسْمِعُ مَنْ أُنَاجِي ، وَقَالَ لِعُمَرَ : لِمَ تَجْهَرُ بِقِرَاءَتِكَ ؟ قَالَ : أَقْرَعُ الشَّيْطَانَ ، وَأُوقِظُ الْوَسْنَانَ ، وَقَالَ لِعَمَّارٍ : وَلِمَ تَأْخُذُ مِنْ هَذِهِ السُّورَةِ وَهَذِهِ ؟ قَالَ : أَتَسْمَعُنِي أَخْلِطُ بِهِ مَا لَيْسَ مِنْهُ ؟ قَالَ : لَا ، قَالَ : فَكُلُّهُ طَيِّبٌ .
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقُرَشِيُّ قثنا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمِ بْنِ الْبَرِيدِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي الْجَحَّافِ قَالَ : لَمَّا بُويِعَ أَبُو بَكْرٍ ، فَبَايَعَهُ عَلِيٌّ وَأَصْحَابُهُ ، قَامَ ثَلَاثًا يَسْتَقْبِلُ النَّاسَ يَقُولُ : أَيُّهَا النَّاسُ ، قَدْ أَقَلْتُكُمْ بَيْعَتَكُمْ ، هَلْ مِنْ كَارِهٍ ؟ قَالَ : فَيَقُومُ عَلِيٌّ فِي أَوَائِلِ النَّاسِ فَيَقُولُ : وَاللَّهِ لَا نُقِيلُكَ ، وَلَا نَسْتَقِيلُكَ أَبَدًا ، قَدَّمَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ تُصَلِّي بِالنَّاسِ ، فَمَنْ ذَا يُؤَخِّرُكَ ؟
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، قثنا تَلِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ قثنا أَبُو الْجَحَّافِ قَالَ : لَمَّا بُويِعَ أَبُو بَكْرٍ أَغْلَقَ بَابَهُ دُونَ النَّاسِ ثَلَاثًا ، كُلَّ يَوْمٍ يَقُولُ : قَدْ أَقَلْتُكُمْ بَيْعَتَكُمْ فَبَايِعُوا مَنْ شِئْتُمْ ، قَالَ : كُلُّ ذَلِكَ يَقُومُ عَلِيٌّ ، يَعْنِي : ابْنَ أَبِي طَالِبٍ ، فَيَقُولُ : لَا نُقِيلُكَ وَلَا نَسْتَقِيلُكَ ، قَدَّمَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَمَنْ يُؤَخِّرُكَ ؟
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قثنا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الرَّازِيُّ قَالَ نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَغْرَاءَ ، عَنْ مُجَالِدٍ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ : سَأَلْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ : مَنْ أَوَّلُ مَنْ أَسْلَمَ ؟ فَقَالَ : أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ ، ثُمَّ قَالَ : أَمَا سَمِعْتَ قَوْلَ حَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ : إِذَا تَذَكَّرْتَ شَجْوًا مِنْ أَخِي ثِقَةٍ فَاذْكُرْ أَخَاكَ أَبَا بَكْرٍ بِمَا فَعَلَا خَيْرَ الْبَرِيَّةِ أَتْقَاهَا وَأَعْدَلَهَا بَعْدَ النَّبِيِّ وَأَوْفَاهَا بِمَا حَمَلَا الثَّانِي التَّالِي الْمَحْمُودُ مَشْهَدُهُ وَأَوَّلُ النَّاسِ مِنْهُمْ صَدَّقَ الرُّسُلَا ؟
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، قثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ يُونُسَ ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ : قَالَ عُمَرُ : لَوَدِدْتُ أَنِّي مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ أَرَى أَبَا بَكْرٍ .
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، قثنا تَلِيدٌ ، عَنْ أَبِي الْجَحَّافِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : مَا بَعَثَ اللَّهُ نَبِيًّا إِلَّا كَانَ لَهُ وَزِيرَانِ مِنْ أَهْلِ السَّمَاءِ ، وَوَزِيرَانِ مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ ، فَوَزِيرَايَ مِنْ أَهْلِ السَّمَاءِ جِبْرِيلُ وَمِيكَائِيلُ ، وَوَزِيرَايَ مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ . قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ : ذَاكَرْتُ أَبِي رَحِمَهُ اللَّهُ بِحَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ الْأَشَجِّ مِنْ حَدِيثِ تَلِيدٍ ، عَنْ عَطِيَّةَ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ : هُوَ مُرْسَلٌ عَنْ تَلِيدٍ ، عَنْ أَبِي الْجَحَّافِ فَقَطْ .
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، قثنا تَلِيدٌ قَالَ : سَمِعْتُ مَنْصُورًا يَقُولُ : قَالَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمُ الْيَوْمَ صَائِمًا ؟ قَالَ الصِّدِّيقُ : أَنَا ، قَالَ : مَنْ تَصَدَّقَ مِنْكُمُ الْيَوْمَ عَلَى سَائِلٍ بِشَيْءٍ ؟ قَالَ : قَالَ الصِّدِّيقُ : أَنَا ، قَالَ : مَنْ عَادَ مِنْكُمُ الْيَوْمَ مَرِيضًا ؟ قَالَ : قَالَ الصِّدِّيقُ : أَنَا ، قَالَ : مَنْ شَيَّعَ مِنْكُمُ الْيَوْمَ جِنَازَةً ؟ قَالَ : قَالَ الصِّدِّيقُ : أَنَا ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : مَا كَانَ اللَّهُ لِيَجْمَعَ هَذِهِ الْخِصَالَ إِلَّا لِرَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ .
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ قثنا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ : مَنْ جَهِلَ فَضْلَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ فَقَدْ جَهِلَ السُّنَّةَ .
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ ، نا عَلِيُّ بْنُ عَابِسٍ ، عَنْ كَثِيرٍ النَّوَّاءِ أَبِي إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُلَيْلٍ قَالَ : قَالَ عَلِيٌّ : إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيُّ إِلَّا قَدْ أُعْطِيَ سَبْعَةَ رُفَقَاءَ نُجَبَاءَ ، وَإِنَّ نَبِيَّكُمْ عَلَيْهِ السَّلَامُ أُعْطِيَ أَرْبَعَةَ عَشَرَ ، قُلْنَا : مَنْ هُمْ ؟ قَالَ : أَنَا ، وَابْنَايَ ، وَحَمْزَةُ ، وَجَعْفَرٌ ، وَأَبُو بَكْرٍ ، وَعُمَرُ ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ ، وَحُذَيْفَةُ ، وَعَمَّارٌ ، وَالْمِقْدَادُ ، وَأَبُو ذَرٍّ ، وَسَلْمَانُ ، وَبِلَالٌ رَحِمَهُمُ اللَّهُ .
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ قثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ قثنا أَبُو بَكْرٍ الْهُذَلِيُّ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ : كَانَ عَلِيٌّ إِذَا ذَكَرَ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ قَالَ : رَحِمَهُمَا اللَّهُ أَخَوَايَ أَخَوَايَ .
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ قثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ : سَمِعْتُ وَكِيعَ بْنَ الْجَرَّاحِ يَقُولُ : لَوْلَا أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ ذَهَبَ الْإِسْلَامُ .
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي حُمَيْدُ بْنُ مَسْعَدَةَ قثنا يُونُسُ بْنُ أَرْقَمَ ، عَنْ أَبِي إِسْمَاعِيلَ كَثِيرٍ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ هَانِئٍ ، عَنْ أَبِي سَرِيحَةَ قَالَ : سَمِعْتُ عَلِيًّا وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ يَقُولُ : كَانَ أَوَّاهًا مُنِيبَ الْقَلْبِ ، يَعْنِي أَبَا بَكْرٍ ، وَإِنَّ عُمَرَ نَاصَحَ اللَّهَ فَنَصَحَهُ اللَّهُ .
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَتْنِي أُمُّ مُحَمَّدٍ خَدِيجَةُ - عَجُوزٌ كَانَتْ تَخْتَلِفُ إِلَى أَبِي رَحِمَهُ اللَّهُ تَسْمَعُ مِنْهُ وَتُحَدِّثُنَا - قَالَتْ : نا أَبُو النَّضْرِ قثنا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ ، عَنْ رَبِيعِ بْنِ أَنَسٍ قَالَ : مَثَلُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ فِي الْكِتَابِ الْأَوَّلِ مَثَلُ الْقَطْرِ ، أَيْنَمَا وَقَعَ نَفَعَ .
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ قثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ : سَمِعْتُ وَكِيعًا يَقُولُ ، وَنَحْنُ فِي طَرِيقِ مَكَّةَ : لَوْلَا أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ لَذَهَبَ الْإِسْلَامُ .
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُخَرِّمِيُّ قَالَ : رَأَيْتُ شُعَيْبَ بْنَ حَرْبٍ أَوْمَأَ إِلَى ابْنِهِ فَقَبَّلَهُ ، ثُمَّ قَالَ : أَتَدْرُونَ لِمَ قَبَّلْتُ مُحَمَّدًا ؟ لِأَنَّهُ قَدْ وَهَبَ نَفْسَهُ فِي نُصْرَةِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ .
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ إِشْكَابَ قثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قثنا أَبُو مَعْشَرٍ قثنا أَبُو وَهْبٍ ، مَوْلَى أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ لِجِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ : إِنَّ قَوْمِي لَا يُصَدِّقُونِي ، فَقَالَ لَهُ جِبْرِيلُ : بَلَى ، يُصَدِّقُكَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ .
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، قثنا خَالِدُ بْنُ نَافِعٍ مَوْلَى الْأَشْعَرِيِّينَ قثنا الْحُرُّ بْنُ الصَّيَّاحِ النَّخَعِيُّ قَالَ : بَلَغَنَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ، قَالَ : أَنَا فِي الْجَنَّةِ ، وَأَبُو بَكْرٍ فِي الْجَنَّةِ ، وَعُمَرُ فِي الْجَنَّةِ ، وَعُثْمَانُ فِي الْجَنَّةِ ، وَعَلِيٌّ فِي الْجَنَّةِ ، وَطَلْحَةُ فِي الْجَنَّةِ ، وَالزُّبَيْرُ فِي الْجَنَّةِ ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ فِي الْجَنَّةِ ، وَسَعْدٌ فِي الْجَنَّةِ ، وَسَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ فِي الْجَنَّةِ .
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، قثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قثنا غَالِبٌ ، يَعْنِي : الْقَطَّانَ ، قَالَ : قَالَ بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ : إِنَّ أَبَا بَكْرٍ لَمْ يَفْضُلِ النَّاسَ بِأَنَّهُ كَانَ أَكْثَرَهُمْ صَلَاةً وَصَوْمًا ، إِنَّمَا فَضَلَهُمْ بِشَيْءٍ كَانَ فِي قَلْبِهِ .
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو مَعْمَرٍ قثنا الْهَيْثَمُ بْنُ عَدِيٍّ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ مُجَالِدٍ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ : قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : أَوَّلُ مَنْ صَلَّى أَبُو بَكْرٍ ، ثُمَّ تَمَثَّلَ بِأَبْيَاتِ حَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ إِذَا تَذَكَّرْتَ شَجْوًا مِنْ أَخِي ثِقَةٍ فَاذْكُرْ أَخَاكَ أَبَا بَكْرٍ بِمَا فَعَلَا خَيْرَ الْبَرِيَّةِ أَتْقَاهَا وَأَعْدَلَهَا إِلَّا النَّبِيُّ وَأَوْفَاهَا بِمَا حَمَلَا وَالثَّانِي التَّالِي الْمَحْمُودُ مَشْهَدُهُ وَأَوَّلُ النَّاسِ مِنْهُمْ صَدَّقَ الرُّسُلَا
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ سُفْيَانَ قثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو قثنا زَائِدَةُ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : طَيْرُ الْجَنَّةِ أَعْظَمُ مِنَ الْبُخْتِ ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّ ذَاكَ لَطَيْرٌ نَاعِمٌ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ : يَا أَبَا بَكْرٍ ، آكِلُهُ أَنْعَمُ مِنْهُ ، وَاللَّهِ إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ تَكُونَ يَا أَبَا بَكْرٍ مِمَّنْ يَأْكُلُ مِنْهُ
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ سُفْيَانَ قثنا مُعَاوِيَةُ ، يَعْنِي : ابْنَ عَمْرٍو ، قثنا زَائِدَةُ قثنا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ ، عَنْ عُرْوَةَ قَالَ : أَتَى قَوْمٌ عُمَرَ فَقَالُوا : مَا رَأَيْنَا خَلِيفَةً خَيْرًا مِنْكَ ، قَالَ : فَضَرَبَهُمْ عُمَرُ فَقَالَ : أَتَقُولُونَ هَذَا لِي وَقَدْ رَأَيْتُمْ أَبَا بَكْرٍ ؟
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ سُفْيَانَ قثنا مُعَاوِيَةُ يَعْنِي : ابْنَ عَمْرٍو ، قثنا زَائِدَةُ قثنا مُغِيرَةُ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ : قَالَ رَجُلٌ لِعُمَرَ : مَا رَأَيْتُ رَجُلًا خَيْرًا مِنْكَ ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ : رَأَيْتَ أَبَا بَكْرٍ ؟ فَقَالَ : لَا ، قَالَ : لَوْ قُلْتَ : نَعَمْ ، لَجَلَدْتُكَ .
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ سُفْيَانَ ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ ، يَعْنِي : ابْنَ عَمْرٍو ، قثنا زَائِدَةُ ، عَنْ مُغِيرَةَ قَالَ : سَمِعْتُ الشَّعْبِيَّ يَقُولُ : قَالَ عُمَرُ : إِنِّي لَأَسْتَحْيِي مِنْ رَبِّي أَنْ أُخَالِفَ أَبَا بَكْرٍ .
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ خَالِدٍ الْفَحَّامُ أَبُو جَعْفَرٍ ، نا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمٍ ، عَنْ كَثِيرٍ ، يَعْنِي : النَّوَّاءَ ، قَالَ : قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ : إِنَّ فُلَانًا حَدَّثَنِي ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ ، أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ أُنْزِلَتْ فِي أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ {{ وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ }} ، قَالَ : وَاللَّهِ إِنَّهَا لَفِيهِمْ أُنْزِلَتْ ، فَفِي مَنْ نَزَلَتْ إِلَّا فِيهِمْ ، قُلْتُ : وَأَيُّ غِلٍّ هُوَ ؟ قَالَ : غِلُّ الْجَاهِلِيَّةِ ، إِنَّ بَنِي تَيْمٍ وَعَدِيٍّ وَبَنِي هَاشِمٍ كَانَ بَيْنَهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، فَلَمَّا أَسْلَمَ هَؤُلَاءِ الْقَوْمُ تَحَابُّوا ، فَأَخَذَتْ أَبَا بَكْرٍ الْخَاصِرَةُ ، فَجَعَلَ عَلِيٌّ يُسَخِّنُ يَدَهُ فَيُكَمِّدُ بِهَا خَاصِرَةَ أَبِي بَكْرٍ ، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ .
حَدَّثَنِي أَبُو صَالِحٍ الْحَكَمُ بْنُ مُوسَى ، نا شُعَيْبُ بْنُ إِسْحَاقَ ، عَنْ مِسْعَرٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ ، عَنْ خَيْثَمَةَ قَالَ : أَتَى عُمَرَ شَاعِرٌ فَقَالَ : أُنْشِدُكَ ؟ فَمَا اسْتَنْشَدَ قَالَ : فَجَعَلَ يُنْشِدُ فَذَكَرَ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فِي شِعْرِهِ فَقَالَ : رَحِمَ اللَّهُ مُحَمَّدًا بِمَا صَبَرْ ، قَالَ عُمَرُ : قَدْ فَعَلَ ، قَالَ : ثُمَّ أَبَا بَكْرٍ جَمِيعًا وَعُمَرْ ، فَقَالَ : مَا شَاءَ اللَّهُ .
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قثنا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّيْسَابُورِيُّ قَالَ : سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّزَّاقِ يَقُولُ : وَاللَّهِ مَا انْشَرَحَ صَدْرِي قَطُّ أَنْ أُفَضِّلَ عَلِيًّا عَلَى أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ ، وَرَحْمَةُ اللَّهِ عَلَى أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ ، وَرَحْمَةُ اللَّهِ عَلَى عُثْمَانَ ، رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَى عَلِيٍّ ، وَمَنْ لَمْ يُحِبَّهُمْ فَمَا هُوَ بِمُؤْمِنٍ ، وَإِنَّ أَوْثَقَ أَعْمَالِنَا حُبُّنَا إِيَّاهُمْ أَجْمَعِينَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَجْمَعِينَ ، وَلَا جَعَلَ لِأَحَدٍ مِنْهُمْ فِي أَعْنَاقِنَا تَبِعَةً ، وَحَشَرَنَا فِي زُمْرَتِهِمْ وَمَعَهُمْ ، آمِينَ رَبَّ الْعَالَمِينَ .
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، قَالَ : قُرِيءَ عَلَى يَعْقُوبَ ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ ، فِيمَنْ شَهِدَ بَدْرًا : أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ ، وَاسْمُ أَبِي بَكْرٍ عَتِيقٌ ، وَهُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ كَعْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعْدِ بْنِ تَيْمٍ .